الكل قال أنها الجزء الثاني لرواية '' غربة الياسمين ''
أما انا لا اجد انها الجزء الثاني لها بل هي تسليط الضوء على إحدى شخصيات رواية غربة الياسمين و كان تسليط الضوء على الشخصية الأضعف والسلبية
كما تعودت انا لا احب وضع ملخص للرواية او الكتاب الذي اقرأه بل احب ان اقرا ما بين السطور وما خلف الكلمات و احاول كتابة ما إستنبطته و العبرة التي أخذتها من الكتاب
كتاب تطرق لفئة المهاجرين غير الشرعيين العرب نحو أوروبا سواء كانوا بشهادات جامعية او بدون مستوى دراسي يذكر و كذلك مشكلة التطرف والارهاب
تطرق كذلك لمشكلة الهوية المزدوجة رغم ان الانسان غالبا يميل لإحدى الهويتين خاصة اذا غاب احد طرفي الهويتين
كلنا تربينا أمهاتنا و ننسب لأبائنا لا مشكلة ولكن الإشكالية ان كان الابوان من بيئتين مختلفتين و تربينا في بيئة الأم مع غياب الأب نجد أنفسنا نحس بالإنتماء للمكان الذي تربينا فيه و لكن هذا المكان يعتبرنا اننا لسنا منه لأننا ننسب لآبائنا هنا نقع في صراع داخلي بين إنتماء لبيئة لا ننسب لها و غياب أي رابط بيننا وبين البيئة التي ننسب إليها
وهذه الفكرة توافق دوما الفكرة التي أؤمن بها ألا وهي ان الإنتماء يكون للمكان والبيئة التي تربينا فيها وليس إلى جذورنا وأصولنا
لكن ما راقني أكثر في القصة أنها تطرقت للنفس البشرية هذه النفس التي كثيرا ما يأخذها الكبر و الغرور
الكثير يقولون أن الإنسان حيوان ناطق
والبيولوجيون يقسمون الخلايا الى ثلاث مجموعات خلية حيوانية وخلية نباتية وخلية بكتيرية
و الخلية البشرية تعتبر خلية حيوانية
كثيرا ما نقول ان الله ميزنا بالعقل و نتكبر و نصاب بالغرور و ننعت غيرنا بالحيوانات على اساس ان الحيوان ليس له عقل و مسيّر ولكن ننسى ان تمييزنا بالعقل هو للعمل في هذه الدنيا و الاصلاح و هذا من اسباب تكليفها وثم نحاسب نعم نحاسب حتى على اذية الحيوان عديم العقل بينما الحيوان ان اذانا رغم انه لا يؤذي الا دفاعا عن نفسه او خوفا فلن يحاسب على ذلك
كما تطرقت ان النفس البشرية ضعيفة جدا و بمجرد ان تتعرض لخطر او جوع تستيقظ فيها الغرائز الحيوانية بحيث ان الانسان ان تعرض للجوع وكان الأكل المتوفر قليلا يمكنه ان يؤذي الجميع من اجل الحصول على الطعام لوحده او يمكن ان يصبح عبدا لمن اعطاه الطعام نفس الشيء ان تعرض للالم
و ان تعرض لخطر يهدد حياته يمكن ان يضحي بالجميع من اجل ان يبقى حيا
في مثل هذه الحالات يمكن للانسان ان يغيب عقله كليا
كم هي تافهة هذه النفس البشرية عندما تغتر و تتكبر و تنسى هدفها بالحياة وهي هشة يمكن ان تعصف بها نوبة الم قوية او فترة ثلاثة ايام دون طعام
رواية لطيفة مقدار السلبيات فيها كبير جدا ولكن فيها مقدار اكبر من العبر و الدروس و التجارب التي يمكن اكتسابها و التشبع بها دون تجريبها بشكل شخصي