اقتباسات من رواية فيوليتا

طوال أعوام الزواج، لاحظَت على زوجها عددًا من مظاهر الانحراف، وإن آثرَت تجاهلها عملاً بالنظريَّة القائلة بأنَّ ما لم يُسمَّ بات وكأنَّه غير موجود. ما دامت المظاهر محفوظةً، فلا حاجة إلى النبش تحت السطح، ولجميع الناس أسرارهم.

" إنَّ المودَّة تُغرَي، ولا بدَّ من ريِّها كما تُروى النبتة "

فقبل مرور أسبوعَيْن على زيارته إلى البلد، أدرك أنَّه ما عاد ينتمي إلى هنا، وعثر على حجَّةٍ للعودة إلى النرويج، حيث شعر بالغربة أعوامًا طوالاً، ولكنَّه اكتفى بأسبوعَيْن حتى يبرأ من الحنين، داء المنفيِّين خذله الوطن، فمدَّ جذورًا وثيقةً في البلد الذي احتضنه

انقسمَت حياتي إلى فصلَيْن: فصلٌ ماطر، وآخر مشمس كان الشتاء طويلاً، معتمًا، رطبًا، نهاره قصير، وليله مُثلج، غير أنَّني لم أشعر بالضجر فبخلاف حلب الأبقار، والطهو مع فاكوندا، والاعتناء بالطيور والخنازير والتيوس، وغسل الثياب وكيّها، عشتُ حياةً اجتماعيَّةً حافلة صارت الخالتان پيا وپيلار هما روح ناويل ونواحيها، إذ نظَّمَت كلتاهما لقاءاتٍ للعب الورق، والحياكة، والتطريز، والخياطة بالآلة ذات الدوَّاسة، والاستماع إلى الموسيقى على مُشغِّل الأسطوانات الذي يعمل بذراع التدوير، وتلاوة الصلوات التساعيَّة من أجل الحيوانات والمرضى والحزانى والحصاد والطقس الجيِّد. ولكنَّ الغَرَض الذي لم يُعلَن عنه قطّ من الصلوات التساعيَّة هو انتزاع المؤمنين من بين أيدي الرعاة الإنجيليِّين، الذين راحوا يشقُّون طريقهم في البلد رويدًا رويدًا.

لم تعترف أمَّةٌ واحدة بعدد الوفيات، عدا إسبانيا، التي تمسَّكَت بالحياد في ظلِّ الصراع، ونشرَت أخبار المرض، ولذا أُطلِق عليه «الإنفلونزا الإسبانيَّة».

الاعتراف بتلاوة صلاة المسبحة مرَّةً واحدة كلّ يومٍ على مدى عامَيْن كاملَيْن، والتبرُّع بمبلغٍ ضخمٍ لترميم الكنيسة، كفَّارةً عن خطاياها، فحظَّر عليها الزوج أن تُعاود الاعتراف.

في القَدَر مفترقاتٌ لا نملك التعرُّف بها لحظة ظهورها. ولكنْ، إن عاش المرء طويلاً، بقدر ما عشتُ أنا، تمكَّن من رؤيتها بوضوح. هناك حيث تتقاطع الطرقات، أو تتشعَّب، يجب علينا أن نقرِّر في أيِّ اتِّجاهٍ نسير. وربَّما حدَّد ذلك الاتِّجاه مسار البقيَّة الباقية من حياتنا.

هناك لعنةٌ صينيَّة بهذا المعنى، وتقول: «أتمنَّى لك حياةً جديرةً بالاهتمام». أمَّا الدعاء الذي يقابلها، فيقول: «أتمنَّى لك حياةً تافهة».

مع الوقت، يذكر المرء الأفعال، أمَّا المشاعر فتنمحي

نُولَد ومعنا أوراقٍ مُحدَّدة، فنلعب بها لعبتنا. بعض الناس يحصل على أوراقٌ رديئة، فيخسر كلّ شيء. ولكنْ بعضهم يبرع في اللعب بالأوراق نفسها، فيربح. يُحدِّد ورقُ اللعب من نكون: العمر، والجنس، والعِرق، والأسرة، والجنسيَّة، إلى آخره. لا نملك تغيير الورق، ولا يسعنا إلاَّ استخدامه بأفضل ما يمكن. وفي تلك اللعبة عقباتٌ وفرص، استراتيجيَّاتٌ وحِيَل.

الأرواح غير المُثقَلة بالخطايا تحلِّق في الفضاء خفيفةً، وتصبح غبار نجوم.

مضيتُ أهتدي بقاعدةٍ يسيرة من قواعد السلوك: معاملة الآخرين بمثل ما أريد منهم أن يعاملوني.

إنَّ الموت في غاية المشقَّة يا كاميلو. أعتقد بأنَّه لا شيء يدعو إلى العجلة في الموت

توريتو أكثر الأشباح مواظبةً على الحضور، لأنَّ هذا بيته، وأنا ضيفته. لم يتغيَّر، لأنَّ الموتى لا يتغيَّرون،

ولكنَّ المرء لا يُدرك ما يتمنَّاه دومًا في هذا العالَم.

شتَّان بين التقدُّم في السنِّ والطعون في السنِّ!

لقد قبلتَ بعجزك عن تغيير البلد، دع عنك تغيير العالم. ومع ذلك، فأنت قادرٌ على مساعدة بعض الناس.

صار لزامًا عليَّ أن أتعلَّم كيف أحبّك عن بعد، وذلك شيءٌ أعجز عن وصف الصعوبة التي ينطوي عليها يا كاميلو

مفهوم الـچانتِلوڤِن (janteloven)، الذي يُقصَد به: «لا تظنّ نفسك شخصًا مُمَيَّزًا أو أفضل من الآخرين، وتذكَّر أنَّ المطرقة تهوي على المسمار الأكثر بروزًا».

حيث شعر بالغربة أعوامًا طوالاً، ولكنَّه اكتفى بأسبوعَيْن حتى يبرأ من الحنين، داء المنفيِّين. خذله الوطن، فمدَّ جذورًا وثيقةً في ذلك المكان الذي استقبله مُرحِّبًا