اقتباسات من رواية لا أحد ينجو من آنا فونتينا

ولكن رغم كل شيء ظل بإمكاني تمييز كل ما يصدر منك وحفظه في قلبي، حتى سبابك الجميل، وشتائمك الحلوة، وتلقيحك الغاضب على رجولتي النائمة في حضرة امرأة بارعة الجمال مثلك ‫

أنت سيدة النساء وأكملهن في عيني التي أعمتها الحرب عمى أبيض يعبث بالعقل حتى يذهبه.

‫ حينما تكملين حياتك بطريقة تليق بروعتك، سأرتاح في نومتي الأخيرة، وستنفك عني عقدة الذنب التي حبست روحي عن الرحيل كل تلك المدة.

‫ لم أكن أريد من هذا العالم أن يقف على قدم واحدة من أجلي! أقصى طموحي كان لقطة زمنية وحيدة يأخذ فيها وجعي مساحته.

قال المرشد وهو يجمعنا حوله، مفرقا نظراته بين السماء والجبل تحت قدميه: ‫ "لَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ، قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي، فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جعله دكا وخر موسى صعقا

❞ "قطع الثلج هذه أثرها أعظم من أثر ألف رجل يا حزين"

‏

❞ وهل علمتها كيف تحول الثلج في روحها إلى حريق؟ ❝

❞ "تقول إن الحب وحده لا يستطيع مهما بلغت حرارته أن يخبز رغيفًا يا غسان، ولكنه يمنح الأشياء صفات حقيقية، ويكسبها هوية وأصلا، مثلًا كأن يجعل الطعام سعيدًا، صحيح أنه لا يستطيع خبز رغيف، ولكنك لم تجرب بعد كيف يكون طعم رغيف خبز خالٍ من المحبة". ❝

#لا_أحد_ينجو_من_آنا_فونتينا

نسيت أن أخبرك عن ظل امرأة لا ترحل عني مهما قست، ومهما قتلت، ومهما استباحت.

لو علمت أنني سأموت غدًا

‫ وأن الربيع سيأتي بعد غد

‫ سأموت سعيدًا، فالربيع سيأتي بعد غد.

‫ -

❞ خلَّف هجران أمك لي شعورًا حقيقيًا من الوهم الخالص بأن أبواب البيت دائمًا مفتوحة، كان يصاحبني القلق بصورة سيئة، مخلقًا شبحًا من الأرق حول رأسي، فأقوم كل ليلة لأتأكد من أن جميع الأبواب مغلقة بعدما فُتِحَت في رأسي بفعل ريح بيضاء باردة ❝

أعتقد أن الأمور ستصبح بخير إن لم يفقدوك قدرتك على الغضب، إن لم يُحرموك حق الشعور بالكراهية، والأهم من ذلك حق التعبير عنها، ما الحياة إن لم أعرف كيف أصيغ شعور المقاومة! ‫ مقاومة لعنات مثل الألم، الظلم، الكبت، الجهل، العمى ‫

فقدت قدرتي على الغضب عدة مرات، في كل مرة منها كنت أقيم محطة ركود بشعة على حواف عالم غير موجود، ولكن في تلك الأخيرة تماهت حتى الحدود، وظهر أكثر من عالم يتنازع عليّ كل ليلة، دون أي قدرة مني على استبصار أي حدود فاصلة بينها، بإمكاني تمييز الاختلاف بين كل عالم والآخر، ولكن الخيوط الفاصلة لم تعد ذات أثر داخل عقلي.

‫ العالم الأول رغم ضبابيته تخرج لي منه ملامح أعرفها جيدًا.

استمر الارتفاع في درجات الحرارة، حتى تحول وطننا الصغير إلى قطعة من جهنم، تناقصت الموارد على الجميع، وتأثر كل شيء وكل فرد.

‫ ظللنا هكذا في خدرنا الحلو بضعة أعوام حتى ساءت أحوال المناخ، وشهدت المنطقة برمتها ارتفاعًا هائلًا في درجات الحرارة تسبب في كوارث لا ترحم.

‫ بالنسبة إليّ بدأ كل شيء في مدينة يحتضنها البحر الأبيض المتوسط برشاقة أصابع نحات.

‫ انقضى الشروق الذي كان أعظم مشهد رأته عيناي، أكملنا رحلة النزول والتي كانت أسهل وأسرع من رحلة الصعود، بعدها دلفنا إلى دير سانت كاترين بعدما حكى لنا المرشد قصة القديسة كاترين، وأعجوبة الطيب المنبعث من رفاتها، وهناك قضيت عددًا

‫ صديقتي الحبيبة، أدين للصداقة بكل شيء… رغم وقوفها في الظل، إلا أنها البطل الحقيقي للحكاية".

‫ كنت أحرق روحي وأسحب من مخزونها السري حتى أحافظ على ثبات الأشياء من حولي.

‫ مرت خمسة أيام نشب خلالها عشق بطعم الحريق بيني وبين الدليل الصحراوي، تجاوبت مع مشاعره كما لو كنا اكتشفنا لغة مركبة للتواصل بين روحينا المتنافرتين شديدتي الاختلاف. أُخِذْنا أخذًا بقوة الجذب التي سخرتنا تحت وطأتها.

‫ أخذت صديقتاي قيلولة قصيرة، في تأفف وضجر من أشعة الشمس التي تخترق الثقوب في الكوخ وتتراقص على أعينهما المرهقة الناعسة، في تلك الأثناء دخلت إلى حمام صغير أقرب منه إلى مبولة عمومية، خلعت ملابسي كاملة كي أتمكن من التبول

‫ انقضى وقت طويل على تلك الحادثة، ولكن لم تتوقف أكواب الشاي أبدًا عن ملاحقتي، أذكر أنها أفسدت علي مناسبات عديدة، ولا مرة فيها عرفت كيف أنتصر عليها

‫ - أعتقد أني قد اهتديت إلى حالتي الخاصة، أستطيع الآن أن أخرج إلى دائرة الوجود، ولكن أولا أخبريني عن حقيقة وجود الحب غير المشروط! هل هو حقيقي؟

‫ - لا أعرف غير الحب الشرموط في جلعادنا.

‫ بعد مدة من الوقت صرت محض رائحة شواء، ملؤها الكراهية والحقد، تطفو عليها كل العقد الإنسانية دفعة واحدة، والآن لا أشعر إلا بالكراهية الخام.

‫ حينما رجعت لهم بعد عشرة أعوام من الزواج لأنه يهددني بكل شيء، ومستقبلي ككاتبة صار تحت ضرسه، قال لي أبي:

‫ - تستحقين أكثر من ذلك، فهذا خطأك من البداية، لم وافقتِ على اختراقه خصوصيتك؟