#قراءات٢٠٢٣
#خمسون_غراماً_من_الجنة
#ايمان_حميدان
دائما ما تثير في الروايات التي تستذكر الحرب الأهلية اللبنانية شجناً من نوعٍ خاص، استعيد به طفولة بعيدة عشتها وظلال الحرب تحيط بها من كل الجهات، وذاكرة محملة بقصص من استشهدوا ومن غيبوا ومن ظنوا انهم نجوا...
كتبت ايمان حميدان رواية عن ما بعد الحرب، ابطالها نورا الهاربة من الموت في جبل الدروز السوري لتموت في بيروت بنفس اليد التي هربت منها في خضم الحرب الاهلية اللبنانية وكمال اليساري التركي الذي جمعه عمله الصحفي بنورا لتنشأ بينهما قصة حب تحدت التاريخ والجغرافيا واللغة ونتج عن الحب طفل كان ضحية مافيا تهريب الرضع لخارج لبنان خلال الحرب بعد وفاة نورا، ومايا الكاتبة اللبنانية التي تقع بقايا رسائل كمال ويوميات نورا بالصدفة بين يديها لتستعيد شغفا ربما لم تشعر به يوما، وتستكمل قصة حب نورا مع كمال كتكريس لفكرة التقمص التي تدخل في صلب العقيدة الدرزية.فتختم الكاتبة روايتها بأول سطر في الرواية التي تكتبها مايا وتقول فيها: ❞ لم أكن أعلم اننا سنغدو نحن الحكاية التي لم نَرْوِها بعد ❝
بالتوازي نسجت ايمان عددا من القصص الجانبية التي تداخلت مع الاحداث الاساسية مثل قصة صباح التركية التي اختفى زوجها احمد دون اثر اثناء الحرب والتي كانت لاعبا اساسيا في حكاية نورا وكمال وجدة نورا الطفلة الارمنية شاهاني التي تبنتها عائلتها السورية وغيرت هويتها، وهناء اخت نورا التي انتحرت لتغطي على عار خطيئتها مع الضابط السوري.
انها رواية بأصوات نساء ظلمتهم الحياة رغم اختلاف المدن، فبين دمشق واسطنبول وبيروت تختلف الاماكن، يتشابك التاريخ، ويتشابه قهر النساء...