مُقَامرةٌ على شرف الليدي مِيتسي > مراجعات رواية مُقَامرةٌ على شرف الليدي مِيتسي

مراجعات رواية مُقَامرةٌ على شرف الليدي مِيتسي

ماذا كان رأي القرّاء برواية مُقَامرةٌ على شرف الليدي مِيتسي؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.

مُقَامرةٌ على شرف الليدي مِيتسي - أحمد المرسي
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم



مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    5

    "مقامرة على شرف الليدي ميتسي.. علاقات متشابكة في زمان آخر اجتمعت بآلام الوحدة"

    تتعدد المناصب بين البشر، وبيئاتهم، ورغباتهم، لكن مهما اختلفوا تظل هناك احتياجات راسخة في النفوس، لا تتأثر بزمان ولا مكان، وقد يتسبب هذا الضعف في ظلم وأذى ضد كثير من الأطراف دون معرفة الجاني من البريء.

    الحكاية هنا تدور في زمن بعيد، حيث البيوت البسيطة، والخيول، وزي الملوك والملكات، والطربوش، ورغم أنها تفاصيل تبدو بعيدة إلا أن الحكاية قريبة، وتمسّ وجدان القارئ ويصبح جزءًا منها ومن شخصياتها.

    يبدأ النص الروائي بعتبة أكثر من رائعة، شخص يتوفى، وبجانبه نعثر على صورة فوتوغرافية، هذه الصورة هي مفتاح التشويق والفضول الذي دفع تساؤلات كثيرة أهمها: ما الذي يجمع هذا الخيل بهذه السيدة وهذه الجثة!

    بسرد روائي ممتع مكثف، بعيد عن أي إسهاب، ولغة مناسبة رائعة، نتعرف على هذه العلاقات المتباعدة كيف اجتمعت معًا، وكيف أثرت الطروف في حياتهم، حتى صاروا في رباط جبري يمسّهم عاجزين عن التحرر منه.

    شخصيات الرواية بديعة، حسيّة، وكلها لها جانب إنساني راقٍ جميل من "سليم أفندي" إلى "الليدي ميتسي". في رأيي أفضل شخصية في النص هي شخصية المراهن "مرعي المصري"، تركيبة متناقضة مبهرة ومقنعة، يضعف بين الحب وشهوة الربح، شهم في الأوقات العصيبة، يغتاله طمع في أوقات أخرى، شخصية لها تفاصيل استثنائية ومميزة جعلتها محور الأحداث، وقدمت النص بشكل مبتكر وممتع، وجعلتني متعاطف معها بالتحديد مهما كرهته باقي الشخصيات.

    في ذاك الزمان البيئة مختلفة، والناس مختلفون عن عصرنا الحالي، وهنا جاء الدور القوي للغة الحوار، فاستخدام اللهجة العامية والاعتماد على ألفاظ مهمة عن الخيول والرتب العسكرية والأماكن جاء موفقًا للغاية، وأضاف الكثير من التفاصيل الواقعية للنص، جعلت القارئ يعيش هذا العالم بكل تفاصيله، ولو كان استخدام الحوار بالفصحى أعتقد كان سيخسر النص كثيرًا من جودته وصدقه.

    مع تطور الأحداث نتعلق بالشخصيات، ورغم إيقاع الأحداث السريع والممتع إلا أنه لم يُفقد النص نزعته التأملية في أحوال الشخصيات ووجدانها، فسمعت صهيل وحمحمة الخيول في السباق وكيف خسرت الفرس، وتأثرت بمرض "عايدة" وكيف ستتجاوز هذه الصعاب، وسمعت صراخ "هوزان" وتأثرت بحاله وهو يُضرب بكل قسوة، إضافة إلى وجود شخصيات تاريخية قاربة من الأذهان مثل شخصية "البارون إمبان" الذي وضعنا أمام زمانه وتخيلنا ما يدور حوله وصار النص تاريخيًا لا يتجرد من إنسانيته. كل الأحداث في خدمة الشخصيات، وكل الشخصيات في خدمة الأحداث، فجاء النص الروائي متماسكًا، واثقًا من أدواته، صادقًا في مشاعره.

    ربما المشترك الأكبر بين الشخصيات هو الشعور بالوحدة، من "سليم أفندي" إلى "مرعي المصري" إلى "الليدي ميتسي"، الجميع يبحث عن شخص يكون بمثابة حصن الأمان المفقود: الأمل الذي يدفع للاستمرار وتجاوز المِحن، فمهما اختلفت السُلطة والمستوى يظل في كل من هؤلاء إنسان بسيط في جذوره.

    عمل روائي عبقري، وصورة سينيمائية مبهرة، شاهدتها أمامي بكل تفاصيلها القوية، وتأثرت بكل شخصية، روائي متمكن من أدواته تمامًا مثل "مايسترو" يقود موسيقى متناغمة جميلة، وقدّم نصًا بديعًا، غني بتفاصيله، وفريد في متعته الأدبية.

    Facebook Twitter Link .
    23 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    مصادفة عابرة قادتني لهذه الرواية الجميلة، وكانت مفاجأة أجمل،

    وجاءت المفاجأة التالية في وصولها للقائمة الطويلة للبوكر هذا العام،

    من السطور الأولى للرواية يدرك القارئ أنه إزاء عالم روائي محكم، يستفز المشاعر بشكل إيجابي لمعرفة ما وراء حكايات فوزان الطحاوي ثم سليم حقي ثم السيدة التي سميت الرواية باسمها "الليدي ميتسي" .. تنساب الحكايات وتتشابك حتى نتعرف من خلالهم بالعودة إلى قاهرة العشرينيات زمن سباقات الخيول .. وبكل بساطة نتنقل بين حكايات أبطالها .. سليم حقي ذلك الضابط الذي تنفلت منه الحياة في لحظة ثورة، ومرعي المصري الذي يلعب بالرهانات ولكنه يتورط في حب غائب ومجهول، وفوزان المسكين الذي يتفتح وعيه في ذلك العالم المتضارب ...

    Facebook Twitter Link .
    11 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    5

    واحدة من افضل الروايات اللي قريتها في حياتي، فيها مجهود بحثي جبار

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    يبدأ الكاتب بمقدمة يروى فيها وفاة عجوز يسمى فوزان الطحاوي ومحاولة ابن عمه أن يبحث في داره عما سرقه فوزان من أبيه وهو في عمر الرابعة عشر بعد أن قتله، هذا ما عرفه وما تربي عليه من صغره، في البداية عندما قرأت المقدمة، وأخذت أنهل من أحداث الرواية، ظننت أن الكاتب قد حرق الحبكة بمثل هذا المقدمة ولكن خبايا تفاصيل الأحداث كان لها رأي آخر....

    لقد مات برجس الطحاوي عم فوزان لأنه قدّر له الموت، مثلما مات فوزان عندما قدم أجله....

    رواية بديعة تدور في أثناء القرن العشرين حيث انتشرت الرهانات على صراعات الديكة و سباق الخيل، الوصف رائع فوق الوصف وخاصة في ذكر أحداث السباقات، شعرت وأكنني أرى السباق رؤيا العين وأسمع صياح المتفرجين بأذني، وهذا نادرًا ما يحدث لي حين أشعر نفسي كأحد أبطال الرواية وليس مجرد شخص فضولي يتعمق في تفاصيل الأحداث من خلال استخدام خياله لتجسيد بعض الأسطر من الحروف وهذا وإن دلّ فيدل على تمكن الكاتب من لغته وحسن وصدق تعبيره بالحد الذي ينقل الأحداث والشعور للقارئ...

    أربع شخصيات من بيئات مختلفة قدّر لهم اللقاء لمدة من الوقت لكن لكل منهم تأثير في حياة الآخر يظل مدفونًا في صدورهم وإن غاب ذات الشخص عن حياتهم، أليست هذه سنة الحياة؟! أن جميعنا فترات في حيوات غيرنا ؟

    سليم حقي مصري أصيل ذو نخوة ومروءة رفض الخضوع للإنجليز وهم يطلقون الرصاص على إخوته المصريين فأودى ذلك بمستقبله كله ورفد من عمله كضابط، يسير في الأرض محاولًا العثور على المال من أجل علاج زوجته، ربما في لحظات مرضها كانت بحاجة بحنوه ووجوده بجانبها وتنازله عن كبريائه لتشفى مما أصابها ولكنه كان قد فقد الثقة في نفسه بعد رفده وكان يري نفسه غير مستحق لوجودها في حياته فأراد أن يثبت ذلك لنفسه قبلها بتوفير المال بأي طريقة ممكنة فتارة يدخل في صراعات الديكة فلا يناله منها إلا الضرب المبرح وتارة في سباقات الخيل التي كانت سبب إلتقائه مع مرعي المصري...

    مرعي المصري سمسار في سباقات الخيل، أو كما وصف نفسه عربجي يدرك في قرارة نفسه بذلك وأنه لا يستحق أن يحب لذلك عدما وجد من أحبته، تبتر عليعا وأذاقها من المر ألوانًا حتى فضلّت الموت علة حياتها معه، ولكنها لم تغادره ولم تتركه فدائمًا ما كان يشعر بها معه تحدثه وتلوم عليه، تفرح لحزنه وكأنها تشفي غليلها منه ومما أذاقها، استغل فرصة احتياج الليدي ميتسي لمن تثق فيه للمشاركة في سباق الخيل...

    الليدي ميتسي امرأة إنجليزية فقيرة عشقت حب الخيل من ولدها فكانت تراهن عليها لتكسب المال لتأتي له بالدواء ولكنها مات، وعاشت على هذا الأمل أن تكسب في رهانات الخيل فيعود لها ولدها، تزوجت من أحد الأثرياء لتضمن هذا الأمر فالكثير من المال تراهن به، سجنت نفسها في فكرة وهمية وعاشت لتحقيقها، وعندما كتب لها الفوز ولم يعود ابنها وقتها أدركت أنها تعلقت بوهم لتعيش ولتستمر في حياتها، فأصابها الوهن والضعف وأدركت وحدتها فتسولت تطلب الحب وكأنه سبيل الخلاص ولكن هذا أيضًا بخلت به دنياها عليها، وعندما جاء ممن لا تريده رفضته، وهذه معضلة كونية نريد الحب من شخص معين فإن لم يأتي وأتى من غيره تمردنا وكأننا لنا الحق في تحديد ما نريد بل والتشرط أيضًا بكيفية حصوله، ألسنا عبيدًا لرب السماء ؟ فكيف يضع العبد نفسه بمنزلة الرب الواهب الرزاق؟ حاشا...

    فوزان في الرابعة عشر من عمره توكل إليه مهمة توصيل الفرس شمعة التي شهد ولادتها لللأفندية في مصر والعودة بذهبات عمه إلى جزيرة سعود وذلك بعد أن ابهرهم فوزان بمهارة وسرعة فرسه شمعة وفوزها في السباق على الأبطال وإلا ناله من عمه، يدرك جيدًا أن عمه سرق ماله ومال أبيه بعد أن قتله ويجعله يشتغل عنده مثل العبد، فكان ذلك سبيل لقائه بسليم ومرعي والليدي ميتسي، فتى بدوي يعيش في الصحراء ينتقل فجأة لعمار المدن حيث هيليوبلس التي بناها البارون امبان أوما يعرف الآن بمصر الجديدة، يدرك أن الحياة بها سباق يأكل القوي فيه الضعيف وأنها لا تقارن بحياته في الصحراء وكثيرًا ما تمنى عودته لأمه بعد أن ذاق مرار العيش بها، يتعرف على عايدة زوجة سليم المرأة البيضاء الطيبة التي لم ير في جمالها....

    قد تصنف الرواية ضمن الروايات النفسية ففيها الكثير من الصراعات بين صفحات الرواية وإن كان أكثرها بين الشخصيات أنفسهم فمنهم من يصارع وحدته ومنهم من يصارع نفسه ليهرب من كونه سبب في انتحار أحبته ومنهم من يصارع ثقته بنفسه، ومنهم من وجد نفسه في صراع لا يدرى له مخرجًا...

    تحتوى أيضًا على بعد عقدي تتمثل في لماذا خلق الله الشر والمرض؟ ولماذا لا يحدث كل ما نريده؟ ولماذا لا يستجيب الله دعاءنا بما نريد ؟ وهذا الأمر يدخل تحت باب الإيمان بالقضاء والقدر وأن كل ما يحدث لنا هو لعلة يعلمها الخالق سبحانه ومالنا سوى التسليم المطلق فهذا مُلكُه يُحدث فيه ما يشاء وقتما يشاء كيفما يشاء وما نحن إلا عبيده..

    سبق وأن ذكرت أنني أؤمن أن الكتاب هو من يختار صاحبه، أو أن القدر يسخر لك ما يعينك على عقبات حياتك وقد يكون ذلك في صورة كتاب، ويزداد إيماني بهذا مع الوقت فقد حدث هذا معي ثانية أثناء قراءة الرواية..

    يؤخد على الكاتب استخدام لغة ثلاثينات القرن العشرين وإن كانت لم تؤثر كثيرًا على فهم الأحداث، ولكن مع إدراكي التام أن أحداث الرواية كانت تقتضي هذا الأمر ولكننا الآن في ثلاثينيات القرن الواحد وعشرين بعد حوالي مائة سنة من أحداثها فأين للقارئ بمعرفة ممعاني هذه الألفاظ إن لم يكن متمرس في اللغة ؟

    Facebook Twitter Link .
    3 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    ◾اسم الرواية : مقامرة على شرف الليدي ميتسي

    ◾اسم الكاتب : أحمد المرسي

    ◾نوع الرواية : دراما انسانية فلسفية اجتماعية تاريخية

    ◾اصدار عن دار دون للنشر و التوزيع

    ◾عدد الصفحات : ٥٢٠ صفحة على أبجد

    ◾التقييم : ⭐⭐⭐⭐⭐

    "هل تستحق الأمنيات البعيدة كل تلك المخاطرة؟ هل تفعل الهشاشة كل ذلك؟ هل يمكن أن تخرب أمنية حياة إنسان؟"

    تبدأ أحداث الرواية بوفاة هادئة لـ(فوزان الطحاوي) وحيداً فقيراً في منزله بالقرية التي نشأ وترعرع فيها، وفاة كانت نقطة انطلاق للشيخ (غالب) للبحث عن حقه الضائع والحقيقة التي أخفاها (فوزان) لسنوات وآن الأوان لتُرد الحقوق الي اصحابها، بحث عن عقود وأوراق ملكية في منزل الراحل ليكون نصيبه صورة فوتوغرافية يرجع عمرها لعشرينيات القرن الماضي ويرسم ملامحها أمنيات مُرهِقة وألاعيب قدرية، صورة كانت كالحلم في ذلك الوقت لكل الموجودين بها، نقطة التقاء أمنياتهم وأحلامهم معاً -على اختلافها- قبل أن تعيد سُبل الحياة المختلفة كلاً منهم من حيث أتى، صورة فوتوغرافية تحمل بين طياتها حكاية من أغرب ما تكون، حكاية عن الأحلام وسط الواقع الصعب، حكاية أربع أشخاص وفرس عربية أصيلة!!

    ما الذي من الممكن أن يجمع بين طفل بدوي فقير على ظهر فرس عربية اصيلة إلى جوار سيدة انجليزية أنيقة، وبرفقتهما سمسار خيول مصري وضابط متقاعد؟! كيف يمكن أن تتلاقى طرق هذه الشخصيات ويجتمعون معاً في مكان واحد؟! انه طريق الامنيات والأحلام الذي تصادم مع قسوة الحياة الوَعِرة؛ فأثمر عن فصلٍ لا يُنسى في حياتهم جميعاً برغم اختلاف طبقاتهم وثقافاتهم إلا أن القدر وضعهم في نفس الإطار معاً.

    - سليم حقي : الضابط المصري الذي انتفض حينما رأى ظُلماً، وعلا صوته بالهتاف لزعيم الأمة؛ فأُحيل الي المعاش وضاع مع أسرته الصغيرة وسط طرقات الحياة التي منحته أفضل ما عندها وبعدها سلبت منه كل شيء بسرعة البرق، ثم قذفت به إلى طريق الرهانات و وضعته أمام مضمار خيول السباق ليلعب على حظه كما لعبت معه الحياة على سعادته.

    - مرعي المصري : الذي نشأ وعاش وسط المُعدمين وانتشر بين الأثرياء، ليجمع بين عالميْن مختلفيْن تماماً فأصبح يُجيد التعامل مع هؤلاء والاحتيال على أولئك، فحمل بداخله الصلابة واللين فهو "مصري" على كل حال.

    - الليدي ميتسي : كانت على قدر ثرائها غير مرغوبة وسط الأثرياء، فلا هي أصبحت من وسطهم الرفيع، ولا بقت وسط أناس تشبههم، فهي ببساطة وحيدة وسط غرباء في بلد غريب، فلم تجد سلوانها سوى في مضمار السباق، لعل الرهانات تحقق لها أمنية مستحيلة وتعيد لها حلماً ضائعاً.

    - فوزان الطحاوي : طفل عاش فقيراً معدماً في قريته، سُلِب حقه من أقرب الأقربين، ليجد نفسه مُلقىً فوق فرسه المُقرَّبة في طريق مجهول الي القاهرة التي كانت بالنسبة له بمثابة ضوء في آخر النفق، ولم يكن يدرك أن هذا الضوء ليس سوى نار لاهبة تحرق كل من اقترب منها.

    - الفرسة شمعة : أم الخيل كما كان اسمها، هي نقطة التقاء طرق الشخصيات الأربعة، وعلى ظهرها وُضِعت أحلامهم، ومن أجل سرعتها عُقِدت رهاناتهم، ومعها اجتمعوا، وبعدها تفرقوا.

    وفي مضمار (هليوبليس) لخيول السبق كان الخط الفاصل في حياة الشخصيات الأربعة، وأحلامهم التي تعلقت بالفرس الرابحة والتي على أساسها راهنوا، فهم لم يراهنوا لمجرد التسلية او اضاعة الوقت، ولكنهم راهنوا بحياتهم وقذفوا أمنياتهم أسفل سنابك الفرس لعلها تصل بهم لخط النهاية قبل الجميع، فتنقذ حيواتهم من الضياع وتكون عوناً في تحقيق أحلام ظنوها مستحيلة، لقد كانوا -كما وصفهم الكاتب- أشبه بكرات بلياردو تصادمت في لحظة خاطفة من الزمن فالتقت طرقهم ثم ارتد كل منهم في اتجاه، ولم يلتقوا ثانية.. أبدا!

    ◾رأيي الشخصي :

    أول ما لفت نظري للرواية كان غلافها المميز، وبمجرد قراءة الفصل الأول أجد نفسي ألتهم السطور التهاماً لمعرفة سر الصورة الفوتوغرافية والمغزى وراء الرواية، لأجد نفسي أمام ملحمة تاريخية اجتماعية تسلط الضوء على جانب من جوانب الحياة في مصر لما يطأه الكثيرون، تعقد مقارنة خفية عن حياة المصريين بين الفقر والثراء، وتُسلِّط الضوء على حدث تاريخي هام وملمح من ملامح الحياة في مصر قديماً، ألا وهو سباق الخيول والمقامرة عليها، فقد جعل الكاتب من مضمار الخيول دولة بداخل الدولة، يحدث فيها كل ما لا يستطيع عقلٌ توقعه، ويجتمع فيه جميع طبقات الشعب بداية من الخدم والعبيد إلى الأجانب وأصحاب المناصب العليا، وبين هؤلاء وأولئك حيوات مختلفة وأحلام ضائعة وأمنيات مؤجلة، فعرض الكاتب الصراع بين البشر على المال والسلطة والتميُّز، أبرز معاملة الأجانب للمصريين ممن هم أقل شأناً منهم، عرض الألاعيب الخفية وراء هذا المضمار، وسلَّط الضوء على فئات كانت ومازالت جزءً من المجتمع بالفعل، فعرض حياة البدو القاسية ونظرتهم المنبهرة لكل ما له علاقة بالقاهرة أو بالمُدن عموماً، وقد جعل الكاتب للرواية نظرة فلسفية واضحة... فتحدَّث عن الخط الفاصل بين الحب و الأنانية والامتلاك، عرض المشاعر الإنسانية بصورة شفَّافة واضحة، فكرة الموت والحياة التي طرحها الكاتب بصورة مؤثرة، الصداقة التي خلقتها الأيام بين أشخاص مختلفين تمام الاختلاف، كل ذلك الي جانب الاسقاطات السياسية للرواية خلق منها حالة فريدة ومؤثرة جداً، العمل يُبرز مجهود الكاتب الرائع والذي ينُّم عن بحث وتدقيق طويل، لقد اسرتني مشاهد السباق، وآلمتني مشاهد الموت والمرض، بكيت مع قلة حيلة (سليم) وضعف (فوزان) أمام قسوة الحياة، المشاهد جاءت واقعية دون أي ابتذال او اسهاب في الأحداث يصيب القاريء بالملل.

    ظننت أنني لن أستطيع إكمال الرواية بسبب صعوبة لغة الحوار -في البداية- الي جانب عدم تفضيلي للعامية في العمل الادبي، إلا أنني اقولها الآن بعد ان أنهيت العمل... إن كانت هذه الرواية كُتِب حوارها بالفصحى ربما كانت ستفقد جزءاً كبيراً من روعتها، التي خلقها استخدام الكاتب للغة حية من داخل مضمار السباق، لغة لها الفضل في اقحام الكاتب للقاريء في الأحداث دون أن يشعره بوجود أي حاجز يعوق ذلك، رواية ممتازة جداً ومختلفة للدرجة التي تشعرك أنك أصبحت جزءً لا يتجزأ من الأحداث وكأنك عاصرتها في زمان أو مكان ما، أنهيت قراءتها خلال أربعة أيام وأنصح بقراءتها بشدة.

    ◾النهاية :

    النهاية جاءت مؤثرة في كل اجزائها، فقد كنت أخشى أن يترك الكاتب النهاية مفتوحة، إلا أنه قد برع في عرض نهاية كل شخصية بصورة ممتازة خلال الأحداث، والتي حرص فيها على عنصر التشويق حتى السطور الأخيرة، عرض نهاية الشخصيات والأحداث حتى الأماكن لم يغفل عنها، فجاءت النهاية ممتازة ومناسبة للأحداث ومتماشية مع مغزى الرواية.

    ◾الحبكة :

    حبكة ممتازة، مُحكمة التفاصيل ومترابطة الأحداث، يصعب التكهُّن بخط سيرها.

    ◾الغلاف :

    غلاف رائع مصمَّم باحترافية شديدة؛ ويُعتبر أول ما جذبني للرواية بسبب اختلافه، فبمجرد النظر الى الغلاف ظننتها رواية مُترجمة، غلاف ملفت للنظر وله علاقة وثيقة بالأحداث مشيراً للحُقبة الزمنية التي تدور خلالها الأحداث وبعض اللمحات من الأحداث نفسها.

    ◾الأسلوب :

    اعتمد الكاتب اسلوباً مختلفاً، يجمع بين البساطة والتعقيد في آنٍ واحد، ليخلق بذلك اسلوباً فريداً مميزاً يتناسب مع الرواية، فقد نجح الكاتب منذ الفصل الأول في جذب انتباه القاريء -كما حدث معي- حيث اعتمد في تقديم الرواية على أسلوب الـ(Flash back) فبدأ روايته بما بعد النهاية، وهو بذلك يُنمِّي عنصر الغموض والتشويق، وقد نجح في المحافظة عليهما من بداية الرواية إلى آخرها، ويُعتبر (الوصف) هو أحد أهم عناصر الرواية إذ لجأ الكاتب لوصفاً تفصيلياً خلق من الرواية حالة حيَّة فتشعر وكأنك تشاهد فيلماً سينمائياً أمامك، وتجبرك الأحداث على معايشتها والتأثُّر بها.

    ◾اللغة :

    اعتمد الكاتب لغة عربية فصحى سرداً، فجاء السرد قوياً متماسكاً على درجة عالية من الفصاحة، غنياً بالتعبيرات البليغة والألفاظ المتنوعة، أما الحوار فقد جاء بالعامية المصرية غير المبتذلة والتي جاءت متأثرة بثقافة العصر الذي تدور فيه الرواية، فاستخدم الكاتب التعبيرات المنتشرة في ذلك الوقت والألفاظ العامية الدارجة في مصر في هذه الفترة؛ وهذه نقطة تُحسب للكاتب نظراً لوصوله لدرجة ممتازة من التعبير وخلق حالة لغوية فريدة معبرة عن الرواية وأحداثها، وقد حاول الكاتب خلال الأحداث الموازنة بين السرد والحوار، لتخرج لغته -في مجملها- قوية مؤثرة ومناسبة للرواية وأحداثها.

    ◾الشخصيات :

    تعددت شخصيات الرواية واختلفت على مدار الأحداث، ولكن روعة رسم الكاتب لكل شخصية وتقديمها لم يترك مجالاً للتخبُّط بين الشخصيات او حتى الاستياء من هذه الكثرة، وقد تنوعت الشخصيات مابين رئيسية وأخرى فرعية: شخصيات الرواية الرئيسية (فوزان، سليم، مرعي، ميتسي) لم يُقدِّمهم الكاتب بصورة صريحة مباشرة، وإنما ترك ذلك للأحداث التي طرحت ملامح كل شخصية بصورة مميزة خلال سير الرواية، أما الشخصيات الثانوية فقد جاءت تدور في نطاق الشخصيات الرئيسية ويرتبط وجودها بها، ولكل شخصية من الشخصيات دورها المؤثر والضروري في الأحداث والذي رسمه الكاتب وحرص عليه بدقة عالية، فشخصيات هذه الرواية أشبه بخيوط العنكبوت والتي برغم كثرتها ترتبط ببعضها ارتباطاً وثيقاً، فكل خيط يؤول للآخر ليُكوِّنوا بذلك شبكة قوية متداخلة.

    ◾اقتباسات من الرواية :

    📌"إن هؤلاء الذين لم يصلوا لأمانيهم يعيشون طوال حياتهم وهم يجرُّونها وراءهم، كمن رُبِطَت فيه جثة."

    📌"إن المنحة الوحيدة التي يمكن أن يمنحها العقل لكل من فقدوا الأمل هي المقدرة على خداع أنفسهم بأمل جديد."

    📌"وفَكَّرَ أن الموت لا يستحق هذا الخوف، إن ما يستحق الخوف أكثر هي الحياة."

    #مقامرة_على_شرف_الليدي_ميتسي

    #أحمد_المرسي

    #دار_دون_للنشر_والتوزيع

    #مراجعات_هدير #قراءات_2023

    #تجربتي_مع_ابجد

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    4

    قال كاتب أخر في زمن أخر و ظروف أخرى أن

    الموت عمل شاق

    و هو كذلك بالفعل و لكن أليست الحياة أيضا عمل شاق؟ الكل يخشى الموت و أحمد المرسي هنا له رأي أخر:

    ❞ وفكر أن الموت لا يستحق هذا الخوف، إن ما يستحق الخوف أكثر هي الحياة. ❝

    الرواية تنضح بالموت. بالفقد الذي لا يمكن تعويضه. بانقطاع الأمل و الرجاء مع التمسك بالأمنيات التي لا يمكن تحقيقها و التي لا تعدو كونها مقامرة أو مراهنات أو بلغة العام ألف و تسعمائة و عشرين: لوتريه.

    ❞ كان تجسيدًا لمفهوم الموت بلا قيمة، هل هناك موت بقيمة حتى يكون هناك موت بدونها؟ إن الحياة ذاتها عبث بلا هدف، إنه مثل الديك المذبوح؛ يرفرف وجسده يرتد بلا إرادة منه يمينًا ويسارًا بلا غاية؛ إن ما يحركه ليس روحه، ولكن طلوع روحه! ❝

    أربعة شخصيات رئيسية يتجسد الموت أمام كل منهم:

    فوزان الطحاوي و جثة والده على الجمل ماثلة أمام عينيه

    ❞ سيجدونه نائمًا على جانبه مثل الجنين مغمض العينين فاغرًا فاه، وقد ضم يديه إلى صدره، وسيظنون أنه كان يترجى الموت لإعطائه مهلة أخرى. ❝

    سليم حقي: و هاجس موت زوجته

    ❞ لو رايحة تموت، تموت موتة ذواتي زي ما عاشت عيشة ذواتي! ❝

    مرعي المصري: و شبح زينب

    ❞ عندما يقولون لك إنه مات، لن تتألم مباشرة؛ لأنك ستُكذِّب نفسك. ثم ستسأل: لماذا؟ وستغضب، وعندما لن تأتيك الإجابة ستصمت، ثم ستساوم. سيظهر الأمل الكاذب. سيقول لك إنه من الممكن أن يعود كل شيء كما كان.. ثم… ثم سيأتي الحزن لينقذك، سيترسب عميقًا في قلبك مثل مرساة، ولن يفارقك، لكنك ستعيش. ❝

    الليدي ميتسي: و الرجاء الخائب بانتصار ابنها على الموت.

    ❞ أحيانًا تكون أمنياتنا غير المحققة هي ذريعتنا للاستمرار.

    أنا أقول دائمًا إن الأمنيات مثل خيول السباق، يمكن أن يعيش الإنسان طوال عمره يراهن عليها، وهو يعلم أنه سيخسر، لكنه لا يملك مع شوقه للفوز إلا أن يفعل ذلك، دون أن يفقد الأمل، إنها أمنيات كاذبة، أمنيات خطرة يا مرعي أفندي.. تعلم يا مرعي أفندي! لو كانت الأمنيات خيولًا كنت اشتريتها.. ❝

    حتى الشخصية الثانوية التي بدأ بها الكاتب روايته و اختتمها بها: غالب الطحاوي. هو أيضا يتمثل جثة والده التي يظن أن فوزان قاتله.

    ❞ دار حول نفسه وهو يلهث من أثر الركض، فرآه يسير وراءه بخطوات ثابتة سريعة كالهرولة دون أن يُصدر عبارة واحدة. يشبه الموت بحركته، ثابت واثق وعلى ملامحه ترتسم ملامح ملائكة العذاب! ❝

    الكل يصارع الموت فهل سمعتم عن أحد يصرعه؟

    ❞ ما الموت؟ ربما سيعرف الآن. ❝

    الجاه زائل. الجمال زائل. المال زائل. القوة زائلة. الصحة زائلة.

    إذا ما الذي يتبقى لنا بعد كل ذلك؟

    ❞ لقد كان يعلم أن كل شيء انتهى، كان يرتعش والدموع متحجِّرة في عينيه، كان يقف في ثبات رجل يهدم حياته بنفسه راضيًا عن نهايته، لقد عاش سنوات وشهورًا في ذلك الجسد الذي لم يكن جسده، وتحدث بتلك الأحاديث التي لم تكن أحاديثه، وهو الآن يرفض كل ذلك. ❝

    ❞ لقد كانت آية في الجمال. تساءل أين ذهب كل هذا البريق؟ شعرها طويل كستنائي، مفروش بجوارها على الوسادة. بشرتها بيضاء حليبية، بملمس المخمل. وعيناها عسليتان، لم يرَ من قبلُ عينين بذلك الجمال. ❝

    ❞ لقد كان كل ذلك مجرد وهم، لقد ركض وراء السراب، أفسد كل هذا حياته، لم يتغير شيء، كيف كان موهومًا إلى تلك الدرجة، هل تستحق الأمنيات البعيدة كل تلك المخاطرة؟ هل تفعل الهشاشة كل ذلك؟ هل يمكن أن تخرب أمنية حياة إنسان؟ لماذا لم يقتل تلك الأحلام من البداية؟ لقد كانت كل الدلائل تقول إنه لا فائدة، ولكنه لم يقتلها! لماذا؟ هل لأنها جميلة، أم لأننا أضعف من أن نقتل أحلامنا السخيفة؟ ❝

    ❞ لم تفقد جمالها رغم سنها، هناك عطر يظل يفوح من المرأة كلما تقدمت بها السنوات، حتى وإن بدأت أوراق زهرتها بالذبول، يظل هذا الأريج يضوع منها، شيء ما في العينين واللفتات، وهي رغمًا من هذا التعب البادي عليها، كان يرى بداخلها أنثى أخرى جميلة، ببشرتها البيضاء التي تمسُّها التجاعيد برقَّة واستحياء، وتظهر جليةً محفورةً عندما تضحك بجوار عينيها.

    ⁠‫إن هناك حياة كاملة بداخل هذه المرأة لم تعِشْها بعدُ، لديها كثير من عسل الأنوثة الرائق الذي لم يتجرع منه بشرٌ بعدُ. ❝

    هل ما نعيشه هو فعلا حقيقة أم أن الموت و الزوال هو الحقيقة الوحيدة. إن كان ذلك كذلك فلماذا يحدث كل هذا؟ الأسئلة الأبدية التي علقت بلا إجابه نتفق عليها جميعا و التي ستظل تؤرقنا حتى النهاية. نهايتنا. فأين الخطأ؟ و من يفعله؟ و من يتحمل نتيجته؟

    ❞ إن الخطأ ليس خطأه، إنه خطأ القدر يا عايدة، خطأ الدنيا، النصيب، إنها القسمة غير العادلة، تلك القسمة التي وضعتهما في طريق بعضهما، وَرَمَتْهُ بلا عمل، وأمرضتها، إنها القسمة غير العادلة. ❝

    هل هنالك من حل إلا التماهي مع هذه الحياة و اقتناص ما يرسم البهجة و ان كانت لحظات قليلة من عمرنا و من عمر الزمان؟

    ❞ يجب علينا أن نتصالح مع الحياة، بكل ما فيها من ألم وخذلان؛ لأن بعض الأماني لا تتحقق يا مرعي، بعض الأماني لا تأتي، ولا نملك إلا أن نتركها ترحل بعيدًا ولا نضيع أعمارنا بالركض وراءها. ❝

    ❞ كان صادقًا في حديثه، مندفعًا متحمسًا، كأنما وجد فرصة ليتكلم، وكانت هي تسمع له بإنصات وشغف. اندمج في الحديث، فقام من جلسته، أخذ يرسم لها ظلالًا على الحائط بيديه، على الضوء الشاحب.. كانت ظلال حديثه تتحرك، ترسم غزلانًا، وأرانب برِّية، وجِمالًا، وحَجَلًا، وخيولًا، وطيورًا، وبنادق، وكانت هي تضحك من قلبها، لأول مرة منذ شهور! ❝

    علينا أن نستمر في الركض و نختلس النظر يمينا و يسارا لعلنا خلال سعينا الدؤوب للنهاية نلمح على جانبي الطريق ما يرسم على شفاهنا ابتسامة سعادة أو حتى يزيح عن كواهلنا بعض العناء.

    ❞ يركض وراء العربة حتى تختفي، لن يعرف لماذا سيركض، لن ينادي حتى، سيركض حتى يتعب، ثم سيقف عند نهاية الشارع، والعربة تبتعد، سيشعر أن جزءًا من قلبه قد ذهب معها، لن يعود هذا الجزء ثانية إلى مكانه مرة أخرى. ❝

    و دائما تبقى الذكريات حتى و ان رحلنا جميعا

    ❞ تمنى ألا ينتهي هذا اليوم أبدًا، لكنه انتهى، فالأوقات السعيدة لا تدوم طويلًا، لكن تبقى ذكراها للأبد. ❝

    تتبقى كلمة أخيرة للكاتب المبدع أحمد مرسي الذي تشرفت بالقراءة له لأول مرة:

    اللغة ممتازة و المزج بين العربية و العامية عبقري سيما و أن العامية هنا بلهجات مصرية و نوبية و بدوية و سودانية و كلها سليمة و دقيقة و مناسبة لقرن مضى تماما. الفكرة و توظيفها و السرد و الحوار و العمق و التشويق و تقسيم الفصول كلها في منتهى البراعة. ما جعلني أتردد في اعطاء العلامة الكاملة للرواية هي النهاية التي لا تتناسب مع الظلال الثقيلة للأحداث فنحن نعلم جيدا أن الحياة أشد وطأة من ذلك بكثير.

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    2

    وكأنك تشاهد مسلسلا بمشاهد و ردة فعل مكررة.. الكثير من الدموع التي يذرفها الابطال.. الكثير من اللكمات.. حتوتة قد تكون ممتعة للبعض، قوة العمل في تصوير حقبة العشرينيات في مصر.. الحوار بالعامية و لهجاتها.. والسرد كان اقرب للعامية .. قد يرى البعض ان توظيف اللهجات نقطة قوة في العمل، لكن ماذا يبقى منه لو ترجم؟

    القصة و الاحداث متوقعة في الكثير من ردات فعل الابطال.. كثير من المشاهد شاهدتها حرفيا في السينما .. الابيض والاسود بالذات.. الحديث عن الاماني و استحالة تحقيقها كثيمة للعمل كان مصطنعا و بالذات ان الشخصيات فجأة تكرر هذه الفكرة وكأنها تريد ان تقول للقارئ ان لم تنتبه لفكرة الرواية فها هي ذا امامك.. الرسائل التي في اخر الرواية اصدق مثال على ذلك… اجمالا شعرت انني امام مشروع لسيناريو فيلم اكثر من نص روائي.. وهذا النوع من الروايات له قراؤه و محبوه.. لكني لست منهم.

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    من أمتع الروايات اللي انا قرأتها في حياتي.. حقيقي استمتعت جدِا بحكاية سليم حقي ومرعي وفوزان الطحاوي والسيدة الإنجليزية ميتسي وحسيت بتناغم رهيب ما بين كل فصل وفصل في الرواية وماحسيتش بملل خالص..

    وعجبتني اللغة جدًا والحوار المتقن اللي مكتوب بحرفية شديدة

    خالص تحياتي للكاتب وفي انتظار عمله القادم ♥️

    تقييمي ٥ من ٥

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    2 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    5

    بتبدأ أحداث الرواية بأكتشاف موت فوزان الطحاوي علي سريره كأنه نائم في وضعية الجنين ضامم رجله لصدره، بيكشتف موته رجل من رجال عائلة الطحاوي، و الي اقتحم بيته المتهالك لما عرف خبر وفاته و قرر يفتش عن سر (فوزان الطحاوي) و بين اغراضه بيلاقي صورة.. صورة ابيض و أسود قديمة عبارة عن طفل علي ظهر فرسة بيضاء و أتنين رجالة و سيدة ((خواجاية)) إنجليزية

    و خلف الصورة كُتب.. الست ميتسي الإنجليزية، مرعي أفندي المصري، و أخيراً سليم أفندي حقي..

    يا تري.. مين دول، و علاقتهم ايه بالرجل الميت علي سريره، و ايه علاقة الفرسة البيضاء بقصتنا الرائعة دي؟؟

    في البداية أحب اقول ان رواية مقامرة علي شرف الليدي ميتسي حقيقي رواية تستحق القراءة، و عمل أدبي متقن متعوب عليه و دا الي هنعرفه في المراجعة ♥️👌

    دلوقتي أحنا قدام عمل أحداثه بدور في سنة ٢٥، يعني كان طريقة كلام الناس و لبسهم و ألفاظ بعض الاشياء زي العربيات و الادوات الكهربائية و الأمثلة الشعبية مختلفة تماما عن الحاضر

    و هنا يرفع القبعة احتراما للكاتب، علي محافظته لكل التفاصيل الي تدخل القارئ في هذه الحقبة..

    و عشان تفهم اكتر نتكلم عن اللغة و السرد و الوصف

    لغة العمل عربية فصحي جميلة و قوية و مواكبة أجواء العمل بكل براعة و سلاسة.. و من اقوي جوانب العمل هو الــحــوار، الي كان شديد الأتقان في اختيار الألفاظ الي كانت موجودة في الزمن دا بل و حفاظه علي تميز كل عرق بلغة مختلفة

    يعني مثال أهل البندر مش بيتكلوا زي أهل البدو، و الخواجات و الأفنديات برده لسانهم يختلف عن باقي الشعب

    و دا كان شيء في منتهي المتعة لانه ركبك آلة زمنية و رجعك للزمن دا

    كذلك الوصف.. وصف المكان و الشوارع و السيارات (الاوتومبيل) و ملابس الأشخاص كل دا كان بمشهادية عالية كأنك بتشاهد فيلم سينمائي.

    شخصيات العمل في قمة الجمال.. شخصيات حقيقية من لحم ودم تتعلق بيهم و تحزن لحزنهم و تصدق مشاعرهم

    كل شخصية لها دوافعها و شرح كافي ل (ليه هي بتعمل كدا) و العمل كان بيلعب علي حتة التعلق بالأمل، التعلق المرضي، حتي لو المنطق بيقول ان خلاص فات وقت ان يكون في امل اصلا بس مازلت متعلق بشيء من سابع المستحيلات أنه يحدث

    العمل كله بيتمحور حول الأربعة شخصيات الي تم ذكرهم في الاول و الي ربط بينهم هو نفس المأساة و المشكلة...

    بالرغم من ان الرواية تعتبر كبيرة نسبياً الا انك صعب تزهق منها، هي رحلة ممتعة بتغوص جواها بدون شعور و الي ساعد على دا هو تسلسل الاحداث الي كان سهل و غير مربك، و مشوق🤯

    أتمني اكون عرفت أظهر قد ايه فعلا العمل جميل و اي قارئ هيستمتع بيه جدا ♥️♥️

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    حكاية عن القدر و عن خططه .

    بداية صادمة موت فوزان الطحاوي الرجل العجوز و التقليب الجاد و المحموم في أشيائه بحثا عن ما تم اتهامه بسرقته من عمه و مع الكشف عن صورة نعود للوراء إلى بداية القرن 20 في رحلة زمنية لنلتقي بسليم الظابط السابق و مرعي الأفاق و الليدي ميتسي الحزينة و فوزان السايس المراهق ،أربع مسارات تلتقي في لعبة سباق خيل و تفترق في مضمار سباق الخيل .

    العمل يستند على جانب تاريخي من مصر الملكية الخاضعة للانتداب البريطاني و يتخذ خطا زمنيا تصاعديا و ان كان بين لحظتين في الحاضر (منتصف القرن العشرين) وبينهما فلاش باك أو رجوع للوراء زمنيا ليصل الى نهاية مناسبة للحبكة و حتى للشخصيات(نهاية مرضية حتى ولو لم تكن سعيدة في المجمل) التي رسمها الكاتب الذي اعتمد في ذلك على راو عليم و على تعدد الرواة التي تمثل شخصيات العمل مما يجعل القارئ مطلعا على الاحداث في عموميتها و على مشاعر الشخصيات في خصوصيتها عبر لغة احترمت العصر و الخصوصية الثقافية للشخصيات .

    العمل و ان كان كلاسيكي الطبع الا انه ذو نكهة فيها الكثير من النوستالجيا ذات الطابع السينمائي.

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    خالص تحياتى للمؤلف وأود أن أشير إن هناك استلهام واضح من حياة الطحاوية فى جزيرة سعود . وان الكهرباء لم تدخل سعود الا فى عام 1979,هذا صحيح وان هناك فرس اسمها يلدز ولدى صورتها وجرايد سباق هليوبوليس هذا كله حقيقة وعليه فأنا الطحاوى سعود من هذه الجزيرة وأؤكد اسماء وحقاءق فى الرواية واسم فوزان صحيح ولكن المؤلف استخدمه عوضا عن شخص آخر وانا لم أقرأ سوى الأوراق المسموح بها على هذا الرابط واتمنى التواصل مع المؤلف ساترك رقم تليفونى ,01008788528 شكرا جزيلا

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    رواية من أجود ما قرأت فى الأعوام الأخيرة من ناحية البنية الدرامية والحرفية فى تشابك مصائر الشخصيات الرئيسية. المعلومات الخاصة بمنطقة مصر الجديدة فى بداية وجودها تضيف عمق تاريخى للرواية بسلاسة شديدة أما ما يخص الخيول فى اعتقادي أن الكاتب يمتلك الكثير من المعلومات التي تؤهله لكى يكتب أكثر من رواية عن خيول السباق أو مزارع تربية الخيول أسوة بالكاتب الأشهر لروايات الخيول ديك فرانسيز.

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    هذا عمل بديع، أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه لوحة فنية من حيث ثيماته، لغته وأسلوبه. كل التوفيق للكاتب في جائزة البوكر!

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    مُقامرةٌ على شرف الليدي مِيتسي للكاتب أحمد المُرسي. عدد الصفحات 350صفحة. عن دار دَوِّن للنشر والتوزيع.

    غلاف أحمد فرج.

    الرواية في القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية.

    ❞ ماتَ فوزان الطحاوي بلا أمنيات، لم يشعر به أحد، حتى إنهم عرفوا بموتهِ بعد ليلتين، وجدوه نائمًا في فراشهِ على جانبه كجنين، نحيل، كأنما مات منذ ألف سنة❝

    ▪︎تبدأ أحداث الرواية بوفاة الفقير فوزان الطحاوي، الذي عاش وحيدًا في منزله البسيط، وبعد رحيله، يقرر الشيخ غالب الطحاوي الخروج في رحلة استكشافية لاستعادة حقوقه المفقودة من منزل المَيْت المتهالك، التي تدعي أمه ونساء والده أن فوزان الطحاوي سرقها وقتل اباه، ومع ذلك لا يعرف الشيخ غالب الشيء الذي تم سرقته بالضبط.

    تبدأ رحلة غالب بالبحث عن وثائق الملكية والعقود في منزل فوزان، حيث يتخيل أنه ربما قام الراحل بسرقة شيء ذو قيمة، وبينما يبذل جهودًا جبارة، يجد بعض الأوراق والظروف، ولكن انتباهه يتجه نحو صورة فوتوغرافية نادرة تعود إلى العشرينيات، تجسد الصورة غلامًا فوق فرسًا بيضاء أصيلة، وتحمل امرأة أنيقة وجميلة بلجام الفرس بثبات، بينما يظهر رجلان على جانبيها، الأول يبدو متجهمًا ونظرته حزينة نحو العدسة، بينما الآخر يحمل سيجارة في فمه ويضع يديه في وسطه بثقة، يكتشف غالب أن الصورة الفوتوغرافية تحمل أسرارًا وآمالًا وحكاياتٍ معقدة تربط بين هؤلاء الأربعة

    شخصيات، مما يدفعه للمضي قدمًا وفهم ما لم يفهمه من قبل.

    تنتقل الرواية لنستكشف عمق حياة سليم حقي، الذي يبذل قصارى جهده لجمع المال اللازم لعلاج زوجته العزيزة عايدة، يتقاطع طريقه مع مرعي المصري، سمسار سباق الخيل، الذي يهدف إلى استغلاله لتحقيق الربح السريع، ينغمس سليم في حياة مليئة بالتحديات، ولكنه يرفض الاستسلام ويصمد من أجل عايدة التي تحارب المرض بكل قوتها.

    يبدأ سليم في البحث عن طرق لاستعادة هيبته وكرامته المسلوبتين أمام زوجته وضميره، وفي هذا السياق، يتقاطع طريق سليم ومرعي المصري مع طريق فوزان الطحاوي، الشاب اليتيم من جزيرة سعود، يتشكل منحىً مثيرًا للاهتمام في قصتهم المشتركة وسباقهم مع الحظ.

    ▪︎تتعمق الرواية في تفاصيل حياة هؤلاء الشخصيات المثيرة، وتسلط الضوء على رحلاتهم المليئة بالتحولات والمفاجآت.

    "سليم حقي"، هذا الضابط الشجاع الذي قرر مواجهة العنف الذي تعرض له الشباب المصري خلال مظاهرات لتأييد سعد باشا زغلول على يد الاستعمار الإنجليزي، والعدل والحق لم يعدا مفهومين قائمين في هذا العصر الصعب، فتم تسريحه من خدمته بسبب ذلك، وفقد كل شيء، هيبته ومصدر رزقه الوحيد.. بذل جهده لجمع المال لعلاج زوجته العزيزة، عايدة، واضطر إلى بيع* معظم أثاث منزله لتأمين التكاليف العلاجية، استدان وراهن في معركة الديوك، وواجه الحياة بكل كبرياء، رافضًا الاستسلام من أجل زوجته عايدة التي تحارب الموت بدورها، وهو يبحث في كل زاوية عن طريق لاستعادة هيبته وكرامته المنهوبتين أمام زوجته وأمام ذاته.

    "مرعي المصري"، سمسار سباقات الخيل، يتراوح بين أن يكون شخصًا جيدًا وأن يكون نصّابًا يلتفت لكل من يصادفه، بما في ذلك سيدته الإنجليزية "ميستي خشاب"، لكي يحقق بعض الربح السريع، ينهش نفسه في الحياة، متحديًا إياها بكل وقاحة. يمارس طموحه وجشعه على الجميع، حتى ينسى زينب وندمه، ويعاقب نفسه على ما سببه لها.

    "فوزان الطحاوي"، الطفل اليتيم من جزيرة سعود -جزيرة الخيول- يعمل كعبد لدى عمه الذي سرق ثروة والده وقتله للحصول على خيوله الأصيلة وزوجته. عاش هو ووالدته حياة العبيد، ولا سيما بعد رفض والدته للزواج من عمه، كان يُهلك بِمِهَامٍ شاقة وصعبة في الحياة، حيث كان يضطر إلى العمل بجد لإرضاء عمه القاسي، يحلم فوزان بالحرية والعدالة، ويتمسك بالأمل بالرغْم من كل المحن التي يواجهها مع أمه، أوكل له مهمة توصيل "شمعة" الفرس العربي الأصيل صديقته الوفية، إلى القاهرة -هيليوبلس- بعدما تم شراؤها من قبل سليم ومرعي للمشاركة بها في سباق الخيول، ولكن هذا الطفل يدرك أن العالم خارج جزيرة سعود أكبر وأخطر مما تخيل وأكبر من أحلامه التي حلمها، ويتعرف بعايدة زوجة سليم المرأة الحنونة كحنان أمه التي يفتقدها. المرأة "المزيونة، كيف هلال اتناشر ليلة".

    "السيدة الإنجليزية ميتسي خشاب"، السيدة البائسة التي تتسول الحب والسعادة.

    كانت تعمل غسّالة ملابس تسعى جاهدة لعلاج ابنها الوحيد، وكانت تراهن على سباقات الخيول بهدف الفوز وعلاج ديفيز الذي بدوره كان مولعاً بالخيول. ولكنه توفي وأخذ سعادتها معه، بعد زواجها من البيه وانتقالها إلى القاهرة، قررت استثمار كل طاقتها وبعض من أموال زوجها المَيْت في سباقات الخيول والرهان عليها، على أمل أن يعيد الله لها ابنها بعد أن تفوز بالسباق مرة في حياتها.

    ▪︎تنساب الحياة بأوتارها المتشابكة في حكاية هذه الشخصيات الأربعة، تلتقي مصائرهم وأحلامهم في مشاهد درامية نتراوح بين الظلم والعدالة، الحب والبحث عن الكرامة المفقودة، يتم تصويرهم بأسلوب يشد انتباه القارئ ويجذبه لمتابعة تطورات القصة ومصائر الشخصيات.

    ببراعة فنية وروعة سرديّة، يرسم الكاتب هذه الشخصيات بقلمه المميز، ويمنحها عمقًا وتعقيدًا يجعلها تتنفس بحياة خاصة بها، ويتطور معها الحبكة الروائية، يظهر الكاتب تحولاتهم النفسية والعاطفية ببراعة، بواسطة سرد تفاصيل وتفاعلات معقدة تجعل الشخصيات تتحول وتتغير أمام أعين القارئ.

    يتم التركيز بشكل خاص على الجوانب النفسية والاجتماعية للشخصيات، ما يسمح للقارئ بالتعاطف والاستمتاع بتطوراتها وتحولاتها، يقدم الكاتب ببراعة رؤية معمقة للمشاكل السياسية والاجتماعية التي تعترض الشخصيات، مما يفتح الباب للتأمل والنقاش حول تلك المشكلات بشكل واقعي ويجعلها جزءًا لا يتجزأ من السرد.

    تمكن الكاتب من رسم لوحة دقيقة للتحولات والصراعات الداخلية التي يخوضها شخوص العمل، مما يضفي على الرواية عمقًا إضافيًا، فهي تتحول إلى دراسة عميقة للعلاقات الاجتماعية والاقتصادية في حقبة العشرينيات في مصر، كاشفةً عن أسرار حياة الناس العاديين والطبقة الغنية وعنصريتها على الطبقة الفقيرة والتحديات التي يواجهانها.

    بفضل استخدامه للوصف الشامل وتفاصيل الحياة اليومية، ينقل الكاتب للقارئ عالمًا مليئًا بالتفاصيل الواقعية والصور البديعة، مما يجعل الرواية لوحة فنية مميزة، تأسر القلب وتسكن العقل.

    ▪︎تمُر الرواية بنا عبر الأبواب الزمنية إلى زمن بعيد، حيث يتحول القارئ إلى شاهد حي على الأحداث البارزة التي تصور مشاهد سباق الخيل بكل روعته وأسراره الخفية، بما يثير الدهشة، ويمتع العقل بكل المعلومات المضافة للرواية عن سباق الخيول وأصول تلك اللعبة الخفية والباطنة.

    نكتشف في أسلوب الكاتب البليغ قدرته على نقل الرسائل الفلسفية والتأملات العميقة حول الحب والأنانية والسلطة، مع إبراز قدرته الاستثنائية على تشكيل الشخصيات وتطورها، وما ينجب عن ذلك من رسائل قوية تترك أثرًا عميقًا في نفس القارئ.

    استخدم الكاتب تقنية السرد بأسلوبٍ فريد في هذه الرواية، فنجح في تقديم الزمن الروائي بمهارة فائقة، حيث تمكن من استحضار الواقعية بموهبته في تصوير لهجة الناس ووصف الشوارع والأحياء بمنتهى الدقة وتصوير حياة البدو، وباستخدام اللغة العربية الجميلة والبليغة، أعاد الأحداث والمشاهد إلى الحياة بطريقة تتيح للقارئ أن يعيش في عالم العشرينيات في مصر، ومن خلال استخدامه للهجة المصرية والحوارات المليئة بالعاطفة، أضفى طابعًا واقعيًا وحيوية فائقة على الشخصيات، ونجح في تمييز كل شخصية، استخدم المصطلحات واللهجة الفريدة لكلٍ منها، ومن خلال هذه الحوارات المشحونة بالعواطف والتعبيرات الشعبية القديمة آنذاك، قدم الكاتب تفاصيل حياة الشخصيات بحرفية كبيرة وبدون مبالغة وتطورها على مر الأحداث، مما أضاف للرواية جمالية لغوية لا مثيل لها، ويوفر للقارئ تجربة غنية وممتعة.

    ▪︎ الرواية تتميز بحبكة متقنة وترابط قوي بين الأحداث، تتداخل الحيوات المختلفة للحبكة بشكل متقن، حيث يتم تقديم الشخصيات الرئيسية وتطويرها بشكل تدريجي. تتقاطع حيوات هذه الشخصيات وتتشابك في سياق الأحداث، ما يخلق توترًا وصراعات داخلية وخارجية.

    يتم استخدام الأحداث السياسية والاجتماعية كخلفية لتلك الصراعات، حيث تظهر تلك الأحداث تأثيرها على حياة الشخصيات وتعزز تعقيد الحبكة.

    الحبكة المتقنة والترابط القوي في الرواية يجذبان القارئ ويحفزانه على الاستمرار في القراءة دائمًا.

    تسير الأحداث بشكل تسلسلي، مما يضفي على الحبكة طابعًا واقعيًا ومثيراً، تتعاقب الأحداث والتطورات بسلاسة، وتندمج القصص والشخصيات الفرعية مع الخط الرئيسي للقصة، يتم تقديم تفاصيل دقيقة درامية في كل مرحلة، مما يحافظ على اهتمام القارئ ويجعله على أطرافه.

    ترابط الأحداث يبني توترًا تصاعديًا، حيث يتفاعل الشخصيات مع بعضها البعض ومع الظروف المحيطة بها بشكل واقعي ومنطقي بما يتناسب مع أوضاعهم.

    يتم تسليط الضوء على العلاقات الشخصية المعقدة والتناقضات النفسية، مما عزز قصة الرواية وساهم في تعميق الشخصيات.

    ▪︎إن غلاف الرواية يتميز بتصميم مذهل يلتقط الأنظار ويستحضر القارئ إلى عالم الرواية ويرمز إلى الشخصيات الرئيسية وإلى محتوى الرواية، يتضمن الغلاف الصورة التي تم التقاطها ووجدها غالب في أول صفحات الرواية، وسليم الضابط الذي تم ترحيله من الخدمة، فلكل قارئ رؤية الغلاف بمنظوره الخاص وبما يراه مناسبًا لما قرأه.

    #بسمة_الجمل

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    مقامرة على شرف الليدي ميتسي، رواية الأديب المبدع أحمد المرسي التي وصلت عن جدارة إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية، استقبلها واحتفى بها النقاد بمذاهبهم والقراء بأطيافهم والمجتمع الأدبي والثقافي بألوانه في مصر والعالم الناطق بالعربية.

    أبطال الرواية هم أربع شخصيات مع أمنياتهم.

    سليم حقي ... الضابط المعزول الذي دفع ثمن موقف اتخذه فوجد نفسه في ضائقة مالية خانقة ... يبحث عن الوفرة والمال لأجل القدرة على رعاية زوجته المريضة عايدة.

    مرعي المصري ... سمسار رهانات الخيول المخادع الذي يقترف كل شيء حتى خذلان زينب التي يطارده شبحها في كل مكان ... يبحث عن القيمة والتطهر وراحة الضمير الذي يمكن أن يسترد به جزء من نفسه.

    الليدي ميتسي ... الأرملة الإنجليزية التي فقدت ابنها ضمن كل ما فقدت في الحياة وتعيش الوحدة ... تبحث عن المعنى وعن لحظة قد تشعرها باستعادة ابنها أو بالتعافي.

    فوزان الطحاوي ... الصبي الذي يحيا الظلم والقهر والفقر في واقعه وفي عالمه الضيق الصغير ... يبحث عن المعرفة واكتشاف الفرص الممكنة التي يمكن أن تقدم شيئاً جديداً.

    تلتقي الأمنيات الأربعة في بوتقة واحدة، بعد أن جمعتهم الأقدار في لحظة زمنية كثيفة، فكان الفوز في سباق الخيل لفرستهم "شمعة" هو السبيل إلى تحقيق ما يظنون أنها أمنياتهم، فهل تتحقق الأمنيات بهذه البساطة.

    من صورة فوتوغرافية قديمة بها الفرسة شمعة يمتطيها فوزان وتمسك بلجامها ميتسي وعلى جانبيها سليم ومرعي، تمضي الحكايات وتتتابع الفصول وتتشابك الأحداث وتتداخل خطوت الدراما لتنسج لنا هذه الرواية البديعة، وكانت اللغة المستخدمة تنتمي إلى زمن أحداث الرواية مع بعض المفردات الغريبة التي أشعلت الفضول لدى القارئ، مما ساعد على خلق الصورة المكتملة بها.

    في طيات النص رأينا المشاهد الحية والحركة والميزانسيه، والديكور والملابس، والقطع والمونتاج، والسيناريو والحوار، لم نعد ندري هل نحن نقرأ رواية أم نشاهد فيلماً سينمائياً.

    بعيداً عن جمال اللغة والأسلوب والحبكة والبناء والتقنيات وعن تمكن الكاتب من كل أدواته في صنع هذه الرواية البديعة، فقد وجدت في الرواية مغامرة عقلية، استطاع فيها الكاتب تجريد واقعنا من صخبه وضجيجه عن طريق عمل إزاحة زمنية إلى ما قبل مئة عام مضت، فوجدنا أنفسنا في واقع مشابه لواقعنا، ثورة ووباء وحروب منهِكة، ظلم وأسى وآمال باهتة، ثم أمنيات هائمة ومبعثرة، لكنه واقع أقل صخباً وضجيجاً من واقع عصرنا، نستطيع فيه أن نرى الحكاية بوضوح.

    رأيت في الرواية محاولة لترتيب الأوراق، تلك الأوراق التي بعثرتها رياح الظلم والقهر والكذب والزيف، وفقد الاتجاه الصحيح، رياح الحياة بما فيها مِن بشر ومجتمعات، رياح العالم الذي نعرف أنه مكان غير عادل على أحوالنا وغير أمين على أمنياتنا، مكان يملؤه الصخب المزعج والضجيج الفارغ.

    رأيت في الرواية زمنين هما ١٩٧٥ و ١٩٢٠، لكن يوجد زمن ثالث مضمر هو الزمن الحاضر، فعلى الرغم من أنه غير موجود في الرواية، فإن الرواية موجودة فيه.

    علاوة على أوجه التشابه المذكورة بين زمننا وزمن أحداث الرواية، يوجد وجه تشابه آخر شديد الأهمية، وهو أنه في كلا الزمنين كان هناك قلق فكري وفلسفي شديد، ذلك الذي ينتاب البشرية عادة في الفواصل بين انتهاء مرحلة من حياتها وبدء مرحلة جديدة.

    أخذنا أحمد المرسي إلى لحظة زمنية في الربع الأول من القرن العشرين، عندما كان العالم كله والبشرية كلها "تُراجع أمنياتها" إن صح التعبير.

    بعد قرون من الحداثة ظنت خلالها البشرية أنها عرفت الطريق وتوصلت إلى المعاني وامتلكت الأدوات، فإذا بها تدرك أنها ربما ما زالت عند نقطة الصفر، ثورات جامحة وحروب طاحنة وحقب استعمارية ظالمة وأوبئة مرعبة وسقوط مدوِ لممالك ونظم وأنساق، واضطرابات مربكة في الأدب والفن والفكر والفلسفة، فأين ذهبت كل الأمنيات.

    جاءت مرحلة ما بعد الحداثة لتقلب الطاولة في وجه الحداثة خلال القرن العشرين، لكنها يبدو أنها أيضاً تاهت في دروب تشظي الأفكار واختلال المعاني وتشرذم المفاهيم وبعثرة الأوراق.

    حتى جاء القرن الجديد لتبرز مرحلة جديدة تحت التشكيل ما زالت تبحث عن اسم، أحياناً يسمونها (بعد ما بعد الحداثة)، مرحلة تحاول إعادة تنقية الحداثة بدلاً عن رفضها وإعادة تهذيب ما بعد الحداثة بدلاً عن التيه معها، وهكذا يجيء أحمد المرسي ليعيدنا مائة عام إلى الوراء بعيداً عن صخب وضجيج العصر، كي نحاول معه ترتيب الأوراق ومراجعة الأمنيات.

    لنراجع الأمنيات؛

    سليم مع الوفرة والمال الذي يمكن أن يجعل أيام عايدة وأيامه أفضل،

    ومرعي مع القيمة والضمير التي يمكن أن تغفر له زينب بها،

    وميتسي مع المعنى والتقدير الذي يمكن أن يعوضها عن الفقد والوحدة،

    وفوزان مع المعرفة والشغف الذي يمكن أن يفتح كل آفاق الحياة.

    أليست تلك الأمنيات هي نفسها كل أمنيات العالم؛

    الوفرة التي تقود إلى الرفاهية

    القيمة التي تقود إلى السكينة

    المعنى الذي يقود إلى السعادة

    المعرفة التي تقود إلى الحكمة

    انتهت الرواية، وأغلق أحمد المرسي الكثير من الأقواس التي كان قد فتحها في بدايتها؛

    سليم ... يحاول الانتحار ثم يستعيد عايدة ويقضي معها سنواتها الأخيرة

    مرعي ... يساعد فوزان في العودة لجزيرته ثم يحاول العودة إلى حياته

    ميتسي ... تترك الحصان ومحاولاتها للتعافي في مصر وتعود لإنجلترا

    فوزان ... يعود إلى جزيرة سعود ويحيا بلا أمنيات

    أجاد أحمد المرسي في لعبة فتح الأقواس وإغلاقها، في مشهدي الجرامافون وعربة الكارو في أول الرواية وفي آخرها، وغيرها من المشاهد، وفي استحضار البارون إمبان كضيف شرف في الرواية، وفي وصف المشهد العبقري لفوزان في بداية ونهاية الرواية:

    ❞ وجدوه نائمًا في فراشهِ على جانبه كجنين، نحيل، كأنما مات منذ ألف سنة، مُغمض العينين، فاغرًا فاه، وقد ضم يديه إلى صدره، كمن يترجى الموت لإعطائه مهلة أخرى ❝

    ... ثم ...

    ❞ عندما سيجدون فوزان الطحاوي ميتًا سيجدونه مثل الجنين، ولكن الحقيقة أنه سيكون في وضعية الركوب، كما علَّمه مرعي أفندي أن يركب كالقرفصاء، ويداه لم تكونا تترجيان الموت كما ظنوا، ولكن تمسكان لجام فرسه، التي لكزها في هذه اللحظة في ذاك الحلم الأخير، فانطلقت، تجري، وتجري لا يسبقها أحد ❝

    الأديب المبدع أحمد المرسي مشغول بأسئلة الوجود الحائرة، ويطرح العديد منها في رواياته:

    فقد طرح سؤال الخلود في روايته الأولى "ما تبقى من الشمس"،

    وطرح سؤال القدر في روايته الثانية "مكتوب"،

    وطرح سؤال الأمنيات في روايته الثالثة "مقامرة على شرف الليدي ميتسي"،

    تُرى أي سؤال يشغله الآن، وتُرى ماذا ستحمل لنا روايته القادمة.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    مقامرة على شرف الليدي ميتسي

    أحمد المرسي

    صدرت عام 2023

    دار دوّن للنشر والتوزيع

    570 صفحة على أبجد

    نبذة عن العمل:

    ❞ كانوا الأربعة مثل كرات البلياردو، تلاقوا في لحظة خاطفة من الزمن، تصادموا، تقاطعت حيواتهم، ثم ارتدَّ كل منهم في اتجاه. ولم يلتقوا ثانية.. أبدًا. ❝

    البدايات دائمآ تأتى مع النهايات فكثيرا مارأيت مولود يأتى لعائلة بعد موت اخر فيها

    وهنا يكون الأمل دائمآ

    فبعد موت "فوزان" نعرف قصته وحلمه وكيف مات هذا الكهل فقيرا وهو صاحب الخيل الاصلى والبيت والخير ،فيسرد لنا الكاتب عن والده المغدور وعمه الجاحد وأمه اجمل السمراوات واشجعهم فهى من قالت للغول عينك حمراء فى وجهه ولم تخف من سوطه الظالم وان عاشت تنكوى بناره

    وربت فوزان الفارس وليس السايس حتى سعى وراء حمله ولمس النجوم وتركها فى براءة الاطفال لتضيئ لغيره وقابل فى طريق حلمه من ضاعو فى الدنيا وعندما تلاقوا وجدوا انفسهم ففي الحياة لا أحد يربح كل شيء لذلك ❞ يجب علينا أن نتصالح مع الحياة، بكل ما فيها من ألم وخذلان؛ لأن بعض الأماني لا تتحقق، بعض الأماني لا تأتي، ولا نملك إلا أن نتركها ترحل بعيدًا ولا نضيع أعمارنا بالركض وراءها. ❝

    فميتسي حاولت الهروب من الربح ولم تعرف فهربت من كل ما حولها ونجحت

    وسليم حاول الهروب من الدنيا ولم يستطع فواجهها ونجح

    وعايدة شابهت كثيرا الليدي ميتسي فى خسارتها ولكن الحب يفعل حقا المعجزات

    اما مرعي عاش كل ما تمنى فذاق كل ملزات الدنيا وقرر ان يكون هو ..هو فقط مرعى المصري فتعلموا جميعآ ان

    ❞ بعض الأشياء مقدسة؛ لأنه مرَّ عليها الوقت ليس أكثر، نحن لا نولد بأحلامنا، ولكننا نخلقها، ونضيفها إلى ذواتنا، كأنها أجنحة تجعلنا نطير، لكن. من قال إنه لو قُصَّت هذه الأجنحة سنموت؟ ربما استطعنا وقتها أن نرى ما ينتظرنا فوق الأرض، ❝

    اللغة:

    عربية فصحى بديعة حتى يأتى مرعى ويأخذك بغتتآ الى حديثه فتسقط على الارض باكياً من كثرة الضحك وتسمع بعدها لكنه البدو الجميلة لفوزان الفتى الكبير

    الشخصيات:

    عايدة: الرقة والعلم والجمال والمرض والفقد فى أن واحد فترى أمامك زهرة تتعلق على عنقود تبهر ناظرك وهى لا تستطيع رفع نظرها إليك والتفتح من شدة الالم والمرض

    سليم: المحب، العاشق فى محراب عايدة تاره تراه تنازل عن كل شيء لاجلها وأخرى تحتار فى تفكيره أفعل هذا حبا ام شفقة ام غرورآ فى انه يستطيع تولى الأمور بمفرده دون العون من احد

    مرعى: بطل الرصيف والازقه، فهلوى وابن لزينه... وعاشق قديم يحمل على عاتقة جسد محبة قديمة وزوجة وحيدة محترقة بنار الحب والعناد

    فوزان: الطفل الذى سرقة منه طفولته مع ماله ليعمل خادم فى بيته ويرى امه تهان ولا يقدر على رفع هذا الظلم

    ميتسي: تلك الرقيقة التى تحمل داخل قلبها ما لم تستطيع اُمً حمله وهامت على وجهها تبحث عن الحب والونس فقط حتى استأنست بنفسها وتوحدت مع المها لاستمرار الحياة

    رأى الشخصي:

    الرواية بديعة حقا بها بحث زمنى لدقة الاحداث وبحث لغوى لدقة الالفاظ العامية حينها وبحث للأماكن حقا مجهود رائع

    من أجمل المشاهد بالنسبة لى مشهد مواجهة عايدة لسليم بعد تهجم عم فوزان على المنزل

    النهاية:

    جميله جميله جميله جميله جميله على عكس ما توقعت تمامآ

    اقتباسات:

    ❞ بعض الأشياء مقدسة؛ لأنه مرَّ عليها الوقت ليس أكثر، نحن لا نولد بأحلامنا، ولكننا نخلقها، ونضيفها إلى ذواتنا، كأنها أجنحة تجعلنا نطير، لكن. من قال إنه لو قُصَّت هذه الأجنحة سنموت؟ ربما استطعنا وقتها أن نرى ما ينتظرنا فوق الأرض❝

    ❞ يجب علينا أن نتصالح مع الحياة، بكل ما فيها من ألم وخذلان؛ لأن بعض الأماني لا تتحقق يا مرعي، بعض الأماني لا تأتي، ولا نملك إلا أن نتركها ترحل بعيدًا ولا نضيع أعمارنا بالركض وراءها. ❝

    ❞ إني انظر الآن خلفي وكل أملي في الحياة أن أنسى الماضي. ❝

    ❞ صعبة هي الحياة، ومؤلمة، إنها لا تعطينا ما نريده أبدًا، على الأقل لا تعطينا كل ما نريده، ولكن هو الآن يفهم حقيقتها، إن هناك ألمًا لن يزول، ولكن هناك معنى وحيد للحياة يعرفه الآن، وهو تحمُّل المضي عبر الأيام مع الالم ❝

    "انا امرأة اتسول الحب هل يمكن أن تعطيني إياه؟ ❝

    #ريفيوهات_DoaaSaad

    #أبجد

    #مُقَامرةٌ_على_شرف_الليدي_مِيتسي

    #أحمد_المرسي

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
1 2 3 4 5 6 ... 43