الجريمة والعقاب الجزء الأول - فيدور دوستويفسكي, حسن محمود
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

الجريمة والعقاب الجزء الأول

تأليف (تأليف) (ترجمة)

نبذة عن الرواية

حلق الأدب الروسي عاليا في سماوات اللغات الأخرى، وأثر تأثيرا كبيرا في حركة الأدب العالمية، ودوستويفسكي نجم هائل لا ينطفئ وهجه أبدا في سماء الأدب الروسي والعالمي، و"الجريمة والعقاب" لؤلؤة دوستويفسكي الثمينة التي تطرح الجدل البشري الأزلي الأبدي حول الخير والشر، حول مرتكب الجريمة واللعنة التي تطارده، حول صرخة البرئ التي تظل عالقة في الأثير حتى بعد الرحيل. وصفت "الجريمة والعقاب" بأنها رواية فلسفية، وبأنها رواية نفسية، بل وصفت بأنها " الرواية النفسية" بألف لام التعريف. لكن الجميع قرأها، من المتخصصين بشدة في المجالين إلى القراء النهمين في كل بقعة في العالم. إنها رواية دوستويفسكي الطويلة الثانية بعد عودته من منفى عشر سنوات في سيبيريا، وتصنف بالرواية العظيمة الأولى في مرحلة الكتابة الناضجة لديه. صدرت الرواية لأول مرة منشورة كاملة عام 1867م وذلك بعد نشرها مسلسلة عام 1866م. إنها مكنونات النفس البشرية وهواجسها وأحلامها وخطاياها مسطورة في رواية واحدة. "الجريمة والعقاب" الرواية الحية الباقية، الثابتة في كل لوائح العالم حول أهم الروايات التي ألفها البشر. الرواية المقروءة دائما، في طبعة جديدة من آفاق.
4.6 173 تقييم
2685 مشاركة

اقتباسات من رواية الجريمة والعقاب الجزء الأول

يخيل الي أن الرجال العظماء حقا لا بد أن يشعروا على هذه الارض بحزن عظيم

مشاركة من tarek hassan (طارق حسن)
كل الاقتباسات
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات رواية الجريمة والعقاب الجزء الأول

    177

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    5

    مقدمة:

    قرأت هذه الرواية بترجمتها العربية للدكتور سامي الدروبي... وكان علي أن أقرأها منذ زمن حقا...ولا شك بأن المترجم قد أبدع فعلا في ترجمته لهذا النص الأدبي العريق.....وكلما قرأت عملا أدبيا بهذه الروعة تمنيت لو استطعت أن أقرأه بلغته الأم الذي كتبت به...

    تدور أحداث القصة في بيترسبيرغ التي تسكنها مختلف طبقات المجتمع الروسي.. وقد كانت روسيا في ذلك الوقت تسعى إلى التوسع وزيادة نفوذها.. فرافق ذلك ركود اقتصادي جعل هناك فقرا خفيا في معظم المدن الروسية الكبيرة مثل موسكو وبيترسبيرغ..

    في هذه الرواية يعرض الكاتب الفقر بصورته العارية... الفقر الذي ينزل بالنفس البشرية إلى أدنى المستويات... تخفتي الأخلاق.. تضمحل الإنسانية إلى أحقر صورها حتى تنكشف حيوانية البشر.... يتكالب الفقراء وتستعر نفوسهم ويعتدي بعضهم على بعض..

    يوظف دستويفسكي قدرته في الوصف والتشخيص بشكل كبير في رسم عدة شخصيات في هذه الرواية بحيث لا يشبه أحدها الآخر... وهو يغرقك في وصف الشخصية وفيما تفكر به حتى إنك لتشعر أنه تعرفها حق المعرفة...

    القصة:

    بطل القصة – روديون راسكولينكوف طالب فقير يعتمد في نفقاته على ما ترسله أمه وأخته له.. وقد أجبرت أخته على أن تعمل خادمة عند أحد الأغنياء اللئيمين....

    ويحدث أحيانا أن يرهن راسكولينكوف بعض أغراضه الشخصية عند عجوز جشعة طماعة تستغل حاجته إلى المال فتبخسه حقه.. ولهذه العجوز أخت ساذجة تعاملها كالخادمة وتستغلها أيضا في إنجاز أعمالها الجشعة..

    يفكر راسكولينكوف في وضعه المالي وفقره ويفكر في وضع أمه وأخته ثم يخطط لقتل تلك العجوز في غياب أختها.. ولكن الحظ لا يسعفه فعندما يذهب ليتقلها يترك الباب مفتوحا وتدخل أختها فيقتلها هي الأخرى وتصبح الجريمة جريمتين...

    ثم يحاول راسكولينكوف بشتى الوسائل أن يخفي آثار جريمته ويبعد عن نفسه الشكوك وينجح في ذلك لكنه يبقى فريسة للندم والقلق والتخبط الذي يكاد يقضي عليه....وبسبب انفعالاته يشك به المحقق الذي يجري عليه ألاعيب نفسية ليوقع به ....

    يتعلق في هذه الفترة بفتاة خجولة جميلة– سونيا - لكنها فقيرة تضطر إلى ممارسة البغاء لتسد رمق عائلتها.... ثم يعترف لها بجريمته وتدعوه هي إلى تسليم نفسه والاعتراف لعل الله يغفر له..

    بسبب الصراع في داخله يقرر أخيرا أن يذهب إلى مركز الشرطة ويعترف بجريمته بعد أن أفلت بالفعل من الاتهامات الموجهة إليه..

    يصدر حكم مخفف عليه بثماني سنوات مع الأشغال الشاقة ويقضيها في سجن سيبيريا في انتظار أن يخرج ويلتقي بحبيبته سونيا.

    قد تبدو هذه الأحداث عادية... لكن ما يجعلها رواية فريدة هة أسلوب دوستويفسكي في طرحها...

    أولا هذه الرواية هي دراسة نفسية سيكولوجية مستفيضة لنفسية القاتل وطريقة تفكيره... تدخلك إلى أعماق عقله لتعرف دوافعه والأسباب التي جعلته يتصرف على ذلك النحو...

    ثم إن أسلوب دوستويفسكي فريد من نوعه.. ليس أسلوبا عاديا.. فهو يستخرج من نفسك أعمق المشاعر وأكثرها استخباء واستحياء... ينزل بك إلى أدنى المستويات البشرية... يهزك هزا... يدخل بين لحمك وجلدك وتحت أظفارك... بل ويجعل غداءك لا يستقر في معدتك أحيانا..

    الجريمة:

    يسرد دستويفسكي ويناقش مسوغات الجريمة ودوافعها التي قد تدفع المرء إلى حد يقدم فيه على إنها حياة شخص آخر...

    الفقر؟..الذي طالما نهش ظهره وأقعده في بيته من الجوع وقلة المادة؟

    الانتقام؟ لنفسه من تلك العجوز القذرة الجشعة التي لا تنفك تستغله وتستأثر بالمال؟

    هل آلى على نفسه أن يحمل عبء هذه المهة ليخلص العالم من هذه العجوز المرابية التي لا تعدو على أن تكون حشرة ينبغي قتلها؟

    في مقالة يكتبها راسكولينكوف - وينشرها في مجلة – هو يقسم الناس إلى فئتين: العاديون الطيبون الذين خلقوا محافظين ويحبون أن يعيشوا في سلام – وهم عامة الناس... وفئة الخارقين: الذين يحبون أن يكسروا النظام وهؤلاء ميالون لأن يصبحوا مجرمين...وهم أقلاء جدا...

    تمثل الفئة الأولى الناس المسالمين الذين يتقيدون بالقوانين لأن ذلك هو أسلم وأسهل... وأما الفئة الثانية فهي تمثل فئة معينة آثرت على أن تكسر المعتاد وأن تقف في وجه التيار ويمثلها الحكام والقادة والعلماء والمشاهير.. ثم يتطرف راسكولينكوف حتى يخلص إلى نتيجة أن هؤلاء المشاهير لم يكونوا كذلك إلا بعد أن قاموا بإزاحة أناس من طريقهم ليحققوا شهرتهم.. بل إن شهرتهم قامت على ذلك فكل هؤلاء مجرمون بطبيعتهم...بل ويحق لهم أن يقتلوا ويجب.. حتى يستفيد الناس من طاقاتهم وخبراتهم وقدراتهم...

    أما السبب الحقيقي الذي دفع راسكولينكوف إلى القتل فهو: الخروج عن المألوف... أن يقطع النهر إلى الضفة الأخرى.. إلى حيث يقف من يستطيع أن يفعل...أن يجرب أن يقتل....

    وقد تجرأ وسمح لنفسه أن يصنف نفسه ضمن الفئة الثانية – الطبقة العليا - .. التي لها الحق في القتل... ثم إنه وضع مسوغات لفعلته؛ فقال لنفسه إنه بقتله لتلك العجوز يسدي خدمة للمجتمع بأن يخلصهم منها.. وهو في نفس الوقت يوفر على أخته عناء الخدمة في البيوت.. ويكون لنفسه نواة يبدأ بها حياته من جديد...

    إن راسكولينكوف يمثل القدوة الأولى لكل مجرم... فهو يسوغ لنفسه أقبح جريمة في التاريخ وهي القتل..

    وهذه جريمة أكبر من القتل نفسه....

    العقاب:

    لقد بدأ راسكولينكوف يتجرع ألم العقاب منذ أول يوم أقدم فيه على جريمته.. قلق واضطراب...نزاع وصراع... مرض وأرق وحمى... أصبح يفسر جميع الملاحظات اتهاما له.. وكل النظرات إليه شكوكا فيه... لم يذق طعم الراحة يوما واحدا... ولم يهنأ بلقمة واحدة... وأصبح يكره الناس جميعا ويكره نفسه..

    ولم يرتح بال راسكولينكوف حتى بعد أن وشى بنفسه ودخل السجن وعمل فيه أعمالا شاقة.... فقد ظل حاله يذكره بأنه في يوم من الأيام خضع لجبروت السلطة والنظام... لقد كُسر كبرياؤه.. لقد سمح لهم أن يتهموه بجريمة .. ثم يحاكموه.. ثم يقتادوه إلى السجن.... لم تكن تلك الأغلال التي في يديه هي التي تؤلمه... إنما تلك الأغلال الخفية التي وضعتها سطوة القانون وجعلته يخضع لهذا كله... لماذا لم يكن باستطاعته أن يحاكم نفسه بنفسه.. وأن يعاقب هو نفسه بالعقوبة التي يراها مناسبة له؟!

    لقد كان راسكولينكوف يملك من الكبرياء ما جعله حتى لا يكتشف حبه لسونيا إلا بعد انضاء سنة عليه في السجن...

    كان ذلك الاكتشاف هو خلاصه الأخير.... نعم... الحب... هي تلك القوة العظيمة الوحيدة التي يمكنها أن تنشله من براثن الألم والخطيئة....

    خاتمة:

    لقد نجح دوستويفسكي في أن يجعل القارئ يشفق على الجاني والضحية في الوقت نفسه...

    كلنا نخطئ ونفعل أمورا نستحيي منها ثم نندم ونتمنى لو كان باستطاعتنا أن نغير الواقع... وهذا جزء من كوننا بشرا.. إنها قدرتنا على أن يجعلنا شهورنا بالذنب نحاول أن نصحح خطأنا وأن نسعى إلى مزيد من النضج في شخصيتنا....

    ونحن في هذه الأيام نعيش في زمن كثرت فيه الجرائم والحروب والقتل... فكم من هؤلاء القادة مجرمي الحرب والسلام ممن يعيشون في ألق السلطة وشهوة القيادة يمارسون "حقهم في القتل"؟

    كيف ينام هؤلاء ليلا إن لم يجدوا لجرائمهم مسوغات كمسوغات راسكولينكوف؟

    الجريمة والعقاب رائعة دوستويفسكي... من الروايات التي يجب أن تُقرأ... أنصح بها بشدة..

    Facebook Twitter Link .
    17 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    كتبت الرواية في مجلدين هذا أولاهما...

    تحديات الرواية كانت:

    -اسماء الشخصيات الصعبة للقراءة.

    -بسبب صعوبة الاسماء الروسية احياناً كنت ضيع بين الشخوص وخصوصي بالبداية ثم اعتدت على الامر.

    ميزات الرواية كانت:

    -القصة متسلسلة وليست معقدة....

    -غوص الكاتب في الشخصيات وتحليل ردات افعالهم بشكل رشيق بعيد عن الملل بل بشكل ذكي جداُ اقرب للاسهاب ولكن يكون عظيم التأثير....اذ هو يوصف ما يعتلج في نفوس الشخصيات في مختلف الظروف وكثير من الاحيان يتكلم ما انت قد تشعر به او شعرت به حقاً بتوصيف دقيق بشكل مثير للاعجاب.

    -بعض الحوارات ذكية جداً وخصوصاً في منتصفها وفي اخر فصلين.

    -الحكم والعبر والجمل التوصيفية لواقع الحياة العبثي على لسان البطل ورفيقه.

    بالمختصر كلشي بكفة ودوستويفسكي بكفة.

    نصيحة عند البدء بقراءة الرواية ضع قلم وورقة واكتب اسماء الشخصيات وحاول تربط بينهم حسب سير الاحداث مشان ما توقع باللبس احياناً.

    Facebook Twitter Link .
    8 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    3

    الجريمة والعقاب تجربتي الأولى مع الأدب الروسي ودوستويفسكي، وتدور أحداث الجزء الأول من الرواية حول شخصية بطلها راسكولنيكوف الطالب الجامعي الذي رفض من الجامعة، وأصبحت الديون وصعوبة حياته من المؤثرات السلبية التي جعلته يقتل امرأة عجوزاًَ وأختها؛ حتى يستعيد الأشياء التي رهنها عند العجوز، ويسرق منها المال، ولكنه لم ينجح في جريمته، وأنفق المال الذي حصل عليه من أمه وأخته على رجل تعرف عليه بالصدفة في إحدى الحانات، وتعرض راسكولنيكوف لوعكة صحية في الفترة التي ارتكب بها الجريمة، وتتوالى الأحداث؛ وخصوصاً مع ظهور شخصية صديقه رازومخين الذي اهتم بصحته أثناء تعرضه للوعكة الصحية، بالتزامن مع اهتمامه بقضية قتل المرأة العجوز التي أصبحت من القضايا المشهورة.

    حقيقة لم تكن الرواية كما وصفها لي الكثير من القراء، أو تحديداً مثلما سمعت عن كتابات دوستويفسكي، فأصبت بملل شديد في أول 65 صفحة، وفي أكثر من مرّة قررت التوقف عن قراءتها؛ حتّى مررت عن الكثير من الصفحات؛ نتيجةً للملل في الطرح، ورتابة الأفكار، وطول السرد الذي لم يخدم الرواية؛ إلا أنه كان مجرد تمهيد لها لا أكثر؛ من أجل تفسير دوافع ارتكاب راسكولنيكوف جريمة القتل، وكنت أتمنى أن تكون الرواية أكثر وضوحاً ومباشرةً، وبعيدةً عن الكلام الزائد الذي برأيي لا يحتاج إلى هذا العدد الكبير من الصفحات، وأتمنى أن يكون الجزء الثاني من الرواية أكثر وضوحاً، وبعيداً عن الملل.

    Facebook Twitter Link .
    3 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    فرغت للتو من الجزء الأول و الحقيقة أن هذا الجزء لم يترك في نفسي أي إنطباع سوى مشهد الفأس و هي تهوي على جمجمة العجوز أو ربما جانب اللامعقول في النفس البشرية . لكن الذي يشد الإنتباه بقوة هو هذه الأصالة و العبق الذين نلمسهما عند عباقرة الأدب كنجيب محفوظ و غيره . لكن ما يميز أعمال دوستويفسكي أنك تشعر و كأنك تشرب فنجان قهوة "مضبوطة" مصنوعة من أجود أنواع البن الطبيعي . كل شيء في مكانه دون أي فدلكة أو تصنع . حتى عندما يغوص في أعماق النفوس لكشف دوافعها ، يفعل هذا بتلقائية عجيبة دون أي تكلف أو تعسف .

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    (7) | 📖

    من أكثر الروايات شُهرة ل دوستويفسكي، للآن وبالجزء الاول بالرغم من طولها إلا ان كثرت التفاصيل أفسدت جمال الرواية، لكن من يعلم فقد نحتاجهُم.. وصلت لأعماق كياني، لداخلي وأخرجت ظلامي، خُصوصاً ذلك الجزء عن مقال البطل الذي نُشر بالجريدة، غريبٌ هو هذا.. فكيف يقوم طالب قانونٍ بمثلِ هذهِ الجريمة؟، انتهينا من الجريمة وسننتقِل للعقاب.

    السبت، ٢١مارس.

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    الروايه جدا جميله لكن ،، هناك مبالغه وإسهاب في الشرح أضافه الى ان طريقه السرد ممله

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    أحبائي

    الأديب الكبير المعلم فيدور دوستويفسكي

    عمل رائع

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    #فقرة_اعرف_رواية

    الجريمة والعقاب/ دوستويفسكي

    لطالما ترسخ في ذهني مشهد كلما قرأت كلمتي "الجريمة والعقاب" أن أحدًا يُنفذ فيه حكم قاسٍ لارتكابه جريمة ما. لكن الأديب الروسي الكبير فيودور ميخائيلوفيتش دوستويفسكي طير ذلك المشهد من رأسي.. الجريمة والعقاب، هو اسم أهم رواية كتبها دوستويفسكي، ويصنفها البعض من أهم عشرة كتب في التاريخ.

    _______

    قرب نهاية الأصيل، أي قبل المغيب بقليل، يتمشى شاب في ريعان شبابه، لا يدري إلى أين هو ذاهب بالتحديد ولا يهتم، فقط سار بخطى وئيدة لا يلوي على شيء، لكنه كان يخاطب نفسه حول أمر احتل له في عقله مكانًا في الآونة الأخيرة، هذا الأمر هو ارتكاب جريمة.

    لكن الفتى، واسمه راسكولينكوف، وهو طالب سابق، لا يعدها جريمة، كان يعتبرها خدمة سوف يقدما للإنسانية. وتلك الخدمة هي قتل عجوز مرابية، ومعنى مرابية أنها تقرض الناس أموال بفائدة ومقابل رهن ما، ودائمًا ما كان الرهن شيء ثمين عزيز لدى المقترض، وإن لم يرجع المقترض ما اقترضه خلال فترة زمنية محددة، يكن الرهن من حقها حسب الاتفاق، وغالبًا ما كان يحدث ذلك نظرًا لتعثر حال المقترض.

    راسكولينكوف، شاب ذكي، نبيل، ذو مروءة، يسعى لخدمة الناس من دون أن ينتبه لذلك، فبالرغم من فقره المدقع، ورثاثة ثيابه وحالته المزرية، إلّا أنه لا يتراجع قيد أنملة عن تقديم العون لأسرة فقيرة صغارها تبكي جوعًا بإخراج كل ما في جيبه من أموال وتركها لهم، وتقديم المساعدة لمراهقة ثكلى يتحرش بها رجل. فإذًا كيف لشاب أخلاقه بهذا النبل أن يقتل؟

    عاش راسكولينكوف فترة تخبط فكري، لكنه كان يؤمن بأفكاره رغم ذلك، قتل العجوز المرابية "إليونا إيفانوفنا" هي خدمة للمجتمع، وليس عمل إجرامي. ورغم ذلك أيضًا كان يتعذب من مجرد الفكرة، فقد كان يرهقه كثيرًا التفكير في الأمر، حتى أنه أصيب بالحمى في فترة التخبط الفكري ذاك.

    جدير بالذكر أن راسكولينكوف كان في حاجة إلى المال، كي يتدبر أمور حياته، ويعود إلى دراسته التي تركها بسبب الفقر. وكان في حاجة ماسة إلى المال أكثر، لتهيئة ظروف معيشية كريمة لوالدته وشقيقته دونيا، وإنقاذ الأخيرة من الزواج من شاب يكبرها في العمر وتختلف طباعه عن طباعها ولا تحبه أيضًا، لكنها كانت قد قررت التضحية بسعادتها بقبولها بالخطبة، وليس ذلك لشيء إلّا ليعود راسكولينكوف إلى دراسته وتستقيم حياته في بطرسبرج.

    إذًا كان راسكولينكوف يفكر في قتل العجوز لأسباب متعددة، نذكر منها فكرة إراحة المجتمع من شرها، وسرقتها كي ينعم هو وأسرته بمالها.. فهو فيه من النبل ومن ال... خِسة.

    على أنه حين قرر أن ينفذ الأمر، وبعد أن نفذه فعلًا بخطة فيها من الدهاء ومن حسن الحظ، تفاجأ بوجود شقيقة العجوز عند جثة أختها، فلم يتوانى وقتلها هي الأخرى. إليزافيتا، شقيقة العجوز، إليزافيتا الطيبة، التي كان راسكولينكوف يعدها ساذجة مقهورة، تقع تحت سيطرة شقيقتها واستبدادها. إذًا لم يكن ينتوي لها سوء أبدًا، فلماذا قتلها؟

    راسكولينكوف كان حالة فريدة وعجيبة، حتى أنه تعلق بفتاة بائعة هوى، لكنه كان قد عرف لماذا الفتاة ارتضت أن تنزلق إلى الهاوية هكذا، عرف أنها أنما تفعل ذلك من أجل الإنفاق على أبيها السكير العاطل عن العمل، وزوجة أبيها المريضة وأشقاءها الصغار الجوعى العرايا، فكانت "صونيا" مثال الشرف والنبل في عينيه، لا فتاة صاحبة بطاقة صفراء.

    وإليكم مشهد من الرواية يوضح كيف كانت صونيا في عيني راسكولينيكوف:

    "كان راسكولينيكوف يذرع الغرفة طولًا وعرضاً دون أن يتكلم ودون أن يَنظُر إليها واقترب منها أخيراً كانت عيناها تسطعان، أمسك كتفيها بيديه وأنعم النظر إلى وجهها الغارق في الدموع، كانت نظرته ملتهبة جافّة حادّة، وكانت شفتاه تختلجان اختلاجاً حاداً جداً، وانحنى فجأة بحركة سريعة فسجد أمامها وقبّل قدميها، تراجعت صونيا مُرَوّعة كأنها ترى مجنوناً، والحق أن هيئته كانت هيئة مجنون!

    تمنّعت تقول شاحبة الوجه منقبضة الصدر انقباضاً أليماً:

    - ماذا تفعل؟ ما الذي تفعله؟ أأمامي أنا تسجد؟

    نهضَ وقال لها بلهجة وحشيّة:

    - أنا لا أسجُد أمامك أنتِ.... بل أمام مُعاناة البشرية كُلها."

    الجريمة والعقاب ج2 ص73

    ________

    العقاب..

    عرفنا الجريمة، ما هو العقاب إذًا؟

    استطاع راسكولينيكوف أن يضلل رجال الشرطة وأن يبعد عنه جميع الشبهات، لكنه نال عقابًا من نوع آخر، ألا وهو عذاب الضمير، تأنيب الذات الذي حول حياته لجحيم، ليقرر في النهاية أن يرتاح، ويعترف على نفسه.

    ________

    الجريمة والعقاب: قصة في غاية الجمال، مغزى هادف نبيل، حبكة فاتنة رائعة، سرد ماتع، رواية اجتماعية فلسفية.. أرشحها لكم بقوة، وأعتبرها على رأس أهم الأعمال الأدبية.. وعذرًا على الإطالة وعلى حرق الأحداث. لكن للعلم.. عند قراءتها ستكتشف أني لم أحرق الأحداث، ولم أقل عنها إلّا القليل، وهي التي يكتب فيها مجلدات.

    ________

    اقتباسات من الرواية:

    - إننا بقتل فرد واحد نستطيع أن ننقذ حياة ألوف غيره من العفن والفساد والتحلل، يموت واحد ليعيش مئات!

    - الألم والمعاناة لا مفر منه دائمًا لذكاء كبير وقلب عميق. أعتقد أن الرجال العظماء حقًا يجب أن يكون لديهم حزن كبير على الأرض.

    - من يسمعك يظن أن الإنسان لا يمكن أن يصنع بأخيه الإنسان إلا شراً في هذا العالم الأرضي، وأنه لا يجوز أن يفعل له أي خير، وذلك كله باسم عادات سخيفة وآراء باطلة.

    - لا بد لكل إنسان من أن يجد ولو مكانًا يذهب إليه، لأن الإنسان تمر به لحظات لا مناص له فيها من الذهاب إلى مكان ما، أي مكان.

    - فكلما كان مكر المرء أكبر، كانت الأمور الأبسط هي التي توقعه في الفخ.

    - كل شيء مرهون بالبيئة التي يعيش فيها الإنسان. كل شيء تحدده البيئة والإنسان في ذاته لا شأن له.

    - لقد أمضيت حياتي كلها في الدفاع عن أشياء لن أحظي بها أبدًا، أجلس الآن وحيدًا، أمشط شعر الخيبة وأغني لها.

    - لأنك محروم من العقل، عاونك الشيطان.

    - لا بدّ للمرء آخر الأمر أن يقف وجهًا لوجه أمام متاعبه وينظر إليها بجرأة وجدّ، بدلًا من أن يبكي كطفل صغير .

    - هل تدرك يا سيدي الكريم، هل تدرك ما معنى أن لا يكون للانسان مكان يذهب إليه؟

    - الإفراط في امتلاك الوعي هو بحد ذاته مرض.

    - بكوا في أول الأمر ثم ألفوا وتعودوا. إنّ الإنسان يعتاد كل شيء. يا له من حقير!

    - كلما كانت الأماكن أشد عزلة وأكثر خلوًا شعر راسكولنيكوف بحضور عميق مقلق لا يرعبه فقط، وإنما يضايقه ويزعجه خاصة، فكان يسرع عندئذ عائدًا إلى المدينة فيختلط بالجمهور، ويذهب إلى سوق المواد المستعملة وسوق العلف فيشعر هنالك بشيء من الارتياح.

    ‏- لا بد أن يتألم من كان واسع الوجدان عميق الشعور.

    - أتذكره تذكراً واضحاً مميزاً، لو رأيته بين ألف شخص لعرفته، قلبي يملك ذاكرة الوجوه.

    - وأنك تكثرت لكل شيء، وهذا سيجعلك اتعس الناس.

    - يخيل إلي أن الرجال العظماء لابد أن يشعروا على هذه الأرض بحزن عظيم.

    - قد يكون في أعماق المرء ما لا يمكن نبشه بالثرثرة، إياك أن تعتقد أنك تفهمني لمجرد أنني تحدثت إليك.

    - ينبغي على الإنسان أن يكون شديد الدهاء مع الخبيثين.

    - ما هو غبي هنا يصبح ذكي هناك، ما يبدو هنا في الظروف الحالية مخالفاً للطبيعة سيصبح هناك طبيعياً. كل شيء تحدده بيئة الانسان.

    - فيعود لينطوي على نفسه، يعود إلى غرفته وكأنه يعشق ضعف إنارتها.. يتمنى لو يبذل ذاته من أجل الآخرين، أن يرتبط بصداقات، لكنه سرعان ما يعود ليتقوقع على ذاته، متسائلًا: ما الذي يجمعني بهؤلاء الناس الذين يهدرون الوقت، أصحاب التطلعات السخيفة التافهة.

    - أيها السيد الكريم، ليس الفقر رذيلة، ولا الإدمان على السكر فضيلة، أنا أعرف ذلك أيضًا. ولكن البؤس رذيلة أيها السيد الكريم، البؤس رذيلة. يستطيع المرء في الفقر أن يظل محافظًا على نبل عواطفه الفطرية، أما في البؤس فلا يستطيع ذلك يومًا.

    ‏- هل تظنين أني ألقيت بنفسي في غمار هذا الأمر كالمجنون؟ إني أقدمت عليه بكامل عقلي، وفي هذا كان القضاء عليّ. (ذلك الأمر هو قتل العجوز).

    ‏- إنَّ من الأفضل للمرأة أن تأكل كسرة خبز يابسة، وأن تنهل قطرة ماء، على أن تورط نفسها مع رجل لا يهتم إلّا بجسدها.

    - الجريمة هي إحدى طرق الأحتجاج على غياب العدالة المُجتمعية.

    - محاكمة النفس أصعب وأبغض من المحاكمة الأرضية باسم القانون، فالقانون هنا ينطلق من الضمير.

    - محمد كمال

    لا تنسوا اللايك والشير 💙

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    الجريمة والعقاب .. أهي جريمة القتل وعقوبة السجن ؟! هل خلد التاريخ والأدب هذه الجملة فقط .. قرأت نقداً ذات مرة أنه يتساءل ويجعل كل منا يسأل نفسه، هل لنا الحق في سلب حياة أحدهم لأي سبب كان مهما عظم في أنظارنا؟ هل يحق لأمريكا مافعلته في ناجازاكي وهيروشيما؟ هل يحق لداعش إحراق الطيار؟ فالياباني يرى أن أمه ليس لها ذنب والأردني أن ابنهم يدافع عن وطنه. لكن ماذا لو علمت أن أحدهم سيقتل صلاح الدين واستطعت ان تقتله وهو رضيع هل ستفعل؟ ماذا عن نيوتن، الرازي، اينشتاين، ابن سينا...؟! الحضارة مقابل الإنسان، فهم قدموا الحضارة ولكن الانسان يخلقها، [وليس السؤال هنا عن هل النفس بالنفس ولكن قبل الحدوث وقبل الجريمة] .. هل ستقتل اطفالاً لتغير العالم للأعظم؟ وان كنت متاكدا هل ستقتل أخاك وابنك وتمضي على ورقة إعدامه منذ الطفولة؟ هل ستجر الجيوش وتنادي بالجهاد وابنك ينام بأحضان الأنوثة؟ ..

    # ولكن انا لم انظر للجريمة انها القتل .. بل انها الكذبة البيضاء الصغيرة، والمجاملة اللطيفة، والإبتسامة الصفراء، والحضن البارد، عندما تقتل الإنسان الذي بداخلك من أجل وحش الطبقة الإجتماعية، عندما يضحي الآخرون من أجلك، عندما تضعف أمام الرغبات والشهوات، عندما تقع في حب ساقطة، عندما تتزوج المال، عندما يكون الفقر بابك الوحيد لتنفق فيه مالك، ...

    اما العقاب.. ذلك العقاب القاتل الوحشي الدموي اللانهائي، هل ستقبل خد أمك بفم ملئته كذباً وزوراً وابتسامات منافقة أم ستكون بربريا همجيا ثم تقبل امك بطهارة شفتيك؟ هل ستحتضن أختك وأباك بكل اشمئزاز من نفاقك أم..؟! هل ستشتري ثياباً ويبقى أهلك جائعون أم ستبقى عاريا {والفقر لن يفترق عنهم، فهو الابن البار الذي لا يغيب} ؟ حتى وإن كنت أملهم الوحيد والطبيب الموعود والضابط المؤمول ؟؟؟؟ هل ستتزوج من جعلت من نفسها الطاهرة خرقة ترمى بكل مكان، ثم تعود فتستعمل؟ حتى وإن كان من أجل أبيها وأمها والاخوة الاطفال؟ لم يرق لك السؤال؛ فلنقل هل ستحضن ابنك عندما يقتل صديقه من أجل أن يأتي لأمه بالدواء؟ فهكذا ألطف! .. هل لو كان لديك طفلان وعلاج واحد، من ستعطيه ومن ستترك؟ ومن أعطاك الخيار لتختار؟! ...

    من يبحث عن هذه الاسئلة يكون نزلت فيه العقوبة، وان كانت اجبارية، فلا روحك اختارت جسدك ولا مدينتك ولا عصرك ولا حضارتك.. عقوبة تراها في حمى الجواب وهلوسة الاختيار، ستتمنى ان تموت على ان تختار-ولكن الموت ليس خيارا متوفرا- وان كان متوفرا فهل ستحتاره؟ لماذا؟ أنانية الهروب؟

    ستتمنى أن تصرخ بأعلى صوتك -أنا القاتل- ولكن من المقتول وأين الجريمة؟ هل كونك إنساناً؟ لم أكن أريد أن أجعل مراجعتي سوداء قاتمة مليئة بالسوء ولكن حدثت هذه الاختيارات في حياتنا، الحق أم الصداقة؟ الصداقة أم الأنانية؟ ذاتي أم الواقع(المجتمع)

    الجريمة والعقاب لفيودور دوستويفسكي كانت حياة كاملة من القرارات والأخطاء والقسوة والواقع.. يحق لدوستويفسكي الخلود فقد حقق الواقعية وحقق العدل لذواتنا وافكارنا.. فإن حققنا الجريمة فلن نفلت من العقاب .. وما أبشع العقاب عندما نجعل الموت هروباً منه، وما أبشع جريمة ذاك عقابها

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    5

    ****

    تحكي الرواية عن راسكولنيكوف , والاسم مشتق من كلمة "راسكولنيك" والتي تعني المنشق(المنشق عن المتمع في حالتنا ),ويقال ان الصاغية الاولى للرواية قد سماها الكاتب ب "يوميايت راسكولنيكوف". يعيش راسكولنيكوف حالة من الفقر المذقع حيث انه مهدد دائما بفقدانه شقته المزرية التي تبعث السئم والبئس ,كونه لم يدفع ما عليه من ايجار لصاحبة البيت منذ اشهر , وما يترتب عن هذا الامر من فقدانه للوجبات التي كانت تقدم له على حساب اجر الشقة , بالاضافة الى اضطراره الى ترك الجامعة لعدم استطعاعته تحمل عبئ نفقاتها , وكان البطل يعيش حالة من العزلة والانطواء لدرجة انه اصبح يخاف لقاء اي شخص , حتى ان حالته البائسة لم تعد تثقل عليه فهو مأخوذ منذ ما يقارب الشهر بفكرة ومشروع يريد تنفيذه ....

    وموضوع بحث الرواية كما هو واضح من عنوانها هو الجريمة وقضية الخير والشر التي ترتبط بالجريمة، فهو يصور ما يعتمل في نفس المجرم وهو يقدم على جريمته، ويصور مشاعره وردود أفعاله، كما يرصد المحرك الأول والأساس للجريمة حيث يصور شخصاً متمرداً على الأخلاق. يحاول الخروج عليها بكل ما أوتي من قوة، إذ تدفعه قوة غريبة إلى المغامرة حتى ابعد الحدود لقد اكتشف بطل الرواية راسكولينوف أن الإنسان المتفوق لذا شرع بارتكاب جريمته ليبرهن تفوقه، لكن العقاب الذي تلقاه هذا الرجل كان قاسياً إذ اتهم بالجنون وانفصل عن بقية البشر وقام بينه وبين من يعرف حاجز رهيب دفعه إلى التفكير بالانتحار. ويناقش دوستفتسكي ذلك باسلوب سردي يشد القارئ شدا قويا حتى اني وجدت نفسي اقرئ ما يفوق ال 100 صفحة في اليوم . والرواية تطبعها سوداوية عميقة تتجلى خاصة في حالة الطبقة الفقيرة بروسيا القيصرية ومعاناتهم القاسية من التهميش والاقصاء التي صورها الكاتب بواقعية كبيرة .

    عموما الرواية تعتبر من قمم الاعمال الانسانية كما ان اعمال ديوتسفسكي تعد من الثرات الانساني , وانصح بقرائتها بشدة ببساطة لانها رواية عظيمة من روائي عظيم ....

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    ما العقل إلا خادم الأهواء

    ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ... وأخو الجهالة في الشقاوة ينعمُ

    راسكولنيكوف الشاب الجامعى الذى يخطو على طريق العلم ليكون قاضيا أو رجل قانون أو كاتبا لامعا أو عالما أستاذا يشار له بالبنان ذو العقل الراجح و اليد المعطاءة و القلب الذى يتمزق إذا رأى صاحب حاجة لا يستطيع أن يلبى حاجته.

    هو فقير ماديا فقرا اضطره لترك دراسته و التقوقع على نفسه لكن راسكولنيكوف رغم بقاءه وحيداً في جميع اﻷحيان تقريباً، لا يفلح في الوصول إلى الشعور بالوحدة.

    لا يكفي أن يكون المرء ذكيًا حتى يتصرف بذكاء و كما نقول نحن هنا في هذه الجهة من العالم: تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن.

    راح يتقدم في طريقه دون أن يبصر شيئاً مما حوله حتى وجد نفسه في طريق الجريمة التي لا فكاك منها حتى إذا ما بلغ الطريق, تخلى عن مخاوفه, أو هي تخلت عنه

    هل تدرك يا سيدي العزيز ما معني أن لا يعرف

    الإنسان إلي أين يذهب؟ ذلك أنه لابد لكل إنسان أن يستطيع الذهاب إلي مكان ما

    إن كل إنسان يا سيدي بحاجةٍ إلى ملجأ يشعر فيه فيه بالحنان والشفقة

    إن الشفقة في أيامنا هذه يحظرها العلم ، البؤس رذيلة ، يستطيع المرء في الفقر أن يظل محاظفاً على نبل عواطفه الفطرية، أما في البؤس فلا يستطيع ذلك يوماً ، وما من أحد يستطيعه قط ، إذا كنت في البؤس فإنك لا تطرد من مجتمع البشر ضرباً بالعصا ، بل تطرد منه ضرباً بالمكنسة بغية إذلالك مزيداً من الإذلال.

    نعم اننا نستطيع عند اللزوم أن نخنق حتى احساسنا الأخلاقي! إننا نستطيع عند اللزوم أن نحمل إلى السوق كل شيء فنبيعه فيها: الحرية، الطمأنينة حتى راحة الضمير ! فلتتحطم حياتنا إذا كان في ذلك سعادة لأولئك الذين نحبهم! وأكثر من ذلك أننا نلفق لأنفسنا عندئذ سفسطة خاصة فنريح ضمائرنا إلى حين، مسوغين أعمالنا قائلين لأنفسنا: إن ما فعلنا هو ما كان ينبغي لنا أن نفعله مادمنا نعمل في سبيل هدف نبيل وغاية شريفة

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    " لم أقتل شخصًا. قتلت مبدأً."

    رواية الجريمة والعقاب، من عنوانها ومن صفحتها الأولى، ستُدرك أن البطل "روديان رومانوفتش رسكولنكوف" مقدمٌ على القيام بجريمة محددة، ومع ذلك، لن تغلق الصفحات أو تعد الأحداث متوقعة، بل ستغوص معه أكثر وأكثر، في خواطره، تأمله للشوارع الروسية القديمة، والحانات، والأشخاص حوله، ستهتم لمعرفة ما يدور بعقله أكثر، ما الذي جلبه للانعزال عن البشر لأشهر؟ وكيف سينفذ جريمته؟

    "لئن خان العقل، فقد ساعد الشيطان."

    بين أسطر الرواية ستجد عطف الأم الحنونة "بولكيريا" على بطلنا الشاب، وشقيقته الرقيقة معه رغم قوة شخصيتها، وما مرَّا به من مصاعبٍ دون إخباره خوفًا عليه، ستجد ملامح الفقر في عابري الشوارع وتأملات روديان، وستجد الأب السكير المشفق على حال عائلته يثرثر بغزارة  ورغم ذلك لا يقلع عن خطيئته.

    "لماذا عسى أن يُرثى لحالي؟ نعم ليس هناك ما يدعو إلى الرثاء له، إنما ينبغي أن أصلب! أصلب على صليب، اصلبه أيّها القاضي! ثم ارث لحاله."

    وستجد نقاشات حادة بين أطراف ذكية تأخذك الكلمات في رحلة لعقولهم الثائرة، وستجد الفتاة الخجولة رغم تذكرتها الصفراء والتعاسة المخيمة على حياتها دون تزحزح. 💭

    العظمة في كتابة الحوارات والجانب النفسي فوق مستوى التقييم. 😆❤️

    أكثر الشخصيات الجاذبة لانتباهي: كاترينا إيفانوفنا.

    شخصية كُتِبت بحبر الألم والمعاناة، تنافس ظهورها بكل مشهد مع السابق له لإظهار مدى اضطرابها، بالإضافة لأقاويلها الراسخة في الذهن. 🤍

    ترشيح مناسبٌ لمن لا يمانع قراءة الروايات الطويلة وتعدد الشخصيات، ولمحبي الغوص في الأجواء والنقاشات النفسية.🤍

    في حال لم تقرأ لدوستويفسكي من قبل، فأحيًانا يُنصح بالبدء بالروايات الأصغر له للاعتياد على أسلوبه الروائي المغاير للبعض.☺️

    دُمتم بخيرٍ. ☁️

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    "الناس قسمين : العاديين و هم المطيعيين المنساقون وفق ما يفرضه عليهم زمانهم بكل رحابة صدر, و الخارقون الذين يثورون على زمانهم و يعيدون صياغة التاريخ و لو كلفهم هذا..السير في وحول الخطيئة و الإثم ليصيغون بدورهم قانونهم الخاص و يطبقونه"

    هكذا قسم بطل الرواية الناس و صنفهم في مقالته....ليعد نفسه أحد الخارقين و يمشي ممشاهم فيقتل عجوز و أختها و يسرقها...لتكون خطوته اللاحقة شطب أي احتمال ليكون هو القاتل فيناور مع من يشتبه فيه...ليدخل لاحقا في دوامة عذاب الضمير....

    يخط لنا دوستويفسكي هذه الرائعة مزيلاً بعض الضباب عن بعض ألغاز الإنسانية بأسلوب سرد مشوق ممتع نجح المترجم في إيصاله للقارىء.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    تمثل هذه الرواية احدى ابرع الاعمال الادبية تعبيرا عما يعتمل داخل النفس الانسانية من مشاعر قد تصل احيانا الى حد التناقض

    تجلت براعة المؤلف فى تصوير حال الطبقات الفقيرة من المجتمع الروسى و هى بذلك الوظيفة الاولى للادب و هى ان يصبح مرآة مجتمعه و يعبر قضاياه و مشكلاته

    صورت الرواية باتقان شديد شخصية البطل راسكولينكوف الشاب و الذى يرغب فى دراسة القانون الا ان الظروف الاجتماعية و الاقتصادية القاسية دفعته لارتكاب جريمة قتل للعجوز المرابية التى يقترض منها فى نفس الوقت الذى يقوم بمساعدة اسرة موظف فقير بعد انتحاره مما يبرز مدى التناقض سابق الاشارة اليه

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    يهب على حتفه اﻻنساني راسكولنيكوف حينما توالى الى قتل تلك العجوز واختها التي تواجدت في المكان والزمان الخطأ ولكن ماإن يغادر ذلك البيت المقمع شعر بان تلك الجريمه الما مدقع باجوافه الى اﻻبد،

    يطلق الكاتب اسلوبه التحليلي للقاتل اكثر من الجريمه فيفسر مراحل تانيب الضمير المميته والهذيان الذي صاحب البطل نوعا من تلك المرحله التفسيريه ، لقد كان راسكولنيكوف اقرب الى الوداعة واللطف في مظهره ولكن المكر والذكاء حاشية به ، ذكيا في خفاياه وديعا في ظاهره .

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    هذه الرواية لا يكتب بها مراجعة او قراءة واحدة وانما دراسة كاملة لما فيها من عمق وتحليل للنفس البشرية

    ستجد نفسك في صف القاتل ضد الضحية وتبرر له فعلته وتنس او تتناسى تلك الضحية السلبية مسلوبة الارادة التي قتلت خطأ ...ستكون الحبكة الروائية عكس ماتظن غرف صغيرة وحجر مظلمة واحاديث نفس غريبة جدا ... وفي النهاية تسأل نفسك هل نفكر بما نفعل ام اننا نفعل مانفكر به

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    روايه جيده في تفاصيلها

    تحكي عن واقع التي كانت تعيشه روسيا في القرن ١٩ ومستوي الفقر الذي كان يعيشه اغلب البشر والبيئه التي تدفع الشخص الي ارتكاب جريمه هو في الاصل كان لا يفكر انه يفعلها الروايه فيها اقتباسات رائعه وشيقه

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    من الروايات التي شدت انتباهي رغم ضخامتها، راسكولينكوف مع وضعه الاقتصادي والاجتماعي ثم جريمته وأفكاره وأحاسيسه الداخلية التي كانت تتصارع مع ذاتها ومع الخارج من أجل تحقيق العدالة.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    رائعة بكل المقاييس وسأبدأ بالجزء الثاني مباشرة. حصلت عليها بعد عناء طويل ورفضت اكثر من مرة قرائتها الكترونيا والنسخة التي حصلت عليها ترجمة سامي الدروبي دار رادوغا الروسية.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    2 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    4

    رواية رائعة جدا وواحدة من أجمل ما كتب في الأدب الروسي بل الأدب العالمي

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    تعليقي يكون على الجزء الثاني لا استطيع الحكم عليها عند هذا الحد

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    كتاب رائع جدا يجعلك تخوض حرب نفسية رائعة

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    لم أشعر مثل هذهِ الدهشة حين قرأت كتاب!

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    كتاب لن يكرره التاريخ

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    رواية متميزة

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
المؤلف
كل المؤلفون