اقتباسات من رواية الشتاء في لشبونة

أفترض أن ثمة مدناً يتمّ الرجوع إليها دوماً كما أن ثمة مدناً أخرى ينتهي فيها كل شيء.

ثمة أناس مُحصّنون ضد السخرية وضد الحقيقة يبدون مكرّسين بإصرارٍ ليجسّدوا محاكاةً ساخرة.

المرء لا يفتقر أبداً إلى البصيرة للحكم على حياة الآخرين.

فجأةً خمدت فيها كلّ علامةٍ على الحماس وأخذت تنظر كأنما لا يهمّها أن تفقدَ كلّ ما امتلكت أو رغبت. حدّد بيرالبو: كأنني لم أكن لأهمّها مطلقاً.

سألتني لماذا عرفت أن هذا اللقاء هو الأخير. فقلت: «حين تمطر كلّ هذا المطر فإن شخصاً سيرحل إلى الأبد».

كأنهما كانا وحيدين بين حشدٍ إجماعيٍ يتجسّس على إيماءاتهما.

ثم قال لي بيرالبو إن تلك المراسلة دامت عامين وتوقّفت بغتةً كأن لوكريثيا قد ماتت أو أنها لم توجد قطّ.

كمن ينتظر شخصاً كان يجب أن يكون قد وصل

الموسيقا يمكن أن تكون قابلةً للتفسير وتنطوي على حكايات.

لكن فات الأوان، كأنه فقدَ القطارَ الأخير للخروج من مدينةٍ مُحاصَرة.

وبعد عامين، في لشبونة، خلال ليلةٍ وفجر شتائيين، سيتعلّم بيرالبو أن هذا هو الشيء الوحيد الذي سيربط بينهما دوماً، لا الرغبة ولا الذاكرة، بل الهجرانُ، بل اليقينُ من كونهما وحيدين ولا يملكان حتى عذرَ الحبّ الفاشل.

أفترض أن ثمة مدناً يتمّ الرجوع إليها دوماً كما أن ثمة مدناً أخرى ينتهي فيها كل شيء..

‫ثمة ذكرياتٌ سهلة وذكرياتٌ صعبة، دون أن يتدخّل في ذلك بُعدها في الزمن..