اقتباسات من كتاب نصف بشر

نجح في جميع الاختبارات التي خاضَها في العشر سنوات الماضية.

‫ قال القائدُ الأول: كمْ عددُ المرات التي تم تنبيهُك فيها على ضرورة عدم استخدامِك لذيلك الرابع؛ لأنه يستهلكُ طاقتك؟

‫ ردّ (ساري): مراتٍ عدة يا سيدي.

حالتُهم لا تتحسّن.

‫ نهضَ واقفًا، وأخرج أحد ذيولِه.. برز مِن نهاية ذيله ما يُشبه الإبرةَ، وبسرعة وصرامة حقَنَ كلًّا منهما في بطنه.

‫ أعادَ ذيلَه، وقرَّر أن يتفحَّصهم بعد ساعةٍ كي يطمئِنّ عليهم.

عليه أن يستخدمَ أحدَ ذيولِه؟ فرَدَ أحدَ ذيوله نحو الباب، ففتحه ثم قفزَ إلى داخل المركز، ومدَّ ذيلَه من جديد ليغلق الباب بسرعة قبل أن تصلَ العاصفة، ثمّ أغلقَ المزلاج.

‫ اهْتزَّ البابُ بعنف مِن ضربات العاصفة القاسية.

يوجد مركزٌ صغير للأبحاث بَنَاه البشرُ منذ سنوات بعيدةٍ لدراسة القارة. هناك عدةُ مراكزَ متفرقة، وكلها- بالطبع- مهجورةٌ منذ مئات السنين، وقد حرص بنو جنسِه على تزويدِ تلك المراكز ببعضِ معلَّبات الطعام والماءِ والمدافئ

يرتدي ثيابًا ثقيلة حرارية- أنّ البرد ينخُر عظامه ظلّ يسيرُ حوالي ساعة إلا الربع في دائرة حول موقع المدينة التي نصفُ قطرها ٦٠٠ مترًا؛ بحثًا عن الطفليْن المفقودَيْن ‫ أخرجَ الجهازَ الحراري، وهو عبارةٌ عن جهازٍ مربع الشكل، به شاشةٌ تضئ إذا اقترب من مصدر للحرارة

وهذه الأدويةُ معها المحاقِنُ كي تحقِنَ الطفليْن ونفسَكَ، فلا شك أنهم أصيبوا بماءِ الرئة ‫ تناول (ساري) الحقيبةَ الصغيرة بما فيها مِن مُعدّات، وأسرع الخطى نحو المصعد، ومنه إلى الطابق الأول، وتوجَّه إلى سطح مدينته، ومنها إلى سلمٍ حديدي طويل،

إذا تأخّرت فعليك أن لا تغامرَ بحياة الطفلين. حاول البقاءَ حيًّا، وانْتظرْ حتى تنتهي العاصفة بعد ٧ ساعات لقد قمنا بتمشيط المناطق المحيطة في دائرةٍ قطْرُها نصف كيلو متر، أي إنهم وصلوا إلى منطقة أبعدَ مِن ذلك خذْ معك زجاجةَ مياه و بوصلة .

أخرج بطاقته التعريفية، وعلَّقها على صدره، وألقى التحية على الحرس، ثم توجَّه إلى البوابة الوحيدة الموجودة في القاعة، ودلفَ إلى ممرٍّ آخر به عددٌ أقل مِن الحجرات الواسعة المخصصة للتدريب، ووقف عند باب أحدها فطرقَ الباب ثم دلفَ .

المصعدُ هو الوسيلة الوحيدة للصعود والهبوط في تلك المدينة المبنية تحت الأرض وسط الثلوج ثمة مصعد آخر في الجهة الأخرى من الممَرّات، ولكنه يعمل من السادسة مساءً وحتى السادسة صباحًا فقط ‫ لم تكن تلك مدينةً بمعناها. هي أقرب إلى مأوى سري لهاته المخلوقات.

قال (ساري) باسمًا: صباح الخير يا (جوناثان).

‫ - صباح الخير (ساري). اليوم آخر مهمة لك قبل التخرج.

‫ - أجل.

‫ - أتمنى لك التوفيق.

‫ - شكرًا لك.

‫ وغادر البوابة إلى قاعةٍ سُداسية الشكل

الفصل الثاني

‫(المدينةُ السّرية)

‫ استيقظَ (ساري) باكرًا، وظلّ راقدًا على سريره الصغير يحدّق في السقف الرمادي اللون كعادته لدقيقة أو اثنتين.. برغم وجود المدفئة الكهربائية إلا أنّ الغرفة ظلّت باردة.. نهض وتوجّه إلى حمام ضيق،

برغم أن ملامح المصارع مازالت موجودةً، لكن العيون الحمراء والشراسة الوحشية التي تجسّدت في ملامحه جعلتْه أبعدَ ما يكون عن الإنسان، وصرخ جنديَّا الحراسة، وراحا يُطلقان النار مِن سلاحهما قبل أن يُطلق (ألفا) من أسفل ظهره ما يشبهُ الذيل قام بتمزيقهما فورا

السفينةَ ستُصدر غازَ أول أكسيد الكربون وستمنع إصدار الأكسجين تمامًا. فإن لم يمتْ فسينتهي في الثقب الأسود إلى الأبد ‫ وشرعَ في عملية البرمجة، بينما انْهمك المساعدون الأربعة في عملهم ‫ وقال أحدُ المساعدين في أسى: لقد قُتل آلاف الجنود حتى تمكنا أخيرًا من القبض عليه

ما إن نتخلص من (ألفا) حتى نتفرغ للتخلص منها كذلك. هذا هو اتفاقي السرّي مع بقية الرؤساء الآن فلنستفِدْ منها قدرَ الإمكان ‫*** ‫ في الفضاء الشاسع، تحركت السفينة الفضائية (بوسيدون) بأقصى سرعة ممكنة. كان على متنها ٣٠ فردًا. بعضهم علماء.

نهض الرئيسُ وقال: أبلغ الجميع، ولنعدّ الجيش فورًا والطائرات لدَكّ المكان، والتخلص منه. لقد أعددْنا المركبة الفضائية كذلك ‫ نهضت (بيتا)، وتوجهت مع بعض الجنود خارج القاعة نحو الطائرة التي ستقلع إلى الموقع، وبعد مغادرتها قال القائد المتشكّك: سيدي الرئيس، أرجو السماح لي التحدث بحرية.

تقتلون بعضَكم البعض، وتعجزون عن التعايش فيما بينكم، مع أنكم تنتمون لنفس الفصيلة ‫ ومالت عليه، وأردفت بلهجة باردة: لذا لا تحدّثني عن الثقة ‫ هتف وزيرُ الدفاع: حدّدنا مكانه. إنه يخفي معملَه أسفل الأرض ذلك الحقير ‫ .

أنتم البشر أسوأ مفترسات رأيتها في حياتي. تأكلون كلّ شيء. كل المخلوقات الأخرى من حيوانات ونباتات وطيور وأسماك وحتى بعض الحشرات. أنتم بالنسبة لبقية المخلوقات رعبٌ مقيم ‫ ردّ ساخرًا: حقًّا؟ ‫ - فإن لم يكن الكائنُ يصلح كغذاءٍ تصيدونه.

التعاون مع المخلوقة (بيتا) مقابلَ أن يتم التضحيةُ بمواطِنة مِن كل دولة كل ١٠ أعوام فليتفضّل برفع يده ‫ أضافت (بيتا) بسرعة: أعدكم كذلك بتقديم يدِ العون في مجال التكنولوجيا؛ فقد كان كوكبُنا أكثرَ تقدمًا منكم بمراحل قبْلَ دماره ‫ .

ألا يمكن قتله؟ ‫ قالت (بيتا) لنفسها: بالطبع ولكنني لن أغامر بفقده للأبد؛ فقد أحتاج إليه يومًا ما ‫ ثم أردفت: أخشى ذلك لأن هذا صعبٌ جدًّا إنْ نجَتْ خلية واحدة منه- وهذا ما سيحصل مع قدرته الرهيبة على التجدّد- فسيسطر على جسد آخر ثم يعود لينتقم.

نهضت بحزم، وقالت وهي تستدير منصرفةً: حظًّا طيبًا مع (ألفا) ‫ هتف رئيسُ الولايات المتحدة بلهفة: مهلًا رجاءً اجلسي يا سيدتي ‫ ظلّت واقفة، ترمقهم في تحدٍّ لثوانٍ، ثم جلست ‫ عاد رئيسُ الولايات يقول: أتمنى أن تعذري ردودَ أفعالنا؛