انتهيت من عملي مبكرًا يوم 10 يناير، وكنت قد اتفقت مع روبرت على اللقاء في التاسعة مساءً، فقررت التوجه إلى فندق «هيلتون» حتى يحين موعدي معه، وفي طريقي إلى الفندق وقفت في إشارة المرور إلى جوار سيارة صغيرة، ونظرت باتجاهها فشاهدت قائد السيارة وبجانبه سيدة في المقعد الأمامي، وفي المقعد الخلفي كانت تجلس سيدة شقراء تبدو في الثلاثين من عمرها، وكانت تبكي بشدة وهي تتحدث مع السائق والسيدة التي تجلس إلى جواره، وكانت تشير بإصبعها باتجاهي، فنظر هو والسيدة التي بجانبه إليَّ باندهاش، وفي هذه اللحظة تغيرت الإشارة إلى اللون الأخضر، فانطلقت بسيارتي، ولاحظت أن سائق السيارة الصغيرة يحاول اللحاق بي، وتأكدت من ظنوني عندما وجدته يضيء أنوار سيارته للتوقف، وبالفعل انتحيت جانبًا، فنزل من سيارته وتوجه نحوي وأنا في حيرة من أمري، وبدأ حديثه بالعبرية قائلًا إنه وزوجته في السيارة، وإن السيدة التي خلفه هي شقيقة زوجته، وقد أتمت إجراءات طلاقها منذ نصف ساعة، وكانوا عائدين إلى المنزل، لكن شقيقة زوجته كانت في حالة حزن وبكـاء شديديـن، وإنـه سألهـا - على سبيل المداعبة – عما تريد، مؤكدًا لها أنه سيفعل أي شيء للتهوين عليها، فإذا بها تقول له: «إذا أردت أن تُفرج عني فيمكن لك أن تقدمني إلى شخص وسيم، وليكن سائق السيارة التي بجوارنا!»، فنظر باتجاهي هو وزوجته، ووعدها بأن يفعل ذلك مهما كلفه الأمر، ثم سألني إن كان من الممكن أن أدعو شقيقة زوجته على العشاء، مؤكدًا أنه على استعداد لتحمل التكاليف، واعدًا بأن يحضر بعد الانتهاء من العشاء لاصطحابها إلى بيته الذي تقيم فيه لمدة أسبوعين.
المؤلفون > رفعت الأنصاري
رفعت الأنصاري
29 مراجعة