هوامش المقريزي
صلاح عيسى
الطبعة التاسعة لدار الكرمة.
تصميم الغلاف: كريم آدم.
327صفحة.
** يحتوي هذا الكتاب على 180 حكاية ممتعة ومذهلة من تاريخ مصر ، تتناول الفترة الواقعة بين العصور الوسطى وثورة 1919 ، يسلط فيها المؤرخ الكبير والصحفي القدير صلاح عيسى الضوء على مواقف وأحداث أغلبها غير معروف ، تزود عقل من يقرأها بكل دلالات عصرها . حكايات كالشعـب : حنونة وقاسيـة ، رقيقـة وعنيفـة . مواقـف تتغنى بذكريات ماض عظيم ، وتستخلص منه قانون التطور الذي لا مفر منه : الشعب لا يهزم ولا يفني . في خاتمة الكتاب المطولة ، يكشف كاتبنا الكبير بعض ما جرى في كواليس الصحافة عندما نُشرت هذه الحكايات فأثارت صخبا وضجيجا ، وسببت لرئيس تحرير جريدة الجمهورية وقتها مشكلات وإزعاجات ، بل اعتبرها البعض أحد أسباب قليلة أفقدته منصبه . **
هذا الملخص على غلاف الكتاب.
قسم أستاذ صلاح عيسى الكتاب إلى مجموعة فصول: قبل الفجر الأول- قبل الفجر الثاني- قبل الفجر الثالث-الفجر- هامش على هذه الهوامش.
و كل فصل هو عبارة عن حقبة زمنية، وكتب في كل فصل مجموعة من المقالات القصيرة، معظمها مقتبس من كتاب ابن إلياس و المقريزي، بدأ الفصل الأول بفترة المماليك وانتهى في الفصل الأخير بثورة 1919.
لم يتحدث أستاذ صلاح عيسى في مقالاته عن شخصيات مشهوره بل اختار أن يكون الشعب هو بطل مقالاته فحكى لنا بإسلوبه النادي وطريقته الممتعة قصصاً لحيوات كثيراً من العامة، وحكى لنا قصصاً عن هذه الحقبة ليلفت نظرنا إلى طريقة حياتهم وطريقة حكم حاكمهم وكيف كانوا يتعاملون معا، أستاذ صلاح عيسى له سحره الخاص في جذب القارئ لقراءة التاريخ له عالمه ومفرداته وإسلوبه.
هذا الإقتباس من أول فصل في الكتاب قبل الفجر الأول....
**قتل آخر الولاة الأمويين على مصر ، لأن ملك النوبة رفض أن يجيره ، وأبى أن يحمي ظالما سرق الشعب ونهبه وكبده العذاب ، أو ما هو شر من العذاب . كانت الدولة الأموية قد سقطت وانتقل الحكم إلى العباسيين ، وأرسلوا إلى الشام يطلبون آخر من بقي من ولاة بني أمية ، ولما سمع عبيد الله بن مروان الحمار الوالي الأموي على مصر ذلك ، أدرك أن دوره قد حان فدخل إلى خزائن أمواله ، وأخذ منها عشرة آلاف دينار ذهبا وحملها هي وأمتعة غالية على اثني عشر بغلًا ، واصطحب جماعة من العبيد والغلمان ، وخرج من القاهرة هاربا ، غايته بلاد النوبة في جنوب مصر . فنزل في قصر مهجور في طريقه ، وفرشه ببعض ما كان معه من رياش فاخر ، ثم أرسل إلى ملك النوبة يطلب منه أمانا على نفسه .**
وهذا الإقتباس من آخر فصل الفجر....
**عقدت أعجب محكمة في التاريخ المصري جلساتها في قرافة الإمام الشافعي . حدث هذا أثناء ثورة ١٩١٩ ، وكان البوليس قد تصدى لإحدى مظاهرات الثورة ، وقتل أثناء الاشتباك أحد الطلاب ، وكان أحد زملائه بجواره . فأمسك بعنان حصان الضابط القاتل وصاح : « حيدر هو اللي قتله ! » . وكان محمد حيدر بك آنذاك قومندان للسواري بقسم عابدين ، ومن أشرس رجال البوليس في التصدي للمظاهرات ، وحاصر المتظاهرون منزله ، فاضطروه للبقاء داخله ، ثم تحايل وخرج في ملابس مدنية وتوجه إلى منزل زهير أفندي صبري الطالب بالحقوق ، وأحد زعماء الثورة أيامها ، وأقسم له أنه بريء مما نسب إليه ، وأن لديه شهودا على أنه يوم المظاهرة كان في راحته الأسبوعية ، وطالب بتبرئته من تهمة قتل الطالب ورفع الحصار عن منزله .**
الكتاب يستحق القراءة أرشحه لكل أصدقائي،فهو من أجمل الكتب التي قرأتها في هذا العام 2021.