المجالس العتيبية
منير عتيبة
دار كتوبيا
أعجبني وأحببت جدًا غلاف المجالس في ألوانه وصورة الغلاف والكلمات ورسومات المجالس، كما أعجبني جزءًا من الغلاف مثني بصورة تغنيك عن وضع علامة عند توقفك، هذا إن توقفت أصلًا عن قراءة المجالس، فالمجالس ستدعوك لقراءتها كاملة قبل أن تغلق الكتاب..
وهذا ما حدث معي، كنت قد قررت أن أقرأ بضعة مجالس فإذا بي التهم المائة مجلس ومجلس التهامًا، وكانوا لي غداءً للروح قبل العقل أو القلب..
يقول الكاتب -في مستهل مجالسه التي أهداها لشيوخه- إن كنوز الحياة كثيرة، لكن لا كنز أعظم من نفس يكتشف المرء أعماقها.
المجالس كلها تدعوك لصحوة نفس، مع ربك، مع الناس، ومعك أنت دون سواك، فإن أنت اتبعتها وتوافقت مع نفسك سموت وارتقيت ونلت الخير الكثير..
هي ليست نصائح ينصحها شيخ لأحد تلاميذه، بل هي كلمات من نور تستقر في الروح لتجعلها روحا نورانية لا تأنس بغير الله ..
تعددت أشكال المجالس حتى أنها تضمنت واقعنا الحالي على الفيس بوك، وأشكال الكتابة كالملحمة وقصيدة الهايكو،
فنجد الكاتب يقول في مجلس رقم ١٩:
قال لي شيخي:
ماتت أم أحدهم فحصد ثلاثة آلاف أحزنني وألف أعجبني وخمسة آلاف دعاء لها بالرحمة.
رد عليهم واحدًا واحدًا، وأغرقت دموعه الافتراضية الشاشات.. بينما كانت الجثة تتحلل لا تجد من يدفنها.
فافهم!
ولقد اتبع الأستاذ منير يوم توقيعه للمجالس أمرًا قلدته، فتح الكتاب عشوائيًا على إحدى المجالس وقرأ ..
قمت بتقليده ففتحت الكتاب على المجلس رقم ٨٩
" قال لي شيخي:
الكلمة طاقة؛
فاجعل كلمتك نورًا ودفئًا لا ظلامًا زمهريرًا.
فكما تعطي تعطى".
كم هو ملائم لي هذا المجلس وكم أحببته..
أحببت كل المجالس حتى أنني كدت أن أضع المائة مجلس بين أيديكم ولكنني سأضع فقط المجلس ٩٩ :
"قال لي شيخي:
كن نهرا إذا احتاج الناس إلى الري
وشمسا إن أرادوا النور.
ثم اعتزلهم وحيدا في البراري عندما يققتلون على الدنيا".
مجالس من نور حقًا لن تقرأ مرة واحدة، هي مثل أحلام فترة النقاهة لنجيب محفوظ، تقرأ كلما أظلمت الروح واحتاجت للنور..
شكرًا كاتبنا المبدع منير عتيبة ..
#نو_ها