ـ أؤمن بالنجوم التي ترصع السماء وتجملها، تجعلنا تحت لوحة رائعة من لوحات الطبيعة، وتساعدنا وهي مضيئة لا وهي معتمة. هذه السماء المرصعة باللمعان تذكرني بالسماء ما بين أوكرانيا ورومانيا ليلة خروجنا وعبورنا من أوكرانيا لرومانيا، كانت النجوم شاهدنا ودليلنا.
روما تيرمني
نبذة عن الرواية
ينبهر المتابع لتجربة الروائية نجوى بن شتوان من دأبها على التجريب، ليس فقط على مستوى السّرد بعناصره المختلفة، بل إنها تنبش كثيرًا حتى تخرج لنا بموضوع -على أهميّته ووضوحه- نكاد نلمسه جديدًا وغنيًّا، وسريًّا أيضًا. إذ بعد روايتَيها (وبَر الأحصنة) و(زرايب العبيد) ترحل بنا إلى إيطاليا في (روما تيرمني) لنلتقي المُهاجرة (ناتاشا) التي تعمل في منزل لعجائز إيطاليات ثلاث، يعشن في ثراء الرأسمالية التي وهبتهن حياةً رخيّةً في الظاهر، يتسلّطن بها على بقيّة شعوب الأرض، لكن لم ينل أبناءهن منها شيئًا، وكأن الأبناء في هجرة داخلية موازية. تتساءل (ناتاشا) في حوار لها (ما حاجتي للنجوم، أنا حاجتي بالمال فقط، غادرت بلدي من أجله ومن أجله سأعمل تحت أي سماء) لترد عليها إحدى العجائز الثلاث (ليست لإيطاليا قدرة عليكم أنتم المهاجرون، تغزونها من كل مكان وتسدون فرص العمل في وجوه شبابنا). إنها رواية عن حياة المهجَر المعاصرة، عن التنازلات التي يضطر المهاجر لها الآن، عن الضحيّة المُلامة دومًا لا لذنب اقترفته بل لهُويّتها ومن تكون، عن هذا العالم المعاصر بخريطته البشرية دائمة التحوّل والسيلان، لا تلك الجغرافيّة بألوانها الثابتة، فالهِجرة فِعلٌ لا ينقطع، ويبدأ فعليًّا ساعة الوصول إلى المهجَر، أكانَ بلدًا أو مجرّد فكرة.عن الطبعة
- نشر سنة 2021
- 182 صفحة
- [ردمك 13] 9789948258285
- روايات (مجموعة كلمات)
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية روما تيرمني
مشاركة من إبراهيم عادل
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Mohamed Khaled Sharif
"في دواخلهم يتردد لحن الحنين: سنعود يوماً إلى الديار، فالغربة ليست وطناً، لا تكذب على نفسك أيها القلب الأصيل."
رواية "روما تيرمني" هي تجربتي الأولى مع الكاتبة الليبية "نجوى بن شتوان"، والتحدي الذي وضعت الكاتبة نفسها فيه، هو كتابة رواية مُختلفة المنشأ تماماً، ليست رواية ليبية، ولا رواية عربية حتى، ولا تقع أحداثها في المنطقة العربية بأي شكل، كتبت الروائية، رواية إيطالية تماماً، شخصياتها عواجيز إيطاليات، وشابة أوكرانية تركت بلدها من أجل أن تحصل على فرصة أفضل فعملت كخادمة لهم، ذلك التحدي، نجحت فيه الكاتبة بشكل كبير، فكنت أحياناً يتملكني الشك أن تكون هذه الرواية مُترجمة، ولكن لا، هي رواية كاتبتها عربية تماماً، الأحداث إيطالية ولكن كُتبت بلسان عربي فصيح مُباشرة.
"الموت لا يحدث لمن يموتون فقط، بل لمن يرحلون عنهم ويتركون لهم جزءاً من موتهم يموتونه نيابة عنه، تباً له من حدث سيء السمعة."
تطرقت الرواية إلى مواضيع عدة، العنصرية الطبقية من الأوروبيين حتى تجاه غيرهم الأوروبيين، طالما كانوا أقل منهم، معاناة المُهاجرين، نزاع روسيا وأوكرانيا، -أحداث ما قبل الغزو بكثير-، معضلة تأجير الأرحام مقابل الأموال، والعديد من المواضيع الأخرى، ولكن للآسف كُل ذلك لم يشفع للرواية أن تكون أكثر من جيدة بالنسبة لي، هي تجربة تستحق القراءة، لا أكثر ولا أقل من ذلك.