احذروا نشر اليأس؛ فإنه إذا استوطن جسدًا لا يخرج منه إلا بانتزاع القلب.
الشعور بالذنب من السفر جوًا
نبذة عن الرواية
مقهى يقف صامدًا أمام المؤامرات. حكاية غرام لن تكتمل إلا بانقطاع التيَّار الكهربائي. عتاب بين حبيبين ينتهي برذاذ من الدم. هاتف في قفص العصافير. اختفاء غامض لكل أغطية البالوعات يفتح أبوابًا للشك. حشود غاضبة لعرايا تقتحم مقر حصين. روبوت وحيد على كوكب مهجور يبحث عن الحب، فأين يجده؟ في "الشعور بالذنب من السفر جوّا" يكتب محمد هشام عبيه نصوصًا قصصية مُفعمة بالأحداث والمشاعر، بحبكات مُختزلة، منسوجة بعناية، تتأرجح على الحافة بين الشجن والسخرية والجنون، مُتنقلًا بسلاسةٍ بين أجواء قصص الحب المستحيل، والخيال العلمي، والفانتازيا السياسية، والواقعية المنفلتة من حدودها. وفي كل نوع أدبي يستلهمه، يخفي بمهارةٍ مفاجأة درامية صغيرة، تتفجّر أمام القارئ في السطور الأخيرة.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2022
- 104 صفحة
- [ردمك 13] 9789776633537
- تنمية للنشر
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية الشعور بالذنب من السفر جوًا
مشاركة من دينا ممدوح
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Mahmoud Toghan
1️⃣ الموضوع : قراءة نقدية
2️⃣ العمل : "الشعور بالذنب من السفر جواً"
3️⃣ التصنيف : فلسفي ـ ساخر ـ سياسي
4️⃣ الكاتب : Mohamed Hisham Obia
5️⃣ الصفحات : 104 Abjjad | أبجد
6️⃣ سنة النشر : 2022 م
7️⃣ الناشر : مكتبة تنمية - Tanmia Bookstores
8️⃣ التقييم : ⭐⭐⭐⭐
♦️مقدمة:_
▪️ـ تتجلى عبقرية الكتابة ، حين يعبر الكاتب عن مراده ، ويصل بك إلى عمق أبعاده ، ويغوص بك في رحلة بين القلب والروح ، والعقل والوجدان والفكر ، فتشعر داخل العمل بنشوة وسكرة ، فإذا ما انتهيت وصلت إلى قلبك الفكرة ، خاصة إذا ما استخدم اللغة ومفرداتها فيما تناسب المعنى المراد.
▪️ـ ولذا فإنني وجدت في هذه المجموعة القصصية سحرًا لا يتناهى .. كل قصة فيها تصلح لأن تكون رواية بحد ذاتها ؛ مغامرة وجمال لغة لم أستطع تجاوزها ببساطة ، عرض مكثف من الجمال والمتعة والوصف والبيان والاستبيان ، في مزج وتنوع عبقري بين السياسة والفلسفة والتاريخ والكوميديا السوداء والاجتماعيات والفقد والحنين والألم والخوف والحب والأمن والسلام والظلم والقهر.
▪️ـ خمس عشرة قصة تنوعت وتشعبت حتى تكاملت المجموعة في صورة ما أبهاها ، وكمالية ما أحلاها ! تتعانق فيها الأخلاق بالفساد ، والسلام النفسي بالحرب الداخلية ، والقوة بالوهن ، والشعور باللا شعور ، والوجدانيات بالظاهريات ، وإن كانت في ظاهرها كتابات ساخرة ، فإن بواطنها تحمل الكثير والكثير من المعاني الفلسفية والرمزية التي تهدف إلى إيصال رسالة معينة.
▪️ـ حتى تلك القصص التي تتسم بالجرأة تكمن داخل جرأتها رسالة وُجهت للقلوب ، تسير فيها فلا تشعر بالملل ، وكأن الكاتب خاطها لتناسب كل الأذواق ، يجد فيها كل مريد مبتغاه ، ويجد فيها كل عاشق منتهاه.
♦️مع القصص:_
▪️القصة الأولى: مغامرة الجن الأخيرة
رسالة إلى أن الحق نور يبعث في القلب السرور ، الطمأنينة ، الكرامة ، وعزة يتجلى بها الله على من يريد ، فمن ذاق لا يعود ، ومن عرف بكل شيء يجود ، خاضعًا لربه ذو الرحمة الودود.
▪️القصة الثانية: وردية إعادة التيار
تدور في فلك الحب والفقد ، الحنين والألم ، في هذه الدنيا لا يوجد أجمل من الحب ، ولا أصعب من الفراق ، إلا أن هذه القصة أظهرت أن أمل العودة أجمل من الحب ، وأصعب من نار الفراق.
▪️القصة الثالثة: الشعور بالذنب من السفر جوًا
حينما يتحول الحب إلى انتقام ، والرغبة إلى نار ، حين تتأجج الأخيرة فتضرب في قلوب العاشقين ، وتسير الدماء ويتطاير الرذاذ فتستنشقه الأنوف ، فيصيب الأخيرة وهن من جراء العوادم والنفايات ، فنتذكر الشعور بالذنب من السفر جوًا.
▪️القصة الرابعة: صلاة في مسجد حسن صدقي
يدخل المسجد لغاية أوجبتها عليه الفطرة ، يتذكر متى بُني المسجد ويغوص في أعماق حكاياته عن محمد نجيب المغلوب على أمره ، وجمال عبد الناصر الغالب بأمره ، حين يساق المرء إلى مستقبله المشؤوم ، ولا يملك سبيلًا إلى تغييره.
▪️القصة الخامسة: هجرة عشوائية
جنون الغرب ، جنون الحرية والسلام والأمن الذي تصدره لنا هذه البلاد وتدعو للهجرة إليها ، فتهب الناس إلى ذلك دونما علم ، أنهم وراء كل عكس في بلادنا بما يقولونه لأنهم أربابه.
▪️القصة السادسة: هاتف في القفص
دائمًا ما تُقيدنا قيود الوهم والألم والدنيا ، ولكن على حين غرة تكون هناك انفراجة من أعلى ، أو وهن في القيد ، لكن لا نعلم هل لا نبصره أم نغض الطرف عنه ونستسلم لمصيرنا ، لأن الهروب من الهروب نجاة في هذه الحالة.
▪️القصة السابعة: أحقر مهنة في الوجود
هي تلك التي تستقبل فيها المكالمات من شتى البشر ، أحدهم يشكو، والآخر يسترسل ، والثالث يشتم ، لكن هذه المرة تروي المتصلة بكلمة واحدة مأساتها التي تعيشها أنت بنفسك: الفقد، الوحدة، النسيان، العمى، الاحتضار، ثم الموت.
▪️القصة الثامنة: مصور في جنازة
لماذا يكون الانتحار؟ هل لتراكم الهموم ، الديون ، القضايا ، والإفلاس؟ ربما. ولكن كيف لهذا الثري الأنيق الرياضي أن يلقي بنفسه في براثن الحرام ويلقي جثمانه من فوق كوبري قصر النيل؟ مصور الجنازة سيخبرنا بما حدث.
▪️القصة التاسعة: فعل فاضح
حينما تكون الموارد في الدولة لا تكفي إلا 20% من سكانها ، ماذا عسى القائد أن يفعل؟ الدعوة إلى تحديد النسل؟ بل وقف الإنتاج الإنساني؟ لكنها لا تفلح .. إصدار قرارات لازمة؟ لكنها لا تفلح .. إقرار عقوبات حاسمة؟ لكنها لا تفلح .. ما الحل إذًا؟ ليس إلا مراقبة ذلك حتى يصير من يقع في الأمر كأنه فعل فاضحًا ، فهل ينجح أم تغلب نيران الشهوة العقل والمنطق؟
▪️القصة العاشرة: قضاء حاجة
اختفت بلاعات المدينة فجأة وسقط فيها كبار رجال الدولة، آخرهم وزير الداخلية ، الأمر جعل القيادة العليا تصدر قرارًا بمنع الشعب من قضاء حاجته ، والقبض على كل من تسول له نفسه ذلك .. لكن بعد ساعات خرج الشعب وقضى حاجته في الميادين والشوارع. كارثة كبرى هرب على إثرها القائد الأكبر من فرط الرائحة النتنة وسحابة الظلام ، صباح اليوم التالي لمغادرته ، انتعش الوجود وأُغلقت البلاعات.
▪️القصة الحادية عشرة: كبدة مسمومة
حين تحل الكوارث ببني البشر فيقفون أمامها لا يستطيعون حراكًا، فيستنجدون فيأتي منقذهم بما يضمن للكوارث البقاء ، وللبشر الفناء ، حين ينطوي الأمر على الغباء ، ويحكم بسلطانه البؤساء ، يحل عليهم فوق الشقاء شقاء.
▪️القصة الثانية عشرة: كادر ثابت
أوهام وأحلام تتجول في آفاق النفس ، لكن هل تتحقق الأحلام؟ هل تحصل الأوهام؟ ربما. ولكن هل يدوم المجد والعز؟ أم أن الدنيا تتراقص ببني البشر؟ فسبحان من كل يوم هو في شأن ، يرفع أقوامًا ويخفض آخرين ، له أمور يبديها ولا يبتديها ، وله أحكام على الجميع يجريها.
▪️القصة الثالثة عشرة: رائحة الفانيليا
هل لزامًا على المرء أن يسير وفق نهج لا يحبه ولا يهواه؟ هل هو مجبور على أن يسكت ، على أن يصمت ، أن يتألم ساكنًا ، أن يصارع الحياة خارجيًا وداخليًا ، أن يصارع نفسه وعقيدته وفكره وشهوته؟ أم عليه أن يستسلم؟ يكون طوع من يمتلك زمام الأمور فيتقبل راغمًا أو مسرورًا ، راضيًا أو مجبورًا؟
▪️القصة الرابعة عشرة: قضية مأمور قسم الحي الراقي
هذه القصة وحدها تصلح لأن تكون عملًا روائيًا متكامل الأركان ، فيها جريمة ووقائع وأحداث وتحقيقات وغرائب وعجائب ، قصة، حبكة ، مشهدية سينمائية ، تشويق ، عرض فريد ، ونهاية مفتوحة تقلب كل الاحتمالات رأسًا على عقب لتجعل القارئ يغوص في أعماق النص مرات ومرات ثم يقف صامتًا.
▪️القصة الخامسة عشرة: الرسالة 154
هل يكون الخلاص منك هو مكافأة خدمتك وتطوعك وقيامك بكافة الأعمال المطلوبة منك بجدارة؟ هل هو مكافأة الصبر والسكوت والصمت والتحمل عند هبوب عاصفة بسيطة؟ بدلًا من أن يمدوك بالطاقة ، يتمنون لك الرقاد في سلام.
#أبجد
#مكتبة_تنمية
#محمد__هشام_عبيه
#الشعور_بالذنب_من_السفر_جواً
#مراجعـــــات_محمــــــود_توغــــــان
-
Mohamed Osama
#ريفيوهات
"الشعور بالذنب من السفر جوا......طبخة متبلة محيرة"
--ما بين السخرية وزبد البحر
- اسمحوا لي أن أطرح سؤالا غريبا بعض الشيء، ما يميز الطبخة المقدمة "من أول الفول المدمس إلى ساندويتش الكبدة الاسكندراني والفتة الدسمة" هل المادة ذاتها أم البهارات أو "التحويجة" الممزوجة بها، بالطبع ستأتي إجابات متباينة ستهلل للبهارات وتمدحها لأنها تداري بعض من غلظة في طعم الأكلة الأصلية، وأخرى تحب الطعم الأصلي دون مواربة وتراها "تعقيد والسلام" وقليل مثل حالتي يحب الاعتدال، لكن من هذا الجدال دعونا نرفع سؤالا آخر، هل كان صائبا الشاعر تميم البرغوثي في معارضته للبردة- إذا نحينا السبب وهو وصفه لكرم النبي الكريم- "من يمدح البحر لا يذكر له الزبدا" ؟ صحيح أن الزبد يذهب جفاء كما ذكر في آية كريمة، لكن لا يعني أن وجودها عبثا.
-وكذا موضوعنا، فالبعض لا يروقه القصص ذات الطابع الساخر "كفعل فاضح و #مصور_في_جنازة وكادر ثابت وقضاء حاجة" ممكن أن يعتبرها شيئا زائدا عن محتوى القصص "فاصل ترويحي" يمكن إبعادها بسهولة لكن في رأيي لا، فهذه الروح التي ذكرتني بلوحات مسلسل مرايا أو بقعة ضوء "مسلسلات ساخرة سورية" هي التي قوت الرابط بين الأفكار والأطروحات والمشاعر على طول القصص، بوابة ممتازة لفهم سر جمع كل هذه القصص في كتاب واحد، محتوى خفيف يعرف سر الفكرة الأصلية فيتعانق معها، كما تتعانق التوابل مع الطعام فتقويه وتميزه لا تفرض نفسها عليه، وكما يضفي الزبد بعض الألق على البحر، قبل أن يولي في ثوان ويبقى البحر، يخفت أثر الضحك والدهشة وتبقى الأفكار والروابط بين القصص موجودة.
--جوع ما..
-نعود إلى المضمون، نجد أن القصص رغم انفصالها بحبكات مصاغة بشكل محبب للنفس "وخاصة حينما بسطت أزمة مارس ١٩٥٤ بطريقة مذهلة في قصة الصلاة في مسجد حسين صدقي"، تترابط وتتشابك في الشعور الإنساني لكل الشخصيات.
-وأولهما بأنها جعلت الرغبة- سواء إن كانت غريزية صرفة "كقصة مغامرة الجن الأخيرة" أو شعورية "كقصة الرسالة 154 وقصة أحقر مهنة في الوجود وقصة الشعور بالذنب من السفر جوا وقصة غرفة إعادة التيار" أو مزيج بين الاثنين "كقصة الصلاة في مسجد حسين صدقي " - وعلاقتها بالمرء كأنها علاقة الجائع بما يشبعه ويتخمه ويجعله "ملو هدومه"، ونتاج ذلك كانت للجائع نارا تأكله وتؤلمه وتجعله يهيم في الأرض متشككا في كل شيء، معلقا بين يقين قدره بأنه يساق إليه سوقا فيتصبر بالابتعاد عما يشبعه، والشك في جدوى حياته إذ أن قيمته قد انتفت بجوعه"كما في معاناة بطل قصة الصلاة في مسجد حسين صدقي ومعاناة الموظف في قصة أحقر مهنة في الوجود"، فيهيم على وجهه بألمه، ويدور سعيا باسمها عسى يلتقيها وتقر عينه
❞ أحيانًا تكون حلول عذاباتنا بين أيدينا، لكننا نصاب بعمى مؤقت لا يجعلنا نرى الإجابات عن الأسئلة إلا لدى الآخرين، بينما الإجابة -في أحيان كثيرة- تكون فينا. ❝
من قصة وردية إعادة التيار
-وكلما اشتد ألم الجوع "أو الحاجة" يلجأ البعض إلى التحايل، أو بمعنى أصح تنفلت منهم الحلول، نرى منهم الانفعال البكر الذي لا يعكره تخطيط ولا دراسة، لا يهم فيه الشخص بقدر ما يهم الفعل ذاته "فنرى تهميش المعلم الجن لصاحبهم الفتى بعدم ذكر اسمه أمامه، رغم أنه يسعى "مضبشا" معهم سواء بقطعة الحشيش المخلوطة أو بفكرة ابتكار الز.لزال في قصة مغامرة الجن الأخيرة، أو بوضع الرتوش على المساعد الأول وعدم التركيز عليه رغم أنه بفعله هو من غير الموازين "قصة فعل فاضح"، أو غير معروفة تماما كما ابنة رجل الأعمال في قصة "#مصور_في_جنازة " ذات مرور خاطف" فتكمن الأهمية هنا في أنهم ظهرهم للحائط لا حيلة لهم، فينفعلون كما رقصة الروح الأخيرة "يمكن أن يسمى انفعال بكر لانفلات الحيل وتفتتها أمام الموت" وهي تستمسك بأدنى أمل للحياة، إما أن تنجح فيصلون لمرادهم فيتنعمون بحاجتهم، أو لا فيبقى مجرد حلاوة روح لجسد أماته اليأس.
ملاحظة: قد يكون كقصة "وردية إعادة التيار " خطة مدروسة بتنظيم انقطاع الكهرباء، لكن تبقى في ظل انفعال بكر بالسير والابتعاد عن الناس وموازين عقولهم، وتراه يكمل فيما خططه رغم معرفة العاقبة فلقي ما رغب
--ذنب أثر التحليق
-في بعض القصص، وخاصة "قصة الشعور بالذنب من السفر جوا " نلاحظ سؤالا، ما معنى التحليق؟ وهل يكون ذنبه مكافئا لشعور "جريتا" ناحية السفر جوا، واستبدالها بمشقة الرحلة عبر السفينة؟
-ونجد الإجابة مبسوطة في قصص عديدة، فقد يكون التحليق هو تحليق الروح بالوصول لمبلغها من الحياة أو الصفاء النفسي إن علمت بأنها سلكت طريق رحلتها الصحيح كما رأينا المعلم فهمي في مغامرة الجن الأخيرة، أو وصول النفس لمبلغها من النشوة فتشعر كأن النجوم دانية منها "كقصة الصلاة في مسجد حسين صدقي أو قصة فعل فاضح"
-أما إجابة السؤال الثاني فيساعدنا "أبو البقاء الرندي" في مرثيته عن الأندلس "لكل شيء إذا ما تم نقصان .....فلا يغرنك بطيب العيش إنسان"، ونراه يتفق مع جريتا "الفتاة النمساوية" في أن التحليق والعلو بما فيه استمتاع لابد أن يكون في مقابله ثمنا مرا، ولذا نفهم سبب فرار الموظف والابنة من لحظات نهاية أبويهما "في قصة أحقر مهنة في الوجود"، لأن هذه اللحظات رغم أنها توصل القلب إلى قمة المشاعر وتخرج ما خفي منها زمنا، إلا أنها معروف إنقطاعها، لكن المرء يغفل من كثرتها ودفقها الصادق فيفاجئ "متشابها مع بطل قصة الصلاة في مسجد حسين صدقي " بوقت الحساب وبالثمن الكبير من خواء النفس والروح وما يحفها من ذنب مؤلم من جهات متعددة "كما مصير الحبيب في قصة الشعور بالذنب من السفر جوا "، فيفضلون "الموظف والابنة وجريتا" الترنح أمام بحر المشاعر بين التسليم والخيال، فذلك رغم مشقته أئمن من خواء مطلق
-- مشاعر موظفين "البوسطجي حي فينا"
- تتشكل قصص "الرسالة 154 ووردية إعادة التيار وأحقر مهنة في الوجود" في رسم هيئة الموظف الجامد المتقبل لمصيره وإن كان ساخطا عليه، يذكرني بسخرية البوسطجي الباردة في مسلسل إذاعي "مأخوذ من رواية بنفس الإسم للكاتب الراحل يحيى حقي"، بالإضافة أنهم يتفقون على صدفة ما تنقلهم لصراع بين الرحمة والرفق والجمود السائد، ويتفقون على تصاعد وتيرتها بشكل محموم يجعل الشخص نفسه حيران إلى أيهم ينحاز "المختلف في وردية إعادة التيار أن الصراع محسوم موظف فيه الرتابة المعروفة للوصول لمشاعر الرفق"، فنعيش معاناة موظف الاتصال تدريجيا مع الكفيفة بين تنكر وتشتت، حتى تصل لذروتها حين تسرد الكفيفة ألمها، إلى أن نصل لنقطة النهاية أو الندم على تلك الحيرة، فتتوزع صرخات البوسطجي- التي لازلت أذكرها- بين جرس الهاتف المعلق وربما صوت رصاص انتحار مأمور قسم الحي الراقي في قصته.
الخلاصة: عمل شيق لطيف، جمع بين السخرية والألم بطريقة حرفية عالية، يصعب فيه أن تولي من جمالها السكرة لكن تنجلي بوضوح الفكرة
-
Mona Radwan
ريڤيو المجموعة القصصة :الشعور بالذنب من السفر جواً
لمحمد هشام عُبية
صادرة عن دار تنمية.
ملاحظة عامة :
مش عارفة مين الليّ صحى من النوم في يوم وقرر اننا في ' زمن الرواية '، لا اتفق مع ذلك بالمرة وانا من الناس الليّ بتحب المجموعات القصصية ، ارى فيها عدة روايات مكثفة فتتضاعف المتعة وبشوف فيها ابطال وشخصيات كتير ارتبط بيهم واحبهم او اكرههم او لا افهمهم.
القصص القصيرة حاجة رشيقة تعطيني دفقات من المتعة.
ملاحظات خاصة:
بناء على ما سبق واقراري بتفضيل المجموعات القصصية عايزة ازود ان في مجموعات قصصية متميزة لدرجة مذهلة وقد انهيت تواً واحدة منهم : الشعور بالذنب من السفر جواً لمحمد هشام عُبية.
عجبتني كلها من الجلدة للجلدة - اخص بعض من القصص لأنها لمستني شخصياً:
- وردية اعادة التيار: وردية اعادة التيار مجموعة من الناس بتشتغل في شركة الكهرباء بترجع النور للبيوت لما يتقطع لأسباب فنية - اما بطل قصتنا فانقطاع النور عن محبوبته اعاد له الحب
- الشعور بالذنب من السفر جواً : اوافقك يا محمد ان اكبر نسبة من انبعاثات الكربون تخرج من القلوب المحطمة
- احقر مهنة في الوجود: بطل القصة فعل انبل شيء في الوجود
- مصور في جنازة: تخرج البدايات الجميلة من عمق الاحزان ...احياناً
- فعل فاضح :رمزية رهيبة وحلوة وملعوبة
- قضاء حاجة: أغطية البالوعات المسروقة كانت طوق النجاة
الخلاصة: مجموعة رشيقة وجميلة وكل قصة فيها مفاجأة وبالطبع رمزية وعُمق وطبعاً لغة عربية سليمة ومعاصرة في خبطة واحدة ودة شيء صعب.
بلاش نقول ان دة زمن الرواية ولا القصة ولا حتى زمن السير الذاتية ...الحقيقة الاجدى ام يكون زمن الأدب الجيد والقلم المختلف المتميز المستنير بغض العمل قصة ولا رواية ولا ايه.
بالتوفيق يا محمد - عاش مخك الألماظ وافكارك الذكية😊
-
Mohamed Khaled Sharif
"تعرف، المأساة الكبرى أنه يُمكن التحكم في انبعاثات الكربون من السيارات والطائرات والمصانع يوماً ما. يُمكن أن ننقذ ملايين البشر. يُمكن أن ننقذ العالم. لكن لا أحد يُمكنه أن ينقذ شخصاً تحطم قلبه."
في إطار خمسة عشر قصة، يرتحل بنا "محمد هشام عبيه" ليجعلنا نشعر بالذنب من أننا نسافر جواً، وذلك المقهى الذي أصبح مقام لا يُهدم، وذلك المُتحكم بالتيار الكهربائي الذي يُريد أن يعثر على حبه الضائع، وهل الصلاة في مسجد حسين صدقي خطيرة إلى هذا الحد؟، وما هي أحقر مهنة في الوجود؟، وقصة المأمور الذي انتحر لأسباب غامضة، وما هو فحوى الرسالة 154؟ والعديد من القصص المجنونة الساخرة.
ما يُميز هذه المجموعة هو الأسلوب المُمتع الذي يسرد به الكاتب قصصه، سخرية لاذعة، ورومانسية حالمة، ونقد اجتماعي وسياسي، وأحياناً من أجل أن يحكي حكاية ما فقط، قصص ديستوبية ظلامية، وقصص خيال علمي، وقصص من الحياة اليومية، وقصص تحمل سخرية مريرة من الشأن العام، مما يجعل إختلاف القصص يُمثل جواً عاماً لا تنساه، وستظل أحداثها عالقة في ذهنك لفترة لا بأس بها.
يُنصح بها.