الحرمان من الأوطان هو إمام البلايا الذي لا يملك المحرومون له ترياقًا. غَصَص مُركَّب في سلسلةٍ بثلاث عُقَد تتدافع في أعماق بئرٍ بلا قاع.
ناقة الله
نبذة عن الرواية
" المسكينةَ! أراد أن يُعينها على بليَّتها فارتكب في حقِّها آثامًا. استجاب لوصيَّة شبح الفيافي في شأن العقال، فخان العهد المُبرَم معها بدم الروح لا بدم الجسد ليزيدها بليَّة إلى جانب البليّة. لماذا لا يعترف الآن أن ما فعله من أجلها لم يفعله من أجلها هي، ولكن من أجله هو؟ لماذا لا يُقرُّ بأنّه كان يمارس تدليسًا مَعيبًا في كل ما فعله لاستبقائها، لا خوفًا عليها من بنادق الأبالسة، أو أنصال السكاكين، ولكن لأنه لا يَقدِر على فراقها. لأن الوطن المفقود لم يُصبح وطنًا مُستعادًا إلَّا بوجودها، لأنها هي التجسيد لروح الوطن، بقدْر ما هي التجسيد للبلاء الذي حاق بالوطن؟ ألَا يعني هذا أنه لا يُحبّ ناقة الله كما يجب أن يفعل، ولكنه إنّما يحبُّ نفسه في ناقة الله؟"التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2022
- 304 صفحة
- [ردمك 13] 9789778201192
- كيان للنشر
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية ناقة الله
مشاركة من Hager Hegazy
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Hager Hegazy
تستطيع القراءة وحدها ان تسافر بك عبر المكان والزمان الى مواضع من المستحيل ان تصل اليها بجسدك ..وحكايات ازمنة لم تعرفها من قبل ... وحدها القراءة تسافر بعقلك و روحك و وجدانك ... وانا لم اذهب الى هذا المكان و لا هذا الزمان من قبل ...ولم اقرأ لغة الكوني من قبل .. المكان ( الجغرافيا ) : الصحراء الكبرى ... شمال قارة افريقيا ..
الزمان ( التاريخ ) : ستينيات القرن العشرين بعيد الحرب العالمية الثانية .. وقت تقسيم الصحراء الكبرى على دول الجوار ..
اللغة : سحر ..جمال .. وابهار لا يوصف ..
رواية عن الصحراء ....الاغتراب ...الترحال ...الحنين الى وطن ضائع.. ومحاولة ايجاد ترياق لداء الحنين ذاك
رواية ضاعفت شعوري بالاغتراب .. وبالتيه في عمق صحراء ابتلعتني منذ زمن ...
القراءة عن الصحراء تجربة انسانية روحية فريدة .. تجلو البصيرة وتنقي النفس وتوسع افق العقل ..
بكل ما بها من حكمة واسرار و حكايا وخبايا لا منتهى لها .. روايات كثيرة تحدثت عن الصحراء .. لكن بهذا التفصيل وهذا العمق وهذا الجمال تتفوق هذه الرواية..رواية تحكي فلسفة الصحراء ... رحلة البحث عن الحكمة في تلك الصحراء وفي تلك الناقة ... وفي الحرب .. وفي الوطن .... الصحراء باتساعها و وحشتها وقسوتها وغموضها.... رحلة البحث عن الله في كل هذا ..
* المكان ( الجغرافيا ) :
وصف تفصيلي ساحر ... لجغرافيا الصحراء .. لماذا لا يدرسون لنا الجغرافيا بهذا الجمال .. ؟ (( هل مُصادفة أن تكون المياه التي تحدُّ الصحراء بعدَدِ أركان الدنيا الأربعة؟ )).. ... مرتفعاتها ...منخفضاتها ..نباتاتها .. مراعيها ..حقول الملح فيها ..قبائلها ...تجاراتهم ..قوافلهم ..عاداتهم وتقاليدهم ومساكنهم وطعامهم .. وكأنك تقرأ حبات رمالها ..
* الزمان ( التاريخ ) :
هناك قصة كبرى ..هي قصة قبائل الصحراء الغربية .. الطوارق .. الملثمين .. وتيههم في الصحراء فرارا من مستعمر يمد بطشه على المنطقة ..في محاولة منهم للقضاء على هذا العرق ((حملة صيد الأقنعة )) وتحالفات ومنازعات مع دول الجوار .. في فترة حرجة من التاريخ فيها ترسم حدود دول هذه البقعة الهائلة الحجم من العالم .. الصحراء الكبرى .. فقبل ذهاب الفرنسيين من المنطقة زرعوا فتنة كبرى حين قسمو الأرض و منحو ما لا يحق لهم من الارض لمن لا يستحقها من الناس .. حين اقنعو السود في الجنوب بأرض يسكنها عرق ابيض وهو الطوارق فاشرعوا سكاكينهم تقتيلا وتشريدا و حرقا ونهبا .. لعن الله الحرب ... لعن الله طمع الانسان .. لعن الله المجرمين ..
و هناك قصة صغرى .. قصة واحد من هؤلاء الملثمين (اسيس ) وناقته العجيبة ( تاملالت ) هائمان في الصحراء ..هاربان من جحيم الحرب الى الشمال .. حكاية عشق وجنون .. حكاية وجد صوفية .. الناقة تحن الى الوطن المسلوب ويصيبها الجنون (( فالحرمان من الاوطان هو إمام البلايا الذي لا يملك المحرومون له ترياقا ))..تهرب الى الجنوب (( وكل ذنب كائن مثلها هو عجزها عن فهم معنى أن يقترف الكائن رذيلةً اسمها الحرب في حقِّ قرينه الكائن، فيعمل على نفي الكائن في نيّةٍ للبطش بالكائن، فلا يجد مفرًّا من الفرار إلى أبعد أرض طلبًا للنجاة )) ..يتتبعها اسيس .. ابداع مدهش في وصف تتبع اثر الناقة بين تضاريس الصحراء وكأنه يرى مسارها ويشهد حركاتها رأي العين.. وهو ساكن الصحراء الخبير بدروبها وبقراءة لغة الأثر .. يردها اسيس ويحتوي جنونها.. ويهدئ جموحها في حنان .. فتبكي بين يديه .. فيغني لها الألحان .. فتسكن .. ثم تبقى مسالمة فترة من الزمن حتى يعاودها الحنين ويمسها الجنون .. فتشرد .. ويعاود صاحبها الكرة ... في بحث محموم عن الناقة .. عن المعشوقة .. عن الوطن .. وعن الله ...
* اللغة :
لغة الكوني عجيبة .. بما فيها من مفردات و مشتقات لغوية تدل على ان ما زال في اللغة العربية اراض بكر ( تماما كالصحراء ) لم تطأها الاقدام .. وان فيها شعابا واسرارا ( تماما كالصحراء ) لا يعلمها الا القليل .. استعارات وكنايات مذهله .. تراكيب الجمل مختلفة عن كل ما قرأت .. فيها سراب ساحر يجذبك جذبا اليها كالنداهة فتظل تقرأ وتقرأ بلا نهاية وبلا ارتواء (تماما كالصحراء )
احداث قليلة .. شخصيات قليلة ...ولا حوار تقريبا... صمت وخواء (تماما كالصحراء ) فقط تضاريس لغوية بديعة و جمال لا ينتهي ( تماما كالصحراء ) لغة الكوني تماما كالصحراء ..جميلة ..بكر .. و عصية .. قد يراها الكثيرون مملة .. فان كنت تحب الروايات التي تعتمد على الاحداث والتشويق ..وتضج بالروايات المعتمدة على اللغة والوصف والفلسفة فربما لا تعجبك هذه الرواية ..
* يطلق الكاتب تساؤلات عدة ..
- عن الحياة والموت ..
- عن الوطن والحرية ..
- عن معضلة الشر : لماذا يبتلى بالحرب والخراب من لا ذنب له ؟ وأين عدالة الدنيا ؟ (( إذا كنتَ تتحدَّث عن عدالة الدنيا، فاعلم أن تلك هي العدالة التي لم نُعوِّل عليها يومًا، لأنها العدالة التي لم تُنصِفنا يومًا.)) و أين عدالة السماء اذا ؟؟ ... (( بليَّتنا أننا نطلُب قصاص السماء بناموس الأرض، وننسى أن حسابات السماء تختلف اختلافًا قطعيًّا عن حسابات نواميسنا الأرضيّة، وإذا كانت تختلف بحكم طبيعة المكان فكيف نُنكر أن تختلف في طبيعة الزمان ايضا ))
- هل من الحماقة قتال عدو يفوقنا عددا وعدة ..هل السلم اكثر حكمة ؟ .. ام ان الحرية تستحق ان تذرف الدماء في سبيلها فإما نصر وإما شهادة ؟
(( ثأر الدنيا يُكلِّف الضحايا غاليًا، أمَّا ثأر الله فأعظم شأنًا برغم أنَّه لا يكلِّف شيئًا، اللهمَّ إلَّا إذا كان التسليم ثمنًا جسيمًا! ))... لكن حقا التسليم ثمن جسيم ..ما أصعب التسليم .. وما أصعب الإيمان أمام كل ما يحدث من جنون ومجون الحرب .. لعن الله الحرب .. لعن الله طمع الانسان .. لعن الله المجرمين....
- يحاول الكوني فك احجية الوطن .. ماهية الوطن وتعريفه .. و ما الذي يخلق الحنين اليه .. ما الذي يجعلنا نقاتل من اجله .. ونغني له .. ما الذي يجعلنا نطلق على بقعة بعينها وطنا وكلها ارض الله تظلها سماء الله وتضيؤها (( سبيكة الذهب)) كما اسماها الكوني .. في كل هذه الصحراء المترامية الاطراف المتشابهة الاطراف لماذا تشرد الناقة صوب تلك البقعة ؟ يطاردها صاحبها فيردها فترتد عائدة ليكتشف انه مثلها يحن ... فهل سيواصلان الرحلة الى الوطن ؟ ام سيرتدان الى المنفى ؟ هل يصلان الى فردوس الوطن ؟ ام يتيهان في الصحراء الى الأبد ؟
-
Mohamed Khaled Sharif
"لأن من فقد وطناً لن يفجعه أن يفقد قوتاً أو أن يدخل سجناً أو حتى أن يفقد رأسه."
رواية "ناقة الله" هي تجربتي الثانية مع الكاتب الليبي "إبراهيم الكوني" بعد تجربة رائعة في روايته "التبر". فهل كانت التجربة ممتعة كسابقتها؟
بكل تأكيد لا، ودعني أخبرك أسبابي، نبدأ بأن الرواية من نفس العالم الذي تنتمي إليه كتابات الكوني بشكل عام؛ ألا وهو عالم الصحراء، ووجدت نفسي أقارن بينها وبين التبر، من حيث الحكاية والتعقيد أما اللغة فلا جدال على جودتها وقدرة الكوني على تشكيل العبارات لتأخذ من الحكاية ألفاظاً، فلا تستطيع أن تفصلهم عن بعضهم، ولكن، على الرغم من ذلك لم أتعاطف مع الشخصيات إطلاقاً، لم أرى ما يُريد الكاتب إيصاله، حتى أنني كنت أقرأ في الصفحات كأنني أمشي في الصحراء، قدماي في الرمال وأتقدم بصعوبة، ولهيب الشمس يُفقدني تركيزي، وحالة من التيه وعدم الفهم لازمتني، ربما بعدما أنهيت الرواية فهمت فكرة الرواية بشكل أكبر، ولكن ذلك لم يجعلني أحبها بشكل أكبر!
"الطمع في أن نحيا في سلام يعني أن نحيا أحراراً، وهذا وحده سبب كاف لكسب عداوة كل الأمم، لأن ما لا يُطاق في عُرف الناس هو وجود إنسان يأبى إلا أن يحيا في دنيا الناس حراً."
يُحاول "الكوني" من خلال حكايته استعراض مجتمع الصحراء وأفراده، والعلاقات المتشابكة بينهم، وتأثير السياسة عليهم رغم تركهم المدن بما فيها ولكن تظل الصحراء ملكاً للسياسة، والعلاقة التي تربط ساكن الصحراء بناقته، من خلال علاقة الناقة "تاملالت" وراعيها "أسيس"، وهي علاقة أشهد بأنني لم أقرأ مثلها من قبل وأحببتها، تلك العلاقة بين الإنسان والحيوان وفكرة الناقة في الصحراء ودلالاتها المتعددة. ولكن، غير ذلك لم أحب، لأنني أعرف قدرة الكوني من خلال روايته "التبر" على سرد حكاية مكتملة الأركان، وليس مجرد استعراض لغوي بمفردات وتراكيب ساحرة، ولكن كانت تسحرني حكايته أيضاً كما حدث معي في التبر.
ختاماً..
كانت تجربة أقل من المتوقع بالنسبة لي، وأظن أن هذا العمل لا يُنصح به كقراءة أولى للكوني، فقد يجعلك لا تقرأ له مرة أخرى، فالرواية على الرغم من جمال لغتها ولكن باقي العوامل فيها أقل من العادي.