طوال فترة قراءتي لرواية فومبي كنت أتساءل عن البطل قيها، ولكني حين أنهيتها شعرت أن كل قارئ سيرى بطلا يختلف عمن سيراه القارئ الآخر، لأن لكل قارئ نظرته، وكما قالت الكاتبة بدرية البدري في مقدمة الرواية (إن القارئ هو القاضي الوحيد).
الرواية من ذلك النوع الذي لا يمكنك التوقف عن قراءته حتى تكمله، ورغم تعدد الأبطال فيها إلا أنك لا تشعر بأنهم بعيدون عن بعضهم، وكأنهم يمثلون الحياة بكل ما فيها من خير وشر وحب وكره، حتى أنني كنت أحب وأكره، وودت لو أتوقف عن القراءة لأقول هذا يكفي. ليست القراءة ما اكتفيت منها، ولكنه الألم.
في البداية تساءلت عن سر تعدد الشخصيات، وهو ما قد يسبب ربكة للقارئ العادي، ولكني في النهاية اكتشفت أن كل الشخصيات في الرواية مؤثرة، لدرجة أن حذف أحدهم سيخل بكيانها كثيرا، وفي النهاية وجدت أن أكثر شخصية تعاطفت معها الأميرة لويزا ابنة الملك ليوبولد الثاني، رغم تعاطفي مع أهل الكونغو وما تعرضوا له على يد جنود الملك، وكل الظلم والتعذيب والاستعباد، وكأنهم لا يتعبون ولا يتالمون كما وصفتهم الرواية، إلا أن الجملة التي قالتها الأميرة لويزا لا تزال عالقة في ذهني وهي تقول متحدثة عن أبيها (عشت طوال عمري أحلم أن يحتضنني)، ولا الجملة التي قالها الملك لبناته بعد وفاة ابنه وولي عهده (لماذا ليوبولد؟ لماذا ليست واحدة منكن؟) فإذا كان يعامل بناته بهذا الجفاء وهذه القسوة فلا عجب مما فعله في الكونغو.
شكرا بدرية البدري على هذه الرواية الإنسانية.
فومبي > اقتباسات من رواية فومبي
اقتباسات من رواية فومبي
اقتباسات ومقتطفات من رواية فومبي أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الرواية.
فومبي
اقتباسات
-
مشاركة من 3zoz albadri
-
لم أكن أعلم وأنا أقرر العودة إلى الكونغو أن من يرحل لا يعود، وأن الأوطان كالبشر، تنسى وجوه الراحلين، ولا تتذكرهم إلا وهم غارقون في البعد،
مشاركة من Halah Sabry -
قد يحتمل الإنسان الضّرب لكنه لا يحتمل الجوع، فإذا أردت أن تحكم إنساناً جوِّعه، حتى يركع عند قدميك ذليلاً وتطعمه ما يسدُّ به جوعه، ولو كان جُرذاً نافقاً.
مشاركة من Halah Sabry -
لكلٍّ منا ألمه، وحزنه، وذكرياته التي لا يشاركه فيها أحد، ومهما بدا تأثُّر أحدنا بألم غيره، فإن ذلك التأثر لا يبرح أن يتلاشى بعد برهةٍ من الوقت، في حين يظل منغرساً في صاحبه، ربما مدى الحياة.
مشاركة من Halah Sabry -
كانت جدتي تقول إن أول ما تأكله الأرض من أجسادنا بعد الموت ألوانها، لذلك تصبح أرواحنا شفافة بلا لون، تزور أحبتها كلما احتاجوا إلى مساعدتها، أو أتعبتهم الحياة، ولكنهم لا يرونها
مشاركة من Halah Sabry -
لن ينقضي وقتٌ طويل قبل أن تخطف الريح ألوان أولئك العابرين ببطءٍ إلى ظهر السفينة، يجرّون السلاسل في أقدامهم وأعناقهم، تلسع السياط ظهورهم فتمتد قليلاً قبل أن تعود للانحناء مرةً أخرى
مشاركة من Halah Sabry -
الأمر السيّئ الوحيد أنهم لا يعودون أحراراً، ويضطرون لنسيان أحبتهم، إنهم فقط يصبحون وحيدين في هذه الحياة، ولكن ذلك أفضل من الموت
مشاركة من Halah Sabry -
أصدرت المركبة صفيراً، قبل أن تهدر، وتبتعد عن غابة إيتوري، تاركة خلفها طفولتي، وذكرياتي، وضحكات بيلا، ومشاكسات أطفالي. وحده الحزن كان وفياً إلى حدّ إصراره على مرافقتي في رحلتي تلك.
مشاركة من Halah Sabry -
وقعتُ في الأسر كأي كائنٍ ضعيف، فقد رغبته في الحياة، لم يدرِ كيف يواري خيبته فسقط، مسكوناً بوجوه أحبته التي لم تعد إلا ذكرى تنخر في روحه لو تعلم الأرض التي تلقّفتني ما بداخلي لابتلعتني قبل أن تمنحهم فرصة النيل
مشاركة من Halah Sabry -
أنا لست سيئا، كل ما أفعله أنني أحمي نفسي وأسرتي، أقطع كفوف أبنائهم كي أحمي أيادي أبنائي، وأغتصب نساءهم خشية اغتصاب زوجتي، وإن كنت لست واثقا من خيانتها لي في سفراتي الطويلة،
مشاركة من Halah Sabry -
فلئن أكون ظلا لا ينتبه أحد لامتداده، ويحاول إعاقته، أفضل من أن أثير انتباه من حولي فيمدوا أقدامهم أمامي لأتعثر بها كلما حاولت التقدم خطوة.
مشاركة من Halah Sabry -
اعتادوا على العبودية. حتى إنهم يسلمونك أعناقهم بعد ضربة واحدة بالشيكوت، لتضع فيها قيدك وتجرّهم من دون مقاومة.
مشاركة من Raeda Niroukh -
قد لا تكون الحياة عادلة دائماً، لكنها حين تفعل ذلك، فإنها تفعله بالشكل الذي لا تتوقّعه، وفي الوقت الذي لا تنتظره.
مشاركة من Raeda Niroukh -
فكيف لرجلٍ ترى فيه صورة قاتل أبيك أن تحبه كأبيك، وهكذا كنت أرى كلَّ رجلٍ أبيض قاتلاً، وكل يد تمتد لمصافحتي ينبت بين أصابعها السلاح، حتى إنني خفت من حمل القلم أول مرة عندما ظننته أداةً للطعن.
مشاركة من Raeda Niroukh -
بعض العداوات لا تعلم كيف اكتسبتها، ومتى، ولا أين. تجد نفسك في حرب أنت طرف فيها دون أن تعلم فعلا لماذا. تضطر للدفاع عن نفسك، ولا تملك القدرة على الهجوم رغم أنهم يقولون إنه أفضل وسيلة للدفاع، ولكنك لا تعلم كيف تفعلها
مشاركة من Raeda Niroukh -
لا أحد يكشف كذبتك كالذي يصدقك. وكلما كانت الكذبة كبيرة، كان اكتشافها مدوّياً.
مشاركة من Raeda Niroukh -
بدا طلبه أشبه بمهزلة اصطياد غيرك كي لا يصطادك. ضحكنا في البدء، وظننا أنه يمزح، ولكنه كان جاداً، حين رفض تقسيم أرطال الملح التي معه إلا وفق قناعته.
مشاركة من Raeda Niroukh -
المثالية ثوبٌ فضفاض، يمكن للجميع ارتداؤه، كما يسهل خلعه حين يتحتّم على المرء الاختيار بين أن يكون مقتولاً أو قاتلاً.
مشاركة من Raeda Niroukh
السابق | 1 | التالي |