محور الحكاية هو عمل رفعت الأنصاري (الكاتب) في السفارة، المصرية في اسرائيل، وارتباط اسمه بفضيحة تجسس، اذ اتهمت صديقته، وهي دبلوماسية بريطانية، بتمرير معلومات سرية له، لصالح مصر. يتبدى من الصفحات الأخيرة للكتاب، أن هدفه الأول هو تبرئة ساحة صديقته (فهي حوكمت في بريطانيا وفصلت من السلك الدبلوماسي). ويقول انه فقد الاتصال معها منذ 1982 ولا يعلم شيئا عنها ويطلب منها الاتصال به . هذه الصفحات الأخيرة تعطي الكتاب طابعا آخر، أكثر عاطفية.
لكنه بالمقابل، يخبر عن كيفية حصوله الفعلية على تلك المعلومات، وهو يخبر عن مغامراته الغرامية المتعددة، التي استحصل بواسطة بعضها - بالاضافة الى "أوقات ممتعة"، على معلومات مهمة مثل موعد الهجوم الاسرائيلي المقرر على لبنان سنة 1982. ويظهر أنه اكتسب صيت كزير نساء هناك. ربما هناك من سيتهمه بالمغالاة والوسوسة (مثلا ما يصفه من محاولات اغتيال)، إذ هناك بعض الأخبار التي يصعب تصديقها. لم أجد أن الكاتب يتقصد اظهار نفسه كجايمس بوند عربي- بالطبع هو يشيد بنفسه في بعض الأحيان، لكن بالمجمل لا يبالغ في تصوير نفسه بطلا"؛ وان كان يصعب التحقق من معظم الأخبار ، الا أنه توجد بعض المواقع الغربية التي تذكره في قضية تجسس الدبلوماسية الانكليزية.
بالاضافة الى ذلك، يذكر فصول من المفاوضات المصرية الاسرائيلية التي شهدها، كما يذكر أحداث متفرقة (كحديثه مع بيغن عن الأثار أو مع شارون عن الأكل، وتفاصيل من دفن السادات الخ)؛
كما يذكر مشاهداته اليومية في المجتمع الاسرائيلي دون أي خلفية سياسية ظاهرة، وهذا ما وجدته مثيرا للاهتمام، اذ يبدو بعض اصدقائه الاسرائيليين كأصدقاء حقيقيين.
ايقاع الكتاب سريع وقراءته كانت ممتعة، وإن كان في بعض أجزائه من نوع "صدق أو لا تصدّق".