كفتاة محجبة تتوقع أن تخوض تجربة الانتقال الى بلاد الغرب يوماً، فقد كانت هذه هي الرواية المناسبة لتخفيف حدة المخاوف والقلق الذين اعترياني منذ الآن بشكل لا يبشر بخير ، من توقع النظرات المشككة و العنصرية والاحتقار .
أعطتني حافزاً لأكون أكثر شجاعة وثقة بنفسي إذا ما صرت بينهم يوماً ، وبينت لي مفهوم الاندماج وحقيقته بشكل يبعث على الراحة نوعاً ما.
لن يرضى أحد بمظهر المسلمة الملتزمة هناك ، وإذا ما ظللت قلقة من نظرات الناس إلي ، فلن يهنأ لي عيش ولن يريحني إلا الموت .
دعت الكاتبة على لسان شخصياتها وأحداث روايتها الفتاة الملتزمة إلى نسيان الناس ، دعتك لأن تكوني أنت ، مهما كانت الصعوبات، ومهما ضيقت عليك النظرات والهمهمات سبل الحياة.
اذا ما حان موعد السفر إن شاء الله ، فستكون هذه الرواية هي اول ما سأحمله معي الى هناك .
أسلوب الرواية كان شائقاً ورائعاً بحق، الحبكة كانت ناجحة وترابط الشخصيات كان متيناً حقاً ولم أعثر على أي ثغرات تعيبها .
ربما الصدف كانت كثيرة نوعاً ما ، ولكنها لم تخرب الأسلوب أو تسخف الرواية أبداً.
وأيضاً النهاية غير المتوقعة التي انتهت بها قصة ياسمين كانت ممتازة ، وأخرجتها من نطاق النهايات المألوفة المملة .
الأسلوب الإسلامي - المحبب والمفضل لدي - الذي صيغت به الرواية والأحداث جعلاني أبدأ بالرواية التالية للكاتبة فور انتهائي من هذه ، فهذا هو الأسلوب وهذا هو الأدب (بمعنييه الروائي والأخلاقي) الذي أبحث عنه كثيراً بين دفات الروايات التي أقرأ، دون أن أعثر على مثيله إلا نادراً. ولكن هنا عثرت على الأدب الراقي واللغة الصحيحة والحبكة المشوقة وأسلوب الأديب المتمكن والمحترف.
تجد في هذه الرواية تناقضات المجتمع كلها، بين التزام وتفلت ، ،عودة الى الدين وعودة عنه ، الظلم والشك والندم، النجاح والغدر ، والمحبة والكره . كلها تتجسد في شخوص الرواية المختلفة وتحمل معها الكثير من العبر .
رواية أكثر من رائعة وتستحق بكل جدارة النجوم الخمس.