اقتباسات من كتاب نزهة الغراب

“لا شيء يضاهي يديك، لا شيء يشبه اللون الأخضر الذهبي في عينيك جسدي ممتلئ بك لأيام وأيام أنت مرآة الضوء الومضة العنيفة للضوء نداوة الأرض جوف إبطيك ملاذي أصابعي تلامس دمك كامل متعتي تتجلى من خلال شعوري بالحياة تتدفق

لكنها ستنتصر على عذابات جسدها وتشوهاته بفساتين طويلة ملوّنة، وأوشحة وقلائد وأقراط وخواتم.

وهو على خلاف الذين يكتبون سيرة حياتهم عندما يتقدم بهم العمر، يكتب سيرة أسلوبه في الكتابة.

“بإمكاننا معرفة آلام هاملت، ولكن لا يمكن وصف صداعه. إن الألم يمزّق اللغة”

‫(فرجينيا وولف)

ويمضي إلى القول باطمئنان “ليس لدينا لغة، لدينا حشرجات، من لغة قتيلة، غابرة”.‏

حتى أنه تساءل مرة “هذه العاصفة في الرأس كيف لا تحرك غصناً

لنضع إذاً مئات الكتب جانباً ونفتّش عن كتب أخرى تبدأ بجملة صحيحة جملة تصيبنا بالدوار مثل حب مباغت جملة نضعها بين قوسين كتميمة أو تعويذة تحمي أرواحنا من الفناء لعل هذا ما أبقى على أشعار المتنبي بوصفها طيوراً عابرة للأزمنة،

“يعتقد الشموليون أن الكاتب، إما مجرد مضيف مسلٍّ أو سائق عربة مرتشٍ، يستطيع تبديل مواقفه من جانب دعائي إلى آخر بالسهولة التي يبدّل فيها عازف الأرغن النغمات”.

سيستدرك بأن “الولاءات للجماعة ضرورية، لكنها سامة للأدب”

جورج أورويل (1903 -1950)

وعندما يجري يشعر بثقل جسده وعمره ويكون متيقظاً لذاته ولزمن حياته

ويؤكد كونديرا على ضرورة “تقصي روح الواقع” في الرواية فحتى يستطيع الروائي “التقاط الصوت الخفي الذي لا يكاد يسمع لروح الواقع، عليه أن يعرف كيف يسكت صرخات روحه الخاصة”، لإفساح المجال أمام الشخصيات، كي تعبر عن ذاتها بعيداً من “أنا”

فما أن أتورّط بمحاولة اقتحام الأسوار العالية للمحرّمات، حتى أعود مباشرةً إلى إخلاء الجرحى من ساحة المعركة على عجل لإخفاء آثار جرائمي: ترميم الكدمات والندوب والأضلاع المحطّمة والطعنات، بضمادات البلاغة المخادعة!

لكلّ روائي روايته المؤجلة

هناك كنوز مهملة قد تعبرها دون اكتراث بوصفها أعمالاً تراثية لا لزوم لها في تدوير عجلة القراءة مهلاً، توقّف قليلاً، لا يمكنك تجاهل نصوص الجاحظ، أو ابن حزم، أو أبي حيان التوحيدي، هؤلاء وسواهم من الأسلاف العظام، هم المدماك الأساسي

أنني لم أنظر إلى المطالعة يوماً، على أنها هواية. أفضّل أن أسمّي القراءة: حليب ما بعد الفطام.

كنت، حين يسألني سينمائي شاب عن قصة بقصد تحويلها إلى فيلم، أجيبه بثقة: اقرأ “ساعة الملازم” للعجيلي، من دون أن أضيف تفاصيل مقنعة، لأنني لم أعد أتذكّر جملةً مفيدة واحدة من تلك القصة المكتوبة قبل سبعين عاماً.

والحال أن سيرة القارئ، في نهاية المطاف، لا تُكتب مرّةً واحدة، فقراءة الأمس لا تغني عن قراءة ثانية للكتاب نفسه، وكأنها لم تحدث إطلاقاً.