رواية مرعبة بحق.. تجد فيها مزيجاً من رواية العمى لساراماجو ، ورواية ١٩٨٤ لاورويل ولكن بنكهة جديدة ، تجسد الواقع بطريقة رمزية موحشة ، ان تحرم انت ومن حولك من النور بينما يحتكره اخرون ويتنعمون به دونك ، دون سبب مقنع.. ان يعيش مجتمع كامل الظلمة والظلام والظلم حتى يعتادوه تماما ولا يقبلوا اي شيء اخر سواه حتى لو كان هذا الشيء هو النور!!
ان يقابل من يثور على الظلام والظُّلام ، ومن يحاول فتح العيون الى حقها في الحصول على النور ، على انه مهرطق ومتمرد ومخرب ..
ان تقبل استلاب حقوقك التي وهبها "الله" لك .. ولا احد سواه .. دون وجه حق .. وترضى بذلك وتقاتل من يحاول اعادته اليك ، لهو والله الرعب ذاته ..
رواية تجسد واقعاً اليماً ، عن الظلمة التي نعيشها ، عن الفقر والجهل واستلاب الحقوق واحتكار ما ليس لأحد وانما للجميع ، عن من يعتبرون انفسهم آلهة على الارض فيأمرون وينهون ويقتلون وينتهكون كل حق .. و كل شيء ، وعن اغماضنا اعيينا ، وتقبلنا لما اجبرنا على العيش فيه بكل رحابة صدر ، عن الثورة والثوار واشباه الثوار ، عن الخونة والمستفيدين والمتسلقين على الاكتاف ، والمتسلقين الى مجدهم من فوق الجماجم والعظام المحطمة ..
لا تحتاج لقراءة سطور الرواية حتى تفهمها ، واذا قرأت سطورها فلن تفهمها، لن تفهمها الا اذا قرأت ما بين السطور ، وحللت الرموز .. لن تفهمها الا اذا كان ممر الفئران ذاك هو ما تعيشه واقعاً حقاً محققاً . اما فيما عدا ذلك .. فلن تفهم اي شيء .