اقتباسات من رواية حارس الحكايات الأخيرة

«هل يوجد ناجون غيرنا؟»

‫قال:

‫ «حتى وإن وجدوا، فلكل واحد منهم اختياره»

‫ هزت فاطمة رأسها متفهمة، وقالت:

‫ «لكل نسخته من الحكاية»

دعنا نختر

«للميلاد نفس ظلمات الموت. إنها الحياة الجديدة. أحسنتما الاختيار»

من قال أن المسارات المختلفة لا تؤدي إلى ذات النقطة؟ اتجهت إلى الباب الآخر

وقلت للعجوز: ‫

«هذا هو بابي أليس كذلك؟» ‫

ابتسم العجوز: ‫

«هو كذلك، من قبل أن تولد»

‫ قلت له: ‫

«وإلى أي سيقودني؟»

قال:

‫ «إليهما»

‫ ابتسمت منتشيًا، وأدركت أني أحسنت الاختيار. نظرت للعجوز

وقلت:

‫ «لا شيء محتوم»

«لا شيء محتوم»

ولهذا كان الفراق. توقعته لأيام، فلما وقع، لم أشعر سوى براحة وقوع البلاء المنتظر.

كان زمن الانتظار يرتد منتهاه نحونا بسرعة جنونية، كفتيل قنبلة على وشك الانفجار. وفاطمة ما كان بها من جهد للمقاومة

راهنني الكثيرون أن الحبل انقطع، والنار انطفأت، فما كان يربط بيننا هو احتياج الرفقة في الغربة. لكنها عادت لتكذبهم جميعًا. ومعًا انطلقنا نستكمل ما بدأناه

كيف يتسع البحر ليضم كل شيء، حتى المتناقض منها، فيكون هو شقائي وهو راحتي؟

كل منا يظن أنه يقبض على زمام أحلامه، ويعرف تمامًا ماذا يريد لمستقبله. يثق في مسارات سعادته، ويميزها عن مسارات تعاسته. لكن لحظة التحقق، وحين يصبح مصيرك واقعك، تكتشف أنك كنت أحمقًا، وأن السعادة قد تأتي من مسار أبعد تمامًا

‫

أتعجب أن يقين الموت لا يسبقه خوفًا، وإنما الخوف يسعى بين يدي المجهول

وتجرؤ أن تسمي جريمتك قدرًا).

المرتفع.

⁠‫«أيمكن أن يؤذونا؟»

⁠‫«هم في المعتاد أضعف من بعوضة. لكنهم الآن خائفون. والخوف شيطان مجنون!»

فأدرك لحظتها كم هو قريب الموت، يسعى بشوق محب، فأرفض منحه أمل اللقاء، وأواصل طيراني.

أتجاهل مبالغاتهم، والتي توجها أحدهم بطرح فرضية أن يكون هذا الحوت هو الدابة التي ستخرج لتكلم الناس في آخر الزمان. مستشهدًا بالهزات الأرضية المتلاحقة، وتخوفات العلماء من معناها.

‏كنت رايح امس يوم السبت رأيت أحدا مغمي عليه ١ ‏رحت المستشفى ‏دخل في غيبوبة

المعضلة ليست في وجوده. أنا كذلك مؤمن بوجوده. نحن فقط مختلفون حول كنهه