اقتباسات من رواية أثر النبي - قصص قصيرة من وحي السيرة

يصيبها الصداع فتقول: "بذنبي، وما يغفره الله أكثر إن شاء الله ".

زهدت في كل شيء حتى بصرها الذي ضاع منها بمرور الزمن، ولكن حتى ضياع البصر لم يوقف مسيرة زهدها. أهداها أحدُهم كسوة فاخرة من العراق، لمسَتْها ثم قالت: "أُفٍّ، رُدُّوا عليه كسوته"، فلما أحسَّت بأنه قد شقَّ عليه برَّرت ذلك بأن الكسوة تشفُّ. قالوا لها: "لا تشفّ "، قالت: "فإنها تصِفُ"، فلما يئسوا أحضروا لها كسوة فقيرة خشنة، لمستها فقالت: "مثلَ هذا فاكسُني".

كانت أسماء في سباق دائم مع السيدة عائشة في الكرم والجود. يُقال إن عائشة كانت تجمع الشيء إلى الشيء إلى أن يصبح قدرًا بمرور الأيام فتَتصدَّق به. أما أسماء فلم تكن تدَّخر شيئًا لغدٍ أبدًا، وكان تَصدُّقها قرينًا لزُهدها، وكانت تُوصي مَن حولها بأن انتظار فضل الصدقة يُفسِدها: "تَصدَّقن ولا تنتظرن الفَضل".

سقط قرط أسماء على الأرض من فرط قسوة كفِّ أبي جهل. همَّت قريبة لها أن تنحني على الأرض لالتقاطه فنهرتها أسماء: "هذا ليس موضع انحناء أبدًا!"

كان سيناريو النبوة يقتضي أن يَشبَّ بعيدًا عن الحَضر بكل ما فيه من تشويش.. أن يَشبَّ في رحاب حليمة، في هذا المدى المفتوح حيث لا شيء.. وكل شيء.

⁠‫هكذا يصبح للحكاية منطق.

أن تضرب ببصرك بعيدًا فلا يحدُّه بيت أو زحام، فتَتمرَّن الرُّوح على أن تبلغ أقصى اتساع ممكن لها…

⁠‫أن يسأل قلبك وتنتظر الإجابة، فتأتيك صافية لا يُشوِّش عليها شيء…

أن تتخلى عن ملعقة ذهب مضمونة في بيوت الأعمام والأقارب في الحَضَر، وتستسلم لتقشُّف البادية منذ لحظات إدراكك الأولى، فيَشب الجسد وطعامُه الشدائدُ، وَيشب الوجدان وطعامه الرِّقَّة…

كان لقاءه الأول بأبيه، والأخيرَ بأمه.

⁠‫في طريق العودة من يثرب تُوفِّيت آمِنة.

كان عبد الله يُسابق الريح مدفوعًا بمشاعره تجاه آمِنة، التي طالما خبَّأها حتى اطمأنّ على مصيره..

كان عبد الله مدفوعًا بمشاعره تجاه آمِنة، التي طالما خبَّأها حتى اطمأنّ على مصيره..

كبر حاطب وهو لا يحترف سوى شيئين: الفروسية والشِّعر، أخذ من الأُولى ما تيسَّر من الأخلاق، ومن الثاني ما تيسَّر من رِقة المشاعر.

شقَّ على النبي أن يوقظ ابنته، وكانت في قلب الدار غنمة فحلبها بنفسه وظلَّ يسقي الحسن حتى ارتوى.

بعد أن تُوفِّيت السيدة رُقيَّة رضي الله عنها حزن سيدنا عثمان حزنًا شديدًا، وكان دائم البكاء عليها.

فقال لها سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تبكي يا بُنيَّة؛ إن الله مانِعٌ أباكِ".

أوصيك بحُب المساكين وأن تدنو منهم. وأن تنظر إلى مَن هو دونك، ولا تنظر إلى من هو فوقك.

ولا تسأل أحدًا شيئًا.

أن الحُب يصنع للإنسان جذورًا تمنع الأيام من اقتلاعه.

والصنم هو جسم له صورة، أما الوَثَن فهو جسم ليس له صورة.

كان أهل الجزيرة يعبدون الأصنام تقرُّبًا إلى الله، بعضهم كان يقول: "نحن غير مؤهَّلين لعبادة الله بغير واسطة لعظمته ولِنَقْصنا" (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ)،

قال أبو هريرة رضي الله عنه: "نهى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يُشرَب مِن فِيِّ السِّقاء أو القِربة " (متفَق عليه)، أي نهى عن الشرب من حافة الإناء حفاظًا على نظافة وعاء شُرْب جماعي (يعني: "محدِّش يشرب من القزازة..

تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: "ما غِرتُ على امرأة إلا دُونَ ما غِرتُ على مارية" كانت جميلة، صَبُوحًا، حسنة الدين، تختزل في رُوحِها سِحر مصر بأسرارها وغموضها، وكان سيدنا النبي يزورها كثيرًا حتى شَكَت السيدة عائشة.

قد قال للنبي: "أوَلَم تَنهَ عن البكاء؟"، قال سيدنا النبي: " إنما نهيتُ عن النِّياحة ونَعْتِ الميت بما ليس فيه ".

‫ بكى النبي فقيدَه وقال: "إنما البكاء رحمة، ومَن لا يَرحم لا يُرحم".