اقتباسات من كتاب الفلاسفة والحب؛ الحب من سقراط إلى سيمون دي بوفوار

والشهوة التي لا تستمر لا نتذكرها «إلا قليلًا». أما الصداقة، فعلى العكس، تغمرنا بحرارة دائمة ومعتدلة. فهي متينة ويمكن الوثوق بها. سامية من جميع جوانبها. «وتصون طريقها بمسير رائع وشامخ، ناظرة حولها في خيلاء». أما الرغبة العاطفية «فتمرِّر أطرافها أسفل

وأن يرتاب في «دقّات القلب» لأنه أكثر تقلّبًا من عضوه الأهوج. واستبعد أن يترك ذاته لمشاعر يخاطر معها بالضّياع الكامل. بل ما يهمه هو الحصول على المتعة، والتخلي عن «الغوغائية»، كما دعا إلى ذلك شوبنهاور في ما بعد.

وهنا نتذكر العبارة التي صاغها فرويد بكثير من الدقة، حين قال إن أجهزتنا المناعية تكون في أضعف حالاتها حين نحب. وأن الألم يفر من أنصار مذهب السعادة (الإيدونيست) مثلما هاجمت الأوبئة عمدة بوردوفي قصره!

يقول مونتاني: «فليتجه المرء قدر المستطاع إلى الحرية واللامبالاة»، ويحذِّر من الاستسلام لقدرة «الوسائط العاطفية» المربكة بل وينصح بالتزام شاطئ الذات

«أعظم ما في الكون هو أن يكون الإنسان ملكًا لنفسه، وأن يُعير نفسه للآخر، ولكن لا يمنح نفسه إلا لنفسه».

لا توجد فينوس من دون أن يوجد كيوبيد

«ينبغي أن نتوقف عند هذا الحد، فالحب لا يزعج إلا المجانين

وتعدّ المطاردة، وليس افتراس الطريدة، هي ملح وفلفل العمليّة بالنسبة له.

أحب كثيرًا الجروح كما أحبّ الكدمات. والضربات القاطعة، كما الضربات المدارية». فالنار تُصدر ضجيجًا عند ملامستها للثلج. «والمتعة كذلك تبحث عن الاستثارة من خلال الألم. وتزداد روعتها إذا نضجت وتورّمت

ما من متعة تمثل شرًا فى حد ذاتها، أما تلك التي تحمل من المتاعب أكثر مما تحمل من المتعة، فينبغي التخلّص منها

فكل الطرق مسموحة، لمواجهة خطر الحب بالنسبة للوكريس

نمحو الجراح القديمة بندوب جديدة!

من البديهي أن يعرّضنا الحب الحصري لعذابات هائلة محتملة، ومن الضروري أن نتخلّى عنها إلى الأبد.

نبهنا لوكريس الذي يرى أن «تجنب الوقوع في شرك الحب أهون من التخلص منه»

هكذا يكون الحب نتاجًا لتكوينات من الأحلام والأوهام المخادعة. إذ ينشأ عن الخيال في جزء كبير منه، وبالتالي لن يستطيع أن يعود ليتأقلم مع الواقع بمحدوديته. بل إن الحب لن يستطيع أن يكتشف كم هوكاذب إلا حين يكون مؤكدًا

لا شيء كثيرٌ جدًا

فتنبع مرارة ما، من قلب مصدر الملذات، وتهاجم العاشق بقوة حتى وإن كان غارقًا في قلب زهرة

يجد رجلٌ متجوِّلٌ منهكٌ فراشًا، ويتمدَّد عليه، فيهدأ! ويأكل جائع طبقًا من العدس، فيشبع! أما مع الحب، فالأمر يختلف، فهو الجدير بأشد العذابات الاسطوريّة. لا سيما عذاب تانتالوس، المحكوم عليه بمشاهدة الماء وهو يتلاشى من على الأرض، فيما يحاول اللحاق بقطرة منه تروي عطشه ..

⁠‫«لذة الحب لا تدوم سوى لحظة، أما ألم الحب فيدوم طوال الحياة…»

«إننا لا ننتحر بسبب الحب من أجل امرأة، بل ننتحر لأن الحب، أيّ حب، يكشف عُريَنا، وبؤسنا. يظهرنا عُزّلًا وسط العدم»