الخوفُ يصنعُ الأعاجيبَ ويجبرُ على الانضباط!
إلى العلم در
نبذة عن الكتاب
تتداعى ذاكرة جوان تتر على مشاهد عرفها سوريّون في مختبر عذاباتهم؛ إنّه الزمن السوريُّ البطيء الذي يحضر وتحضر معهُ في يوميّات تتر شتى مفردات التجربة: بدءاً من السَوق إلى الجُنديّة، إلى التسريح منها، في سيرةٍ تُعاكس الزمن، من الموت الرمزيّ إلى الولادة الرمزيّة، في بلدٍ أشبهَ بمهجعٍ طويلٍ محتشدٍ بالناس. على امتداد دورة الحياة السوريّة تلك تحضر الهمهمات والروائح النتنة. إنّ الحياة كما يصوّرها جوان تتر في هذا الكتاب هي تجريبٌ للأصوات الخفيضة التي تنتهي بالصمت النهائي؛ تجريبٌ لأمداءِ الخوف، أهو أعمق ممّا تخيّلنا؟ أيمكن النجاة من الخوف الذي صارَ جزءاً من الماءِ، ومن العطش، جزءاً من التخمة، ومن الجوع؟ تلتقي أضدادٌ كثيرةٌ في ذلك الأفق البعيد الذي صَنعَ عجينة السوري في مختبر الجنديّة، هل كانوا أسرى أم جنوداً؟ أهُم مُدانون أم أبطال؟ يتساوى كلّ شيء، تتساوى كلّ القيم في ذلك الأفق الذي هو فضاءُ سورية، فضاءُ الخوف وتوسّلات الحريّة.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2022
- 14 صفحة
- [ردمك 13] 978-9933-641-70-2
- دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتابمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Batoul Al-Hasan
هي تجربة عميقة تعيشها بكل كيانك. تنقلك إلى أعماق فترة الخدمة العسكرية الإلزامية في ظل نظام الأسد، حيث يُختزل كل شيء تحت عنوان واحد: “كسر النفسيات.”
بين صفحات الكتاب، تتكشف صور من الإذلال الممنهج، والظلم الذي يتغلغل في كل زاوية، والتجويع المتعمد الذي يحطم الروح، وسط فساد مستشرٍ يلتهم كل قيم العدالة.
الثكنات العسكرية في سوريا الأسد ليست سوى معتقل، يعكس ما يحدث في سوريا الكبرى، حيث تتحول الحياة إلى صراع يومي من أجل البقاء، في ظل نظام لا يرحم.
لفتني هذا الاقتباس الذي يركز فيه الكاتب على هندسة السجون التي اعتقل بها ثم الثكنات العسكرية التي قضى فيها خدمته الإلزامية:
"أمعن المهندسون في البناء ليغدو دائرياً، وإن حصل وتخيل المرء الآن بدون استعانة بخرائط توضيحية، سيرى أنه يبدأ من الباب نحو القيادة بخط مستقيم، ثم إلى المهجع، ثم إلى غرف الضباط الصغيرة، وصعوداً نحو الأعلى، نحو التلال المحيطة حيث نقاط الحرس التي تشبه البثور على جلد أبيض، الأمر واضح وجلي، لقد أمعن المهندسون في أن يكون المكان متمماً للعيش وأحواله داخله، كل أمر مخطط له مسبقاً، ألا يغدوا المكان منفساً لسخط الجندي، بل أن يمعن في غضبه وشعوره بالوحشة التي تنمو داخله منذ اللحظات الأولى لقدرمه من العالم الآخر، أن يرفض شخصيته القديمة مستبدلاً بها أخرى، قذرة، أنانية، تبحث عن المأوى لنفسها، فيما لا يهم إن كان الذي بجوارها في حالة سيئة، إمعانا في تحقيق هذه العبارة: "عسكرية دبر راسك"
-
انطون سامح
دي من أفضل ما قرأت هذه السنة، رغم مشاعرها الموجعة إلى أنني وقعت بحب قلم الكاتب وسرده وساعدني في معرفة الأكثر عن ما يحدث بسجون سوريا
-
Mouhand Gego
كتاب مهم يؤرخ بالذكريات الخدمة العسكرية المقيتة في سوريا الأسد. جزيل الشكر لجوان تتر على هذا الكتاب.