أنا قادم أيها الضوء > مراجعات كتاب أنا قادم أيها الضوء
مراجعات كتاب أنا قادم أيها الضوء
ماذا كان رأي القرّاء بكتاب أنا قادم أيها الضوء؟ اقرأ مراجعات الكتاب أو أضف مراجعتك الخاصة.
أنا قادم أيها الضوء
مراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Shehab El-Din Nasr
(انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ) صدق الله العظيم..
كنت تأمل أن تجد في نهاية طريقك النور يامحمد.. وأنت النور.. انظرني يوم القيامة لأقتبس من نورك واسأل الله الا يجعل بيننا سور.. ونكون في باطن الرحمة سوياً.. نتحسبك عند الله شهيداً في أعلى درجات جنة الله العليا.. مما عانيت من المرض..
❞ من معجزاتنا البشرية قدرتنا على نسيان الموت، وإلا لتوقفت الحياة تماما، وانقسم كل البشر إلى منتحرين، أو شهوانيين عابثين، أو نُساك زاهدين.
وإذا كان يمكن أن ننسى الموت، فهل يمكن أن ننسى أي شيء آخر بما في ذلك المرض؟ ❝
قرأت عن السرطان كثيرا، أصيب به أقرب الأقربين إليّ.. رحل به عدد كبير من عيلتي.. وأقربهم إليّ عمي.. توفى بسرطان القولون وشهدت مرضه كأنه يعاد أما معيني مرة اخرى في كتاباتك يا محمد، .. لكنك انت؟ شهدت ما لم أشهده في مرضى السرطان من قبل.. معاناة لا توصف.. معاناة لا يمكن أن يتحملها أحد.. النسبة النادرة من كل شيء أصيبت بها أنت، اختارك انت السرطان دون غيرك بأبشع صورة ممكنة له. ورغم ذلك روحك كانت طاهرة لأقصى درجة حتى أخر كتاباتك.
❞ لعل هذا من أقسى ما يفعله ذلك المسخ السرطاني: تغييره لكل ما نعرفه عن أنفسنا والآخرين. تلك القدرة بعقل إسراء قد تطورت بشكل عكسي، فأصبح صوتي المألوف هو علامة الخطر المحتمل لا العكس! ❝
محمد أبو الغيط، رحمه الله، طبيب صحفي شاب صاعد وواعد في مجال الصحافة.. كاتب يحمل من القلم ما تطيب به النفوس ويحمل من الفكر والفلسفة ما يشتهي العقول.. ويحمل من الخبايا والاسرار ما لا يعلمه الكثير، ويحمل من العلم ما ينقصنا نحن.. إنه محمد أبو الغيط كان الأصغر في كل شيء.. الصحفي الأصغر والأنجح في جيله.. من أصغر شباب الثورة.. وسط نخبة أبو الغيط وبلال فضل ورجب وغيرهم، كان أيضا أبو الغيط هو الأصغر والأنقى.. وأكتمل الأمر، ليكون من أصغر المصابين بالسرطان الخبيث العنيف ال adenocarcinoma.
❞ فقط أعرف أن الواقع الحالي كتوصيف بحت هو أني ببذلتي الحمراء أنظر إلى سفينتي تغرق. تهبط ببطء لكن باستمرار، ولا شيء يسد الثقوب المتزايدة.
أحيانا أستسلم تماما للغرق، وأحيانًا، فجأة، أجد يدي «تعزف».. ❝
إذا جاء هذا النوع من السرطان.. فلا أمل في الحياة رغم تشبثك بها.. كان يريد ابو الغيط الحياة لكن السرطان الغادر لم يمهله ذلك.. كان يريد يحيى، ويحيى يريده ابا له حتى النهاية لكن اراد الغادر اليتم ليحيى.. فقدت بالسرطان والدتها في العام السابق لتشخيص ابو الغيط بالسرطان ايضا، لم يكن يريد محمد أن يترك الكرسي الثالث فارغا على سفرتها.. لكن لم يمهلم القدر ذلك او ذاك.
❞ بين ليلة وضحاها تغيرت تجاربي كلها. كل يوم أغرق في تجارب أنواع الطعام والشراب، والمسكنات، والمكملات العذائية، ثم دخولي هذه «التجربة» الدوائية الأخيرة التي تساوي نتيجتها حياتي حرفيًّا.
لم يعد بإمكاني التخطيط لشهر قادم، بل ليوم قادم.
وكذا غدر نوائب الدهر، وعجز الإنسان، فلا أمان لتصاريف الأقدار، ولا اطمئنان لتقلبات الأحوال، فتأمل.. ❝
وانا؟ منذ معرفتي الأولى بإصابتك بالسرطان.. كنت أعلم يقين النهاية، ربما انا بائس واذيع اليأس للجميع وأرجح الفشل عن سواه.. لكن لم أشهد لأحد حولي في الواقع او بين الصفحات تعافى من السرطان خصوصا لو كان ذاك النوع الخبيث للمعدة او القولون.
❞ سواء شفيت قريبا أو بعيدا، سواء عاد المرض أو لم يعد، هي ليست حربا بانتصار أو هزيمة نهائية لأن الصحة والمرض، السعادة والحزن، النسيان والتذكر، الحياة والموت، كلها ثنائيات تتدافع داخلنا دون أن يزول أحدها أبدا. ❝
قررت ألا اتابع محمد مرة أخرى.. قررت أن انساه، وذلك جاء في وقت امتنعت فيه عن السياسة بشكل عام وكل من يتحدثون عنها ماعدا بلال فضل فهو جزء من ايامي على كل حال.. تركت ابو الغيط ورحلت عسى الا أفجع يوماً في رحيله.. كنت أظن إني أنسى، فأنا مجرد قارئ لكاتب لم أراه يوماً سوى في التلفاز والصحف الإليكترونيه، عسى أن اجد ولو بمعجزة إنه بخير الأن.. ولو بدعاء نبوي، او بأذكار التصوف او بمعجزة جبريل بأي معجزة من السماء..
كنت أعلم إن حلول الأرض منتهية، وكنت أعرف ومتأكد من ان السماء لا حد لها، لا حاجز لما نبحث عنه فيها، هكذا آملت، هكذا ظننت، هكذا فجعت.. لذلك انا اتألم الأن على رحيله اكثر مما تتوقعت..
❞ قال المؤرخ المفصول ميلان هوبل: «لتصفية الشعوب، يُشرع بتخريب ذاكرتها وتدمير كتبها وثقافتها وتاريخها… بعد هذا يبدأ الشعب شيئا فشيئًا في نسيان من هو وكيف كان، فينساه العالم من حوله بشكل أسرع.
صحيح أن قدرة الإنسان على التعود والنسيان لا يضاهيها شيء، لكن هذا يشترط وجود نمط ثابت يمكن التعود عليه. ❝
انا لم أحدث محمد ولو مرة واحدة حتى.. لم اراه في الواقع ابدا.. لكن كنت اعرفه، ولا يزال اعرفه، والأن بعد انتهاء هذا الكتاب أصبحت اعرفه أكثر من اي وقت مضى.. أكثر مما فات، محمد صديق مقرب إلي حتى وإن لم أكن صديق له ذات يوم.. كم كنت أتمنى حضور حفلة توقيعك يا رفيق..
❞ قد تهبط الكارثة فجأة علينا. وقد نحملها داخلنا منذ الميلاد دون أن نعرف. لا حيلة لنا في ذلك. كما لا حيلة لنا أمام كثير من المآسي؛ الفراق، والضعف، والموت. لا حيلة لنا بمشاعرنا. ❝
محمد أبو الغيط الشهير بمقالته الأولى في أوائل شهر يونيو من عام الثورة الاول 2011 المنشورة حينها بأسم " الفقراء أولا يا ولاد الكلب "
ثم تسلسل وتطور محمد أبو الغيط بين الصحافة والمقالات والمنشورات وطموحه الأول لنشر روايتين وكان دائماً ما يرى نفسه محاط بالمعجبين والأقارب وتحابي كتفه صديقة عمره وزوجته إسراء شهاب في حفل توقيعه الأول..
❞ تتصارع داخلي صورتان غائمتان، هل أراني جالسًا لأوقِّع الكتاب وبقربي أبي وأمي وإسراء، أم أنا غائب وأرى إسراء هي من تطلق الكتاب، بينما صورتي معلقة في الخلفية وعليها شريط الرثاء الأسود؟ ❝
والأن.. الأن في هذا الوقت يحضر كتابك في المعرض وحده.. يقرأ الناس الخط دون رؤية الخطاط.. يبحثون عن الكلمة دون حضور للمتكلم.. رحلت وتركت الاثر الأولى.. تركت حلمك.. وتحقق الحلم وحدة رغم وداع الحالم له.. رحلت عن الدنيا ولن تعلم ما يدور بها.. لكن صيحتك تبقى في أثرنا.. إنها صيحة أبو الغيط الاولى والوحيدة للأسف.
❞ أكتب لأن الكتابة هي أثري في الحياة، هي أهراماتي الخاصة، فإلى متى ستبقى منتصبة بعدي؟
أعرف أني مهما عشت فإن حياتي، والعالم كله، كذرة غبار لا تُرى على شاطئ ذلك الكون الفسيح. لكن الكتابة قد تجعل ذرتي ألمع بين باقي الذرات على الأقل.
❞ الكتابة هي محاولتي لمغالبة الزمن والموت بأن يبقى اسمي أطول من عدد سنوات حياتي التافهة مقارنة بعمر الكون الشاسع المقدر حاليًّا بـ ١٤ مليار سنة.
هذه صيحتي: محمد أبو الغيط مرَّ من هنا! ❝
قال محمد عن إسراء شهاب زوجته:
❞ أحبها؛ لأن استقراري النفسي أصبح بالكامل مرتبطًا بها، ولا يمكنني الاطمئنان والهدوء إذا كانت هي تشعر بأدنى ضيق حتى لو لسبب خارج عني.
أحبها؛ لأني أصبحت أشعر بالفخر حين أحدثها أو ألتقيها. بمجرد أن أمشي جوارها أشعر فورًا دون أي تفسير عقلاني أني ممتلئ فخرًا، وأني مميز فوق البشر.
أحبها؛ لأن هواي صار يوافق هواها. حين تخبرني أنها تحبّ أو تكره شيئًا أو شخصًا، لا أوافقها مجاملة، بل حقًّا يتحول شعوري العاطفي نحو هذا الشيء أو الشخص لحظيًّا.
أحبها؛ لأني أصبحت «أحبُّ من الأسماء ما وافق اسمها، أو شابهه، أو كان منه مُدانيًا» كما قال قيس بن الملوح قبل ألف عام. أصبحت أذني بالغة الحساسية لالتقاط اسمها أو أي كلمة حروفها قريبة منه. ❝
ادعوا لها كثيرا بالصبر والسلوان، ادعوا لها في كل لحظة وفي كل وقت.
سلامٌ على قبرِ المكارمِ
محمد أبو الغيط، 34 عاما
مغتربا توفي ودفن في لندن
5 ديسمبر/ كانون أول 2022
إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ (10)
وكم صبرت يا محمد.. وكم عانيت يا محمد.. ١٧ شهر من العذاب المستمر بعد تشخيصك
❞ كلنا تتملكنا تلك الرغبة؛ رغبة الخلود في الحياة، فإن لم نخلد بأجسادنا فلنخلد بآثارنا، ولكلٍّ آثاره. ❝
ترك ابو الغيط خلقه قلوب قراءه المتيمين به.. ترك خلفه قلب مشقوق ومفتور عليه.. ترك لنا ابو الغيط صغيره، يحيى محمد أبو الغيط.. أيا يحيى هل تدرك كم كان ابوك عظيما ذات يوم؟ يحمل بداخله سمات الإنسانيه أجمع، كلما مرض محمد وازداد آلماً.. زاد بريقاً ونوراً من خلفه.. ترك محمد وراءه نوراً. وعلى يمينه نوراً ومن فوقه ومن تحته نوراً.. وذهب إلى النور.. وتركنا نحن وحدنا في عتمة فراقه..
❞ كل خسارة لم نخسر فيها أنفسنا خسارة عابرة» على رأي إبراهيم الكوني. ❝
يا يحيى عليك أن تعلم رغم انك فقدت والدك وهو في ال ٣٤ من عمره فقط وبمسيرة صحفية لم تصل إلى عامها الثاني عشر..
إلا إنها مسيرة إنسانيه ستخلد إن شاء لله لها من خلود.. ستبقى ما بقيت السماوات والارض..
❞ كان يجب أن أنجب ابني؛ لأفهم وأحترم خطفة قلب الأب على ابنه.
وكان يجب أن أمر بالهزائم، ومخاوف ومطامع الحياة؛ لأعرف أن الأمل ليس دائمًا «توأم اليأس، أو شعره المرتجل»، وأن العالم مليء بأطياف الألوان بين الأبيض والأسود. ❝
لو قررت أن اختار صورة وحيدة تمثل ثورة يناير وشبابها.. سأختار تلك الصورة. أعلم أن ما فيها بشر، والبشر بطبعهم متغيرون ومتطورون، نجدد أفكارنا وانماطنا كل يوم.. يوم تلو اليوم.. هكذا كانوا، هكذا حلموا وتأملوا وتدبروا أفكارهم.. وأين هم الأن؟ مات من مات، ورحل من رحل، وبقى طيفهم بصورة شحيحة في خلفية الماضي السحيق المدجن بالغيوم..
أولئك كانوا نجوم تلك الغيوم، أولئك وحدهم كانوا القليل والقليل من النور العاتم..
تلك الصورة الموضوعة على بروفايل محمد حتى يوم وفاته.. تحمل في باطنها وجوفها الكثير من الأوجاع، اكثرهم وجعاً فجيعة محمد، ورحيل الآخرين حيث يعلم الله وحده..
بخصوص تلك الصورة، ترك لنا أيضاً بلال فضل فيديو يحكي فيه عن بعض ما يحكى ويترك بعض ما يمكن أن يُترك من محمد.. وبعد قراءة ذلك الكتاب سيقوم بسرد ما تبقى من حياته
❞ قد يختار الإنسان أفعالا نبيلة أو شجاعة، لكن المرض ليس اختيارًا، فلا تعني محاولة الشفاء منه بالضرورة إضفاء مثالية ما على المريض، قد تتحول لعبء في حد ذاته.
وما ينطبق على مصارعة النفس، ينطبق على مصارعة الجسد. ❝
في 12 مايو عام 2019، وضع محمد ابو الغيط تلك الصورة كصورة بروفايل له على الفيس بوك، واستشهد بقصيدته المفضلة لشاعره المفضل محمود درويش قائلا:
"إن كان لابُدَّ من حُلُمٍ،
فليكُنْ مِثلَنا .. وبسيطاً
كأنْ: نَتَعَشَّى معاً بعد يَوْمَيْنِ
نحن الثلاثة،
مُحْتَفلين بصدق النبوءةِ في حُلْمنا
وبأنَّ الثلاثةَ لم ينقصوا واحداً"
ولكن لم يمهلكم المرض سوى ثلاثة أعوام فقط ورحلت عنهم يا محمد تاركهم للفراغ.
على الرغم من جمع تلك الكلمات، ومعاناتي في تلك المشاعر، ومحاولاتي المتكررة لمدة ايام عن وصف شعوري اثناء قراءة الكتاب.. لا أعلم كيف يمكن أن أرثي محمد ابو الغيط؟
كيف يكون الرثاء لشاب في مقتبل عمره حزن عليه الجميع؟
كيف نرثي شاب يمحقه السرطان الغادر بأشد انواع الالم والاوجاع؟ كيف نرثي من ترك خلفه إسراء ويحيى، كيف نرثي من كان يملك تلك العذوبة في كلماته.. لن يوصفك العالم ابدا ولن يرثيك احد حق الرثاء..
نحن فقدناك وأنتهى الأمر، رحلت ولم ترحل عنا ابداً.
كَفَى حَزناً أَنَّ النَّوَى صَدَعَتْ بِهِ ... فُؤَاداً مِنَ الْحِدْثَانِ لا يَتَصَدَّعُ
وَمَا كُنْتُ مِجْزَاعاً وَلَكِنَّ ذَا الأَسَى ... إِذَا لَمْ يُسَاعِدْهُ التَّصَبُّرُ يَجْزَعُ
فَقَدْنَاهُ فِقْدَانَ الشَّرَابِ عَلَى الظَمَا ... فَفِي كُلِّ قَلْبٍ غُلَّةٌ لَيْسَ تُنْقَعُ
وَأَيُّ فُؤَادٍ لَمْ يَبِتْ لِمُصَابِهِ ... عَلَى لَوْعَةٍ أَوْ مُقْلَةٍ لَيْسَ تَدْمَعُ
( محمود سامي البرودي )
محمد تطور وتغير وتقدم وتأخر وشارك وصمت، وصاح وكتم صيحته لفترة، محمد كان إنساناً يريد الحياة، ومن لا يريدها؟ محمد تطور رغم كل شيء حتى أتم رسالته في الحياة في عامه الرابع والثلاثين فقط.
❞ وهي أكثر الخيبات مرارة على الإطلاق، حين تكتشف خطأ أفكار أو آراء لا أشخاص كم اعتنقت أفكارًا وأجوبة بيقين تام، تكونت داخلي عبر سنوات من البحث والتجارب، واتخذت بناء عليها قرارات عملية تؤثر في حياتي كلها، ثم أكتشف بعد لحظة
ثم أكتشف بعد لحظة تنوير درامية، أو بعد تراكم عكسي تدريجي، أني كنت أحمق أحمق. كنت أخادع نفسي، وكان عقلي متأثرًا بانحيازات عاطفية و«خرائط ذهنية» مسبقة. ❝
❞ اسعدوا بكل يوم طبيعي.
بالطبع اطمحوا واسعوا بأقصى الجهد للأفضل، لأنفسكم، وأسركم، وبلادكم، لكن إن لم يحدث فلا بأس. كل يوم من المعافاة هو إنجاز عظيم.
حقًّا وصدقًا «من أصبح آمنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها». ❝
هذه كانت رسالة محمد ابو الغيط الأخيرة لكم، هذه رسالة من رحم المعاناة، من رحمة السرطان الذي لا يرحم، من روح محمد الباقية في جسده الذي كان وصل إلى الفناء والهلاك بالكامل، عندما كتب محمد تلك الرسائل الأخيرة في كتاباته الأخيرة في شهر نوفمبر بين 15 إلى 17، كان رحل جسده عنها، والروح فقط تنتظر ايام معدوده لتمهل أحبابه فرصة أخيرة للوداع.
فرصة أخيرة للاستعداد للرحيل، من شهر اكتوبر تقريبا، وكان هلك محمد بالكامل ولكن على الرغم من ذلك لم تفنى روحه ابداً، وكتب أفضل جزئين في كتابه تقريبا، عن أبيه وامه، والأخر عن إسراء ويحيى، ثم رحل وقد أتم رسالته وكتابه الأول لنا، رحل وتركنا نبكي خلفه كلما نقرأ عنه أو إليه.
❞ كلما اتسع عالمي أدركت مدى ضيقه السابق. ❝
-
Rana Rakha
أنا قادم أيها الضوء || محمد أبو الغيط
محمد أبو الغيط هل هو الذي عمل طبيبًا أم الذي عمل في الصحافة المحلية أم في الصحافة الدولية، هو الذي عاش في القاهرة أم الذي عاش في الصعيد أم الذي عاش في دول الغرب، هو الذي كان جيبه لا يحوي فتات أم الذي حسابه البنكي أحتوى على عشرات الآلاف من الدولارات، سمع بأفكاره أهالي صعيد مصر أم تسلم جائزة من أمين عام الأمم المتحدة، أم مريض سرطان المعدة الذي مات على إثره
عزيزي القارئ عزيزتي القارئة
لا أخفي عنكم سرًا، نحن أمام ملحمة إنسانية تبكي لها الأعين
لقد بكيت كثيرًا رغم أنه ليس عادتي حتي مع قراءتي لأفجع المآسي ،بكيت لأنه يشبهنا من جيلنا عاش وحلم معنا وأحلامه تكاد تكون أحلام أي منا، لم أبكي من اليأس بل بكيت من الأمل
❞ ليس سليمًا وصف كل مريض سرطان بأنه «مقاتل»، لكني أنا شخصيًّا لا أشعر بالأمر داخليًّا إلا كذلك، أنا مقاتل في معركة شرسة، أستخدم فيها كل أسلحتي البشرية، بما فيها قوة الخيال العاتية تلك، آملًا أن تتحول إلى حقيقة، فأراني الآن اقرأ ذلك الكتاب مع ابني بعد نحو عشرين عامًا نتناقش في تفصيله هنا أو موقف هنا ونضحك!❞
ومن كثرة أمله و تفائله أقسم أنني بحثت علي محرك بحث(( جوجل)) إذا كان قد توفى فعًلا أم أنه عاش في النهاية رغم أنني كنت في كامل تأكدي من حقيقة موته قبل قراءة تلك المذكرات.
الصمت في حرم الجمال جمال والصمت أيضًا في حرم الآلام إنسانية بل واحترام
من الصعب عليّ كإنسانة أن ألخص معاناة شاب وسطوره الحقيقية التي كتبها بألمه قبل حبره و تركها لكي يؤكد لنفسه قبل قرائه أنه قد مر في دنيانا
في سطور أبو الغيط لن تبكي في ظل وصفه لآلامه بل سينتهي بك التفكير في ماهية المحاولة وما معنى الحياة بالنسبة لذاك الشاب بل بالنسبة لك أنت يا عزيزي القارئ
ليأتي ويجاوب عليك في منتصف حيرتك
أنه يعلم أن أهله جميعًا سيحزنون عليه حزنًا طال أو قصر ولكن تلك الكتلة من اللحم التي تشبهه ولا تشبهه "يحيى" هو الذي لن يتجاوز ذاك الفقد أبد الدهر، يتحمل من أجل ذاك الطفل الذي يلهو ويلعب وبالمصري "ولا على باله"
لن تجده يتحدث عن جوائزه ونجاحاته وآماله التي طمسها المرض، بل ستجده يتحدث عن حبات الفول السوداني التي أعطاها له جده ذات نهار والتى لم يجد أحلى وألذ منها في حياته، يتحدث عن زرعه لبعض النباتات في حديقة المنزل ولهفته عليهم بعدما يباغته المرض ويظل في المشفى لأيام بل أحيانًا لأسابيع، بل ولن تكفيه صفحات ليتحدث عن زوجته "إسراء" ويحكي خطواتها العملية وجهودها أيضًا في المنزل ومعه بطيب خاطر لدرجة أنني شاركته ذلك الحب بل وعمقه.
أي أحدًا مثله ستجده منشغلًا بألمه الذي يكفيه لكتابة عدة كتب وليس كتاب واحد ولكنه لن يبخل بالتحدث عن آلام الآخرين وكرهه لتجريد إنسانية الآخر حتى وإن كان عدو.
وختامًا
أوجه كلماتي التي آمل أن يصل صداها إلى قبرك يا محمد
فأنت لم تصل وحدك إلى الضوء ولكنك بشكل أو بآخر جعلتنا نقتبس منه فهنيئًا لك
اقتباسات
❞ لكن بعض ردود الأفعال كانت تدمر خطوط دفاع جيشي النفسي.
بعض الأحباء انهاروا في البكاء فبكيت معهم. هناك من تحدث بصيغة الماضي، «إنت كنت كذا»؛ فشعرت أنه ينعاني وأني مت بالفعل. ❝
❞ دائما هناك تحدي عدم اختزال الشخص في معاناته. ألا يكون تعريف اللاجئ أنه لاجئ فقط، أو الناجية من التحرش أنها الناجية فقط.
لا أريد أن يكون تعريفي وهويتي هما «مريض سرطان»، بينما ينمحي كل شيء آخر. ❝
❞ مُنحت كثيرًا وفزت كثيرا، وأيضًا خسرت كثيرا، وسقطت على رأسي مصائب كثيرة آخرها تلك المصيبة الكبرى، لكن في الصورة الكبيرة أجدني رابحًا لا خاسرًا ❝
❞ جلسنا إسراء وأنا لنناقش مزايا وعيوب أن أدفن في إنجلترا أم مصر كأنه شأن عادي جدًّا. قالت فجأة: إنت واخد بالك إيه اللي إحنا بنقوله ده! ❝
❞ رغم أن عادتي أن أتجاوز اللبن المسكوب دون النظر خلفي، لكن هذه المرة غرقت في البكاء عليه والبحث عنه.. ❝
❞ أكره الأمل الكاذب، هو أقسى من اليأس. أشعر بغيظ شديد ممن ينشرون الآمال الكاذبة حتى لو بحسن نية، أما من يفعلونها عمدا فهم عندي كالمجرمين. ❝
❞ «والموت يسخر من ضحاياه ومن أبطاله، يلقي عليهم نظرةً ويمرُّ». ❝
❞ فصل سابق تناولت تشبيه طبيب الأورام الأمريكي سيدهارتا موكرجي تجربة مرض السرطان بتجربة السجن، من حيث تشابههما في البشاعة والقسوة في كليْهما يفقد الإنسان سيطرته على أعمق ما يملك: جسده، وفي كليْهما تلتهم تفاصيل المرض أو السجن كل مسارات وآمال ❝
❞ أما أنتم يا من وصلتم في القراءة إلى هنا، فأحسب أن المعنى واضح: اسعدوا بكل يوم طبيعي بالطبع اطمحوا واسعوا بأقصى الجهد للأفضل، لأنفسكم، وأسركم، وبلادكم، لكن إن لم يحدث فلا بأس كل يوم من المعافاة هو إنجاز ❝
❞ فقط أعرف أن الواقع الحالي كتوصيف بحت هو أني ببذلتي الحمراء أنظر إلى سفينتي تغرق. تهبط ببطء لكن باستمرار، ولا شيء يسد الثقوب المتزايدة.
أحيانا أستسلم تماما للغرق، وأحيانًا، فجأة، أجد يدي «تعزف».. ❝
-
Nassima
الحقيقة لقد انتهيت من قراءة السيرة الذاتية لمحمد أبو الغيط، الساعة الثانية بعد منتصف الليل، بقيت مشدوهة ومتسمرة في مكاني لوقت ليس بالقليل، وعندما كنت أمرّ على صفحات وجعه، وألمه وحديثه عن التجارب الدوائية والأعراض، كنت أحاذر كمن يمشي على طريق مملوء بزجاج متكسر.. كان يصيبني ذلك الزجاج المتكسر لكني كنت أحاول المحاذرة.. الفارق أني كنت أمشي بقلبي وروحي على "تفريشة الألم" إن صح التعبير
عجزت عن كتابة شيء، ليس لأن القصة انتشرت هنا على وسائل التواصل والشخص كان لديه نقطة خضراء تضيء ثم فجأة انطفأت فقط، بل لأني أحسست "أن ترابه لم ينشف بعد"، فكيف أرفع قلمي لأكتب عن المعنى والمبنى والشاعرية في الألم وثنائية اليأس والصبر والإنكار والتسليم.
الشيء الآخر أني استحضرت كثيرا سيرة رضوى، لدلالتها العاطفية عندي ككاتبة أحبها ولأشياء أخرى لم أعرف تمييزها بالضبط، مثلا ألأنهما مصريان؟ أو لأنهما أصيبا بنفس المرض الذي لا شفاء منه، فمرّا بالتالي بنفس المسار الطبي الاستشفائي والأعراض المؤلمة وفشل العلاج والدوار وغياب الوعي، مع اختلاف الأعراض والخطة العلاجية باختلاف نوع الورم ومكانه؟ أم لأنني أبحث في الكّتّاب المصريين عن ملامح التجربة المصرية ومن كتبها؟ وكيف كتبها؟ وكيف عاشها؟
ليست سيرة للوجع فقط، ولا للدروس فقط، هي أيضا وجه من وجوه التأريخ للفترة السياسية والاجتماعية وملامح مما حصل- وإن كانت مقتضبة نتيجة الوضع الصحي-، ووجه من وجوه التأريخ الشخصي أيضا لمحمد، كشخص لديه أم وأب وإخوة وزوجة وابن وأصدقاء، ووجه من وجوه التأريخ العاطفي للإنسان الضعيف، والمريض والمتحسر والحزين والمؤمل خيرا في الأقدار، للإنسان الذي سيترك بعده أما وأبا مكلومين، وزوجة وحيدة وابن يتيم.
الله يرحمك ويغفر لك، ويصبر زوجتك وولدك!
-
هدير علاء القاسم.
"ولو وافاني القدر، ورحلت في الوقت الذي قدره الأطباء، فإني أرجو أن يكون ما بعد نفقي نورًا وهدوءًا وأمنًا، وأن يكون في هذا الكتاب ما قد ينقب ولو ثغرة واحدة، ليمر منها بعض الضوء إلى من يقرأ."
بدأت هذا الكتاب بالتزامن مع اكتشاف عدة أمراض كثيرة فجائية وجميعها يؤثر على الآخر..
ولكم كرهت فكرة المرض، ذلك العجز المقيت، الذي تتمنى أن يذهب بأي ثمن، وأي دواء، حتى تستعيد العادي، الذي لا نشعر به أبدًا.
ثاني تجربة لسيرة ذاتية ومغامرة مع المرض، والتي على الرغم من كل الألم والحزن الذي ستشعر به، كسرة قلبك وروحك، والكثير من البكاء، يحكي "محمد أبو الغيط" سنواته مع المرض، سنوات كاملة من حياته، من الألم الخاص، الفحوصات المليونية، والأدوية المختلفة، الحياة بعد السرطان ليست كقبلها، حياتك تختلف تمامًا، ونظرتك لكل شيء تُصبح أوسع، فهذا الكتاب الذي ستقرأه رُبما لن تجد فرصة لتقرأه مرة أخرى، وتلك الأكلة، وذلك الشخص الذي تراه رُبما لن تراه مرة أخرى! إنه لعنة على كل شيء، يحتل كل كيانك، من جسدك، حتى روحك، ولكنه وجد مُقاتلاً عنيداً اسمه "محمد أبو الغيط".
وأخيرًا هي سيرة ذاتية مؤلمة وصادقة، مليئة بالدفء والجمال برغم كل شيء، حياة بين دفتين كتاب، لتجعلنا نُعيد النظر إلى العديد من الأمور حولنا، وننظر للضوء القادم بهدوء وسكون.
تجربة ممتعة ومُلهمة، ولكني للأسف لا استطيع أن أنصح بها للجميع، فهي شديدة على النفس، ووطأتها كبيرة على الروح.
-
Pakinam Mahmoud
في كتب بعد ما تخلصها بتلاقي نفسك مش قادر تكتب عنها..
-حتكتب ايه عن شاب كلنا شوفنا الناس زعلت عليه قد ايه عند وفاته؟
-حتكتب ايه عن شجاعته في توثيق رحلته المؤلمة مع مرض السرطان؟
-حتكتب ايه عن لحظات كان يصرخ فيها من الألم و
ولحظات تانية بيكتب فيها عن ضعفه وخوفه بمنتهي الصدق؟
-حتقول ايه عن حبه لمراته و كلامه الرائع عن والده و ووالدته؟
-حتعبر إزاي عن وجع القلب في رسالته لإبنه الوحيد اللي كان نفسه يكبر قدامه؟
التجارب الإنسانية لا تقيم بنجوم أبداً وفعلاً مفيش حاجة تكتب ومفيش كلام يتقال بعد كل الوجع اللي موجود داخل صفحات هذا الكتاب..
محمد أبو الغيط كان متشبث بالحياة ولا يريد الاستسلام أبدًا لفكرة رحيله و جزء منه كان يتمسك بشدة بأمل كبير أن كل هذا سينتهي و ستتدخل يد ما لإنقاذه في اللحظة الأخيرة..
كان يسعي بلا حدود لأي وسيلة و بأي ثمن لكي يبقي مع عائلته ولو لبضعة أيام لا أكثر ولكنه في النهاية توفي عن عمر يناهز ٣٤ عاماً بعد أن خسر بشرف معركته مع السرطان...
يقول محمد في الكتاب إنه يرجو أن يري بعد وفاته نورًا وهدوءًا وأمنًا، وأن يكون في هذا الكتاب ما قد ينقب ولو ثغرة واحدة، ليمر منها بعض الضوء إلى من يقرأ...
روحه الطيبة كانت موجودة في كل كلمة و إستطاع بقلمه أن يضئ صفحات هذا الكتاب و بالتأكيد سيضئ قلوب كل من سيقرأه...
"هذه صيحتي: محمد أبو الغيط مرَّ من هنا .."
ما أصعب مرورك يا محمد...
الله يرحمه:(
-
ابتسام المقرن
من الكتب المؤثرة والمهمة والتي تغيّرك كثيرًا بعد قراءتها.. "محمد أبو الغيط" كان طبيبًا ثم تحول إلى صحافي وتغيرت حياته تمامًا بعد ما شُخّص بسرطان المعدة الذي كان شرسًا جدا وقضى عليه خلال سنة وأشهر فقط 🥺 على الرغم من صغر سنّه؛ توفي "محمد" عن عمر ٣٤ سنة وترك "إسراء" زوجة محبة وداعمة حتى آخر لحظة؛ وكيف جعلها مرض زوجها أقوى على الرغم من كل ما تعيشه معه ؛ وترك طفله "يحيى" بسنواته الثمانية وكيف كان ينظر لابنه ويتخيّله يتيمًا وتطفر الدموع من عينيه 🥺
هذا السرطان الذي يتحدث عنه محمد بدقة وتفاصيل تذكرك بأشخاص تعرفهم مرّوا بمثل ما مرّ به 🥺 وتألموا كما تألم..
"محمد" كتب هذا الكتاب لابنه ولنا جميعًا ؛ لنتعلّم كيف نستمتع بلحظات حياتنا وأن تشعر بالسعادة لكل يوم طبيعي يمر بك 🥺 وأن ننتبه لصحتنا ولا نتجاهل أي صوت نسمعه لأجسادنا؛ وهذا يذكرني بما ذكر في كتاب "هبة الألم" الذي يقول حاول أن تُصغي لجسدك جيدًا وأن تحمد الله على نعمة الألم لأنه يحاول أن يخبرك بطريقة ما أن هناك خلل ما فلا تتجاهله.
الكتاب فيه رسائل عدة وأهمها كيف تقضي وقتًا كافيًا مع أهلك وزوجك وأطفالك ومحبيك.. فلا تتحسر على أوقات كنت فيها بعيدًا عن تفاصيل حياتهم التي يتمنون مشاركتها معك 🥺
لو كنت تعلم أنك ستموت خلال أشهر هل ستكتب مثل هذه الرسائل وهذه الصيحة التي تخلدك عند عائلتك ومحبيك وأصدقائك والقراء الذين لم يعرفوك مسبقًا؟ 🥺
-
Ha Gar
❞ «الهدف الوحيد من تأليف هذا الكتاب هو أن أحل المعضلة العقلية التي تثيرها المعاناة، أما بالنسبة إلى الهدف الأسمى حقًّا، وهو تعليم الناس الثبات والصبر، فلست أحمقَ بما يكفي لأعتقد أني مؤهل لذلك.
❞ ليس لديَّ شيء أقدِّمه إلى قرَّائي سوى اقتناعي أنَّه حين يأتي الألم، فإن القليلَ من الشجاعة يُساعد أكثرَ من الكَثيرِ من المعرفة، والقليل من التعاطف الإنسانيِ أفضلُ من الكثير من الشجاعة، وأقلُّ لَمسَةٍ من مَحَبَّةِ الله تُفيدُ أكثرَ من ذلك ❝
اول قراءات السنه واهم قراءات السنه
معظم الكتاب كنت بقرأه اول باول فى كتابات دكتور محمد
على صفحته
صحفى استقصائي يملك من ادوات اللغه
اللى يخليك تقرا مقالات طويله جدا بدون ماتشعر باى لحظة ملل
لغة عظيمه
حضور قوى
وصف مفصل لكل المشاعر الانسانيه
عقل مرتب
كل دا كان موجود فى كتابات دكتور محمد
💔
الكتاب بيجمع مابين شخصية دكتور
ملم بكل التفاصيل الطبيه لمرضه
وقلم كاتب من اعظم الاقلام اللى ممكن نقرالها
💔
فى لحظات مكنتش بقدر اكمل
كان لازم اقف اخد نفسى ..طول الوقت لسانى مبطلش يالله
بحق كل الالم دا اجعله فى مكان احسن
هو وبابا وكل من جرب الضغط النفسى والجسمانى دا
رحمة الله عليك يادكتور محمد
❤️
انا قادم أيها الضوء ❤️
-
Islam Karem
كتاب عميق عن تأملات فترة مرضه.. عن مرضه، اسرته، علاقاته، ما مضى من حياته وازاي اتشكل واتشكلت افكاره وشخصيته
كنت متابع لبوستات محمد ابو الغيط عن فترة مرضه وابتلاؤه.. وتابعت مدى استماتته في الوصول لأفضل حل ممكن، لحد ما شفته بيعلن عن الكتاب.. وشعرت من اسمه وكأنه ينعى نفسه، وبالفعل جاء الخبر في خلال أيام
دائما ما تسائلت -كوني طبيبا- عن جدوى المحاولات المستميتة للإبقاء على الحياة في وضع لا يحتوي الا على المعاناة والألم
(طبعا ده ما بيخلينيش أبدا أقصر مع أي مريض.. في الآخر انا بشر مش إله)
لكن الموضوع كان دايما بيشغلني..
هل الشخص في موضع الاختيار لنفسه.. هيختار المحاولة ايا كانت النتيجة؟ ولا يستسلم نتيجة انخفاض جودة الحياة تحت الحد الأدنى اللي يتصور انه ممكن يقبله؟
تأتي الإجابة من محمد ابو الغيط..
لكل منا معركته واسبابه..
كان على استعداد لتحمل كل هذه المعاناة ولو لاستمرار الحياة لأيام إضافية رفقا بابنه واسرته، ان يحفظ له وجود ابيه معه ما استطاع
كتاب يستحق القراءة.. التأمل والتفكير
وندعو لمحمد بالرحمة والمغفرة وان يحفظ له ابنه وينبته نباتا حسنا يا رب
-
خالد
والله اني أقرأ فصول الكتاب وعينيّ تكادان تختنقان غرقًا بدمعهما، وأشعر بحشرجة في صوتي من فرط تأثري بمعاناة وقصة محمد، هذه مذكرات تقرأ بدمع العين ولا شيء غير الدموع.
سبحان الله! كيف تنقلب حياة المرء من وردية زاهية الى سوداء تتحطم فيها كل الأحلام وتتبعثر معها كل الخطط، تتحطم وتتبعثر لدرجة ان يصبح دخولك الى الحمام بنفسك بلا مساعدة إنجاز وياله من إنجاز.
كتب محمد هذه المذكرات على شكل تدوينات متسلسلة نشرها على صفحته على الفيسبوك، واصفًا فيها كل شيء، من طفولته الى التدوينة التي كتبها قبل وفاته ب5 أيام فقط، كتب عن حياته بكل صورها واشكالها وتقلباتها، بأفراحها وأحزانها، بأيامها السهلة وأيامها الصعبة.
عن طفولته، عن دراسته، عن والديه، عن زوجته، عن طفله يحيى، عن حياته الزوجية، عن طموحاته، والأهم عن صراعه مع السرطان.
اللهم اغفر لمحمد، الله اغفر لمحمد، اللهم اغفر لمحمد، اللهم تقبله قبولًا حسنًا، اللهم اجزه خير الجزاء عن صبره واحتماله وعن كل تلك العذابات، الله اسكنه فسيح جناتك، واخلفه في زوجته وولده واهله بخير.
-
Doaa Mohamed
لم يتسنى لي معرفة الكاتب - رحمه الله- من قبل للأسف رغم أن الإسم مألوف لدي..
الكتاب بيحكي فيه رحلته مع السرطان من أول اكتشاف المرض والتغييرات التي طرأت عليه نفسيا وجسديا وطرأت علي حياته كلها.. (تقريبا كل سطر وكل شعور هايوصلك هايخليك تقول الحمدلله على كل شيء)
أعتقد ان الكتاب ليس للتقيم علي الإطلاق لأن معاناة الناس ليست مجالا لذلك.. ولكني لمست في كلماته جميل الأثر وجميل الخصال بداية من حبه للقراءة والكتابة حتي تقديره وعرفانه لزوجته ولأبيه وأمه وابنه.
الكتاب جرعة ثقيلة علي النفس خصوصا في جزءه الأخير فأعتقد أنه ليس للجميع.
اقتباس:
❞ أما أنتم يا من وصلتم في القراءة إلى هنا، فأحسب أن المعنى واضح:
اسعدوا بكل يوم طبيعي . بالطبع اطمحوا واسعوا بأقصى الجهد للأفضل، لأنفسكم، وأسركم، وبلادكم، لكن إن لم يحدث فلا بأس كل يوم من المعافاة هو إنجاز عظيم . حقًّا وصدقًا «من أصبح آمنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها».
لا بأس ببعض الملحمية، لكن لا تُفرِّطوا فيها. ❝✨
-
سارّة يحيى
انهيت لتوي كتابك يا دكتور محمد
لأكثر من شهرين وأنا أقرأ هذا الكتاب
والمشكلة لم تكن بطول صفحاته بل بأن مشاعره ووصفه وكلامه أكبر من تحملي
هذا الكتاب عبارة عن فضفضة غاية في الألم والمقاومة والتحدي والصمود
هذا الكتاب لا يُقرأ على عجل
فستجد نفسك وأن تقرأ تذرف الدموع وحيناً أخرى تبتسم وتشعر بالحب والود خاصةً حين يأتي ذكر زوجته الجميلة إسراء رزقها الله الصبر وربط على قلبها
و أتساءل كيف كانت ستمر على دكتور محمد كل هذه الآلام لو لم يكن يكتب ؟!
الكتابة حياة وروح ثانية تُهون علينا المصاعب و تُخرج كمّاً هائلاً من الضغوط والآلام
وكأنها تتقاسم معنا المعاناة
رحمك الله دكتور محمد أبو الغيط وجعل مرضك شفيع لك يوم القيامة ورزق أهلك واحبائك وخاصةً والدتك وزوجتك ووالدك وابنك واخوتك الصبر والسلوان.
#محمد_أبو_الغيط
#أنا_قادم_أيها_الضوء
#أبجد
#قراءات_سارّة
#سارّةيحيى
-
Amira Ahmad
على قدر صعوبة وصفه لرحلته وآلام فلم يسعني سوى أن أكمل الكتاب لآخره لجمال أسلوبه في القص الذي يجعلك تشعر بأنك في جلسة مع صديق يحكي لك قصة يتخللها ما يجئ في رأسه من أفكار وذكريات. رحلة ملهمة بحق اتصف بروح مقاتل حقيقي تجعلني أدعو بالمغفرة له كلما تذكرته. لم أكن أعرفه إلا بعد وفاته ولكن تبادرت إلى ذهني كلمات العراب ما إن أغلقت الكتاب:
وداعًا أيها الغريب
كانت إقامة قصيرة لكنها كانت رائعة
عسى أن تجد جنتك التي فتشت عنها كثيرًا
كانت زيارتك رقصة من رقصات الظل
قطرة من قطرات الندى قبل شروق الشمس
لحنًا معناه لثوانٍ من الدغل
ثم هززنا رؤوسنا وقلنا أننا توهمنا
وداعًا أيها الغريب
لكن كل شيء ينتهي!
-
محمد الحارثي
قرأت هذا الكتاب وعاودني حزن يوم وفاة أبي. حزن وألم وشفقة.
تعرفت على أدب جديد يسمى #أدب_المودعين. وهي سير ذاتية لما قبل الموت، لمن قال لهم الأطباء أيامكم معدودة على كوكب الأرض.
إنها أصدق السير، يتجلى الانسان فيها ويكتب دون أن يخاف من شيء. يكتب بصدق عن ألمه وفرحه وحزنه وشفقته، عن ماضيه الذي يراه طويلا ومستقبله الذي يراه أقرب من طرف عينيه.
#محمد_أبوالغيط رحمه الله أصيب بسرطان نادر بالنسبة لعمره لا يتجاوب مع أي خطة علاج، فكتب هذا الكتاب المبكي والمحزن. ومات بعد صدور الكتاب ب أسبوع.
رحمك الله يا أبا يحيى رحمة الأبرار
و #كلنا_قادمون_أيها_الضوء
-
بهاءالدين رمضان
كتاب يقطر كل حرف فيه جمالا ممزوجا بآلام لا يتحملها قلب بشر
الكتاب يصف مرضه كأنه حرب ضروس مع وحش غير عادي ، ومع ذلك جاء مليئا بالمعلومات ، والأشعار ، ويضع بين يدي القارئ ثقافات مختلفة ومتنوعة ، فيعلمنا أشياء تربوية ، وأفكارا وقضايا سياسية واجتماعية .
حين أصبت بجلطة في المخ عام 2010 كنت أظن إني عشت تجربة المرض ، ولكن بعد معايشتي لآلام محمد أبو الغيط رحمه الله علمت أن الله عز وجل كان رحيما بي
سبحان الله محمد أبو الغيط كان مثاليا في كل شيء، رحمه الله وكتب لزوجته وأهله الصبر ، وعوضهم في ابنه بما تقر به أعينهم ، إنه على ما يشاء قدير
-
بدور الثبيتي
هذا الكتاب يروي فيه الكاتب رحلته المريرة مع مرض سرطان المعدة، الذي يقتات على جسده مما يصيبه بألام لا تطاق، تجعله يفقد السيطرة على جسده رويدا رويدا. وفي محاولته التغلب على هذا المرض يجرب برامج علاج مختلفة مرة تلوى الأخرى، وحتى أنه جرب العلاج التقليدي العلاج بالزراعة، ولكن يا للأسف فهذا المرض اللعين يجعله يخسر كل مرة ويسيطر عليه بالكامل. كتاب مؤلم لأبعد درجة، الكاتب يوصف الشعور بالألم مما يجعل القارئ وكأنه هو الذي يعيش هذا الألم. زوجة الكاتب امرأة عظيمة عظيمة عظيمة، من حديث الكاتب عنها أحببتها وتمنيت لو أقابلها يوماً ما.
-
Nehal Ahmed
مش عارفة أقول إيه عن الكتاب
تجربة إنسانية واقعية لشخص تشعر إنه قريب لك بشكل أو بآخر
نفس الجيل ونفس الأحداث العامة اللي مر بها جيلنا ونفس حاجات كتير أوي
الكتاب إنساني لأقصى درجة
نجد فيه القوة والضعف والهشاشة
ونجد فيه الأمل واليأس
واليقين والشك
والحياة والموت
التقبل والرفض
والحزن والألم والدموع مختلطة بابتسامات تخجل من ظهورها وأنت بتقرأ لمعرفتك بنهاية هذه التجربة الإنسانية
يستحق القراءة حتى لو به الكثير من الألم لأني شايفة إن ده حق الكاتب في رؤية تجربته
رحم الله محمد أبو الغيط
-
أماني هندام
كتاب مؤلم إلى أبعد مدى،لم أتخيل أنه سيؤثر بي هكذا لشهور عدة بعد أن انتهيت منه،إنه من قلب معاناته استطاع أن يسرب لنا إحساساً بالامتنان والعرفان على العافية التي نمتلكها كأعظم نعمة ولا نشعر بها.وكذلك علاقته الآسرة الحميمة بأسرته الصغيرة أثْرت وجداني وجلبت الدمع الغزير إلى عيني في آخر شهور المرض،عند اليقين أنه يجب في ذلك الموضع أن يقولوا وداعاً لكن يحتجزون الكلمات كي لا يصدقوا أن ذلك الذي يعايشونه من عذاب سيسدل عليه قريباً جداً الستار.