طوال فترة قراءتي لرواية فومبي كنت أتساءل عن البطل قيها، ولكني حين أنهيتها شعرت أن كل قارئ سيرى بطلا يختلف عمن سيراه القارئ الآخر، لأن لكل قارئ نظرته، وكما قالت الكاتبة بدرية البدري في مقدمة الرواية (إن القارئ هو القاضي الوحيد).
الرواية من ذلك النوع الذي لا يمكنك التوقف عن قراءته حتى تكمله، ورغم تعدد الأبطال فيها إلا أنك لا تشعر بأنهم بعيدون عن بعضهم، وكأنهم يمثلون الحياة بكل ما فيها من خير وشر وحب وكره، حتى أنني كنت أحب وأكره، وودت لو أتوقف عن القراءة لأقول هذا يكفي. ليست القراءة ما اكتفيت منها، ولكنه الألم.
في البداية تساءلت عن سر تعدد الشخصيات، وهو ما قد يسبب ربكة للقارئ العادي، ولكني في النهاية اكتشفت أن كل الشخصيات في الرواية مؤثرة، لدرجة أن حذف أحدهم سيخل بكيانها كثيرا، وفي النهاية وجدت أن أكثر شخصية تعاطفت معها الأميرة لويزا ابنة الملك ليوبولد الثاني، رغم تعاطفي مع أهل الكونغو وما تعرضوا له على يد جنود الملك، وكل الظلم والتعذيب والاستعباد، وكأنهم لا يتعبون ولا يتالمون كما وصفتهم الرواية، إلا أن الجملة التي قالتها الأميرة لويزا لا تزال عالقة في ذهني وهي تقول متحدثة عن أبيها (عشت طوال عمري أحلم أن يحتضنني)، ولا الجملة التي قالها الملك لبناته بعد وفاة ابنه وولي عهده (لماذا ليوبولد؟ لماذا ليست واحدة منكن؟) فإذا كان يعامل بناته بهذا الجفاء وهذه القسوة فلا عجب مما فعله في الكونغو.
شكرا بدرية البدري على هذه الرواية الإنسانية.
المؤلفون > بدرية البدري
بدرية البدري
27 مراجعة