للعيون قدرة إيصال المعاني ببلاغة تفوق الكلمات ...
في حضرة العنقاء والخل الوفي
نبذة عن الرواية
تشتغل رواية "في حضرة العنقاء والخل الوفي" على سؤال بقدر ما تبدو الإجابة عنه بديهية بقدر ما تظهر صعبة عند الوقوف عليه وهو السؤال الذي سأله "إسماعيل فهد إسماعيل" في ما وراء الكلمات والشخصيات والمواقف، ".. شاغلني سؤال حاد ما زال يجول داخل رأسي. أيّهما مرهون بالآخر وثيقة تملك بيت ...أم وثيقة انتماء لوطن". ويحاول الإجابة على هذا السؤال في سياق قرائي يرسم له طريقاً واضحاً رغم صعوبته. على المستوى النصي، تبدأ الرواية بالشجن وتنتهي به، وعلى المستوى الوقائعي، تبدأ الرواية، بين الحياة كما عاش إسماعيل فهد إسماعيل وقائعها فعلاً، وبينها كما يريد أن يعيش بعض مواقفها، وبين ما يتوقع أن تكون، وبين البداية والنهاية يقحم الروائي عالم المجتمع الكويتي من خلال قضية "البدون" ويقاربها روائياً محاولاً وبكثير من الشفافية ملامسة الجانب الذاتي لهذه الفئة من الناس من خلال كائن واحد لا يمكن النظر إليه باعتباره النموذج بل باعتباره الحالة الخاصة. ولعل ذلك ما دفع بالروائي إلى إطلاق صفة ابن أبيه على بطله "منسي"، "... ولأنه لم يعرف اسم أبي بعد التفت إلي، حشرجتي باقية همساً. لم أسمع. بدرتْ عن محمد السريع ضحكة مرحة. نُطلق عليه اسمه الفني المنسي بن أبيه. منذ حادثتي هذه صرت ابن أبيه..." وبهذا يكون الروائي قد أطل من خلال الخاص على العام، وفي الحالين، ثمة فضاء روائي متعدد، متشعب، متنوع، وفي الوقت نفسه ثمة بيئة روائية تحتضن هذه المأساة لمواطنين ما زالوا يعيشون "بدون" جنسية تثبت انتماءهم لوطنهم قانونياً، وما ينجم عن ذلك من علاقة ملتبسة يغلب فيها سؤال الهوية، لتلك الشريحة المنسيّة، فإلى أي وطن ينتمي هؤلاء؟! وهل الوطن معنى يقتصر على هوية نحملها أم ما نشعر به تجاه هذا الوطن. سؤال برسم الإجابة؟ والجدير ذكره أن هذه الرواية هي ضمن القائمة الطويلة للروايات المرشّحة للجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر 2014).عن الطبعة
- نشر سنة 2015
- 390 صفحة
- [ردمك 13] 9786140221505
- الدار العربية للعلوم ناشرون
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتابمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
إبراهيم عادل
هذه رواية ممتعة .. وآسـرة،
كل ما في هذه الرواية يدفعك دفعًا إلى التهامها، والتعاطف حد الشفقة والألم، مع صاحبها، وربما مع كاتبها أيضًا، ..
هنا قضية لفرط ما اعتدناها تكررت، مأساة رجلٍ اسمه (بدون) ومن منَّا في أوطاننا العربية الشقيقة ليس (بدون) بدرجة من الدرجات، رجل يريد أن يعيش، فقط، ويحب .. فلم يكون هذا صعب عليه إلى هذا الحد، ولماذا يعامله المجتمع كله بتلك القسوة! ..
هنا تجتمع المآسي لتجسد ألم الإنسان العربي الذي يجد أنه ليس أمامه في سبيل مواجهة هذا كله إلا "الصبر" ..
يصبر حتى يحصل على الجنسية، فيأتي الاحتلال،
يصبر على الزواج من حبيبة! فيطالبونه بتطليقها،
يصبر حتى المقاومة فيتهم بالغدر!
..
لم يعد أمامه إلا تلك الوريقات التي يكتبها لابنته! لعلّ، وعسى!
.....
هنا رواية كبيرة، ولكنك تعجب لكونها "مكثَّفة" جدًا، تأتي كلها هكذا سطورًا تلو سطور وأحداث يليها أحداث، ومشاعر متضاربة ومتلاحقة، تجعلك ترافق المنسي ابن أبيه، في رحلته وفي مآسيه!
..
أعجبني ما كتبته الشاعرة "سعدية مفرح" في تقديم هذه الرواية، ووصفها أنها (قلق ينتج قلقًا، وكتابة تتغوّل على كتابة، وهامشُ يتعالى على المتن، ونصوص تتسامى على كلماتها الحادة في جملها الناقصة، وشخصياتٍ نعرفها في إطار الواقع وسياق المتخيّل.. وأخرى نتوقعها تتمشى داخل نسيج الرواية لكنها تتفلت منّا كلما حاولنا الإحاطة بها.. )
بالمناسبة، لا عجب ولا غرابة أن تخرج تلك الرواية من قوائم "بوكر" فمثل هذه الرواية مكانها "القلوب" وليست للجوائز!
لا عجب ولا غرابة، فقد اعتدنا أن تتصدر روايات "غريبة" قوائم البوكر، إذا استثنينا العام الماضي مثلاً، لاعجب ولا غرابة فمقاييس لجنة أمناء بوكر، أو لجنة تحكيمها أصبحت أكثر عجبًا وغرابة!
...
يحسب لبوكر على كل حال أن عرفتنا عليه، أما بعد اكتشافنا لجمال كتابته وثراء عالمه، واحترافه، فالكبير سيبقى كبيرًا.
-
Faten Ala'a
هنا شيء مختلف .. هنا رواية ليست كغيرها .. هنا كاتب أسلوبه بديع لا يصح أن نقارنه بأحد .. هنا رواية ستشارك الكاتب كتابتها ومعاناتها !..هنا رواية ليست للمبتدئين - للأسف - .. هنا رواية ستحتاج لأن تبذل جهداً كبيراً في قراءتها فأنت من جهة شريك للكاتب في ما يكتب وستحتاج لأن تكمل بكلماتك وأسلوبك الخاص الكثير من الجمل الغير مكتملة ومن جهة أخرى ستشارك بطل الرواية معاناته يوماً بيوم وتفصيلاً بتفصيل !!
في حضرة العنقاء والخل الوفي رواية تحكي معاناة أحد الكويتين الــ " بدون " مارةً بكل التفاصيل وأنواع المعاناة التي عاشها هذا المواطن - الغير مواطن - بدءاً من الطفولة وحتى الكبر مارة بفترة مهمة جدا من نظري هي فترة الاحتلال العراقي للكويت ربما هي المرة الأولى التي تصادفني رواية تذكر هذه الفترة بهذه التفاصيل والتي أبدع الكاتب اسماعيل فهد اسماعيل في الربط بينها وبين حياة بطل الرواية الشخصية
الكثير من الآلام ، الكثير من المعاناة ، الكثير من الجهد في القراءة إلا أنها بلا شك كانت فترة جميلة تلك التي قضيتها في قراءة هذه الرواية أخذتني إلى عالمها بعيداً ، وتذوقت فيها نوعاً جديداً من فن الرواية
شكراً إسماعيل فهد إسماعيل هي المرة الأولى لكنها لن تكون الأخيرة بالتأكيد :)))
-
Yasmin Shalapy
في حضرة عهود والمنسي..حضرة السيطرة ومسلوب الارادة..في حضرة الوطن والبدون
في البداية تضفي عليك الرواية نشاط تشعرك وكأنك عليك ان تتقافز بين صفحاتها تجذبك الجمل لقراءتها ..تسارع في قراءتها لتواكب تلك الجمل القصيرة البديعة لا وقت للتأخير خشية ان يفوتك تفصيلة حب او معني يضفي علي روحك من جماله
ولكن ما ان تصل قوات الاحتلال الغاشم حتي يحل معه الملل..والملل..والملل يصيب روحك بخلل..تود وقتها لو تهجر الرواية مثلما هجر بعض الكويتين ارضها
ظل يكرر حوادث مر بها ..وقضايا تناولها من قبل وتفاصيل ليس لها اي داعي ..خاف ان يصيب ابنته بالملل فتهجر الرسائل ولكن دوافعها لتكمل لتعرف حياة تخصها ستكون سلواها لكننا اصبنا بالملل وليس لنا سلوي ولا شئ يصبرنا
خذلني في حوالي 250صفحة كنت اتخلي عن فقرات كاملة لا اقرأها
ضعفه يصيبك باليأس .. منسي هو اسما وحياة..بدون جنسية وفعلا
لولا وفاء اصدقاءه ما كان ليكون شخصا
-
نهايه
هل الوطن معنى يقتصر على هوية نحملها أم ما نشعر به تجاه هذا الوطن. سؤال برسم الإجابة؟ هل انتمائنا لاوطاننا بالهويه التي نحملها ام بحبنا وعيشنا في هذا الوطن ، هل عدم حصولنا على هويه تنفي عنا حبنا للوطن الذي ولدنا وعشنا فيه ونفديه بحياتنا ، لماذا الظلم الذي يعيش فيه البشر في اوطانهم بلا هويه او اعتراف بهم . هذه الروايه ناقشت بشكل مباشر هوية البدون في الكويت من خلال شخصية المنسي والظلم الذي تعرض له مع انه مواطن منتمي لبلده ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ رواية رائعه واسلوب رائع في الطرح ، لا تستطيع ان تترك الروايه بدون ان تنهي قراتها ..............
-
Ahmed Allam
اسلوب كتابة رشيق ،،و الجمل القصيرة المبتورة جعلت الرواية اكثر قلقا بجانب الاحداث المتتالية
تتحدث الرواية عن حياة (منسي ) من خلال تحدثه عن نفسه ، هو بدون ،أذا فهي رواية عن الهوية و ما يؤثر بدوره علي حياة الشخص ،،و لكن لم اجدها كذلك
من خلال تتبع الاحداث اجد ان مشكلة منسي لم تكن كونه (بدون ) هوية معترف بيها مجتمعيا ، ولكن مشكلته سلبيته و جبنه الي اخر الحدود
فهو علي طول الاحداث لا يقرر مصيره بنفسه ،اخرون هم الذين يقرورن بداية من دراسته و عمله و حبه و زواجه و طلاقه و انضمامه لجيش الشعبي او حتي اشتغاله براديو المقاومة ،،،،كلها تنطلق من قرار الاخرين و ليس من قراره .....ربما نقول انه لم يكن له حرية الاختيار في بعض الاحيان مثل اقتياضه للجيش الشعبي ولكن في اغلب الاحيان حالة (بدون ) لم تكن لتتدخل مع قرارته ، هو الذي كان يفضل الانسحاب من كل معركة ،حتي في ذروة الاحداث كاد ان ينسحب كليا و يترك امه و يغادر الكويت
ام عن باقي الشخصيات ،،فلم يعجبني احادية شخصية سعود ،،،فهو متزمتا اولا و كونه متزمتا جعل الكاتب يستبيح صفاته ،فجعله طماع ،كذاب ،يمكن ان يخون بلده ، كاره لاسرته ،طلق زوجته ، متعالي ،،،حرامي ،مغتصب اموال اسرته، فهو شرير لابعد الحدود
وهذا ما استغربته ،،نمطية الشخصيات ،،الشخصيات بالرواية كانت تتاخد ادوار مكرره و هذا ابعدها عن الواقعية ،
عهود كانت تمثل الشخصية الانانية التي لا تري الا نفسها ،،ولم اجدها مظلومة علي الاطلاق ،،،لم اتعاطف معاها من بداية الرواية و ظلت حتي نهايتها مستغلة
ربما خلفية الاحداث وهي غزو الكويت هو ما جعل الرواية جيدة و مليئة بالتغييرات
-
kareman mohammad
النجمتين دول عشان استخدام مفردات رائع للغة , استخدام لغة جميلة وصف ألم ومرارة وقهر بمليون جملة استطاع الكاتب يوصفهم بجملة من كام كلمة فقط
القصة عن شابة ثلاثينية مطلقة عندها عقدة نقص وعقد نفسية بسبب زواجها الاول وسيطرة أخوها في بلدها الكويت ونظرة المجتمع لها كمطلقة وكمان رغبتها في الانجاب فوجدت رجل " مناسب " هو بدون عنده عدم ثقة في نفسه فاقد الانتماء لمجتمعه وبلده فاقد للهوية ! يتم تحريك كل شئ من حوله وتحويل حياته من آخرين وهو خارج الصورة
وجدت ضالتها فيه لتمارس عليه كل العقد ويكون هو الطرف الأضعف في العلاقة ! وهو ايضا يريدها لثبوت الجنسية
إذن لا حب ولا تفاهم بالرغم من انه كاتب " سياسي " المفروض له شخصية
المهم الرواية كده عادية ثم دخول حرب العراق والكويت انتظرت تغيير في شخصية بطل الرواية بأي شكل ثورته علي نفسه وعلي كل شئ ,, هوه هوه لم يتغير . ضعيف , وما أسوأ الضعفاء !
من الآخر هي قصة لشخص عادي يمر الزمن عليه وكل شئ وهوه هوه مثل اي شخص في الحياة , المفروض الرواية أشخاصها مختلفين متمردين ثوريين " عند الحاجة " لذلك نتطلع لنكون مثلهم
هو مثلنا يتقبل الأمر فقط ! لما ؟
رواية عادية . وايه معني او دلاله اسمها لا اعرف !
-
رغداء قاسم
الرواية تتناول جدلية الوطن الهوية ..
هل الانتماء هوية ، ام الانتماء شعور و غريزة؟ ان تقف لتقرأ نشيد البلاد الوطني ليلكزك أحدهم أنك لست من هنا ، ﻷنك بلا هوية !
هل الانتماء هو هذه الهوية ؟ أم أن الانتماء هو ما يدفعك لتخاطر بنفسك في سبيل مساعدة المقاومة لهذه البلاد التي انت ابن غير شرعي لها، الإنتماء هو ما يدفعك لتقديم برنامج إذاعي متغنيا بالمطالبة بحرية البلاد؟ كل هذا ممثلاً ب"منسي إبن ابيه" ام هي مجرد الهوية ، التي تجعلك تتعالى على الآخرين ، أنت ترى الناس نكرة لانهم بدون!
ان لا تشفع شهاداتك العليا في توسيع عقلك بل تبيح لك الوقوف مع صف المحتل ضد من يخالفك الرأي و تعود لتشهد بخاينته لبلدك و انت تعلم ان الخيانة لم تتم الا بسبب دعواك الكيدية كمثال للدكتور سعود؟
أسلوب إسماعيل فهد هو اسلوبه ذاته منذ اول رواية له، دائماً هذا الارباك للقارئ بالتداخلات لافكار السارد في محاولة لتكثيف اللحظة حتى اقصى حد ممكن، لكنها هذه التكثيفات غالباً تسبب الصداع و الارباك اكثر من المتعة اثناء القراءة و يبدو ان إسماعيل راضي عن ذلك.
احببت دخول ناجي العلي في الاحداث .
-
misshala
هذع آخر رواية أنهيتها منذ يومين، أحينا يتبادر إلى أذهاننا السؤال عن هوية النص، عن خيارات الكاتب داخله، فيبدو لنا أنه يكتب لأجل سياق ما، قناعة ما، أو جائزة ما! بالتأكيد الرواية ممتعة في كثير من النواحي، رغم طولها الذي بدا واضحا!
أظنها الرواية الأولى للكاتب (الله أعلم)!
لن أتفاجأ لو فازت الرواية بجائزة البوكر، لكأنها مكتوبة لهذا الغرض! بالتوفيق للكاتب
-
آية شبانة
إسماعيل فهد إسماعيل أبو الرواية الكويتية
في هذه الرواية يتحدث عن قضية "البدون" ومعاناتهم في الدراسة والسفر والزواج. تحدث باسهاب عن أيام الغزو، أنصف الشعب الفلسطيني حول موقفه من الغزو المغاير لموقف المنظمة. الأحداث تدور بين شخصيات كويتيه مشهورة مثل الممثل سليمان الياسين والمخرج مبارك سويد وغيرهم.
-
دعد ديب
أزمات مجتمع الوفرة والفورة النفطية يلتقطها الروائي العتيق المخضرم في الصنعة الأدبية إسماعيل فهد إسماعيل في عمله "في حضرة العنقاء والخل الوفي" بادئاً عمله برسالة يخطها البطل لابنته زينب..هذه الرسالة هي مجمل العمل حيث يتغلغل في نسيجه الروائي عبر مونولوج داخلي بين بطله الأساسي "منسي" وشخصيات الرواية الآخرين
منطلقاً من تركيز الضوء على الحلقة الأضعف- الإنسان الفاقد الجنسية والذي اصطلح على تسميته ب -البدون- التناقض المتضمن مستوى اجتماعياً أدنى وتناقضاً طبقياً كذلك..فقدان هوية الانتماء لوطن يسكن في الروح والوجدان هو محرك صراع البطل مع محيطه حيث يصفه ناجي العلي بحنظلة الكويتي ليتسع بالحالة مضيئاً على أزمة الهوية عند الإنسان الفلسطيني المحروم والمطارد والمنفي في بقاع الأرض.بطل الرواية كاتب له اسمه اللامع في الصحافة، وهو مسرحي معروف ساعده على تطوير ملكاته المتعدَّدة اثنان من الأصدقاء ينتميان للفئة المثقفة والواعية بالكويت وهو رغم استقلالية شخصيته وأهميتها يظهر استلاباً تجاه "عهود" المرأة الكويتية التي يستعرض الراوي تاريخها في الاضطهاد الذكوري والجنسي من زواج سابق رغم انتمائها لأسرة على قدر من العلم والانفتاح، عهود تختاره وتستبقيه في دمشق متخلفاً عن أفراد طاقم المسرحية، وتتجول معه في عاصمة الأمويين وتستحوذ اهتمامه وتفكيره وتتزوجه من دون أن تتيح له مجالاً للاعتراض..مرة لانذهاله بسحر المرأة ومرة لشعوره بدونيته تجاهها وهو الإنسان البدون- تعود لتشعره بموقعه في السلم الاجتماعي عند اجتياح الكويت عندما تنكر عليه إحساسه بأزمة بلده مشككة بوطنيته وانتمائه وهو الموجوع والراوي للحدث الجلل ألا وهو الاحتلال الذي أثقل بوطأته على الجميع بدءاً من الجندي العراقي المغلوب على أمره والمساق رغماً عنه إلى معركة ليست معركته وليس انتهاء بفئة المثقفين والقلة التي هبت لتدافع عن مقومات وجودها في المكان... صورة وجدانية جذابة يرسمها للموقف الوطني الغيور على حياض أراضيه عبر زمان ومكان الحدث الروائي مستخدماً ما يسمى التخيل التاريخي مزاوجاً فيها بين الرغبة بالحدث وبين ما حدث فعلا حيث إن الحدث غير البعيد نسبياً يوحي بمواجهة كانت خجولة ومتواضعة ضمن حالة عدم تكافؤ عسكري بين القوات الغازية والمقاومة الشعبية التي أخذت بعداً نفسياً ووجدانياً ومر كذلك مروراً خجولاً عن التجاء أولي الأمر خارج الأزمة لكن لم يفته تصوير استقبالهم استقبال الفاتحين مع العلم بأنهم استنجدوا بكل عتاة الأرض لهزيمة القوات المحتلَّة.لعل الشرخ العميق الذي أحدثه الاجتياح في منظومة المبادئ القومية عند إنسان المنطقة والقومية العربية التي تجمع أبناء الجغرافيا الواحدة يعيد التساؤل حول مقولة: العروة الوثقى التي تربط أبناء تلك التخوم الجغرافية، وماذا حلَّ بتلك الأواصر القريبة في لحظة مفصلية؟ فالشرخ كان مزلزلاً وأحدث انقلاباً في بنية المفاهيم والمسلمات الكائنة لديه، فالأخ أو الجار الذي يرتبط أفراده مع الطرف الآخر بوشائج القرابة والجيرة والتداخل العائلي، لم يعد كذلك فقد أصبح محتلاً، أسئلة كبيرة تمور في وجدان كل عربي ممثلة ببطله الذي بدا حائراً مرتبكاً بين موقفه المركب كمثقف وموقفه ك "بدون" وموقفه المركب كذلك حيال المرأة حيث يشابه اضطهادها من قبل الأعراف والقوانين السائدة باضطهاد الإنسان ال "بدون"..... وهو الإشكالية باعتباره ذكراً و"بدون" في وقت واحد.توغل الكاتب بعيداً في صلب المعاناة النفسية للبطل الأمر الذي جعله سلبياً في تردده ومواقفه المؤجلة، ولكنه في الوقت نفسه كان واضحاً وصريحاً بما يتعلق بالأزمة الوطنية للبلد الذي يعيش فيه، من دون تمتعه بحق المواطنة الكاملة!ورغم بعض المؤشرات على تفاصيل في العمل الروائي، إلا أنه لا يمكننا إلا الإشادة بالأسلوب السردي واللغة الخاصة التي يلعب بها ببراعة صاحب "الكائن الظّل" التي نرى بصماته واضحة فيها عبر ضمير المتكلم "اجاهدني- اصرفني- تلفتني..وغيرها" استجابة للمونولوج الداخلي للشخصية ما يخلق حالة سردية متكافئة بين الحدث العام والخاص والتجول بين الذاتي والموضوعي بخبرة نسَّاج عارف بأصول الصنعة الروائية ما يعكس تمكناً لافتاً من القبض على أعنة اللغة... ولِمَ لا وهو الأديب العتيق أدبا وعمراً؟هل يمكن أن ندرج هذا العمل ضمن سياق الرواية الذاتية من خلال تطابق حياة الراوي مع حياة البطل ومعايشته للأحداث المروية خلال ثلاثة عقود من الزمن..خاصة لجهة اشتغاله بالمسرح من جهة ومعايشته لحدث الاجتياح من جهة أخرى وحتى لو كان الأمر كذلك، فهو تصدى لقضية إنسانية على قدر عال من الأهمية ضمّنها عنوانه الجميل- في حضرة العنقاء والخل الوفي- بيقظة المستحيل وإعادة بعثه تأكيداً على بعث الحلم حياً في نفوس قارئيه. الرواية مشحونة بالأحداث التاريخية والمتناقضات التي يعانيها الكثيرون في المجتمع الكويتي بل والخليجي أيضاً من جراء مشكلات فرضت نفسها على هؤلاء الأفراد هناك، وهي بأمس الحاجة الأمس واليوم وغداً إلى حل جذري، ربما قرارات سياسية جريئة والرواية عمل أدبي إبداعي متميز تجسد في بنائها الفني وأسلوب كاتبها إسماعيل فهد إسماعيل القدرة البارعة على أسر القارئ وإثارة فضوله نحو متابعة أجواء السرد الذي يؤكد -من دون مجاملة- خبرته واقتداره على تمكنه من طرح مشكلة الرواية أو بالأحرى مشكلة المجتمع البارزة فيه والتي لم يعد السكوت عنها يفيد أحداً في المجتمع
-
Mohamed Khaled Sharif
يقول أحد الشعراء أن المستحيلات ثلاثة؛ الغول والعنقاء والخل الوفي.
ويخبرنا إسماعيل فهد إسماعيل بأن أثنين منهم سيحضروا بروايته، فنخطو تجاه روايته متوقعين أن تكون مليئة بالأحداث الخيالية، احتمالية وجود رحلة رمزية، أو حكاية أسطورية، لنكتشف أننا مع الواقع الذي يكاد أن يكون في ذاته خيالاً، فكيف يكون كل ما مر به "منسي ابن ابيه" أمراً عادياً وواقعياً؟ كيف ينجو المرء من الحياة؟
وجد "منسي" من اسمه نصيباً في الحياة، ولد لأم كويتية الجنسية، ولكنه بدون، لم يمقت حياته بل ظل فيها سائراً بلا توقف، أينما تضعه الحياة يسير، لا كلمة له على حياته، لا توجد رفاهية الاختيار بها، خط سير واحد لا يملك إلا أن يسيره، حتى التوقف ليس متاحاً، فقط السير وإتخاذ اللازم من الاحتياط لتقليل الأضرار، للنجاة، من حياة صعبة ومريرة، حياة كل ما فيها صعب حتى البديهي منها، العمل والسكن والزواج والدراسة، أي حركة يخطوها تحتاج العديد من التصاريح اللازمة والعديد من الصعوبات التي يجب أن يُذللها.
يحكي منسي حكايته في منتصف خمسينيات عمره، يحكي لابنته "زينب" التي لم يراها ولا مرة! يحكي حكاية تُشبه الأساطير، ويا زينب كم كان والدك صلباً، كم كان والدك مُتحملاً لكل القسوة التي واجهها، حكى لها عن لقاءه الأول بأمها "عهود" التي سحرته، وسحبته، أرادته فاستجاب، خنع لها، تملكته قلباً وجسداً، لم يكن يعلم أن غايتها تُبرر وسيلتها، ولكن عهود يا زينب، كويتية الجنسية، وأنا بدون، واجه مصاعب عديدة، تتمثل في الخال، سعود، كان يحتقرني، كان لا يراني، كأنه يملك شيء، وأنا بدون. ولكن يا زينب، لكم كنت أتمنى أن خالك فقط هو الشخص الوحيد الذي علي أن أقلق بشأنه، لم أكن أعلم أن الحياة تُخبأ لي أكثر مما تُبدي، على الأقل خالك كان يُظهر لي دائماً ما يشعر به تجاهي.
أحياناً يُعجبك في رواية أسلوبها، شخصياتها، أحداثها، سرد الكاتب، من النادر أن تجدهم كلهم مجتمعين في رواية واحدة، من الأساطير كالغول والعنقاء والخل الوفي، وإكمالاً لحضور الأساطير، نجد رواية بهذا الإتقان، من أول صفحة تعرف أنك على موعد مع رواية لا مثيل لها، سرد مختلف لم أقرأ مثله من قبل، قطعة واحدة من السلاسة والدهشة، تدخل الحوارات بداخل السرد، يتنقل من سارد إلى آخر ومن شخص إلى آخر بنفس السطر ونفس الجملة، دون الشعور بأي ملل أو ارتباك، تتملكك الدهشة وأنت تقراً، ولا تعرف أهي دهشة الأحداث، أم دهشة السرد المتلاعب والذكي والذي استغل كل الفرص لكي يُبهرك فتكون الرواية غنية بسردها أيضاً، وليس فقط تقلبات الأحداث وسودوايتها، وتضافر الحكاية، فصول سرد الغزو العراقي للكويت كانت مُبهرة ودقيقة، تفاصيل شديدة الخصوصية، تناسب موضوع الرواية ولا تعرف أهي الحقيقة أم الخيال؟ وكلما تظن أن السرد والأحداث وصلت القمة، تجد ما يليها يبلغ قمة أعلى من التي سبقتها، إسماعيل فهد إسماعيل، هذا كاتب لو اكتفى بهذه الرواية لكفى ووفى.
هذه الرواية هي خير ممثل للتاريخ الفني والأدبي للكويت، ولا يأتي ذلك فقط من قيمة وأهمية الرواية، ولكن أيضاً من الشخصيات الحقيقية التي ادرجها الكاتب كشخصيات مُتخيلة وتضافرت بداخل النص، فأصدقاء منسي جميعهم معروفين، مخرجين وكتاب وقضاة، كأنه يجمع تاريخ الكويت، في محاولة للتضافر، كأنها تذكرة لما مروا به وعانوه، وكأنها تحية إجلال وتقدير لشخصيات أثرت في الوعي الثقافي والأدبي الكويتي، فكانوا بمثابة الخل الوفي في الحكاية، ولمنسي، كانوا خير السند والتعريف الحقيقي للوفاء والتقدير. الرواية تحتوي جنسيات عربية عديدة، كويتية وعراقية وفلسطينية، تذكير بالمعاناة العربية على مستويات عديدة، لم تحاول شيطنة جانب على آخر، بل كانت تقف أحياناً بجانب من شيطنهم الجميع، ففلسفة الرواية أن للكل حكاية، فلو سمعتها، لربما تغير رأيك وربما لا.
ختاماً..
بكل تأكيد رواية "في حضرة العنقاء والخل الوفي" هي واحدة من أفضل الروايات العربية التي قرأتها في حياتي، رغم أنها رواية ضخمة ودسمة، ولكنك بمجرد ما تدخل عالمها السحري، ستنجذب لها ولا يسعك فقط إلا أن تتذوق جمال سردها، وتلعن واقعيتها الحزينة، ويكون منسي ابن ابيه/ حنظلة الكويتي، بمثابة رمز للمعاناة والقهر، رمز للصمود والبأس، وأن نكون نحن من نجعل منسي، غير منسياً.
بكل تأكيد يُنصح بها.
-
Pakinam Mahmoud
ولأول مرة أحس إن ال٥ نجوم مش كفاية..
ولأول مرة بعد الانتهاء من كتاب أقول لنفسي لو الكتاب دة حيكون أخر قراءاتي لأي سبب أنا حوقف قراءة و أنا مبسوطة..
في روايات كتبت لكي تعاش ليس فقط لكي تقرأ و هذه الرواية بالتأكيد واحدة منهم❤️
في حضرة العنقاء والخل الوفي رواية آسرة للكاتب الكويتي المبدع إسماعيل فهد إسماعيل وهي رواية تناقش قضية ومأساة البدون والتي تعتبر واحدة من أهم التحديات المجتمعية الراهنة في الكويت و التي منذ صدور قانون الجنسية في بداية الستينات وحتى الآن بلا حل حقيقي...
بطل الرواية المنتمي لفئة البدون اسمه منسي وهو فعلاً كان منسي..
منسي من زوجته..من ابنته..منسي حتي في وطنه..
لاخيار أمامه غير أنْ يواصل الحياة عند الهامش أو حتي فيه أحياناً...
"أنا في خانة من الأوراق الرسمية غير كويتي، إنْ كنت كذلك أنا ماذا.."
هو بدون..بدون جنسية..بدون جواز سفر ..مخالف لقانون الاقامة، مقيم بصورة غير شرعية..يحاول في رسالة لإبنته الوحيدة -التي لم يراها-أن يكتب تاريخه، ويستعيد تفاصيل معاناته..
هو الأب بدون وطن يعيش في بلد تعتبره عبء ثقيل و تجهدُ في الخلاص منه ..
"هناك مواطِن، وهناك غير. من حقّ المواطن أنْ، ومن حقّ غيره أنْ يشرب البحر..."
السرد في الرواية شبيه لإسلوب ساراماغو في الكتابة بل أقدر أقول إنه أصعب منه كمان ...
الرواية كلها فصل واحد..السرد متداخل مع الحوار ومع أفكار البطل التي تدور في رأسه...مفيش أي فاصل بينهم...رواية مكتوبة بإحترافية و صعبة جداً في قراءتها ...محتاجة تركيز جامد لدرجة إن في بعض الجمل مبتورة بطريقة مقصودة و عليك إنت إنك تكملها بنفسك و كإن القارئ مشارك في كتابة هذا العمل الأستثنائي...
علي الرغم من صعوبة العمل إلا إن قراءته كانت ممتعة بشكل غير عادي ..في حميمية و دفء في كل كلمة و حتلاقي نفسك مش قادر تسيب الكتاب حتي و إنت مرهق من كتر التركيز...ومن كتر ما العمل حقيقي وموجع في تفاصيله أنا شكيت إن الكاتب ممكن يكون هو نفسه بدون..
الأحداث مشوقة جداً ...مفيش كلمة واحدة بالعامية الكويتي... مفيش جملة موجودة بدون داعي ...في تنقل مذهل بين الحاضر و الماضي ومش لازم يعمل دة في فصل أو حتي في جزء كبير من الصفحة ولكن أحياناً بجملة واحدة بياخدك في حتة تانية و زمن بعيد...
الرواية زي ما فيها معلومات كتير عن البدون و مفيدة جداً لأي قارئ غير ملم بالموضوع و لكنها أيضاً فيها جزء كبير عن فترة اجتياح العراق للكويت عام ١٩٩٠ وألقي الضوء علي المقاومة الكويتية..تأثير الحرب علي نفسية المواطنين وحاجات كتير ويمكن تكون من أحلي الروايات اللي قرأتها في كيفية تناولها لهذا الموضوع المهم و بذكر تفاصيل كنت أول مرة أعرفها كمان....
هذه الرواية بعتبرها من أحلي الروايات العربية التي قرأتها منذ فترة طويلة و بجد ممكن أعتبرها من أجمل ٥ روايات قرأتهم في حياتي كلها...
رواية متقنة في كل جوانبها...مبهرة في تفاصيلها..استثنائية في طريقة كتابتها...
ويبقي السؤال في كام واحد زي منسي؟
كام واحد حاسس بغربة في وطنه ومش شرط يكون بدون.. ؟
كام واحد بيطالب بحرية..بعدالة إجتماعية..بكرامة إنسانية؟
مشكلة البدون مش مشكلة في الكويت بس ..مشكلة البدون هي مشكلة المواطن في كل البلاد العربية !
"أيّهما مرهون بالآخر وثيقة تملك بيت أم وثيقة إنتماء لوطن.."
هكذا تكتب الروايات و لمثل هذه الكتب فقط...أنا أقرأ 😍
-
Raeda Niroukh
لا يمكن قراءة هذه الرواية دون أن استدعي إلى ذاكرتي روايتي ( الساعة الخامسة و العشرون) و رواية (سفينة الموتى).
إن كانت رواية الساعة الخامسة والعشرون تتحدث عن تبدل و تغير الهوية ، اثناء الحرب العالمية الثانية، وان يغير البطل من اسمه، وانتمائه، فمرة يتهم بأنه روماني، وحينا اخر بأنه بلغاري ، ومرة يعتقد انه آري ، ألماني نازي، وكلما وقع في يد طرف من اطراف الصراع ، اتهم بإنه عميل وجاسوس.
تبدل هويته ألغى حقه في التعامل الإنساني، أصله ، عرقه، كان اللعنة التي حلت به.
وفي رواية سفينة الموتى، للكاتب الألماني ب. ترافن، تصوير لحياة بحّار فقد أوراقه الثبوتية، بعد الحرب العالمية الأولى، وقضى حياته على ظهر السفن، لإن الدول لا تعترف بمواطنته لها، وقرار اعادة تقسيم دول اوروبا، ألغى وجود بعض الدول ، وضمت لأخرى، فلم يعد هناك وجود لبلده.
أن تقترن حياة انسان بوثيقة ورقية، تحدد جنسيته، ومواطنته، ويحرم من دونها في حقه في الحياة الكريمة، و يحيا ( بدون)، هي القضية المحورية التي سلط عليها الكاتب ، اسماعيل فهد اسماعيل ، الضوء في روايته #في_حضرة_العنقاء_والخل_الوفي
قالت العرب قديما: الاستحالات ثلاث: الغول ، والعنقاء، والخلّ الوفي.
لكن الكاتب فند هذه المقولة بعرض علاقة تضاد بين اطرافها لا علاقة اجتماع.
فإن استحال استنهاض العنقاء من رمادها ( بما يرمز لعجز منح بطل الجنسية الكويتية، فهو من البدون) ، إلا أن الخلّ الوفي( صديقا بطل الرواية الوفيان : مبارك سويّد، و سليمان الياسين، هما من أنقذا البطل من سجنه و وقفا إلى جانبه في كل مآزق حياته ( البدون).
هذا الطرح الموضوعي، الذي يحاول سبر أغوار مشكلة البدون، دون شيطنة ، أو نفس مؤدلج، وبالذات حين يصور الكاتب الاحتلال العراقي للكويت، قدرته على تصوير العلاقة المعقدة بين الشعوب و طغاتها، وتصويره لحالة التجييش العاطفي ضد بعض الجنسيات عقب التحرير، و ترحيلهم، تسليط الضوء على المحاكمات لأمن الدولة في ظل الأحكام العرفية ، واعادة النظر فيها.
القدرة على مقاربة مثل هذه المواضيع الحساسة بحد ذاته يحتاج الى شجاعة كبرى، المتصيدون بالمياه العكرة دوما يتحينون الفرص!
منسي، بطل هذه الرواية، يحيا حياته بدونا، محروما من وطن، من جنسية، مشكوكا في ولائه، يقع ضحية امراة تتلاعب به، تصعد على ظهر آلامه لتنتقم من فشلها بزواج سابق، تتخذه وسيلة للانجاب، ومع الغزو، تتذكر فجأة انه ( بدون) و تفترض حتمية شماتته، وعمالته، و تعود لأخيها الذي حرم من أي وازع أخلاقي لينتقم من منسي، و يشي به بعد التحرير بتهمة التطوع في الجيش العراقي الشعبي إبان الاحتلال، و يزج بمنسي في السجن.
الحرمان من حق منسي في الجنسية ، امتد ليصل الى حرمنه من ابوته، من حريته، من حقه في السفر.
قصة منسي بن أبيه، الكاتب المسرحي و الإذاعي، هي نسختنا العربية من حياة بطل رواية ( السفينة) مع خصوصية مشهد منطقنا
-
Faten Ala'a
هنا شيء مختلف .. هنا رواية ليست كغيرها .. هنا كاتب أسلوبه بديع لا يصح أن نقارنه بأحد .. هنا رواية ستشارك الكاتب كتابتها ومعاناتها !..هنا رواية ليست للمبتدئين - للأسف - .. هنا رواية ستحتاج لأن تبذل جهداً كبيراً في قراءتها فأنت من جهة شريك للكاتب في ما يكتب وستحتاج لأن تكمل بكلماتك وأسلوبك الخاص الكثير من الجمل الغير مكتملة ومن جهة أخرى ستشارك بطل الرواية معاناته يوماً بيوم وتفصيلاً بتفصيل !!
في حضرة العنقاء والخل الوفي رواية تحكي معاناة أحد الكويتين الــ " بدون " مارةً بكل التفاصيل وأنواع المعاناة التي عاشها هذا المواطن - الغير مواطن - بدءاً من الطفولة وحتى الكبر مارة بفترة مهمة جدا من نظري هي فترة الاحتلال العراقي للكويت ربما هي المرة الأولى التي تصادفني رواية تذكر هذه الفترة بهذه التفاصيل والتي أبدع الكاتب اسماعيل فهد اسماعيل في الربط بينها وبين حياة بطل الرواية الشخصية
الكثير من الآلام ، الكثير من المعاناة ، الكثير من الجهد في القراءة إلا أنها بلا شك كانت فترة جميلة تلك التي قضيتها في قراءة هذه الرواية أخذتني إلى عالمها بعيداً ، وتذوقت فيها نوعاً جديداً من فن الرواية
شكراً إسماعيل فهد إسماعيل هي المرة الأولى لكنها لن تكون الأخيرة بالتأكيد :)))
-
أثير
" في حضرة العنقاء والخِل الوفي " ❤️
يجسد الكاتب قضية ( البدون ) فالمجتمع الكويتي في شخصية المنسيّ ابن أبيه .. كيف تكون روح الشخص ملياانه بالحياة والحب لِـ وطن مايعترف فيه !
أحداثها توصف حالة البدون والمجتمع الكويتي من ناحية سياسية واجتماعية وأيام الغزو العراقي وجيش الاحتلال ..
صعبة مبدئياً لغرابة أسلوبه لكن الحبكة ولغة الرواية عبقرية بليغة ، أسلوب السرد ممتع متواصل لدرجة أنك ماتشوف فراغ فالصفحات يشدك معه باستمرار عشان تعيش معاناة هالشخص وألمه بشكل كامل -برأيي مايناسب المبتدئين أو الملولين- ..
فالعنوان اقتباس ذكي ! كانت العنقاء هي الكويت لما تولد من جديد بعد رماد الاحتلال والخل الوفي سليمان ومبارك سويد ..
الرواية تسرد حياة البطل على شكل رسالة تحكي بؤسه لـِ إبنته زينب اللي ماشافها أبدا .. شخصيته مستفزة شوي لأنه يظهر بصورة الشخص الصامت دائما اللي مايدافع عن كرامته ويعيش بدون إنفعالات .. اعتبرها تحفة فنية من الروايات اللي تعيش فيها وتخاف أنها تنتهي.
-
Gehad Mohamed
شيق ,رائع في استخدام مفردات اللغه وثري بالمعلومات
ايضا يشرح حرب الكويت والعراق ويصفها بطريقه جميله