في الحقيقة، ليس من السهل وضع مراجعة أو الكلام على هذا الكتاب، فهو، ومن دون مبالغة، ربما يكون من افضل الكتب وأمتعها على الإطلاق!. ففي كثير من صفحاته، تشعر وكأن الموضوع خاص بك، مثل تلك الجوانب التي يتكلم الكاتب فيها عن مواقع التواصل، ووصول الأمر عند الكثير – وللأسف- إلى حد الإدمان، وبعض الأمثلة والحوادث بهذا الخصوص، والدراسات التي قامت حول هذا الموضوع. وبالطبع، مع الوصف الساحر الذي تمتع به الكاتب.
يتكلم الكتاب عن" الماجريات" كما هو واضح من عنوانه، ويقصد الكاتب بالماجريات ، هي الأحداث والوقائع والأخبار، فالكتاب يدور حول فكرة الانهماك بالماجريات اليومية وما فيها من ضياع للأوقات وقتلاً للأبداع وانصرافا عن أي مشروعات حقيقة.
يدلل الكاتب ، ومن خلال خمسة نماذج كبيرة ، وهي البشير الابراهيمي، ابو الحسن الندوي، عبد الوهاب المسيري، مالك بن نبي، فريد الانصاري، نعم، فالكاتب يدلل على فكرته بهذه النماذج العملاقة ورأيهم بالماجريات ، وكيفية انصرافهم عنها، كلاً على طريقته. ويتخلل هذا بالطبع، جزء من سير هؤلاء العمالقة، ومع تبيان للوضع أو الحال التي كانوا عليها، وهو في الحقيقة متعة كبيرة ، فالواحد يشعر بالمتعة وهو يقرأ عن مثل هؤلاء ولهم، خصوصاً اذا كان بهذا الشكل الذي طرحه الكاتب.
وكما قلت، من الصعب الكتابة عن هذا الكتاب، لكن لو سٌلت عنه، فأنني لن أتردد بأن انصح بقراءته ، فهو فعلاً من تلك الكتب التي لن تندم على قرأتها.