اقتباسات من كتاب الفلاسفة والحب؛ الحب من سقراط إلى سيمون دي بوفوار

«من دون التطلّع والرغبة فلن تكون لنا قيمة بعد الآن».

فالصداقة الحقّة هي اختيار، إعجاب وإثراء متبادلَيْن. وهي تحقّق الوحدة التامّة بين الارتباط والحرية.

ثمّة فكرة سائدة بأن الفلسفة والحب لا يجتمعان! ويقطن كل منهما في غرفة منفردة، منذ العصور الحديثة على الأقل.

"جعلتني ريجين أتلوّى مع كل رغبة من رغباتها وأقضي النهار وأنا أسلّيها، إذا كان مسموحا لي، وأن أسعد بذلك ولكنني لم أقبل أن يسلب مني فكري وأفكاري اللذان أودعتهما حياتي لأن ذلك يعني موتي الروحي"كيركجيارد

«لذة الحب لا تدوم سوى لحظة، أما ألم الحب فيدوم طوال الحياة…»

عزلة مزدحمة! ولكنها عزلة مع ذلك. ما من حب يدوم وسط هذا العالم، إذن، ما من حب على الإطلاق مع الأسف. والسعادة الوحيدة المتاحة هي التي نبحث عنها داخل أنفسنا. تلك، في ما يبدو، هي الرسالة النهائية التى أرسلها الوحيد

عزلة مزدحمة!

لقد كانت تمتطي حصانًا، وترتدي زيّ الرجال. ومع رفضي لذلك النوع من المسخرة، إلا أنها كانت ساحرة، ووقعت صاعقة الحب

مع ذلك فروسّو لم يطلب إطلاقًا، كما فعل لوكريس من قبل أو شوبنهاور في القرن التالي، أن نتخلى عن أوهام الحب. إنهم كمن أراد أن يحرث البحر! حتى أكثر النسَّاك ورعًا ليسوا في مأمن من أن يصيروا أطفالًا صغارًا أمام امرأة جميلة

لن يمرّ الحب

⁠‫إذن فلا بُدّ أن نمرّ بالحب. وأن نشذِّب نتوءاته مستخدمين الطاقة الفَيّاضة التي تنبعث منه. من هنا تولّدت محاولات تخطي اليوتوبيا والذهاب أبعد من ذلك عند روسو على إثر ملاحظة الوقائع الناتجة عن الحب.

لقد عرف روسو تلك الحقيقة قبل آراجون Aragon: ما من حب من دون أن يجرح، وما من حب من دون أن نذبل فيه. ما من تعلّق من دون قلق يفيض من الأعين

فلنواجه أنفسنا إذن بأننا سنكفّ عن العشق آجلًا أو عاجلًا، وأنه حين ينتهي الحب، نرى أنفسنا على حقيقتنا. ونبحث بدهشة عن من نحب؛ وحين لا نجده، نحبط أمام ما تبقّى لنا، وغالبًا ما نشوّهه في خيالنا أكثر بكثير مما نضيف

كتب لاروشفوكوLa Rochefoucauld: «هناك أناس ما كانوا ليصيروا عاشقين أبدًا لولا أنهم سمعوا مَنْ يتكلم عن العشق»

بالنسبة لبلوم، أن يكون المرء «رومانسيًا» في حاضرنا، يشبه محاولته الحفاظ على عذريته وهو يحيا في بيت دعارة. «إذ يشتبك مع الوضع العام، ويفتقر إلى ما يدعمه».

كتب آلان بلوم Allan Bloom: ذات يوم قال رجل سويسري للفرنسيين إنه لا يفهم شيئًا في الحب! واعتبره الفرنسيون أستاذهم في فن الحب. لا عجب!»

إذ يقول الفكر الرومانسي إن الحب يشتمل على شيء ما يؤدّي بنا إلى الموت. وحين شحبت ألوان العالم بفعل التجارة والعِلم، ظهرت المحاولة اليائسة لإعادة البهجة إليه، وكانت تحمل عنوانًا معروفًا للجميع: جان جاك روسو.

كتب رامبو Rimbaud: «آه، لقد اكتست عظامنا جسدًا جديدًا من الحب».

كان ممزَّعًا حتى في مماته.

آه يا ميشيل المسكين، لقد ذكرت أشياء ساحرة، ولكن كما رأيت فالحب في مثل عمرنا لا يأتينا بما ذكرته أنت. ولا نمتلك سوى شيء واحد لنفعله: هوأن نتنحَّى جانبًا في صَرَاحة تامة

❞ آه لو يأتي الحب من جديد «كان ليعيد إليّ اليقظة والرصانة والسمو، والعناية بنفسي: ويدعم قدراتي، ولا تستطيع تجاعيد الشيخوخة، تلك التجاعيد المشوّهة والمثيرة للشفقة، أن تَقوى على أن تفسده: فيعيدني إلى الدراسات المقدّسة والحكيمة التي بها أستعيد نفسي المحترمة والمحبوبة، ويطرد عن عقلي اليأس من الذات ومن نفعها وأعود إلى ذاتي. مطلقًا نفسي في آلاف الأفكار الخانقة، والشجون الكئيبة التي نحملها في هذه السن بفعل الفراغ والحالة الصحية السيئة، ويعيد الحرارة، على الأقل في أحلامنا، إلى الدم الذي فارقته طبيعته، فيقوّي النفس ويطيل الأعصاب وتستعيد الحياة شبابها وطَرَبها، لهذا الرجل المسكين الذي يأخذه القطار سريعًا إلى نهايته». ❝

اقرأ الكتاب على @abjjad عبر الرابط:

****

#أبجد

#الفلاسفة_والحب؛_الحب_من_سقراط_إلى_سيمون_دي_بوفوار