اقتباسات من رواية تلامس

مؤسف حين نعي متأخراً قيمة الأشياء. يكون الوقت قد مضى بعصبية وجنون وتركنا وحدنا نكرر بغباء فعل التذكر مجدولاً بندم خفي.

هل على المرأة المثول إلى الأبد إلى مقاييس محددة مفروضة عليها كي تكون مثيرة، ثم مثيرة لمن وكيف؟ أليس مفهوم الإثارة نسبيا ومتغيرا

هكذا لا يظل في حياتنا إلا العناوين العريضة للاحداث، الأيام المتتالية المتشابهة تختفي ولا يظل إلا عصارتها.

كان في علاقتنا تفاصيل كثيرة، جاء شغفي بها من غرقي في استقراء رؤيته للحياة، هو الذي يمارس الحياة بسهولة لم أعرفها مطلقاً، يسافر ويتنقل بين بلد وآخر، مراكماً ثقافات متنوعة في داخله.

عرفت أي جدار لا مرئي يقوم بيننا، فلا أنا أتمكن من عبوره والتحاور مع أبي ببساطة، ولا هو تمكن يوماً من ذلك.

لما صرنا أنا وأبي وحدنا في البيت، وقبل رحيله هو أيضاً، اكتشفت كم كنا غريبيين عن بعضنا، من حواراتنا المقتضبة،

مدار القهوة يبدأ يومي معه، ومع تفقد قدرتي على اختبار متعة حواسي الغافية.

علاقاتنا الإنسانية في هذا الوقت باتت حاضرة عبر الصوت سواء عبر الهاتف أو الكمبيوتر.نحن صرنا مختصرين الى صوت،مجرد صوت، الصوت هو الوسيلة الفعالة التي تبتسر وجودنا البشري بالنسبة للآخرين،وتجعلنا على تواصل معهم

كل منا صار له ايقاع مختلف عن الآخر..

⁠‫ايقاع يومي لا يستطيع الآن تقاسمه مع الآخرين كما كان يفعل أيام الدراسة.

وتحولت مع فجيعة الحزن والفقد إلى كتلة صامتة متحركة

طريقة العطاء التي اختارتها لم تكن كافية لتقليص المسافات بيننا. هناك فجوة لا تردم.

إن أي حرمان هو الذي يسبب التعاسة. حرمان العاطفة، المال، إحساس الفقد، الغياب، أشياء كثيرة تتضافر لتخلق تعاسة لا نعيها في وقتها بسبب جهلنا، ثم مع مرور الوقت نكتشف الفراغ الذي سببته.

الطفولة السعيدة وهم كبير. وهم نستمر بالتساؤل عنه طوال مراحل ما بعد الطفولة.

ما هي الثوابت في حياتي التي تمدني بالمقاومة التي تدفعني للاستمرار، لا شيئ يقيني في أيامي أكثر من أشباح الليل المرعبة التي تزورني في ساعات العتمة .. وهاوية تفتح فوهتها وأنا أقف عند حافة تؤكد أن لا ثوابت عندي، فأعود إلى دوراني الفارغ حول ذاتي.. حولها، أعبث في فضاء افتراضي، أبتدع عوالم موازية تكبح جماح قلقي.

إنه الليل.. أكثر ما يخيفني العتمة، والصمت.. كلاهما خانق.. ولا مفر لي..

ينتابني إحساس بأنني لا شيئ وأنه لا مكان لي في هذا العالم.. لست سوى عابرة، حياتي كتلة فراغ صماء، ينقبض قلبي، وينفتح داخلي على هاوية سوداء مرعبة من الشؤم، اعتصار يلوكني قطعاً ثم يلفظني إلى العتمة.

تداهمني التباسات من أفكار متشابكة تشبه الغابة التي كنت فيها.

أناس مشاكلهم منسية تماما وقلما يتم الحديث عنها في العلن، رغم أنها من الممكن أن تنفجر في أية لحظة وتطفو على السطح مباشرة، مهددة بالخراب

"ينبغي على البعض أن يموتوا ليقدر الباقون قيمة الحياة".

أخاف أكثر.. يزداد هلعي وأنا أسمع نصيحة اللجوء الى طبيب نفسي .