اعتاد البشر الاختلاف حتي أصبح سنة الحياة ، تختلف الالوان والأعراق والأنساب ، تختلف المعتقدات والأديان ، تختلف العادات والثقافات والأذواق ، وكل يعيش كما يحلو له ، لم يشترك البشر في شئ سوي غريزة البقاء وكان هذا آخر ما جمعهم.
لم يعد شئ مهم سوي ما تبقي من دمائك والآخرون.
بعد أن قامت حروب لا نهاية لها وحدث اقتتال عظيم بين البشر علي مستوي الدول والشعوب ، كانت سديم في معملها تعمل في صمت علي مصل يمنطق المشاعر ولا يجعلها تتحكم في البشر بشكل غوغائي.
وبمجرد انتهاءها من المصل أقنعت البشر بضرورة إجراء اختبار للإطمئنان علي خلو أجسادهم من بقايا وآثار الأسلحة ، كان هذا السبب ظاهري ، والسبب الحقيقي أنها كانت تعرف من الاختبار هل هذا الشخص معتدل أو مبالغ.
تم فصل المبالغين عن المعتدلين وأصبح العالم أكثر هدوءاً وحكمة ، لكنها ليست سوي البداية.
هل يمكن أن تكون المشاعر مرض يصيب الإنسان ؟!
من المؤكد أن الإفراط في المشاعر وتحكمها الكامل في الإنسان لهو أزمة كبري ، ولكن الضد أيضاً هو أزمه ، أن يمنطق الإنسان كل أفعاله وحركاته حينها سيحيا حياة الروبوتات وسيخرج عن طور إنسانيته التي تكمن في إحساسه بالأمور من حوله وتفاعله معها.
الصواب في هذه المسأله هو المزج بين العقل والقلب ، الانسجام بين المنطق والعاطفة.
حملت الرواية بين أحداثها طابع فلسفي نفسي ، تخيل أنك بلا مشاعر وتبدأ منذ الآن أن تتعرف الي مشاعرك ، تجربها وتتفاعل معها ، تذوق متعة أن تفرح وتغضب وتحب ، أن ينطق فمك بما تشعر به بلا خوف ، دون أن تكبته في داخلك.
أحداث الحبكة بدت متوقعه جدا ، بعض الأبواب كان بها تطويل واستفاضه بلا داعي.