اقتباسات من كتاب معجزة الجنين ؛ هل تتحدد شخصية الإنسان ومستقبله خلال شهوره التسعة الأولى؟

لقد تنافست الأفكار المتضاربة حول أمزجة النساء خلال الحمل وبداية تربية الطفل - وهو وقت نعمةٍ سارّة، ووقت التقلّب المشحون هرمونياً - مع بعضها على مدى قرون؛ والآن، قُدّمت إضافة جديدة إلى مراتبهنّ: فالباحثون افترضوا أنّ الموناليزا ‎Mona Lisa‎‏، التي رسمها ليوناردو دافنشي في القرن السادس عشر كانت حاملًا

أنّه ينبغي على النساء الحوامل أن يأكلن الكثير من السمك، لكن يجب أن يخترن أنواعاً من السمك قليلة الزئبق وغنيّة بالدهون أوميغا - 3 "الجيّدة"، مثل أسماك السردين والسلمون.

ممّا لا شكّ فيه أنّ ما تُرك للتخيّل في هذه الأيّام يقلّ بالتدريج؛ ففي حين أنّ نساء الأجيال السابقة كانت لديهنّ صور في مخيّلتهنّ فقط، فإنّنا نمتلك العديد من اللقطات للأجنّة ولكنّ الكثير من الألغاز التي جعلت الحمل مداراً للتساؤل والتخمين على مدار السنين لاتزال موجودة.

الأطفال لا يتبسّمون إلى أن يصبحوا بعمر شهر على الأقلّ ولكنّ هاتا وزملاؤه يلاحظون من قبيل الأمانة أنّ دراسة تعابير الوجه يمكن أن يُستفاد منها في تقييم التطوّر في الرحم: ويكتبون أنّ التكنولوجيا ثلاثية الأبعاد "يمكن أن تكون مدخلاً لتَوَقُّع الوظيفة الدماغية

كان الثاليدوميد دواءً للأرق وغثيان الصباح، ويُباع بأسماء غير منطقيّة للطمأنة، مثل كوايتوبلكس ‎Quietoplex‎‏ وسوفتينون ‎Softenon‎‏ وكونترغان ‎Contergan‎‏؛ وقد سوّقت الشركة المصنّعة له، وهي الشركة الألمانية كيمي غرونينثال ‎firm German Chemie Gruenenthal‎‏، الدواءَ كعقار آمن.

يُلاحظ هوارد غاردنر ‎Howard Gardner‎‏، أستاذ المعرفة والتعليم بجامعة هارفارد ومؤلّف النظريّة المؤثّرة لتعدّد الذكاءات ‎influential theory of multiple intelligences‎‏، أنه من الواضح أنّ الظروف التي نمرّ بها قبل الولادة وبعدها تعمل معاً لتؤثّر في ذكائنا.🤓

إن ما يجعل الأطفال على ما هم عليه هو التنبيه المحيطي والدمى التعليمية والخضار العضوية وتمضية العطلات بشكل رشيد وحكيم؛ فعندما أحدّق حول ساحة اللعب إلى الآباء المتجمّعين على مقاعد الحديقة والجالسين على حافة صندوق الرمل، أتخيّل الجهتين متراصفتين وجاهزتين لتقتربا من بعضهما:

أهي الجينات؟ أم البيئة؟ أم التنشئة؟

أنّ النساء اللواتي تناولن أكبر مقدار من الفيتامين ‎D‎‏ ولدن أطفالاً بأقلّ خطر للربو، سواء أكان الفيتامين من مكمّلات أو من مصادر غذائيّة، مثل الكبد والبيض والألبان.

الحالة النفسيّة أو الانفعاليّة للمرأة الحامل يمكن أن تؤثّر في الدماغ والجهاز العصبي المتخلّقَين للجنين، وهذا ما قد يحدّد الطريقة التي ستعاني منها الذرّية وتتعامل مع الانفعالات الذاتيّة؛ وهذا نوع من عودة الانطباعات الأموميّة.

ولكن، من العوامل الرئيسيّة المساهمة في نقص الوزن عند الولادة التغذيةُ غير الكافية، فلقد أظهرت أبحاث باركر أنّ نقص التغذية منتشر بين النساء في سنّ الإنجاب، حتّى بين أولئك اللواتي يُقال إنهنّ يأكلن جيّداً.

وبذلك، يمكن للنظام الغذائي لدى الأمّ خلال الحمل، ومن خلال طرائق بدأ العلماء يفهمون كنهها الآن، أن تعدّل التعبير الجيني أو الوراثي لدى الجنين بوسائل تؤثّر في صحّته وعافيته مستقبلاً.

ومن خلال ما أطلق عليه أحد الباحثين "تجربة مأساوية للفرصة"، التقط العلماء فكرة مفادها أنّ التغذية في الرحم يمكن أن تمارس تأثيرات تدوم لسنوات عديدة بعد الولادة.

تُظهر دراساتنا أنّ الأفراد الذين كانت أمّهاتهم حوامل بهم خلال الحصار يُبدون بدانة وداء سكّرياً وأمراضاً قلبية في مرحلة لاحقة من الحياة أكثر من الأفراد الذين حملت بهم أمّهاتهم في ظروف طبيعيّة؛ حيث يبدو أنّ تعرّضهم لنقص التغذية في الرحم

فالأمّهات تعطي معلومات لنسلها من خلال ما تتناوله خلال الحمل والإرضاع من الثديين، وهذا ما يجعلنا نعلم ما هو جيّد وآمن لنا"،

فالأبحاث تظهر أنّ المزيد من الأجنّة الناضجين يمكن أن يشعروا بالنكهات والروائح في الرحم؛ ففي الشهر السابع، تكون براعم الذوق لدى الجنين متخلّقة تماماً، ويبدو أنّ المستقبلات الشمّية لديه تقوم بوظيفتها؛ هذا، وتجد نكهات الطعام الذي تتناوله المرأة طريقها إلى

فعلى مدى عدّة قرون، كان الناس يعتقدون أنّ هناك استمراريّة بين الفرد في الرحم والفرد في العالم من حوله؛ والآن، هناك أدلّة قويّة على أنّ هذا الاعتقاد القديم صحيح، بالرغم من أنّه يحصل بطريقة أكثر تعقيداً ممّا كان يتصوّر أسلافنا.

فأبحاث المناشئ الجنينية ترى أنّ أسلوب الحياة الذي يؤثّر في ظهور المرض ليس الأسلوب الذي نتّبعه غالباً كبالغين وحسب، بل الأسلوب الذي تمارسه أمّهاتنا عندما يكنّ حوامل بنا أيضاً.