الكتاب رقم 26 لعام 2023
غربة الياسمين
الجزء الأول – رباعية الياسمين
خولة حمدي
"جميع أنواع الياسمين تفضل النّموّ في مكان مشمس، لكنّها تتحمّل وجود شيء من الظلّ. وشمس تونس كانت مواتية لنضجها وتكوين شخصيّتها، وقد أصبحت جاهزة لتحمّل شيء من ظلال أوروبا ذات المناخ البارد. مثل الياسمين الأبيض المتوسّطي"
"حاول ألا تحكم على الإسلام من تصرفات المسلمين.. أو على الأقل لا تحكم من تصرفات أولئك الذين ينتمون إليه بالوراثة "
“الصداقة بين غريبين تبدأ احياناً بكلمة. بلفتة حانية.. بلحظة صراحة نادرة. في اللحظة التي تليها يصبح الغريب صديقا بل لعله يكون قد حصل في ثوانٍ على أكبر أسرار الآخر وأعمقها.. فغالبا ما تكون ساعات الصداقة الأولى هي الأكثر غزارة وسخاء من حيث منسوب الأسرار المتدفقة من الجانبين ربما لأن كليهما لا يحسبه صداقة في تلك الآونة بل مصباً مؤقتا للأزمات النفسي"
بداية:
مع تونس هذه المرة وخولة حمدي مؤلفة كتاب في قلبي انثى عبرية تلك الرواية التي ناقشت الاختلاط الديني في البلدان العربية وهي قصة حقيقية حصلت احداثها بين لبنان وتونس هذه المرة ورواية غربة الياسمين قراءة الكترونية 288 صفحة حيث الحديث عن صراع الهوية والعقيدة والتهمة جاهزة حيث تذهب الكاتبة بنا الى الدول المغرب العربي ومصر كيف يعيشون وعملية الوصول الصعبة والظروف المحيطة.
في غربة الياسمين نحاول ان نفك رموز الرواية فنحن امام رمزية القومية والعقيدة ورمز الغربة ومشاكلها ورمز الاندماج في مجتمعات غربية , فليس هنا الهدف ياسمين بحجابها او رنيم بمكياجها الصارخ وشعرها الأشقر فمن المتعارف عليه ان نبتة الياسمين لا تغير تربتها والا ذبلت وماتت .
تبدا الرواية : بأسلوب جميل من خولة ينقلنا مباشرة الى الحدث فانت تعيش مع فكر ياسمين وهي فتاة بسيطة تقرر الذهاب الى والدها لإكمال دراستها وهي فتاة محجبة من بيئة محافظة لتنصدم وهي تتجول في فرنسا وشوارعها من مرسيليا إلى ليون وباريس، سترى حياتهم عن قرب، وتتعرف كيف يُعاملوا وكيف يتعاملون، ستعرف الفرق بين العربي الي تربى من ظهره في الأراضي الأوربية، وهذا المهاجر الذي تشرب من العادات والتقاليد والمفاهيم الأسلامية حيث نعرف الشخصيات الرئيسية عن قرب رنيم وياسمين والدكتور عمر .
النظرة الدونية حدثتنا الكاتبة وبالتفصيل عن العنصرية الموجودة بين الأوروبي والمهاجريين غير الشرعيين فهنا الغربة غربة الدين وغربة الروح والوطن في فرنسا البلد المتحضر يعاني المسلمون من الاضطهاد و من النبذ، و على وجه الخصوص نبذ المرأة المسلمة المحجبة.
هنا نعيش مع أبحاث الدكتور عمر ومحاولة سرقة ابحاثة في إشارة الى اضطهاد العلماء والباحثون العرب ونذهب مع رنينم وتبرعها بكليتها لرجل فرنسي متحضر باسم الحب للتغير احلامها وتذهب الى رجل اخر ومنحنى اخر بعض الأحلام نتمناها و ننتظرها بترقب و نفاذ صبر و حين تصبح منا قاب قوسين أو أدنى ندفعها بلا ندم لأننا ارتفعنا بأحلامنا درجةً و رفعنا هممنا درجات فما عادت أحلام الماضي تكفئينا اما ياسمين الفتاة البسيطة طالبة الدكتوراه فلها من اسمها نصيب من مظهرها و شخصيتها القوية و والثابتة مثل رائحة الياسمين النفاذة و الفريدة التي تبحث إحساسا بالدفء لا تملكه الورود الأخرى.
لم يكن أمامها إلا أن تنغمس في القراءة كانت هوايتها المفضلة نما ولعها بها في الفترة الأخيرة حتى صار الكتاب صديقها الرسمي الوحيد لا يرفضها و لا يطلق عليها أحكامًا و في حضرته يتسع مجال حريتها ليتجاوز الحدود الجغرافية.
عمر من المغرب دكتور في شركة للكيميائيات، شاب مسلم ملتزم يكون ضحية مؤامرة تحاك ضده للزج به في السجن و إتباعه بلقب معروف وتهمة جاهزة للمسلمين .
هنا نعيش أيضا مع عائلة ياسمين الأجنبية كان الكاتبة تطرح فكرة ضياع الأبناء فهم لم يعرفوا العربية ولا فهموا الإسلام فكان
ايلين وأولادها عكس زهور وأولادها هنا تعيش النقضين لترى وتعرف الفرق.
وظفت الكاتبة خولة حمدي شخصيات روايتها هؤلاء لتطرح عدة قضايا مجتمعية منها العنصرية في بلاد الغرب ضد المسلمين، صعوبة اندماج العرب في المجتمع الغربي الفرنسي نظرًا إلى اختلاف العادات والتقاليد والديانة.
نهاية مفتوحة كانت نهاية الرواية مفتوحة كان الكاتبة تخبرنا انه يوجد أجزاء أخرى لكننا أنهينا بعض القصص لنفتح أخرى حيث عمدت الكاتبة الى عكس الأدوار الأساسية للشخصيات رغم اننا لم نعرف ما حصل للأشخاص