اقتباسات من كتاب يا جميل يا اللي هنا

نعم يا «عم سيد» إنها القاهرة التي نعشقها، وتعشق غيرنا، وتقع في غرام الأفاعي، فننتظرها على أبواب المقاهي ونواصي الأزقة القديمة: «هنا القاهرة الساحرة الآسِرة الهادرة الساهرة الساترة السافرة»،

وكان سيد حجاب قد وصل إلى قمة الإبداع، وهو يضيف إلى الأغنية العربية صورة شعرية نادرة واستثنائية في وصف الشعور بالندم والحسرة على الأيام التي ضاعت والأحلام التي شاخت «وينفِلِت من بين إيدينا الزمان… كإنه سَحبة قوس في أوتار كمان».

يا غاليين جايين

‫ في بحور الاشواق

‫ عايمين عايمين

‫ وحشتنا الدنيا وحلاوتها

‫ وحشتنا عنيكو الحلوين

أي والله… أي والله

‫ دنيتنا في بعادكو ظلام

‫ وايامنا من غيركو عذاب

‫ وحشونا الحبايب

‫ وعيون الحبايب والله

‫ كلمات: مرسي جميل عزيز

الخفة اللي شاغلني

‫ مهما يبعد عني

‫ أنواره تخايلني

‫ لو ف آخر الدنيا

‫ أبو شامة وعلامة

‫ أبو طلعة بسّامة

‫ حبيبي وعنيّا

يا عيني على قلبي ‫ كورال: مال قلبك ماله، مال قلبك ماله ‫ فوزي: حب الجمال، الجمال كله ‫ يا عيني على حبي ‫ كورال: مال حبك ماله، مال حبك ماله ‫ فوزي: محتار على خِلّه ‫ كلمات: أبو السعود

ذهب الليل طلع الفجر

‫ والعصفور صوصو

‫ شاف القطة قالها بسبس

‫ قالت له نَو نَو

‫ كلمات: حسين السيد

ومسير تيجي موجة توديني

‫ وان تعب الموج همشي على الموج

‫ أيام وسنين بدموع

‫ لك عندي نصيب

‫ وان كان لي نصيب

‫ حلاقيه في الغيب مستنيني

‫ رسّيني رسّيني

وهو الأمر الذي جعل من أمينة رزق ممثلة كبيرة فهذا الحرص على مواعيد البروفات حتى وهي في التسعين من عمرها وبعد أكثر من سبعين عامًا على وقوفها لأول مرة على خشبة المسرح، وهذا الإتقان الذي يُلغي الممثل لصالح الشخصية المطلوبة

وتدهشنا أمينة رزق دومًا وهي في الحياة بلا ولد أو زوج، ونتساءل: كيف لهذه الممثلة أن تعرف أسرار روح الأمهات دون أن تجرّب الأمومة؟ كيف تجعل دموعنا تنهمر على أولادها وبناتها وهي بلا ابن أو ابنة؟

وفي فيلم «دعاء الكروان» مع الراحل بركات نجدها الأم المكلومة المقسومة نصفين أحدهما يعطي الولاء للعادات والتقاليد الأصيلة لدى القبيلة، والآخر لعاطفة الأمومة، وبعد أن يغرس شقيقها السكين في لحم ابنتها «هنادي» تنظر إليه تلك النظرة المقسومة نصفين التي لا تستطيع غيرها أن تنظرها

لا تعرف يا أخي ماذا تفعل بنا أمينة رزق بمجرد عبورها في أي مشهد، لا تعرف كيف زرع الله بداخلنا كل هذا الحب لتلك السيدة التي تشبه أمي وليس بينهما شبه سوى حكمة إلهية جعلت «الطيبة» تجري في دماء أمينة

ياما فاتلي ويّا الفجر آمال

‫ قبل النهار تتنسي وتروح

‫ أتاريني عاشق طيف وخيال

‫ والحب عاوز قلب وروح

‫ والقلب دا فين وطريقه منين

‫ يا ليالي الشوق ما تدلّيني

يا ليالي الشوق فاض منّي الشوق

‫ على برّ الشوق رسيني

‫ أنا ليّا نصيب وإن كان لي نصيب

‫ حلاقيه في الغيب مستنيني

‫ رسّيني رسّيني

‫ كلمات: حسين السيد

يا رب يا سند الضعاف ‫ أتيت في ضعف المحب ‫ وفي شرود الحائر ‫ أنت الكريم فما لمنحك ممسك ‫ والأمر أمرك في عطاء غامر ‫ أنا ليس لي حق عليك وإنما ‫ أمل الضعيف أمام عفو القادر ‫

«العَرَق في التدريب يوفّر الدم في الحروب»،

«يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء»، ليس معناها بالنسبة لي أن ينعم مخلوق من بني البشر بـ«مناخير» زيادة أو ساق ثالثة أو قطعة «إنترلوب» أكبر مما لدى الآخرين، لكنّ الخالق أضاف شيئًا لمن اختاره من عباده،

أما يوسف إدريس فقد لجأ إلى القضاء متهمًا وزير الثقافة بالقذف والتشهير، وحكمت محكمة جنوب القاهرة بإدانة عبد الحميد رضوان وتغريمه عشرين ألف جنيه على سبيل التعويض،

هكذا يوسف، يكتب لإثارة الخيال وفلسفة الواقع بلغة سهلة ومرنة تقطف من العامية ما شاء لها أن تفعل، فهو يريد توصيل «فكرة»، واللغة تفرض نفسها على شخصياتها وطبيعتها، وهو الأمر الذي كان يضايق طه حسين كثيرًا رغم إعجابه الشديد بقصص

«من نظرة عين يا تاج راسي… قلبي ناداني، وقال: يوسف إدريس… يوسف إدريس… يوسف إدريس»، ومن يومها ويوسف إدريس هو إمام القصة القصيرة بالنسبة لي وهو اللي بصلّي وراه في الجامع، الخيال الذي يقترب حتى يلمس القلب.