رواية رائعة مفعمة بالكثير من المشاعر و الأحاسيس المرسومة بعذوبة و رقة، اللغة جميلة و السرد جذاب جداً رغم حزن الرواية.
تعاطفت كثيراً مع شخصياتها التى نجحت الكاتبة فى رسمها بحرفية فردوس الشابة الأم تمنت و حلمت و كانت نهاية الحلم بمأساة كلما حاولت الخروج منها زادتها الأيام قسوة، حُسنىَ بداية الحكاية و نهايتها من عانت و ضعفت ثم صمدت حتى وصلت، ملك من تركت الحب لتثبت نفعها للأب فصدمت بالزوج فتعلقت بأمل الأمومة لكنه انقطع، نشوى من ارتضت القرب من الحبيب دون أمل بالمزيد فكانت جزء من صفقة تحملت كل ضررها بالنهاية دون تعاطف ممن ضحت لأجله.
أيضاً باقى الشخصيات كانت مليئة بالمشاعر و التناقض ك حامد و مادلين
شخصية سالم و شريف هما النقيضان الذى منح الرواية كثير من التوازن.
كنت اتمنى ان تكمل الكاتبة لأعرف المزيد عن مصير باقى الشخصيات، و عن تفاصيل ما دار بحياة حُسنىَ.
أعجبني كثيراً ما كتب على لسان حُسنىَ فى بداية كل فصل، كذلك الكثير من الاقتباسات
- الجميع نولد كمواد خام أو على الأدق كصلصال و تبدأ الاحداث فى تشكيلنا حتى نصل إلى ما نحن عليه الآن.
-أو ليس فى مجاراة الألم قوة ما ؟!
-القوة لا تنبع من الروح ، بل من العقل، ثم تمر إلى الروح.
-و هى لم تشرك به شيئاً تسجد له، لكنها صنعت من شهواتها أصناماً تسجد إليها، أطاعت نفسها فأضاعتها السبل.
-الحب قصة نكتبها لمن لا يقرأ، ويقرأها من لا نكتب له.
-الحياة مجرد فخ، يُنصب لك فى اللحظة التى تظن نفسك فيها تخطيته.
-كلما خذل الرجل الأنثى نمى جسم غريب بداخلها، جسم يُدعى الأنا...أنا مختلفة و غريبة و هى نفسها لا تعرف كنهها.
فى انتظار جديد الكاتبة بكثير من الشغف