اقتباسات من رواية ما بعد رحيله

مسحت بطرف ملابسي أدمعي وقلت: ‫ إن الحُسَين بن زيد بن علي رضي عنهما لُقِّب بِذِي الأدمع لكثرة بكائه، ويقول رسول الله صلوات الله وسلامه عليه: ‫ في المرات الماضية حينما يقول الأمام اسم الرسول كنت أسمع من الصف الأخير صوت أبي قول صلوات ربي وسلامه عليه.

الرسول محمد صلوات الرب وسلامه عليه، قال لعائشة: “ما ضرك لو مت قبلي فغسلتك وكفنتك ثم صليت عليك ودفنتك” وأوصى أبو بكر الصديق رضي الله عنه أن تغسِّله زوجته “أسماء بنت عميس” رضي الله عنها، وأوصت فاطمة بنت النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن يغسلها زوجها سيدنا علي رضي الله عنه.

وأي والد لا يشقّ عليه فراق ابنته حتى ولو كانت ذاهبة إلى بيت جاره أو إلى قصر ملك؟ أي رجل لا ترتعش أعماق نفسه بالغصات عندما يفصله ناموس الطبيعة عن الابنة التي لاعبها طفلة وهذبها صبية ورافقها امرأة؟ إن كآبة الوالدين لزواج الابنة يضارع فرحهما لزواج الابن

يقول رب السيف والقلم العبقري محمود سامي البارودي:

‫فزعت إلى الدّموع فلم تجبني        وفقد الدّمع عندَ الحُزنِ داءُ‏

‫وما قصرت في جَزَعٍ ولكن        إذا غلبَ الأسَى ذَهَبَ البُكاءُ‏

أطبق على أبي بيت الشعر القائل: ‫ما علمت قبل موتك أن النجوم في التراب تغور ‫وقبرت وجهك وانصرفت مودع بأبي وأمي وجهك المقبور ‫ وهذا البيت قاله “الشافعي بن محمد المختار بن عبد الله بن أحمادو” الذي لم ينل حظه من التكريم في وطنه.

هذه النهاية تليق بإمام مسجد حرَّم حياة الناس دون دليل ولا سند إلا لأنه أساء فَهم الدين؛ فأراد أن يعمم فهمه الخاطئ، هذه النهاية كانت تليق بالكثير لكنها أخطأتهم جميعًا وأصابتكِ. خابت وخسرت ‫ .

خالي الأبنودي يقول في رائعته “جوابات الأسطى حراجي القط”: “أنا جيت الدنيا من غير وِرْث.. وربنا ادّاني منابي فيكِ”

وعلي حين غرة قال لها:

‫ - مفيش راجل بيسامح.

‫ كُتِبَ أسفل هذه الجملة:

‫ - ومفيش ست بتنسى.

الصعيد بالنسبة للدولة المصرية هو بالوعة الصرف الذي تصرف به مخلفاتها؛ لذا لا يضيرها رائحته، ولا يضيرها شكله، كل ما يضيرها لو انكسرت إحدى مواسيره وطفحت عليهم، وقتها فقط سيهتمون به ويهللون ويتغنون برجولة أبناء الصعيد وستتردد في الخلفية أغنية شادية "ماشافش الرجالة السمر الشداد فوق كل المحن"

للكاتب “إبراهيم الموجي” الذي لم يعطِه أحد حقه، يقول عادل أمام حين أتت فايزة “سعاد حسني” لتزوره بعد حصولها على البراءة: “الـسـجـن مـن غـيـرك بـقى سـجـن” ‫ منزلي قبل أن تدخله لافانيا كان مقبرة، والآن أصبح مشرحة. ميت أنا لا محالة.

‫عِد اللي باقي جُوه منك ‫ع اللي فاضل لِسه فيك ‫واضرب الكل في وجع ‫تبقى النتيجة المجحفة ‫ إنك وحيد لكن جدع ‫ لا أدري إن كنت “جدع” من عدمه. لكنني ورب العباد وحيدٌ. فاللهم قلبًا يشعر بما في قلبي،

لا بكاء على مَن يرحل بإرادته، وألا تسأل راحلًا عن أسباب رحيله؛ فقد جهَّز عذره قبل حقائبه ‫ كُتِبَ أسفل هذه الجملة: ‫ يوم وزع الله محبتك على الناس أخذت أنا النصيب الأكبر. ويوم قسَّموا محبتي على الناس لم تكن حاضرًا القسمة.

كنت متأخرًا على التجنيد بسبب السلحفاة التي كنت أستقلها والتي يسميها رئيس هيئة السكك الحديدية وبكل فخر “القطار المميز” ما الميزة في قطار لا توجد به نوافذ ولا يوجد به حمَّام ويسير الهويني كأنه يسير على الكورنيش لا على القضبان.

“وسيبقى للفتاة الطويلة رونقها رغم أنف كل حاقد وحاسد من أعداء الجمال”

‫ كُتِبَ أسفل هذه العبارة:

‫ - بس أنا مش طويلة.. أحببت الجميع إلّاي يا جمال.

اشتريت المدفأة لأني أحب صالح سليم، منظر جلوسه أمام المدفأة في فيلمه الخالد الشموع السوداء

تبهرني كلماتك، هل لك أن تصفني؟

‫ - جُرمٌ، أن تطلبي منّي اختصار الحياة في كلمات بسيطة.

‫ كُتِبَ أسفل هذه الصفحة:

‫ جمال كان يقتلني كل يوم.. وكرَدَّة فعل منّي كنت أتعلَّق به أكثر

من غيرك، أختك حماتها هتعايرها وتقول لها يا قليلة الناس، وانت اللي هتشيل كربي لما نموت، وانت اللي هتقف تاخد عزايا. وأصحابي يبصوا في عينك ويقولوا خلفت يا أحمد. إنت يا ولدي الحاجة اللي هتخليني نايم في التربة مرتاح.

“فكيهة” اسم أمي، هو اسم صائب لجدي الذي لم يُصِب في شيءٍ إلا اسمها، كانت فكيهة فعلًا. جميلة محمرة الخدين كأنها وُلِدَت لتوِّها، كانت تحمل عبق الدنيا وجمالها، كنت لا أجد راحتي إلا معها، تصديقًا على قول أحدهم: “ليس في العالم وسادة أنعم من حضن الأم

الحدث الأهم الذي يحمل تاريخ 25 يناير هو يوم ذهابي إلى منطقة تجنيد أسيوط. كانت الرحلة من بلدتي إلى أسيوط شاقة. ركبنا قطارًا متهالكًا، لم نكن نعلم مَن منّا يركب الآخر، هل نركب نحن القطار أم أن القطار يركبنا،

الآن يجب علي أن أخبرك: لا تبك على من يرحل بإرادته، ولا تسأل عن أسباب رحيله؛ فقد جهز عذره قبل حقائبه