اقتباسات من رواية سنوات الجري في المكان

كنت أريد أن ألتقي بطيفه أو أري آخر ما رآه.

للموت ثُقلاً لا يختفي.

كان حضوره في البيت دائماً ، في صورتة ، في كوبة ، في عيني أمي ، وفي كل الحكايات التي تمنيت أن أقصها عليه ولم أستطع.

كيف يموت شخص في زمن آخر ، ويظل باقياً ، مكرراً في حيوات أخري؟ الموت والزمن والعبث والحياة ، لاشئ فريداً أو أصيلاً ، كلنا نسخ مكررة لهاجس واحد.

اكتشفت أن التخلي عن كل شئ يمنع الخوف من التسلل إلي القلب .. هذه الخِفة هي أجمل ما في الموت .. تخيل ألا تتشبث بشئ مما يشدك إلي الأرض.. أن تكون خفيفاً كريشة أو ككيس بلاستيكي يطير في الهواء بعيداً ، كيس بلا أهمية تُغري أحداً بالتقاطه.

لا حب ولا كره ولا طمع ولا غيرة ولا لهفة ولا اشتياق في الموت . اللاشعور هو أجمل شعور.

ثمّة هاجس بأن المشاهد مُكررة.

لماذا لا تفهم أنه لا يستطيع أن يظل معها لكنه يريدها أن تظل معه بشكل ما ؟ الانقطاع التام مثل الموت الذي يكرهه ، أو ربما لا يكرهه لكنه لا يفهمه ، ولا يريد أن يفهمه.

فكر أن يرسل لها أغنية فيروز ثم تراجع ، أحياناً لا يفهم نفسه ، هذه الفتاة التي رأي العالم كله من خلالها ، هي في نفس الوقت عقدتة وذنبه الدائم.

صوت الأحباء ملاذ ومأمن.

ما الحياة أصلاً ؟ مجرد مزحه.. تطلُع إلي هدف بعيد مضئ ومُغر، وعندما نصل إليه نكتشف أنه محض سراب.

الانتظار يفقدني الشعور بالحاضر.

لكن الفيسبوك يُزيف الحقائق ويزيف الحياة ويزيف تاريخ هذا الجيل.

الرواية علي عكس الجميع ستعيش، لو قرأها شخص واحد فقط، لو لم يقرأها أحد، لو بقيت علي رف مكتبة قديمة في مدينة صغيرة، لو أهداها شاب لفتاته، أو اشتراها بائع وسط كراكيب بيت قديم ، أو نسيها أحدهم علي مقعد في ميكروباص ، ستعيش ونموت جميعاً.

علي الرغم من كل لحظات الفرح التي تلت ذلك، لايزال طيف جميع من ماتوا هنا ، حولك ،داخلك، داخل قلبك.

هيئتك الأولى، رجل وحيد في حديقة يتأمل العالم بدهشة، وينتظر شيئًا سيخرج من داخله ثم يبتلعه. شيء شرير وطيب، حنون وقاسٍ، سيطرده من الجنة لكنه على الرغم من ذلك سيمنحه -بشكل ما- وطنًا جديدًا..

اكتشفت أن التخلي عن كل شيء يمنع الخوف من التسلل إلى القلب هذه الخفة هي أجمل ما في الموت تخيل ألا تتشبث بشيء مما يشدك إلى الأرض أن تكون خفيفًا كريشة، أو ككيس بلاستيكي يطير في الهواء بعيدًا، كيس بلا اشتياق في الموت اللا شعور هو أجمل شعور، مثل طعم السبانخ مع البيض، مجرد إضافة بلا إضافة، لون أخضر يكسر شحوب البيض المخفوق، طعمها مثل الرغاوي، لكني كنت أصمم على اختيار البيض بالسبانخ على الفطور، وكأنني أعاقب نفسي باللا طعم، ❝

في المسلسلات يعيش البشر حيوات أخرى موازية، مشاكلهم تجذبني وكأنها مشاكلي، أتابع الأحداث المكررة بانتباه، وأحترق لمعرفة أحداث الحلقات التالية، تشاركني أمي الشغف، تبدو سعيدة لأنني ركزت كل اهتمامي على المسلسلات وتوقفت عن الذبول والصمت.

يغير الأصفر إلى زيتي، والأزرق إلى نيلي، والأبيض إلى رمادي، والصراحة إلى ملاوعة يكره الجميع الأسود وتحبه المرأة الراغبة في التلاشي، تختاره الفتيات في بداية مراهقتهن لإخفاء أنوثة خجلى، ويختبئ داخله القتلة في الليل، الأسود لون الإخفاء، ولون الفقد، ولون القلوب التي توقفت عن النبض وهي لا تزاب على قيد الحياة.

فكرت أنه تمثال «كليشيه»، هذه كلية كليشيه، والطلاب بشعرهم المنكوش وملابسهم الممزقة كليشيه، والقصر القديم الظاهر من بين خشب البرجولا كليشيه، هذه مجرد مبانٍ، وهؤلاء مجرد طلبة، وأيقنت أنني قادر على فعل ما أحلم به في أيِّ مكان .‫