* ملحوظة ما قبل البداية: هذه الرواية هي أسوأ ما قرأت طوال حياتي، ولأسباب كثيرة سأحاول أن أوجزها فيما يلي، فلو رأيت أن المراجعة غير موضوعية، أو مُتحاملة، فأنا أؤكد لك من البداية، أنها كذلك. :)
* كان هناك العديد من الألفاظ الذي كنت أنوي ذكرهم، ولكن قد قمت بقصهم بعد قراءة المراجعة.
"دائماً يخطر لي أن الكتب ليست أشياء جامدة بل هي أرواح. الكتب التي نقرأها ثم ننتهي منها تضيف أرواحها إلى أرواحنا، ونعود نتذكرها تماماً مثلما نتذكر البشر. كُل كتاب قرأناه كان صديقنا ذات يوم."
وهذا الكتاب لو كان روحاً فهي روح شريرة، وهذا الكتاب ليس بصديقي، فهو عدوي.
البحث عن عازار: أو كيف تستفز قارئك بخسمين طريقة على الأقل؟
رواية غير ناضجة على الإطلاق، لا مُميز بها، لا أحداث مؤثرة، ولا منطقية، لا شخصيات مرسومة بشكل جيد "ومنطقي"، تُمثل فترات حياتهم من المراهقة وما يليها من مراحل نختلف فيها.
الرواية تبدأ بعلاقة "صداقة" بين "عيد" الإيزيدي، و"عازار" اليهودي، وذلك الاختلاف كان يُمكن أن نرى من خلاله أشياء كثيرة، ولكن الكاتب اختار أن نرى أكثر الجوانب شذوذاً، وغرابة، فالحكاية أصبحت مُريبة بشكل كبير، تلك المشاعر التي يتكلم بها عيد، ليست مشاعر مُراهق أولاً، وليست مشاعر صداقة ثانياً، هذه مشاعر بين مُتحابين! بالإضافة إلى الهالة الإلهية السماوية إلخ إلخ التي رسمها الكاتب ليُشكل بها "عازار"، لا أعلم لماذا نسى الكاتب أن يصف جناحي "عازار"، وعائلته، وكُل شيء مُتعلق بهم. ثم فجأة بعدما جعلنا الكاتب نلف سوريا لكي يجعلنا نشعر بونستالجيا ما، فجأة، يختفي عازار مع عائلته، فنعيش مناحة، طويلة، لعيد، عن فقدانه لعازار، وكيف دمره ذلك، ولقد كان هذا الجزء سمجاً ثقيلاً لزجاً بشكل لا يوصف، مشاعر "عيد" لم تعد منطقية فقط، بل ومُستفزة! والأنكى أنه ظل على ذلك أربعين سنة! أربعين سنة! يا صبر أيوب.
حتى الأحداث لم يُمنطقها، نتنقل بين الفترات الزمنية والبلاد بكل عبث مُمكن، الجزء الثاني من الرواية عُبارة عن محطة راديو لأغاني يختارها الكاتب يرثى بها فقيده "عازار"، ويكتبها بلغتها الأصلية ويُترجمها لأنه كاتب بارع ومترجم حذق. وفي قولاً آخر، أي لت وعجن.
بكل تأكيد أسوأ رواية قرأتها في حياتي، رغم أن ترشحها للبوكر مفهوم، لأننا نُراعي الأقليات طبعاً، ونهتم بها، ولأننا لسنا بعنصريين إطلاقاً، ونختار الأعمال بعناية، حتى لو من طوائف أقليات، أترى كم نحن لجنة بوكر عادلة؟ ولكن، أين الرواية التي تُمثل الأقلية؟ أين الكتابة الجيدة؟ أين اللغة؟ لغة سطحية، لا يوجد بها أي مُميز، سوى بعض الإقتباسات القليلة على مدار أكثر من 400 صفحة من اللت والعجن والصياح والنواح والصداع والشحتفة واللزق والمحننة والسماجة -مشيها سماجة- ثم تجد هذا الشيء مُرشح لأهم جائزة عربية. ***.
بكل تأكيد لا يُنصح بها، وفي العموم، عندما لا تعجبني رواية ما، أقول حاول معها رُبما تعجبك، ولكن لأن هذه الرواية إستثناء خرائي، فسأقولها واضحة وصريحة، لا تقربوا هذا الشيء.