ناقة الله
نبذة عن الرواية
" المسكينةَ! أراد أن يُعينها على بليَّتها فارتكب في حقِّها آثامًا. استجاب لوصيَّة شبح الفيافي في شأن العقال، فخان العهد المُبرَم معها بدم الروح لا بدم الجسد ليزيدها بليَّة إلى جانب البليّة. لماذا لا يعترف الآن أن ما فعله من أجلها لم يفعله من أجلها هي، ولكن من أجله هو؟ لماذا لا يُقرُّ بأنّه كان يمارس تدليسًا مَعيبًا في كل ما فعله لاستبقائها، لا خوفًا عليها من بنادق الأبالسة، أو أنصال السكاكين، ولكن لأنه لا يَقدِر على فراقها. لأن الوطن المفقود لم يُصبح وطنًا مُستعادًا إلَّا بوجودها، لأنها هي التجسيد لروح الوطن، بقدْر ما هي التجسيد للبلاء الذي حاق بالوطن؟ ألَا يعني هذا أنه لا يُحبّ ناقة الله كما يجب أن يفعل، ولكنه إنّما يحبُّ نفسه في ناقة الله؟"التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2022
- 304 صفحة
- [ردمك 13] 9789778201192
- كيان للنشر
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتابمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Mohamed Khaled Sharif
"لأن من فقد وطناً لن يفجعه أن يفقد قوتاً أو أن يدخل سجناً أو حتى أن يفقد رأسه."
رواية "ناقة الله" هي تجربتي الثانية مع الكاتب الليبي "إبراهيم الكوني" بعد تجربة رائعة في روايته "التبر". فهل كانت التجربة ممتعة كسابقتها؟
بكل تأكيد لا، ودعني أخبرك أسبابي، نبدأ بأن الرواية من نفس العالم الذي تنتمي إليه كتابات الكوني بشكل عام؛ ألا وهو عالم الصحراء، ووجدت نفسي أقارن بينها وبين التبر، من حيث الحكاية والتعقيد أما اللغة فلا جدال على جودتها وقدرة الكوني على تشكيل العبارات لتأخذ من الحكاية ألفاظاً، فلا تستطيع أن تفصلهم عن بعضهم، ولكن، على الرغم من ذلك لم أتعاطف مع الشخصيات إطلاقاً، لم أرى ما يُريد الكاتب إيصاله، حتى أنني كنت أقرأ في الصفحات كأنني أمشي في الصحراء، قدماي في الرمال وأتقدم بصعوبة، ولهيب الشمس يُفقدني تركيزي، وحالة من التيه وعدم الفهم لازمتني، ربما بعدما أنهيت الرواية فهمت فكرة الرواية بشكل أكبر، ولكن ذلك لم يجعلني أحبها بشكل أكبر!
"الطمع في أن نحيا في سلام يعني أن نحيا أحراراً، وهذا وحده سبب كاف لكسب عداوة كل الأمم، لأن ما لا يُطاق في عُرف الناس هو وجود إنسان يأبى إلا أن يحيا في دنيا الناس حراً."
يُحاول "الكوني" من خلال حكايته استعراض مجتمع الصحراء وأفراده، والعلاقات المتشابكة بينهم، وتأثير السياسة عليهم رغم تركهم المدن بما فيها ولكن تظل الصحراء ملكاً للسياسة، والعلاقة التي تربط ساكن الصحراء بناقته، من خلال علاقة الناقة "تاملالت" وراعيها "أسيس"، وهي علاقة أشهد بأنني لم أقرأ مثلها من قبل وأحببتها، تلك العلاقة بين الإنسان والحيوان وفكرة الناقة في الصحراء ودلالاتها المتعددة. ولكن، غير ذلك لم أحب، لأنني أعرف قدرة الكوني من خلال روايته "التبر" على سرد حكاية مكتملة الأركان، وليس مجرد استعراض لغوي بمفردات وتراكيب ساحرة، ولكن كانت تسحرني حكايته أيضاً كما حدث معي في التبر.
ختاماً..
كانت تجربة أقل من المتوقع بالنسبة لي، وأظن أن هذا العمل لا يُنصح به كقراءة أولى للكوني، فقد يجعلك لا تقرأ له مرة أخرى، فالرواية على الرغم من جمال لغتها ولكن باقي العوامل فيها أقل من العادي.