طوال فترة قراءتي لرواية فومبي كنت أتساءل عن البطل قيها، ولكني حين أنهيتها شعرت أن كل قارئ سيرى بطلا يختلف عمن سيراه القارئ الآخر، لأن لكل قارئ نظرته، وكما قالت الكاتبة بدرية البدري في مقدمة الرواية (إن القارئ هو القاضي الوحيد).
الرواية من ذلك النوع الذي لا يمكنك التوقف عن قراءته حتى تكمله، ورغم تعدد الأبطال فيها إلا أنك لا تشعر بأنهم بعيدون عن بعضهم، وكأنهم يمثلون الحياة بكل ما فيها من خير وشر وحب وكره، حتى أنني كنت أحب وأكره، وودت لو أتوقف عن القراءة لأقول هذا يكفي. ليست القراءة ما اكتفيت منها، ولكنه الألم.
في البداية تساءلت عن سر تعدد الشخصيات، وهو ما قد يسبب ربكة للقارئ العادي، ولكني في النهاية اكتشفت أن كل الشخصيات في الرواية مؤثرة، لدرجة أن حذف أحدهم سيخل بكيانها كثيرا، وفي النهاية وجدت أن أكثر شخصية تعاطفت معها الأميرة لويزا ابنة الملك ليوبولد الثاني، رغم تعاطفي مع أهل الكونغو وما تعرضوا له على يد جنود الملك، وكل الظلم والتعذيب والاستعباد، وكأنهم لا يتعبون ولا يتالمون كما وصفتهم الرواية، إلا أن الجملة التي قالتها الأميرة لويزا لا تزال عالقة في ذهني وهي تقول متحدثة عن أبيها (عشت طوال عمري أحلم أن يحتضنني)، ولا الجملة التي قالها الملك لبناته بعد وفاة ابنه وولي عهده (لماذا ليوبولد؟ لماذا ليست واحدة منكن؟) فإذا كان يعامل بناته بهذا الجفاء وهذه القسوة فلا عجب مما فعله في الكونغو.
شكرا بدرية البدري على هذه الرواية الإنسانية.
فومبي
نبذة عن الرواية
ستانلي هو الاسم الذي اختاره لنفسه بعدما عجزت أمّه عن تحديد من هو أبوه. لحظةٌ فارقة ستكون بداية مصادفات كثيرة تحدّد مسار حياته. من ليفربول ينتقل على متن سفينة إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث سينسى أصله البريطاني ويقاتل مع جيش الجنوبيين أثناء الحرب الأهلية، قبل أن يغدو مراسلاً صحافياً يتملّكه الشغف لاكتشاف أسرار أفريقيا وقد باتت مطمع كلّ الدول الاستعمارية. بينما يبحث الملك البلجيكي ليوبولد الثاني عن مجدٍ لمملكته الصغيرة، يجد في الكونغو ضالّته، فيكون ستانلي وقد غدا صحافياً مرموقاً سنداً له في ذلك. ببعض الحيلة والخداع والكثير من الظلم والعنف تصير الكونغو مستعمرةً بلجيكية لتغوص الرواية في تفاصيل الاضطهاد والظلم والآليات التي تُنهب فيها ثروات الشعوب تحت مسمّى تحرير الإنسان وتصدير الديموقراطية. بدرية البدري شاعرة وروائية من سلطنة عمان. لها عدد من الإصدارات في الرواية والشعر وأدب الطفل. حازت جوائز عدّة منها «جائزة الإبداع الثقافي» لعام 2019 عن روايتها ’ظل هيرمافروديتوس‘. كما وصلت روايتها ’سموثي المغامر‘ للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد فرع أدب الأطفال والناشئة 2021.عن الطبعة
- نشر سنة 2022
- 288 صفحة
- [ردمك 13] 9786140322448
- دار الساقي للطباعة والنشر
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية فومبي
مشاركة من 3zoz albadri
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Zena Ahmad
السلامُ عليكم ❤️...
#مراجعة
#كتاب : #فومبي
#الكاتب /ة : #بدرية_البدري
نبذة 🇨🇬🪘:
ستانلي هو الاسم الذي اختاره لنفسه بعدما عجزت أمه عن تحديد من هو أبوه. لحظة فارقة ستكون بداية مصادفات
كثيرة تحدد مسار حياته.
من ليفربول ينتقل على متن سفينة إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث سينسى أصله البريطاني ويقاتل مع جيش الجنوبيين أثناء الحرب الأهلية، قبل أن يغدو مراسلاً صحافياً يتملكه الشغف لاكتشاف أسرار أفريقيا وقد باتت مطمع كل
الدول الاستعما.رية.
بينما يبحث الملك البلجيكي ليوبولد الثاني عن مجد المملكته الصغيرة، يجد في الكونغو ضالته، فيكون ستانلي وقد غدا صحافياً مرموقاً سنداً له في ذلك.
ببعض الحيلة والخداع والكثير من الظلم والعنف تصير الكونغو مستعمرة بلجيكية لتغوص الرواية في تفاصيل الاضطهاد والظلم والآليات التي تنهب فيها ثروات الشعوب.
الرأي 🇨🇬🪘:
فومبي الرواية المذهلة التي كتبت بقلمٍ متقن إنساني، لها عمقٌ بالغ و سحرٌ خاص و رسالةٌ باقيةٌ واضحة ، لم تتوقف عن إذهالي صفحةً بعدً صفحة ، علمتُ أن الكاتبة و الشاعرة العمانية بدرية البدري احتاجت قدراً كبيراً من الصبر أثناءَ كتابتها مع ذلكَ الكم الهائل من المشاهد المؤلمة و الدموية و المتجردة من الإنسانية بشكل تام ، كل ما فيها حقيقي ، واقعي و قد كتب بدقة بالغة ، تكلمت فيها الكاتبة بلسانِ المس.تعمر ، و العبد و الأوروبي ، و قد عكست مرحلةً مهمة جداً أثناءِ حكم بلجيكا من قبل "ليوبولد الثاني " ، رواية تستحق القراءة بل و يتوجب قراءتها .
التقييم 🇨🇬🪘:
5/5.
زينة أحمد ..
-
Ksk 1999
رواية فومبي وإن جاز لي وصفها فلن أجد أفضل من أن أقول إنها رواية إنسانية بامتياز ،تذكرنا بآدم وحواء في داخل كل منا ، ذلك الإنسان الذي لا يتغيير منذ أن خرج من الكهف ..
هي رواية أدمية من طين لازب ، إذا قراتها أصبحت حية وكأن الماضي يعود لتراه متجسدا في واقعك ومن حولك في عالم تتصارع فيه القوى العالمية بطريقة تضحي بالآف بل مئات الآلاف والملايين من البشر لاستغلال ثروات الشعوب واستعبادها ..
تكمن أهمية الرواية في أنها تسرد مرحلة تاريخية مهمة من مراحل الاستغلال والاستعباد ..
الرواية تضج بالأحداث وبالقصص ، تشعر وكأنك جزء منها وكأنك تحمل المطاط على ظهرك أو يوشك أن يطلق عليك أحدهم رصاصة ،، وأحيانا تركض في الغابة هاربا من مصير لمصير أخر لا تعرفه ..
-
Mohamed Metwally
مشروع قراءة القائمة الطويلة لبوكر ٢٠٢٤
الرواية مبنية على أحداث وشخصيات حقيقية، بتحكي عن مغامرة الملك ليوبولد الثاني ملك بلجيكا اللي كان بيحلم بمستعمرة لنفسه يحقق بيها حلمه التوسعي لبلد صغير بالمقارنة بأخواتها الأوروبية الإستعمارية الأخرى.
يلتقي الطمع مع الخديعة، فيكونان ثنائي في منتهى الوحشية والقسوة، وتكون الضحية شعب الكونغو، لنقرأ شهادة تاريخية عن عنصرية وقسوة الرجل الأوروبي منذ حوالي ١٥٠ سنة، من سلب ونهب، اغتصاب وتعذيب، تشويه وإبادة قبائل بالكامل للحصول على ثروات أراضيهم.
ويبرر المستعمر لنفسه جرائمه، بأن هؤلاء ليسوا مثلنا من البشر ولكن مرتبة أدنى وأقرب للقرود، وبالتالي لا حرج من معاملتهم كالحيوانات واستخراج كنوز وثروات أراضيهم، لأنهم لن يتنبهوا لها أبدا، معطيين لأنفسهم الحق بالتسيد عليهم.
للأسف أحفاد هؤلاء هم من يقومون بدعم ما يحدث في الوطن العربي من احتلال وتدمير، على نفس خطى اجدادهم، بل وينفس الطريقة، تزييف للحقائق، إعلام موجه يصور الضحية كوحش والمعتدي كمخلص ومنقذ، وطمس لأي محاولات لنشر الحقيقة...
مثل هذه الوقائع هي التي تثبت أن التاريخ يعيد نفسه، وأن دراسة التاريخ مهمة لفهم الحاضر وتخطيط المستقبل.
لما بدأت الرواية كنت مستغرب ليه كتاب من عمان بيحكي عن قصة بلجيكا مع الكونغو من حوالي ١٥٠ سنه؟ لكن مع القراءة حسيت إنه بيربط بينها وبين أحداث كتير بتحصل في الوطن العربي النهاردة
محمد متولي
-
Mohamed Makari
رواية ممتازة بكل المقاييس!
تعالج مسألة استعمار الملك البلجيكي ليوبولد للكونغو بهدف سرقة خيراتها وتكديس الثروات في خزنته. فهو بأمس الحاجة لها ليصرفها على عشيقته.
انها العبودية بأبشع صورها. حيث القتل برصاصة في الرأس يعد رحمة. والا فالاغتصاب وقطع الاطراف والتجويع والتلذذ باعدام العبد ببطء كي يذوق طعم الالم الذي هو في انتظار من يحيد قليلا عن الطاعة التامة العمياء لسيده والعمل بالسخرة حتى الوقوع ارضا من التعب.
الروائية وصفت حياة الاوروبيين الملوك والمستعمرين، والافارقة على اختلاف انواعهم. كما وصفت عاداتهم وايمانهم ونزاعاتهم القبائلية الخ...
القصة مروية من عدة زوايا. من زاوية المستعمر والعبد والانسان الغربي المستقل
بعد ان قرأت دلشاد والباغ لبشرى خلفان وتغريبة القافر (بوكر) لزهران القاسمي والآن رواية فومبي، اصبح مسحورا بقدرات الروائيين العمانيين. هذه الرواية تستحق البوكر لهذه السنة