اقتباسات من رواية في ممر الفئران

ومن الجلي أنه سيعيش ويموت خامد الذكر. سوف تنسى الأرض أنه مشى عليها يوما، فقط يعيد للتربة بعض الكربون والنيتروجين كانت أمه قد اقترضتهما من الوجود وحان وقت إرجاع القرض.

الثورات لا تقوم ضد الطغاة، بل تقوم ضد البلهاء أولا. عندما يصير ثلاثة أرباع الشعب ضدك، وقد آمنوا أن الطغيان أمر إلهي، وأنهم أسعد حالا تحت سلطة أبوية غاشمة.. عندها يصيروا متأهبين لرجمك.

‫الأحلام هي: «ما رأيناه.. ما سمعناه.. ما عرفناه.. ما نتمنى أن نجربه.. ما نحن مرغمون على أن نجربه.. ما تخيلناه.. ما هو طبيعة في أجسامنا».

الثورات لا تقوم ضد الطغاة، بل تقوم ضد البلهاء أولًا. عندما يصير ثلاثة أرباع الشعب ضدك، وقد آمنوا بأن الطغيان أمر إلهي، وأنهم أسعد حالًا تحت سلطة أبوية غاشمة.. عندها يصيرون متأهبين لرجمك.

‫ـ أن يملك أحدهم مزية الإبصار.. أن يرى.. أن يراقبنا.. أن يظفر بالنور بينما نحن في ظلام مدلهم. هذه هي فكرتي عن الظلم وهذه هي فكرتي عن الثورة.

‫أبقِ رأسك منخفضًا وابتعد عن أي تفكير في النور، واحرص على ألا تعتقلك الشرطة. أطع الجميع. اصمت. عندها قد تمضي حياة طيبة وتموت سعيدًا. وفي العالم الآخر قد ترى في نهاية النفق بصيص النور الذي حكى عنه الأقدمون.

هذه من «قوانين مورفي» الشهيرة: لو كان هناك شيء يمكن أن يفشل فلسوف يفشل.. وسوف يفشل بألعن طريقة ممكنة.

‫يا معذبي.. أي عقلي الذي لن يرضى أبدًا ولن يهمد أبدًا…

‫أي عقلي يا ألد خصم لي على ظهر البسيطة.. أيها الحاقد الأعظم يا من لا يرضى.

إن كان لا منجى من الظلم، فمن الحكمة أن تكون مع الظالمين لا المظلومين.

‫برغم قذارة الاختيار، فهو يشعر براحة عميقة.

‫شعر بأنه شجاع. من يقبل أن يكون نذلًا رجيمًا يلعنه الجميع فلا بد أنه شجاع.

القومندان هو كل هؤلاء. تلك الزمرة الحاكمة. الجنرالات والعلماء القادمون من روسيا والصين وبعض الدول الأوروبية والأثرياء العرب. القومندان فكرة. لقد قرروا أن يصنعوا لأنفسهم مجتمعًا مسيطرًا خاصًّا بهم. ولما كانت الشعوب ميالة إلى الفكرة المجردة، ولدت صورة القومندان الذي كان راهبًا آتيًا من التبت.. في الحقيقة لا وجود له.. لا وجود له على الإطلاق

‫كان يزداد غضبًا وضيق خلق، وبدا كأنه كان حانقًا على الظلم، ثم صار حانقًا على المظلومين العاجزين أنفسهم.

سوف نمرح قليلًا إلى أن ينكشف أمرنا ونُعلَّق بين جبلين. الظلم ينتصر دومًا في النهاية، والنهايات السعيدة استنفدتها السينما فلم يعد باقيًا منها ما يكفي لعالم الواقع.

أن الثورات لا تقوم ضد الطغاة، بل تقوم ضد البلهاء أولًا. عندما يصير ثلاثة أرباع الشعب ضدك، وقد آمنوا بأن الطغيان أمر إلهي، وأنهم أسعد حالًا تحت سلطة أبوية غاشمة.. عندها يصيرون متأهبين لرجمك.

ولو استطاعت أن تبقى هناك لخانت الثوار ولألقت قصة حبها في النهر لتغرق لكنهم لم يريدوا بقاءها هناك، من ثم قررت أنه لا دور لها سوى أن تكون ثائرة لا يتعلق الأمر بخيانة أو إخلاص. لو منح أي منا هذه التجربة لاختار النور مهما كان الثمن. من السهل أن نتفلسف ونحن نجلس على الشط نبلل أقدامنا بمياه الغضب، لكن لا نجسر على السباحة. الثائر الذي لم يُختبر يظل ثائرًا.

‫كما هم العامة الجهلة في كل مكان وزمان.. يعشقون العبودية ويهوون الخضوع، ويقنعون أنفسهم أنهم يكرهون ما يكرهه الحاكم ويحبون ما يحبه. أي أنك لا تطيع الحاكم بل تطيع نفسك أولًا.

‫ـ فاتن. زوجتي. أولئك الذين عرفوا النور في شبابهم هم من يعاني أقسى المعاناة. يصابون بنوبات جنون كهذه من حين لآخر لأنهم يشعرون بأن الظلام يجثم على أنفاسهم ويخنقهم. إنهم لا يصدقون. أما من ولدوا بعد الظلام فلا يمرون بأعراض كهذه.. أعتقد أنه شعور من يفيق من غيبوبة ليجد أن القبر انغلق عليه.

‫لكن القومندان اختار لكم الظلام عقيدتكم هي الظلام الظلام مقدس الظلام طاهر لهذا يجب أن تعيشوا فيه أبدًا النور دنس يلوث الظلام لهذا يحرم عليكم البحث عنه لا أحد يشعل نارًا حتى لو كان هذا ممكنًا لا أحد يبحث

هل يتوقعون أن تتحسن الأمور؟ الأمور لا تتحسن أبدًا. تاريخ البشرية هو حشد من الحماقة والمصائب. فقط يتطور العلم. وتطور العلم لا يمد يد العون للأخلاق، لكنه يجعل الشر أكثر براعة وتعقيدًا. قارن بين آثار حرب طروادة وبين القنبلة الهيدروجينية.. قارن العهر في أثينا القديمة بأعياد «ماردي جرا» المعاصرة ونوادي التعري وتجارة البورنو. لقد انحدرت البشرية إلى القاع وحان الوقت كي تُمحى.

والرئيس الأمريكي عادة، إما أن تتحسن الأمور فيشعر بـ«تفاؤل مشوب بالحذر»، أو تسوء فيشعر بـ«قلق».

‫‏

‫في البدء تكون إشاعة..

‫تنتقل همسات من حين لآخر. البعض يحسبها مزحة. البعض يقول إنها سخف من الهراء الذي يملأ الشبكة العنكبوتية.

‫ثم تتضخم الأكذوبة.. تكتسي بثياب من الحقيقة.. ليست أكذوبة أبدًا.