اقتباسات من كتاب المتنبي للمرة الأخيرة

ojkkjkmmkm

واليومَ أصبحتِ اللُّغاُتُ كَسيحةً

‫ لا تستطيعُ الرَّكْضَ في طُرقَاتِي

‫ فالمفْرَدَاتُ تَخشَّبتْ بأنَاملِي

‫ كجوانحِ الأغصانِ في الغَابَاتِ

‫ أمَّا القَوافي فاسْتقالت بعدمَا

‫ صارَت مَزامِيرًا بِلا نَغماتِ

قولي أحبُّكَ مرَّةً وسأكتفِي

‫ وكغيْمةٍ من غيْر ماءٍ أخْتفِي

‫ ولقد أزورُك ذاتَ يومٍ رعشةً

‫ كَمَنتْ طويلًا ثمَّ قيل لها: ارجِفي

‫ أوَّاهُ لو تَدرينَ عُنفَ حرائِقي

‫ لو شَمَّ أنفُ البْرقِ عُشبَ تلَهُّفِي

لا تسْألِينِي مَن أنَا؟ .. أنَا رِحْلَةٌ

‫ فِي التِّيهِ كلُّ دُروبِهَا ألْغَامُ

‫ لا تُخْدعِي بِوسَامتِي .. أنَا أعينٌ

‫ لا يعرِفُ الشَّيطانُ كيفَ تَنامُ

إنِّي أُحبُّكِ صَمتًا ما لَهُ وَطنٌ

‫ مَا أبشعَ الصَّمتَ ينسى أيْن مَأوَاهُ

‫ لو كنتِ قلبًا فإنَّي فيك أوردة

‫ لو كنتِ حسًّا فإنِّي نَبضُ نَجْوَاهُ

‫ لولاكِ مَا مشَّطت شمسٌ جَدائِلَها

‫ ولا تَساءلَ ليلٌ عَن مرايَاهُ

بِلَا صَوتٍ شَرحتُ لكِ اشتيَاقِي

⁠‫وَبعْضُ الصَّمتِ أحيَانًا ضَجِيجُ

⁠‫فأقسَى الحُزن حُزنٌ دونَ شَكْوَى

⁠‫وأضْرَى النَّار نَارٌ لَا تَهِيجُ

⁠‫وأبكَى مِن دُمَيْعَاتِ الحَزانَى

⁠‫بكَاءٌ لَا يُعانِقُه نَشِيجُ

عَبَرْتُ كهولَتِي مِن ألْفِ عَامٍ

⁠‫وحتَّى اليَوْمَ يَنقُصُنِي النُّضُوجُ

لمْ تَكُونِي مَرَّةً أُغنيةً

⁠‫تَلْمِسُ القلْبَ فَينْسَى مَوضِعهْ

⁠‫لمْ تَكُونِي شَهْقَةَ العطْرِ الَّتِي

⁠‫يَتمنَّى الصَّيفُ أنْ تَأتِي معَهْ

⁠‫لمْ تكُونِي شَمعةً أُوقِدُهَا

⁠‫فَأرَانِي رَاهِبًا فِي صَوْمَعَةْ

⁠‫لَمْ تَكُونِي لَوحَةً نَاطِقَةً

⁠‫تَنتَقِي مِن كُلِّ لَوْنٍ أرْوَعَهْ

أرجوكَ دَعْنِي صَامتًا فالبْوحُ قَد

⁠‫يُدمِي الجرَاحَاتِ الَّتِي تَخْفَى لَنَا

⁠‫أنَا قَلبُكَ الأحْنَى فكُن بِي وَاثقًا

⁠‫لأكُونَ فِي يومٍ لذَاتِك مَوْطِنًا

لا تسْألِينِي مَن أنَا؟ .. أنَا رِحْلَةٌ

⁠‫فِي التِّيهِ كلُّ دُروبِهَا ألْغَامُ

⁠‫لا تُخْدعِي بِوسَامتِي .. أنَا أعينٌ

⁠‫لا يعرِفُ الشَّيطانُ كيفَ تَنامُ

لا قيصَرٌ فِي الأرْضِ بعدِي، لن تَري

⁠‫بأزقَّة الزَّمن الغُبارِ سِوى (جُحَا)

جَاءَنِي والدُّجَى يَعضُّ يَديَّا

⁠‫ولهيبُ الحُروفِ فِي شَفَتيَّا

⁠‫كنتُ والسُّهدُ والطُّيوفُ الحَزانَى

⁠‫نَجْتَدي للرُّؤى شُعاعًا نَبيًّا

⁠‫فاعتَصَرْنَا النُّجومَ ثُمَّ احْتَرَقْنَا

⁠‫دُونَ ضَوْءٍ.. لنسْتَقِيلَ سَويَّا

⁠‫قالَ لِي زَائرِي بصَوْتِ حَنونٍ

⁠‫لو تَريَّثْتَ لاقْتَحمْتَ الثُّريَّا

⁠‫قُلتُ: زِدْنِي.. فَراحَ يُصغِي حَزينًا

⁠‫لهُطُولِ الرَّمَادِ فِي رِئتيَّا

⁠‫قالَ: يَا صَاحِبي الحُروفُ وُحُوشٌ

⁠‫ومِن الحُمْقِ أنْ تَمُوتَ

كُونِي مَعِي أوْ لَا تَكونِي مَا أنَا

‫ مَن يَقْبلُ التَّفريطَ فِي سُلُطاتِي

‫ أنَا لن أظلَّ عَلى جدارِكِ لوْحَةً

‫ ظَمأى إلى الألْوَانِ والفُرْشَاةِ

ارسم بيك امس وابچي

ومدري البيه شيفِضه

وخفت لتشوفني شلوني

رسمت عيونك مغمضه :/

يَا مَن بعيْنَيها تدورُ كواكِبٌ

⁠‫وتَدوخُ قَافلةٌ مِن النَّجْمَاتِ

لولاكِ مَا مشَّطت شمسٌ جَدائِلَها

⁠‫ولا تَساءلَ ليلٌ عَن مرايَاهُ