ليس عدلاً أن لا يكون للنظرات مكان.
ليس عدلاً أن لا تعرف العيون إلى أين تذهب نظراتها.
وإن احترتَ إلى أين ترسل نظرة فضعْها على الطريق. قد يمرُّ أعمى ويكون في حاجة إليها.
وديع سعادة : الأعمال الشعرية
نبذة عن الكتاب
ولد الشاعر وديع سعادة، واسمه في الولادة وديع أمين اسطفان، في قرية شبطين الشمالية في العام 1948، وهاجر إلى أستراليا في أواخر عام 1988، ولا يزال يقيم فيها، ويزور بلده لبنان بين الحين والآخر. عمل في الصحافة العربية في بيروت ولندن وباريس، وهاجر إلى أستراليا في أواخر العام 1988. يعدّ سعادة من جيل شعراء قصيدة النثر في لبنان، وأبرزهم: أنسي الحاج، شوقي أبي شقرا، بول شاول، عباس بيضون، بسام حجار… وغيرهم. أصدر سعادة مجموعته الشعرية الأولى بخط اليد في العام 1968، ووزعها على أصدقائه، قبل أن يصدر الديوان مطبوعًا في مطلع ثمانينيات القرن العشرين، وكانت المجموعة تحت عنوان: "ليس للمساء إخوة".التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2022
- 398 صفحة
- [ردمك 13] 9789953513386
- دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من كتاب وديع سعادة : الأعمال الشعرية
مشاركة من Reyam_falah
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
BookHunter MُHَMَD
أظننا نتفق جميعا أنه ليس للمساء إخوة . لم يكذب علينا أبدا وديع سعادة في هذا الإدعاء. فالمساء دائما و أبدا لا يحب الشركاء فإما أن تكون سعيدا متوحدا مع حبيب و وليف تشعر معه بأنكما واحد ليس في الكون سواه و إما أن تكون في نوبة معاناة و كمد و فقد و توحد مع ذاتك. لا يحب المساء الشركاء و لهذا يلفه الصمت و السكينة و الظلام و يتدرع بالخوف و الظلال الداكنة و الهسيس و الوشيش و الوسوسة الحلوة منها و المهلكة. إن أحسست حقا بالمساء فستدرك أنه بالفعل ليس له إخوة.
عندما صرخ وديع سعادة المياه المياه كان مدركا لماهيتنا و يعرف أننا من ماء و أن الماء امتزج بعد ذلك بكل شيء و أول ما امتزج امتزج بالهواء فصرنا فقاعه صعدت إلى السماء و صارت تفكر لذا سمى نفسه رجل في هواء مستعمل يقعد ويفكر في الحيوانات فيما شاهدت أنا كل ذلك من مقعد راكب غادر الباص و عندما فكرت فيما حدث و لم أجد له أي تفسير سألت وديع نفسه الذي أجاب بلا ثقة أو يقين كعادته أن ذلك يحدث بسبب غيمة على الأرجح و أنها لا تعدو سوى محاولة وصل ضفتين بصوت . في الحقيقة فقد تهت منه و معه رغم أنسي به و امتناني لعذب حديثه إلا أن حضوره طغى و غيابه فاق الحد حتى صار للحضور غياب و للغياب نص أسماه هو نص الغياب و جعلت أبحث فيه عن تركيب آخر لحياة وديع سعادة فما أدركته إلا كما يُدرَك ريش فى الريح و لم يكن ثم إلا غبار فصحت في نشوة البحث و خيبة الفشل أن قل للعابر أن يعود نسي هنا ظله و صرت أتتبع الظل حتى نعست عيناي بعد أن ثقلت جفوني و حملتني أرجلي خلف الباب الذي تبعتني إليه نظرة غريبة و مجهولة استقرت تماما أمامه و قبعت ككلب وفي ينتظر صاحبه إلى أن يفيق من غفوته و لكن لما أفقت لم أجدها فرددت مع وديع من أخذ النظرة التي تركتها أمام الباب؟ و انتهت رحلتي معه كما بدأت قبل ثلاث سنوات و ان كنت أنا الأن لست نفس الشخص الذي لم يكن قد قرأ لوديع بعد.