أفترض أن ثمة مدناً يتمّ الرجوع إليها دوماً كما أن ثمة مدناً أخرى ينتهي فيها كل شيء.
الشتاء في لشبونة
نبذة عن الرواية
هذه الرواية كُتبت في خمسة أشهر تقريباً، منذ نحو ثلاثين عاماً. لا الناشرون ولا أنا كانت لدينا توقّعاتٌ تجارية كبيرة بشأنها. وبطريقةٍ غير متوقّعة، تدريجيةٍ أولاً، ثم متسارعةٍ جدّاً، على مدى عامٍ، تحوّلت إلى نجاحٍ عظيم. استعاديّاً يكون من السهل تماماً التنبؤ بالأمور. لكن المؤكّد أن الرواية حين نالت الجائزة الوطنية، عام 1988، في قلب معرض مدريد للكتاب، لم تكن هناك نسخٌ منها في أيّ منفذ بيعٍ، وفق ما استطعتُ أن أتأكّد أنا نفسي، وليس دون أسى. في كل هذا الزمن لم أُعِد النظَر فيها سوى مرةٍ واحدة، حين كان ضرورياً مراجعة ترجمةٍ إلى الإنجليزية. وقد منحتني انطباعاً ضخماً بالغرابة. ومنذ تلك القراءة مضى أيضاً زمنٌ طويل. ولم أُعِد قراءتها حتى بينما كنت أكتب، طوال هذه السنة الماضية، روايةً أخرى لها علاقةٌ كبيرة بها، تدور أيضاً جزئياً في لشبونة، وتتضمن إعادة تذكّرٍ لمن كنت ولأفكاري عن الأدب في تلك الفترة. في الواقع فإن من الجيّد الانفصال عن الكتب المكتوبة بالفعل. فليس بإمكان المرء أن يتجوّل محمّلاً بثقل ما اكتمل فعلاً، بأوجهِ التوفيق غير المحتملة، والأخطاءِ المؤكّدة. لا الماضي ولا الكتب يمكن تصويبهما. وحدَه القارئ هو من لديه سلطة أن يُعيد إلينا جزئياً الرواية التي كفّت عن الانتماء إلينا منذ زمنٍ طويل وصارت كأنّ آخر قد كتبها. القارئ هو من يجعلها جديدةً حين يكتشفها. بالنسبة لي تبدو كذبةً أن تستطيع هذه الرواية مواصلةَ العيش هكذا، فيلماً يُعرَض سرّاً ويحدُث للمرة الأولى في خيال شخصٍ ما.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2021
- 248 صفحة
- [ردمك 13] 9789933641474
- دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية الشتاء في لشبونة
مشاركة من سلسبيل صلاح
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Subhi Najjar
جالسًا بجوار نافذة، أشهد الطقس البارد في هولندا بينما أمسك بنسخة من رواية شتاء في لشبونة لأنطونيو مونيوث مولينا،المشهد يستحضر صورة مؤطرة بألوان زرقاء وباردة. ومع ذلك، فإن قراءة هذه الرواية، التي نُشرت لأول مرة عام 1987، جلبت إلى خيالي لوحة نابضة بالألوان (الحب، الإحباط، الخوف، الدهشة...). تحت وطأة الشتاء والمطر اللذين يسيطران على القصة، تأخذ السردية القارئ في رحلة ساحرة عبر ثلاث مدن: سان سيباستيان، مدريد، ولشبونة. ولشبونة، على وجه الخصوص، تبرز كمكان تتكشف فيه الحقائق وتتشكل فيه حقائق جديدة.
هذا الوصف ذكرني برواية أخرى: قطار ليلي إلى لشبونة التي نُشرت عام 2004 من قبل باسكال ميرسييه. في هذا الكتاب، تلعب لشبونة أيضًا دورًا محوريًا، حيث تعمل كعدسة تساعد البطل على رؤية الحب والحياة بمنظور مختلف.
لغة مولينا كنز ثمين للقراء الذين يبحثون ليس فقط عن قصة آسرة، بل عن نثر مزين بأناقة الشعر وإيقاع الموسيقى. كلماته تنبض بطاقة الجاز العفوية الجامحة، مما يحوّل الرواية إلى تجربة تتجاوز حدود السرد.