لم أقابل محمد عبدالوهاب سوى مرتين، وكانت المرتان في منزل الدكتور مصطفي محمود، ولم أتمكن من التعرف على شخصيته عن قرب نظرًا لوجود عدد كبير من الضيوف، أذكر منهم محمود السعدنى، الذى سيطر كعادته على الجلسة بخفة ظله وحديثه المتصل
صفحات من مذكرات نجيب محفوظ > اقتباسات من كتاب صفحات من مذكرات نجيب محفوظ
اقتباسات من كتاب صفحات من مذكرات نجيب محفوظ
اقتباسات ومقتطفات من كتاب صفحات من مذكرات نجيب محفوظ أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الكتاب.
صفحات من مذكرات نجيب محفوظ
اقتباسات
-
ولو استمرت حكومة الوفد في السلطة خمس سنوات ـ كما كان مقررًا ـ لتغير تاريخ مصر، لأن القضية الوطنية كانت على وشك الانتهاء بالحصول على الاستقلال، وبدأت حركة الإصلاح الاجتماعى تؤتى ثمارها، وبدأ الناس في التجاوب معها، وكانت التجربة الديمقراطية تسير في طريقها، وكان من المحتمل ـ في الانتخابات التالية ـ أن تدخل قوى جديدة إلى الساحة، وتسحب الأغلبية من الوفد، ولكن تدخل الملك وتزييف الحياة الديمقراطية عجل بنهاية الملكية.
مشاركة من Omaima Mostafa -
فالوفد تشكل من الطبقة المصرية المستنيرة التى كان أساسها حزب الأمة، حزب الباشوات والأعيان. ولذلك كان أعضاء الوفد في بداية تكوينه من غير الثوريين، باستثناء سعد باشا زغلول. كان الأعضاء من الحكماء والمثقفين الذين يمثلون عقل مصر، ولذلك كانت الثورة في رأى بعضهم(17) بمثابة فوضى، ولابد أن تخمد هذه الفوضى حتى يمكن التفاهم مع الإنجليز.
مشاركة من Omaima Mostafa -
والحقيقة أن «الوفد» كان سببًا في زوال الملكية من مصر بطريق غير مباشر، فقد كان من بين بنود معاهدة ١٩٣٦ التى وقعتها حكومة الوفد برئاسة النحاس باشا، زيادة حجم الجيش، فدخل الكلية الحربية عناصر جديدة من أبناء الطبقة المتوسطة، وكان ضمن أول دفعة التحقت بالكلية بعد المعاهدة عدد كبير من الضباط الأحرار الذين خططوا للثورة ونفذوها(16). أى أن حزب الوفد جاء بمن أنهى عهد الملكية وقضى على الحياة الحزبية التى كان «الوفد» فارسها الأول.
مشاركة من Omaima Mostafa -
هذه العقدة بدأت في التلاشى مع عهد عبدالناصر، لأن الروح الجديدة التى شعرنا بها أعطتنا ثقة بأنفسنا لم تكن موجودة من قبل. فحدث نوع من التطلع نحو العالمية، وبدأ بعض الأدباء في السعى نحو الجائزة، وسافروا إلى الخارج للتعريف بأنفسهم وإنتاجهم، وطلبوا من بعض الجهات ترشيحهم لدى هيئة جائزة نوبل.
مشاركة من Omaima Mostafa -
وكانت «عقدة الخواجة» بالفعل مسيطرة علينا ـ كما أشرت من قبل ـ لدرجة أن بعض أدباء جيلنا كان يكتب القصة القصيرة ويضع عليها أى اسم أجنبى حتى تنشر.
مشاركة من Omaima Mostafa -
ولما طالت فترة التوقف وأصبحت كالتائه، استقر في وجدانى أننى انتهيت كروائى، وأنه لم يعد عندى جديد أقدمه للناس، لدرجة أننى ذهبت إلى نقابة الممثلين وقيدت اسمى ككاتب محترف «للسيناريو»
مشاركة من Omaima Mostafa -
ففي أغلب البلدان الأوروبية تجد نوادى أدبية تدعم دور النشر التى تصدر أعمالاً رفيعة المستوى فنيًا وغير مضمونة التوزيع، حدث هذا مع روايتى «زقاق المدق» عند ترجمتها إلى اللغة الألمانية، حيث قام أحد هذه النوادى بدعم دار النشر التى ترجمت الرواية تشجيعًا لدور النشر في ترجمة الأدب العربى
مشاركة من Omaima Mostafa -
ولكى أزيل علامة الاستفهام الكبيرة هذه، أقول إن الرقابة كما فهمتها ليست فنية ولا تتعرض للفن أو قيمته، ووظيفتها ببساطة هى أن تحمى سياسة الدولة العليا وتمنع الدخول في مشاكل دينية قد تؤدى إلى الفتنة الطائفية، ثم المحافظة على الآداب العامة وقيم المجتمع وتقاليده في حدود المعقول، وفيما عدا ذلك يحق للفنان أن يقول ما يشاء ويعبر عن نفسه بالأسلوب الذى يراه مناسبًا، وأثناء عملى حاول البعض أن تمتد الرقابة إلى الفن وتتدخل في مضمونه،
مشاركة من Omaima Mostafa -
قال لى إن الأدب الذى أكتبه هو الأدب الواقعى، وأن هذا النوع من الأدب يسبب لصاحبه مشاكل كثيرة، وفي أوروبا حدثت مشاكل متعددة للأدباء الواقعيين، وطالبنى المازنى بالحرص لأننا في مصر لم نتعود على فن الرواية، والفكرة الشائعة عن الروايات هى أنها اعترافات شخصية، فطه حسين كتب حياته في «الأيام»، والدكتور هيكل فعل نفس الشيء في رواية «زينب»، وأنا ـ أى المازنى ـ في رواية «إبراهيم الكاتب». ثم قال لى المازنى: «إذا كنت سوف تستمر في كتابة الأدب الواقعى فسوف تجلب لنفسك المتاعب والمنغصات دون أن تدرى».
مشاركة من Omaima Mostafa -
كان هناك في أوروبا شعب مسيحى يحمل ضميرًا إنسانيًا، يتساءل ويريد إجابة تقنعه باستعمار دول العالم الثالث وحاولت الحكومات الأوروبية تشويه صورة شعـوب العالم الثالـث وتقديمهم للرأى العـام هناك على أنهم همج ومن أكلة لحوم البشر، وأن رسالة الرجل المسيحى تقتضي نشر الحضارة هناك مهما كانت التضحيات
مشاركة من أحمد عاكف
السابق | 1 | التالي |