"في دواخلهم يتردد لحن الحنين: سنعود يوماً إلى الديار، فالغربة ليست وطناً، لا تكذب على نفسك أيها القلب الأصيل."
رواية "روما تيرمني" هي تجربتي الأولى مع الكاتبة الليبية "نجوى بن شتوان"، والتحدي الذي وضعت الكاتبة نفسها فيه، هو كتابة رواية مُختلفة المنشأ تماماً، ليست رواية ليبية، ولا رواية عربية حتى، ولا تقع أحداثها في المنطقة العربية بأي شكل، كتبت الروائية، رواية إيطالية تماماً، شخصياتها عواجيز إيطاليات، وشابة أوكرانية تركت بلدها من أجل أن تحصل على فرصة أفضل فعملت كخادمة لهم، ذلك التحدي، نجحت فيه الكاتبة بشكل كبير، فكنت أحياناً يتملكني الشك أن تكون هذه الرواية مُترجمة، ولكن لا، هي رواية كاتبتها عربية تماماً، الأحداث إيطالية ولكن كُتبت بلسان عربي فصيح مُباشرة.
"الموت لا يحدث لمن يموتون فقط، بل لمن يرحلون عنهم ويتركون لهم جزءاً من موتهم يموتونه نيابة عنه، تباً له من حدث سيء السمعة."
تطرقت الرواية إلى مواضيع عدة، العنصرية الطبقية من الأوروبيين حتى تجاه غيرهم الأوروبيين، طالما كانوا أقل منهم، معاناة المُهاجرين، نزاع روسيا وأوكرانيا، -أحداث ما قبل الغزو بكثير-، معضلة تأجير الأرحام مقابل الأموال، والعديد من المواضيع الأخرى، ولكن للآسف كُل ذلك لم يشفع للرواية أن تكون أكثر من جيدة بالنسبة لي، هي تجربة تستحق القراءة، لا أكثر ولا أقل من ذلك.