مع النبي صلى الله عليه وسلم
كتاب تردد كثيرا في كتابة مراجعته أو رأيي فيه لأنني أحسست أنني سوف أكتب ماجاء به حرفيا وكذلك الاقتباسات كان بودي أن أقتبس كل صفحة . كتاب مميز جدا و بسيط و رائع ، عبارة عن قصص قصيرة رويت عن النبي عليه الصلاة والسلام ومعظمنا يعرفها ويعرف العبرة منها لكن المميز فيها أن الكاتب استنبط من كل قصة دروسا وعبر من عدة زوايا مختلفة من القصة .خطرت لي فكرة لطيفة اذا انتهجها الآباء والأمهات بالتناوب بحيث كل واحد منهما يخصص يوم بالأسبوع للجلوس مع الأبناء ويقص عليهم إحدى هذه القصص ثم يترك لهم العنان لاستنباط العبرة منها بشكل لمة عائلية جماعية وتختم بإعطائهم كل العبر والدروس بهذه الطريقة يتم سرد قصص ذات عبر و رويت عن النبي عليه الصلاة والسلام فنضرب عدة عصافير بحجر واحد التربية بالقصة الدينية ذات العبرة الإنسانية الحقيقية و تقوية الترابط الأسري .
من بين الملاحظات التي راقتني ضمن الكتاب هي فكرة مغالاة المهور و هوس الناس بالمظاهر وتغير القيم وأسباب كل ذلك ، حقيقة نجدها ضمن مجتمعاتنا لما نجد عائلة تطلب مهرا كبيرا وشروطا كثيرة من أجل ابنتهم نجد الزوج وعائلته يقدرونها و يحترمونها اما العكس الأشخاص الذين لا يطلبون مهورا كبيرة ولا يشترطون فإن الزوج وأهله يحتقرون البنت ويعتبرون ان أهلها لم يطلبوا الكثير لانهم يريدون التخلص منها وانهم ليسوا من طبقة مرموقة وووو نسوا ان اقلكن مهورا اكثركن بركة وبسبب ذلك صار الناس يغالون في المهور لضمان احترامهم واحترام ابنتهم و صاروا يتكلفون مصاريف حفل كبير فقط حتى يعطيهم الناس قيمة وقدرا كبيرا حقيقة مغالاة المهور و التبذير والبذخ سببه الناس فمن لا يقم عرسا ضخما وما لم تحضر معها أشياء كثيرة و ذهبا غاليا تعتبر رخيسة و باعها أهلها بالرخيس و من قلل المهر ليس للبركة بل لانه يريد التخلص من ابنته و ماصدق وجد لها عريس ثم تأتي فئة أخرى تتذمر من غلاء المهور ومن البذخ وحب المظاهر فكل هذا نحن تسبب به نحن تسببنا في غلاء المهور نحن تسببنا في مظاهر التبذير في الاعراس نحن تسببنا في تغير النفوس .
الابتلاء نقطة مهمة نغفل عنها فالابتلاء لا يكون دوما في العسر والشدة والمرض والألم فأحيانا الابتلاء يكون في الرخاء و السعة و ما أشد البلاء في الرخاء لأن أحيانا الألم والشدة تدعونا للاستيقاظ من غفلتنا لكن الرخاء يجعلنا نغرق اكثر . كما انه ليس كل شدة ابتلاء وليس كل سعة ثواب وليس كل ميسور سعيد ومرتاح فلا يوجد في هذه الدنيا من اعطي الكمال حتى الأنبياء سلام الله عليهم فمن اعطي له شيء لا ندري ما اخذ منه ومن حرم من أشياء لا ندري ما منح له .
كلنا بشر وكلنا نعاني من النقص مهما بلغ به العلم او التقوى لا يمكن ان نحكم على شخص عرف عليه العلم من خطأ واحد وننسف كل علمه ونقول انه جاهل بسبب جهله لمسألة معينة او حتى عدة مسائل فلا يمكن لشخص واحد ان يلم بكل العلوم و كذلك لا يمكن ان نرى شخص متدين وفي مرة من المرات فضل شيء دنياويا او اهتم بمسألة مالية بأن نقول سقط قناعه و ظهرت حقيقته خلقنا بشرا تلهينا الدنيا وتشغلنا وليس عيبا نحن خلقنا في هذه الدنيا لنسعى بها وليس لننعزل و نصبح رهبانا ففي القرآن الكريم نجد عدة آيات تتكلم عن السعي و القراءة والزواج و الميراث ووو هذه أمور دنيوية نظمها الإسلام .لا حق لنا في الحكم على البشر لا بحسب اصله ولا بحسب بيئته فكم من بيئة فاسدة انجبت تقاة وكم من بيئة نقية انجبت عصاة ولا يمكن الحكم على البشر من خطأ واحد أو موقف واحد أو بما نسمع فلا احد سلم من ألسنة الآخرين .
الحياة مليئة بكل التناقضات و الاختلافات فلا شر مطلق ولا خير مطلق ولكن بيدنا الاختيار ولولا ذلك لما صرنا مكلفين شرعا والاختيار ليس دوما الاختيار بين نقيضين او بين أشياء محددة الاختيار معناه ان اختار ما تمليه علي شريعتي الإسلامية يعني لو خيرت بين عدة معاصي فلن اختار الاخف منها بل ان اختار بأن لا اختار ، لا يمكن ان نختار اخف الحرام ونقول هو الاخف فالحرام حرام ولا يوجد اعظم واخف و هناك ما يكون اخف فيجر الأعظم .
نقطة مهمة اعجبتني كثيرا ألا وهي المناسبات الدينية و الاحداث هناك جدل كبير يتكرر كل سنة حول شرعية الاحتفال بالمولد النبوي لن أدخل في نقاش في شرعية او حرمته لا ولكن راقتني فكرة انه في كل ذكرى لمناسبة مثل العيدين او مولد النبوي او وفاته او غزواته او ..... نقيم جلسة عائلية و نتكلم في الموضوع و ما حدث بها فمثلا العيدين نذكر لما هذان العيدين وسببهما و الحكمة منهما . كذلك المولد النبوي نتذكر يوم ميلاده و نسرد قصة حياته بشكل مختصر او نطلب من الأطفال او افراد العائلة كل على شخص ان يكتب بضعة اسطر عن جانب من حياته او حادثة مرت به و يقرؤها على الجميع كذلك بالنسبة للمناسبات الأخرى فكرة جميلة لتقوية الرابط الديني والاسري بيننا ليس بالضرورة الاحتفال و عمل حلويات يعني مجرد جلسة عائلية يحضر لها من قبل
كتاب مميز بصراحة قرأته PDF لكن أتمنى لو يكون هناك نسخة ورقية في كل بيت فيه من العبر الكثير بشكل دروس مبسطة و مفهومة