ساعي بريد دمشق وقصص أخرى..

مجموعة قصصية ذات وتيرة متسارعة، ما أن تدلفها في قرائتها حتى تجد نفسك قد أتيت على آخرها، قصص متنوعة من الحياة، يسودها الطابع الذي يجعلك تتعاطف مع أبطال قصصها، قصص حيكت بعناية، ذات حبكة متماسكة، أتت لغتها مزيجًا بين الفصحى والعامية

السرد فصحى يتخلله القليل من العامية، لم يعجبني هذا، والحوار تقلب في القصص ما بين الفصحى والعامية، وكان مناسبًا لأجواء القصة. في المجمل القصص جميلة ولكن أحيانًا تشابهت وتقاربت.

أربع وعشرون قصة تكلمت عن الأحلام، بدأت القصص بطفل يتمنى، وانتهت بآخر تمنَّاه الآخرين.

اختلفت الشخوص وتغيرت الحكايات والحلم أستمر في كل الصفحات.. بين طفل يحلم بأبٍ يلعب معه، وبلوفر يُرزق به دون أن يكون عمر أبيه ثمنًا له، فتاة تحلم بزوج وثلاثة  تضيع منهم فتيات أحلامهم بسبب الخجل!

يضيع المال بسبب الحلم ولا يتحقق أو ربما يزور العم مجدي لقليل من الوقت، أو يأتي للعم ماجد ولكن من فرحته يموت.. مرتاح البال، وربما يكون الحلم خدعة من الأساس فترفض ما تمنيته منذ لحظات.. طقم أسنان!

احيانًا نحلم بالسوء ليهون علينا مرارة الحياة.. أوليس الضرائب أيضًا سرقة!

نحلم بتفاعل الزائر معنا فنبالغ في عطاءنا، ونبالغ في فرحتنا.. فتأتي الكسرة قوية!

نغضب ونتخيل أنفسنا أقوياء ونقول لا، فيأتي أحدهم يأكل بقسماط أو لديه يدًا تتصنع الطيبة وبسخرية تقول "أنت ضعيف.. فلتدرك هذا".

أحلام كثيرة، واقعية  وغير حقيقية، ولو دُونت في ورقة الأحلام ستظل نصفها أو ما يزيد مجرد فكرة لا تتحقق على أرض الواقع.

مجموعة قصصية قصيرة تنتهي في جلسة واحدة استعرض فيها الكاتب بقلم رشيق حياة بعض الناس الذين يتواجدون بينا في الشوارع والحارات بأسلوب رائع و جذاب.

ممتازة

ساعي بريد دمشق وقصص آخري للكاتب إبراهيم محمد عامر، مجموعة قصصية عبارة عن مشاهد من الشارع المصري، مواقف بتحصل وأحداث ممكن تكون صادفت أي قارئ هيقرأ المجموعة. لكن هنا، احترافية الكاتب في صياغتها وتحويلها لقصة مكتوبة حلو جدًا ومعبرة عن مشاعر كل شخصية في كل قصة بدون أي مط أو مبالغة. المجموعة من وجهة نظري تستحق جائزة. شايفها كتابة واقعية مكتوبة بقلم كاتب حقيقي عارف بيكتب إيه وبيعبّر عنه إزاي بدون زيادة أو نقصان. الحوار مكتوب صح والسرد عظمة. المجموعة عجبتني جدًا.

العيب الوحيد من وجهة نظري هو الغلاف والعنوان. هما حلوين جدًا ولكن غير معبرين عن روح المجموعة ككل. كانت محتاجة عنوان وغلاف معبرين أكتر عن روح المجموعة شديدة الواقعية من نبض الشارع والحياة اليومية للمصري بكل اللي بيمر بيه. مش عايزة أحرق أي حاجة في أي قصة، لأن كل قصة مفيهاش زيادة، فمكتوبة زي ما شبهت قبل كده القصة في مقالي "في رقة العصفور - عن فن القصة القصيرة". كتبت: "القصة القصيرة هي بيت العنكبوت في رقتها، يمكن أن تهدم بلمسة واحدة إذا لم يكن الكاتب بارعًا، حساسًا، يعرف كيف يتعامل معها برقة وذكاء، لا يحملها ما لا تحتمل، يجعلها كقطعة البسكويت صغيرة تذوب، ويذوب معها القارئ..." إلى آخر مقدمة المقال.

أعتقد المجموعة دي كل ما فيها يتلخص في وصفي للقصة في مقالي ده بحذافيره. مقدرش أنقل كل المقدمة هنا، ولكن لو هعبر عن رأيي في المجموعة، أعتقد المقدمة تنفع جدًا.في النهاية، المجموعة جميلة وتستحق القراءة، رغم صغر حجمها، لكنها مذهلة ككتابة حقيقية وقلم قصاص يستحق الإشادة به من وجهة نظري.

نسمة عبداللطيف

#ساعي_بريد_دمشق

ولم تخلو مجموعة ساعي بريد دمشق للكاتب الشاب إبراهيم محمد عامر كذلك من لمحات وقصص رومانسية بين طيات المجموعة، وإن انتهت جميعها تقريباً بالفشل العاطفي، وعدم قدرة الرجل المحب على الإفصاح عن حبه غالباً؛ لتكون النتيجة في النهاية أنه يفقد حبيبته للأبد لصالح من كان لديه الجرأة والشجاعة أن يتقدم إليها طالباً ودها، حتى لو لم يكن محباً لها بقدره.

للاطلاع على مراجعتي الكاملة للمجموعة القصصية #ساعي_بريد_دمشق للكاتب #إبراهيم_محمد_عامر يسعدني تشريفكم لي على رابط المراجعة في مدونتي الشخصية

أرجو أن تنال استحسانكم

في انتظار تعليقاتكم ومناقشاتكم المثمرة في خانة التعليقات على المدونة أسفل التدوينة

وإذا أعجبكم المقال يسعدني مشاركتكم له على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ليصل إلى أكبر عدد من القراء ويشاركوننا هم أيضاً بآرائهم وتعليقاتهم

كما يسعدني متابعتكم للمدونة من خلال رابط المتابعة بها ليصلكم كل جديد أولاً بأول

#جولة_في_الكتب #مجموعات_قصصية

#مقالات #سارة_الليثي

****

ساعي بريد دمشق ، للكاتب : إبراهيم محمد عامر ... مجموعة قصصية من الأدب الأجتماعي ، بتصور وتناقش قضايا كتيرة عايشينها .. وأحلام مشتركة لكتير من أغلب الجيل حالي .. كل دة في صورة أدبية مميزة ...

مجموعة قصصية عظيمة، بلغة سلسة، ورسائل واضحة، تناقش الكثير من المشاكل والقضايا في المجتمع المصري المعاصر..