اقتباسات من رواية فاطمة السودا

هاتسألني أنا ليه موجودة في مكان زي ده؟ اتعودت السؤال ده، وهارد بنفس الإجابة: قدر… الناصية الجاية دي لو سمحت نزلني، ومتشكرة لك أوي… فرصة سعيدة يا أستاذ شوقي.

‫ - إنتِ عارفة اسمي؟

‫ - سألت ليالي عليه. (مبتسمةً)

هاتسألني أنا ليه موجودة في مكان زي ده؟ اتعودت السؤال ده، وهارد بنفس الإجابة: قدر… الناصية الجاية دي لو سمحت نزلني، ومتشكرة لك أوي… فرصة سعيدة يا أستاذ شوقي.

‫ - إنتِ عارفة اسمي؟

‫ - سألت ليالي عليه. (مبتسمةً)

وقف هنا طيب وانزل، اقعد إنت جنبي، أنا اللي هاسوق ‫ - العفو يا بيه، ما يصحش ‫ - ما يصحش؟! تصدق إنت فيك رقة عن عِفَّت مراتي! ‫ تنطلق منه ضحكات بحجم ألمه ورضاه بحياة فُرِضت عليه خاليةٍ من أهم ما يرجوه دوماً: الحب.

زوجها أبو سنية من يقوم بخدمتها وفي ليلة وهو يعِدُّ العشاء -كان يغلي الحليب له ولزوجته- غافله النوم وفار الحليب، انطفأت الشعلة وتسرب الغاز فاختنق الزوجان ‫ أصابها الوجوم لدقائق، لم تستوعب ما سمعت من البقال، تمنت لو أن صممًا أصابها.

استقر بها الأمر في أحد محلات اللانجيري الشهيرة بالمول الشهير في وسط البلد.؛ كان صاحبه يوليها مهام البيع والمحاسبة آخر اليوم مع كل العاملين وتقفيل الحساب معه في النهاية، استطاعت خلال فترة بسيطة أن تكسب ثقة الحاج زاهر بل وإعجابه .

مرضت نعمات هانم بعد وفاة زوجها بشهور ‫ نعمات هانم سيدة أعمال جميلة، ذات شخصية حنون وقوية في آن واحد، توعكت صحيًّا أو نفسيًّا؛ لم تُفرق حالاتها وقتها بين العرَضين ‫ منحت نفسَها إجازة من الجريدة لأيام.

المجتمع الشرقي خاصة في الأحياء الشعبية والأرياف لا يرى من المرأة سوى جسدها ‫ جمالها سلاح ذو حدين، حده الأخطر يزداد شراسةً حينما تصبح مطلَّقةً أو أرملة ‫. لم تندمْ على شيء أكثر من ندمها على عدم استكمال دراستها، فربما كانت خطوةً لتوفير العمل المناسب المجزي ماديًا ليساعدها على مواصلة الحياة.

وكيف يرفض من قال له بالحرف: ‫ - مش عاوز منك ولا حتى شنطة هدومها ‫ أكملت العام الدراسي وتم عقد القران والزفاف بعد شهور لم تُكمِل السنة، ما كانت لترفض أن تُزيَّن يدَها شبكة من ذهب ودبلة ومحبس تهفو قلوب البنات إليه.

صفوت مدرس اللغة العربية المغترب من الصعيد إلى بورسعيد، التفت إلى جمال الصبية الأخاذ وبعين المُعلم الخبير بأصول اللغة وجماليتها ثَمَّن جمال شكرية ورأى فيها من سيكمل بها حروفًا نَقصت لاستكمال قصيدة عمره، هو الشاعر العاشق للغة ستَكُون حروفه المتناغمة أرق القصائد بزواجه من شو شو.

تمنت لو كانت أجمل فتيات ونساء الأرض، تمنت لو أنها أطول قليلًا لتتقارب وجنتاهما أو تقترب من كتفيه فينالها من رائحة رجولته ما تستنشقه لتدخره حال غيابه عنها فتذكره دومًا، تمنت لو أنَّ شعرَها لم يكن مجعَّدًا بهذا الشكل، ليته كان ناعمًا أو طويلاً كشعر شوشو أو سنية.

المستشفى اليوناني والإيطالي؛ وهما شاهدان على التحول المعماري والبيئي لحي العباسية العريق وتناوب الأنماط المختلفة من السكان والمحال التجارية، بل وأيضًا المواصلات… قديمًا كان يتوسط الشارع الترام بقضبانه المعدنية اللامعة وصوتُ عجلاته عليها له رنين خاص.

ثقتي بنفسي وبحبه لي جعلاني أتغاضى عن نزوات أعرب لي أنها في إطار العمل، فهو كصاحب محل ترتاده الكثيرات عليه يجب أن يكون حلو اللسان مجاملًا أحيانًا ‫ «التاجر اسمه وسمعته رأس ماله» ‫ حسدتني عليه البنات كما حسده رفاقه على زواجه مني. كنا نعلم أننا مثار غيرة أصدقاءنا ومعارفنا.

عمله في الشركة كسائق لم يمنعه من تحسين وضعه المادي عن طريقٍ غير شرعي لبيع بعض منتجات الشركة قطاعي بسعر أقلَّ من سعرها عن طريق من ييسر له ذلك في المخازن، والمناصفة في الربح كانت أصل الاتفاق ‫ «الخير كتير، ونقطة ميه مش هتأثر في بحر»

وسلامًا للمحبين

⁠‫الذين بِذكرِهم تهدأُ القلوب

⁠‫وتستقرُّ الأرواح

⁠‫وتبتسِمُ الوجوه