هذه هي المراجعة الملخصة:
كانت رواية "ساق البامبو" كتاب المناقشة في جلسة أبجد الحادية عشرة والتي عقدت الكترونيا في 30-11-2013. بدأت الجلسة بنقاش الطريقة غير التقليدية التي بُدئت بها الرواية، حيث بدا للقراء من الغلاف بأن الكتاب من تأليف سعود السنعوسي ولكن الصفحة الأولى أظهرت لنا خلاف ذلك حيث ظهر اسم آخر للمؤلف واسم لمترجم، أي أن الرواية لم تكتب بالعربية بل ترجمت إليها.
وقد رأى بعض المناقشين أن طريقة السنعوسي قد تمكنت من خداع البعض لتضفي بعدا واقعيا للرواية، واعتبرت الأبجدية علا عليوات أن طريقته ذكية حقا للتملص من مسؤولية تناول روايته لمواضيع حساسة في مجتمعه باعتباره ليس المؤلف ولا المترجم.، بينما وجد البعض بان طريقة الكاتب جاءت على غرار أفكار سابقة مشابهة كما هو الحال في "عزازيل" ليوسف زيدان.
وعند سؤال المشاركين عما إذا أثرت الترجمة على اللغة المستخدمة، أجاب المعظم بأن كون الرواية مترجمة أم لا لم تؤثر سلبا على البناء اللغوي للرواية، غير أن الكاتب فادي زغموت خالفهم بالرأي مبينا بأن اللغة المستخدمة وطريقة السرد كانتا من أهم نقاط ضعف الرواية، حتى ولو تعمد السنعوسي فعل ذلك.
السؤال التالي كان: لماذا سميت الرواية بساق البامبو؟ وهل وفق الرواي في ذلك؟ أجابت الأبجدية نعمة بأن السبب الأساسي هو اشتهار الفلبين بأشجار الخيزران وأنه لا يوجد علاقة بين اسم الرواية والمضمون. بينما اتفق المعظم بأن هنالك تشابها بين البطل "عيسى" وشجرة البامبو بأن كليهما بلا جذور ولا ينتميان إلى أرض معينة. أما الأبجدي سعيد فقد ذهب إلى أبعد من هذا بأن نوه إلى حمل الرواية لرسالة مفادها أن الإنسان يحق له العيش في أي مكان بغض النظر عن عرقه ودينه وجنسه، وأن الرابط الذي يجمع كل الناس هو الإنسانية.
أما فيما يخص الموضوع الذي عالجته الرواية، فقد تعددت الآراء، فمنهم من رأى بأنها تتطرق إلى قضايا عامة كمجهولي النسب، والإنسانية والبحث عن هوية، بينما اعتبر البعض أن الرواية تستعرض المشاكل التي عاني منها المجتمع الكويتي كقضية البدون، والطبقية في مجتمعهم بالإضافة إلى معاناة العمالة الوافدة.
وعند السؤال عما إذا كانت الرواية تتمحور حول شخصية واحدة أم عدة شخصيات، بين بعض الأبجديين بأن المعاناة واحدة وإن تعددت الأجساد، ورأى البعض الآخر بأن الرواية تتمحور فقط حول عيسى وأن الشخصيات الأخرى وُجدت كتفاصيل لحياته، بينما أوضح الكاتب فادي زغموت بأن الرواية لا تتمثل حتى بشخصية واحدة وإنما هي نظرة خارجية ناقدة لمشاكل المجتمع الكويتي تم إيصالها على لسان بطل الرواية "عيسى".
وقد عبر معظم القراء عن شعورهم بوجود تناقضات عدة أثناء قراءتهم للرواية، تركزت في شخصية راشد والد عيسى الذي بدا انسانيا ووطنيا وصاحب مبدأ ورغم ذلك استطاع أن يتخلى عن زوجته وابنه ولم يدافع عن الحق أمام غضب والدته، فانتقده البعض لضعفه وهوانه.
ثم انتقل الأبجديون للإجابة على السؤال قبل الأخير والذي كان :" ما أكثر موقف أثار حنقك بعد انهائك للرواية، وتجدها حاضرة في حياتك اليومية؟"
حيث أثار جري شخوص الرواية خلف نظرة المجتمع لهم والإهتمام به كمقياس لكل أفعالهم، حتى لو خالفت مبادئهم، حنق الغالبية. كما أساءهم موضوع الطبقية المثيرة للاشمئزاز التي دفعت بجدة البطل إلى رفضه كون والدته خادمة فلبينية، وإلى مناداة خادمتها "بالحمارة".
واختتمت المناقشة باعطاء المجال للمشاركين بالتعبير عن ما كان ينقص الرواية –برأيهم- من تفاصيل كالحديث بعمق أكبر عن قضية البدون، وذكر الأمور التي تربط الأحداث ببعضها البعض – والتي توضح الأحداث أكثر- ككيفية حصول البطل على المال ليعود إلى الفلبين بعد أن أصبح معدما وغيرها. أما مأخذ الأبجدية هبة فتمثلت في ذكر الرواية للمشاكل دون الثورة عليهم أو التطرق إلى كيفية معالجتهم.
ويبقى التساؤل الأكبر: هل استحقت رواية "ساق البامبو" الفوز بجائزة البوكر لهذا العام؟!!!