في "أيام الشمس المشرقة" لميرال الطحاوي تختلط أفكار كثيرة حول الشرق والغرب.. الأبطال القادمون من بيئات مختلفة في الشرق الأوسط، هربا من واقع مرير وأحلام لم تتحق على مدار سنوات طويلة. يحدوهم الأمل جميعا في أن يأخذوا لأنفسهم ما فاتهم في أوطانهم الأولى، لكن الواقع يصبح أكثر مرارة مما يحدث في بلدانهم.. الأحلام لا تتحقق بهذه السهولة التي يعتقدونها.. تضع الرواية "أحلام البشر بين بلدانهم والشمس المشرقة" على المحك دائما يهربون من واقع إلى واقع جديد ليس على توقعاتهم تماما، وهنا تأتي أهمية الدراما في الرواية فهي تتصاعد مع كل بطل ومع كل حكاية هامشية متخذة من المكان محورا أسياسيا في هذه الدراما سواء البلدان الأصلية أو الشمس المشرقة نفسها ثم أماكن مثل حديقة الأرواح والربع الخالي. ومن خلال المكان تعمل ميرال الطحاوي على إشكاليات كثيرة في عالم الهجرة والمهاجرين، لكنها في العموم تترك في قارئها "ألما" لا ينتهي مع رغبات لا تنتهي أبدا في الهجرة وتحطم مكثف للأحلام في بلدان المهجر.
لذا أعتقد أن "أيام الشمس المشرقة" تستحق وبجدارة أن تكون في قائمة البوكر، وربما تكون واحدة من الروايات الأوفر حظا للفوز بالجائزة.