اقتباسات من رواية لقاء إبليس

هذه هي حال الثورات دائمًا، يحملها في البداية المخلصون لها، ثم يرى فيها أصحاب المصالح فرصةً لتُسمع أصواتهم، فيسيرون في الركب، بعدها يمتطونها لتعلو أصواتهم أكثر، وكلما ازدادوا كلما هبطت تحت ثقلهم حتى تُدفن تحت الأقدام في النهاية ومعها يُدفن من حملوها في البداية..

‫ «التساؤل إعصار، قد يمحو السائل والسؤال؛ مَن اختار شهوة التساؤل، اختار الحياة بعينٍ نَهمة للمعرفة، وعين تواقة للتواري من الإجابات».

‫ بسمة الخولي

«أمير»، همست بها بحنوٍّ، فتوقفنا، على بُعد أمتارٍ قليلة من منطقة التخييم، كانت تُشع حماسًا كعادتها لكن حماسها هذه المرة بدا غامضًا، مُعتمًا كالسماء التي أخفت السحب فيها القمر، كررت النداء من جديد ثم تابعت:

‫ - أتكون لي شيطانًا؟!

‫ ابتسمت ومددت يدي لتحتضن يدها في رفق فلم تعترض، لم تبتعد عنِّي بل بقيت ساكنة ودافئة، أجبتها بثقة:

‫ - دينـا..

‫ - نعم..

‫ - سأكون من أجلك إبليـــسًا..

أدركت أن الصحراء ليست جرداء، إنما نحن الذين تجرَّدنا من هبة الإدراك..

منذ زمن ليس بقريب قيل أن الصبر دواء، مُنتهاه الفرج، اعتنق البشر الإيمان بالدواء ومضوا بالحياة في انتظار المنتهى، حين تشعبت الطرق وكثُرت الوهدات، لَم يَرصِف الصبر طريقًا، لكنه قَدَّم الأمل بإيجاد هذا الطريق، ساعد على ضمور الأحزان لكنه لم يستأصلها، طَهَّر الجروح لكنه لَم يشفها، نزف الجميع باستمرار حتى أصبح الكل يتجرع دواء الصبر دون استساغة، وسقطوا إلى أن صار أمل الصبر ذاته.. مؤلمًا.

كما أقول نحن لسنا أكثر من صفر على الشمال، النظام يقوم ويقعد، الحروب تبدأ وتنتهي، الصراعات والثورات تجتاح البلد ثم تهدأ ولا شيء يتغير، منذ خُلقنا والحال كما هو، المال أنقذنا، الحمد لله

‫ طال الزمن أو قصر، تبقى العائلة الوتد الوحيد الذي يحميك من السقوط أو الانجراف مع تيارات الظروف إلى حيث لا رجعة